الخميس 22 مارس 2018م
المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه
المكتب الولائي برج بوعريريج
المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بلعزوق عثمان
اليوم العالمي للمياه
كإكليل من السّراب حياتنا لا نستطيع أن نعيشها دون ماء ، هذه النّعمة الإلهية التي جعلت عروق الأرض نابضة بزهور الرّحمة التي تلين لها النّفوس البشرية والكائنات الحيّة ، هذا العنصر الحيويّ الذي غيّر وجه الكوكب وجعله آمنا لعيش الإنسان الذي هيّئت له كلّ شرائع العيش .
فالماء رمز للخلود وآية الوجود وحلقة مثقلة بملاذ الحياة التي لا يكتمل كيان ابن آدم إلاّ بها ، لذلك وجب علينا أن نحافظ على هذا الموروث الطّبيعي الذي جعل الأرض جنّة خضراء ، ونقدّس هذه النّعمة كما نقدّس أشياءنا الثّمينة .
وإحياء لليوم العالمي للمياه نظّم المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية لحماية و إرشاد المستهلك و محيطه برج بوعريريج و المعهد الوطني المتخصص في التكوين بلعزوق عثمان احتفالية فتحت هدير الأمواج الصّامتة وبانت على إثر مبادرتها ابتسامة الأزهار ووضحت في نظرها أسرار الحياة الكامنة في هذا العنصر الحيويّ الذي أعتبره رحمة من رحمات الخالق على هذه الأرض .
وقد كان البرنامج ثريّا بأصحابه الذين ما ادّخروا جهدا في تهيئة الفضاء اللّذيذ الذي تحفّه الأفكار والمعلومات وآخر التّجارب والإنجازات حول الماء ، حيث احتضنت قاعة المحاضرات كلّ المهتمّين والرّاغبين في التّلذّذ بالمعارف على اختلافها وما تخبّئه في مغاورها من انشغالات العالم بهذه الثّروة التي مدّت عينيها الذّابلتين علّنا ندرك أخيرا نفاذ منسوبها الذي أضعناه عن سوء تدبير ، وقد كانت الإنطلاقة الكريمة بإلقاء كلمة افتتاحية اختزلت كلّ عبارات التّرحيب التي تفجّرت كصفحات الكتاب وانفتحت كباب من أبواب الخيال تتسرّب منه صفات الفضائل التي تجمع القلوب على الكلمة الطيّبة .
تلتها زيارة لمخبر معالجة المياه بالمعهد و عرض لمجسمات تمثيلية خاصة بالمياه حيث أجاد المهندسون الكرام أثناء مداخلاتهم بإدلاء كلّ دلائهم الفكرية عن محبّة ورحابة صدر وتواضع كريم منهم بوزيد محمد الأمين و حناشي وغيرهما ممّن جعلوا حسنهم كلّه في طريقنا ، وفكرهم الذي لا تعلق بنوره ظلمة أو شائبة إلاّ وهزّوا أجراس شذراتها كما يهزّ البحر اللّجيّ قساوة المعنى المبهم و البعيد .
وقد كان لي شرف تقديم مداخلة تمحورت حول الإعجاز العلمي للماء وقد حاولت قدر المستطاع أن أقبض على الفكرة وألبسها الدّلائل التي تقرّ جميعها بعظمة الخالق في آياته التي تسير بنا دوما نحو الحقيقة ولم أكن إلاّ كمن يستفرغ همّته ويزجّ بإرادته بين الجموع الرّحبة ليكتب بماء ظامئ صفاء ما يحمل نهره الطّالع بين الصّخورمثل النّهار الذي ينزع عباءة ليله ويسلّمها للشّمس ، لماهية الوجود المرتبطة أساسا بالعطاء بتقليب المعاني بأصابع الحجّة والبرهان لتبقى همزة القلب نابضة بالوصل .
كما كان هناك فاصل إنشادي بديع من تقديم الكشّافة فوج الفتح سيدي امبارك تلتها تكريمات وكلمة ختامية متأمّلة في غد أفضل شاكرا في الأخير كلّ الذين فرشوا عباراتهم ترحيبا ، وأ فرغوا كلّ جهودهم كرما في إنجاح هذا الملتقى وهذا المسعى النّبيل كما أوجّه أعمق ما أملك من تحيايا إلى كلّ الطلبة المتربصين بالمعهد والأساتذة على وجودهم وعلى تفاعلهم المؤثّر وعلى خلق هذا الجوّ المعرفي المتدفّق الصّافي صفاء ما جمعنا في هذا اليوم احتفاء باليوم العالمي للماء تلك النّعمة التي خلقنا منها ولا تزال تخلقنا كلّ يوم ، لا تزال تصنع عالمنا الجميل الحيّ بوجودها .
بقلم عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق