ويزهر فينا الربيع
يوم الأربعاء 08 أوت 2018م
لم يكن كتابا من ورق بل كان إكليلا من الزنبق ارتدتني فصوله الفائحة بالعبير فجذبتني كلماته وأخفتني بين ضلوعها كحديقة من الحبر ربطت فؤادي بعواطفه وزهور ربيعه التي غرّدت كضمير الحكمة بين أصابعي التي قلّبت أفكاري كما يقلّب الشعاع أوّل زهرة في غصن الأيّام فما كان لي سوى أن أتفتّح بين حرف وكلمة لأهبه دون إرادة عمرا من المحبّة التي جمعتنا تحت مشيئة اللّغة والسّماء فالتحمت بنصفي الذي هو فيه ، في كتابه الذي أودعه نظرة من الرّبيع وألقاها في خفاياي ليزهر فينا شيء من الصّباح وكثير من المروج الخضراء التي خطّتها أنامله ورافقتني كصديق خرق بعينيه جدران الصّمت وراح يعبث بي كما لم يفعل أحد سواه .
ذاك الذي هو هناك حيث أنا فيه وهو فيّ يمزّقنا الكلام دون أن نحسّ بألم البوح الذي يقترب بنا كالموت والحياة ليجعلنا نعيش في ربيع الشّوق الذي أنجبته أنامله اللّطيفة وجعلنا ننظر إلى العالم نظرة أبدية دكّت مباني الغربة وسحقت النّفس تحت مخيّماتها لنذوق معا موتة آمنة في عيون الحرف الذي أهداني إيّاه بكلّ محبّة وجعلني أسير الكلام والصّمت معا لا أدري كيف أخرج بأصابعي منه ، من حقيقته المزهرة الطافية في ديوانه الأنيق آملا له ربيعا أبديا لا يذبله الوقت والزّمن .
إنّه الصّديق الأقرب حرفا وروحا ولغة وشعورا الشاعر ساعد بولعواد الذي يغمرني دوما بنسمات إطلالته كربيع كتابه ، صادق القول والفعل والأمنيات القريب إلى القلب والعقل والوجدان ، الكريم الهادئ المعطاء كالنّهر ،الشاعر والكاتب والرّسام المبدع في لوحاته الإنسانية والعاطفية التي يزيّن بها الحياة دون أن تملّ ريشة ألوانه الزّاهية
فله منّي كلّ الشّكر الذي يعجز حرفي عن بلوغ مداه البعيد .
بقلم عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق