من أقر ظالما على ظلمه شاركه ذنبه ومن أعان مجرما على جرمه تحمل مثل وزره أما بعد فيقول رب العالمين سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
بقي لنا في ختام الحديث عن ضرورة أن يكون المؤمن بارا بقي لنا أن نذكر بقول الله تعالي: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} افعل الخير وعلمه غيرك افعل الخير وتعاون عليه ودل الناس عليه.. فمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.. وفي المقابل { وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } لا تعن ظالما علي ظلمه لا تقر مجرما علي جرمه.. ومن منكم رأي منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان .. من أقر ظالما علي ظلمه شاركه ذنبه ومن أعان مجرما علي جرمه تحمل مثل وزره.. ولذلك قالوا من غاب عن معصية فأقر بها كان كمن شهدها ومن شهد معصية فأنكرها كان كمن غاب عنها.. فالذنب شؤم علي صاحبه وعلي صاحب صاحبه ولذلك قيل لا تكن صاحب صاحب معصية .. فبرضاك تشترك معه في الإثم ولأنك بإقرارك له تتحمل مثل ذنبه وهذا لا يرد عليه بأنه لا تزر وزر أخري لأن رضا الناس وتصفيق الناس يعين الظالم علي ظلمه فلا تجامل أحدا بخطئه فتحمل وزرا.. ناقة صالح عليه السلام قتلها واحد عقرها واحد لكن عند حديث القرآن قال (فعقروها) والمعني أنهم لما أقروا المجرم علي جرمه ووافقوه وصفقوا له شاركوه الإثم.. {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} أسأل الله العظيم أن يشرح صدورنا للخير وأهله إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق