جَهْلُ الكِبْرِ
جَهْلُ الكِبْرِعجبت لأمر عالِم ينحني له الاحترام
تواضع له الكبر وذبل به الهذام
تحتمي به الوحوش و حتى الهُمَامُ
يُنَصَبُ على عرش النفاق و يلقب سِنَامُ
يسمو بكثر شيبه ليُمكنه المقام
تراه يحكم لغوا و كأنه العلام
ينفث من جعبه سما وسهام
لا يقيم للمعرفة وزنا و لا حتى الصيام
عذرا صاحبي فقد نال منك السقام
تلقم فوك مبالغة و ما رحمت الرحام
فمالك تبذر العدى في الناس و الخصام
أو نسيت ماض كنت لسيدك غلام
كف ضرك لأخيك وإلا شد لك اللجام
فبكبرك يهجرك الكبر لتؤنسك الأيتام
وتغدو فرعونا مستضعفا لن ينجيه كلام
وأبا جهل تب لسانه أحقر الأنام
فأين السلام من قول قد خسئه المرام
دنس علمك ففرت من حولك الأقلام
فخجل بك الجود وارتحل الذمام
و قصر قامك فلم يبلغ مقعد الكرام
ارجع مدرسك لترسب و تتم الفطام
وتعلم أن ليس بسواد الخصال أو بيضه نسام
ولا التواضع مكافأً للوضاعة يا فهام
اتق الله من خلق يختمك عُقَامُ
بل كن رسولا تدر بالعلم أنعامُ
تورث من بعدك النور و القيام
شعر الأستاذة: حفيظة دراج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق