مبادرة: قارئ اليوم صانع الغد
مكتبة البلدية الشهيد بلكعلول السعيد برج الغدير
يوم السبت 14 جويلية 2018
ابتداء من الساعة 9:30 صباحا
ما أن وطئنا المكان حتى قوبلت عيوننا وقلوبنا بحبات الحلوى كدلالة لذيذة على طيب اللّقاء الذي سيكون منكّها بوجوه من صنعوه بعناية ، فكنّا موسّمين في خطواتنا الأولى بشهادات شكر وتقدير فما عرفنا من منّا حلّى بوجوده الآخر ولا من منّا تشرّف بروعة الضّيافة والمكان الذي كان يبدو كشجرة مثمرة نستلذّ بما طاب لنا من فاكهة تصنعها الوجوه الحاضرة كأنّ المشهد تحوّل إلى لحظات خضراء تنجبها أوراق القدر .
حاضرون لسقاء الحقول المهملة التي لا تمتدّ إليها غيمة ماطرة ، عائدون من خراب الصّمت إلى روضة الحرّوف الغنّاء ،إلى الحدائق والبساتين والأشجار التي تقتحم العيون وتتخطّى الأنظار لتصل إلى معنى السّعادة بين ذراعي كتاب وهبنا أفكاره وفتّش لنا بين طيّاته عن ذكرياته وجمع لنا ما تفرّق من أفكاره وشوارده ليصبح الصّديق المثالي الذي لا يخون صاحبه .
فكان الافتتاح مباركا طيّبا بتلاوة آيات بيّنات تستفيق لها الأرواح وتستقيم على إثرها أغصاننا التّالفة تلاها على مسامعنا الطالب نضال بن خليفة .
ليمتلئ المكان بعد ذلك بصوت الأستاذة س طرش لتأخذنا في قيادة نقيّة لهذا النّشاط عبر كلماتها التي اتّخذت لها قطعة في قلوبنا إثر تنشيطها المميّز الذي أنشأت له سقفا وبابا ونافذة أوت إليه الأفكار وانتظمت على إثره النّشاطات شاكرا لها وقوفها ككتاب يعبق بمحتواه .
وأوّل الكلام حديقة غرسها صاحب المبادرة السيّد خضور نجم الدّين بعباراته التي استطاعت أن تجد زقاقا تنفذ منه إلى قلوب الحاضرين الذين كان أغلبهم أطفالا شاكرا لهم محبّة الكتاب ، وشغف الاكتشاف ، ومصادقة القراءة التي سنتوّجها اليوم عروسا على الفكر والعقل والوجدان
ليستلم من بعده الأستاذ الفاضل خضور وليد الذي أظهر من خلال كلماته أهميّة القراءة والمطالعة التي لا بدّ أن تكون كالماء والهواء حاضرة في كلّ الأمكنة إذ لا بدّ لنا من اعتبار الكتاب كفرد من العائلة يمكن الاعتماد عليه في التّربية والتّقويم وفتح آفاق المستقبل
تلتها مباشرة حروفي لتقول كلمتها نيابة عن الكتب ، نيابة عن عشّاق القراءة أنّ الأرض الفسّيحة التي تخلقها الكتب تسع الجميع طالما الجميع راغب في العيش بداخلها ، في تجربة الطّيران بين عوالمها التي لا تحتاج إلى أجنحة ، مثمّنا هذه المبادرة الملتهبة في جوّ عواطفي .
فكان أوّل التّحليق انحدار لطيف من قمّة جبل إلى سفح قصيدة نظمتها بعناية اللّغة ، ورقّة التّركيب ، ومشاكسة المعنى من خلال القراءة الماتعة ، والارتحال الخاطف للشاعرين ساعد بولعواد ودهيمات الوردي فصدح الأوّل مغرّدا بجاذبية الصحراء ، وردّ الثّاني من غصنه النّائي عليك بالقلم ليدخلانا غابة لا كلام فيها إلاّ لصوت الطّيور والعصافير والرّبيع .
لتنطلق بعدا المبادرة بالقراءة بهذه الرّحلة نحو الأفكار والتّاريخ والأدب بتوزيع الكتب على الحاضرين والشّروع في القراءة واستنشاق الهواء المنبعث من الصّفحات ، وملاحقة الزّمن من خلال التّنوع الجميل للكتب حيث كان للرّواية حضورا كما كان للكتب الأدبية ، والتّاريخية ، وكتب التّنمية البشرية، والدّينية والخواطر حضورا آخر ليصنع لنا تمازجا مبهرا للفكر الذي يصنع سعادة الإنسان بأجنحتها البيضاء ، وتدفّق بحرها الزّاخر بالعلوم .
لتتمّ بعدها مسابقة كان عنوانها * من أنا *
تلاها مشروع قائد الغد الذي كان من نصيب الطفل الجميل أكرم بلقرفي من خلال كلمة اختزل فيها العالم ببراءته وأحلامه نحو مستقبل مزهر تقوده إليه أضواء الكتب التي تنير وحدها ظلمة العقل واليوم والغد فاستحق بذاك التكريم منا.
ليفسح المجال في الأخير للاقتراحات والتّوصيات التي أدلى بها بعض الحاضرين من الجمهور الذي ملأ قاعة المكتبة وتفاعل مع الحدث ملبيا مستجيبا الذين أثروا لقاءنا بقناديل مقترحاتهم سجل منها قلمي الآتي : استكمال المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، تنظيم محاضرات علمية مختلفة ، تنظيم ملتقيات ، تنظيم معارض ، فتح بيت القراءة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة فئة المكفوفين ، تفعيل القراءة واللقاءات بين المثقفين.وغير ذلك من الاقتراحات المفيدة والثرية .التي أدلى بها كوكبة أذكر منهم : الدكتورة بن حريرة نجاة ، رحيمة زدام ، رياض بوختالة ، ساعد بولعواد ، بلقمري رمضان، وليد خضور دهيمات الوردي ،بلقاسم جبار عطوي عبد الرحمان وغيرهم ...
كما كان لي في الختام توجيه في مجال القراءة وآلياتها وما يجب فيها ومعها منتهيا بكلمة وجدان نفثت عبير شكرها لكلّ الحاضرين ، وأصحاب المبادرة وكلّ من شارك في هذه الرّحلة اللغوية التي اختزلت الزّمن والكلام والعاطفة ، كما لا أنسى أبدا البرعمة رماس مداح القادمة من ولاية عين تموشنت، أصغر حاضرة زيّنت حفل القراءة بطلّتها المميّزة كممثّلة للأطفال .
بقلم عبد النور خبابة
برج الغدير في 14 جويلية 2018 الساعة 16:00
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق