أنام حين تشتد العاصفة:
كان صاحب مزرعة مواش وخيول يبحث عن شخص يهتم بشؤون المزرعة، حيث كان ما أن يوظف أحدهم حتى يفصله، لأنه لا يقوم بواجباته خير قيام. وفي إحدى المرات أتاه من أراد الوظيفة، فقال له صاحب المزرعة وما هي مميزاتك؟ فرد عليه: أنا من ينام حين تشتد العاصفة. لم يدرك صاحب المزرعة هذه العبارة، ولكن نظراً لحاجته ولقرب فصل الشتاء لم يمانع أن يوظفه مضطراً حيث لم يكن هناك الكثير ممن يرغب في مثل هذه الوظيفة.
مرت الأيام وفي إحدى الليالي أتت عاصفة شديدة المطر، عاتيه الريح حتى كادت أن تطوح بالمنازل الخشبية، فدب الرعب في قلب صاحب المزرعة، وأيقن أن ماشيته هالكة، وأن محاصيله ستفسدها الريح، ثم ذهب مباشرة إلى العامل، فوجده يغط في نوم عميق رغم ما يحدث في الخارج. هز صاحب المزرعة الرجل من كتفه يوقظه وهو في أقصى درجات الغضب، صائحاً في وجهه ألا تدرك ما الذي يجرى في الخارج؟ فرد عليه العامل بعين نصف مفتوحة: نعم، إنها العاصفة، ولكنني قبلها كنت قد أدخلت الخيول إلى الحظائر، وأمنت الخراف في مكانها، وتأكدت من أن البئر لن تسد بما ستحمله الريح، لذلك فإنني لست قلقاً على شيء. ألم أقل لك سيدي إنني أنا من ينام حين تشتد العاصفة.
الخلاصة: حين يحسن أحدنا عمله، ويخطط له ويضع كل الاحتمالات على الطاولة، والخطط الكفيلة بحمايته من المخاطر ، عندها يمكنه أن ينام غير قلق لأنه أعد لكل شيء عدته. الأمر لا يتطلب سوى بعض الجهد في أيام الرخاء حتى لا يهرع أحدنا كالمجنون أيام الشدة أو حين تشتد العاصفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق