وداعا شيخنا وعالمنا الجليل.
(أبو بكر جابر الجزائري )
هكذا صرنا ندفن نجومنا في صمت ونبكي الظلام من بعدهم ، نبكي قناديل النور التي كانت تسند عقولنا وتشد أرواحنا إلى الصواب . هكذا نودّع في صمت رجالا غالبوا الكلام وألبسوا الحديث والفكر واللغة عظمة العلم الذي أتعب العالم وجعل نفوسنا آمنة من جوانبه المعتّمة . هكذا فارقنا كوكب مضيء تهاوت من بعده حجارة الفقد الأليم حتّى نخرت أرض عواطفنا وبقيت حزينة جرداء.
ما ترك من بعده غير قدرة تمضي بنا إلى الرّؤية لندرك بياض قوّتها ونطمئنّ لوقع خطاه التي أزهق روحها في سبيل الدّين والعلم والثّبات . إنّ اللّغة بقيّة من حريق احترقت وذهبت دون أن تمسك خشب النّور الذي تركه من بعده لنبكيه بالدّعاء وعين مبصرة تدرك أنّ نقاوته الحقّة اختارت أن تمتزج بأطهر بقعة في الأرض
فرحم الله العالم الجليل الذي أعطى للوطن بريقا مختلفا نستضيء به ونكتشف من خلاله الحقيقة الواضحة للحياة ، للإنسان صاحب الرّسالة والقنديل الذي يبقى مشتعلا من بعد صاحبه كالزّهرة التي لا تذبل إلاّ حين يدركها مخاض لحياة جديدة تنثرها على شكل بذور في الأرض لتعيد الحياة من ذبالها .
عبد النور خبابة
البويرة في 17 أوت 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق