ممّا يعلم من عقيدتنا الإسلاميّة أنّ الإيمان يزيد وينقص في القلوب، فلا يوجد أحدٌ يكون قادراً على الحفاظ على مستوىً واحد من الإيمان، ذلك بأنّ النّفس تتعرّض لكثيرٍ من الفتن والتّحديات في الحياة، وقد تواجه النّفس عدداً من المغريات التي تحرّك شهوات النّفس وبالتّالي يرتكب الإنسان إثماً أو خطيئةً وتكون النّتيجة أن يقلّ إيمانه أو يضعف قليلاً، ولكن العظيم في الأمر أنّ الإنسان المسلم يكون قادراً باستمرار على إعادة مستوى الإيمان في قلبه إلى المستوى الذي ينشد، وسبب سعى المسلم إلى الوصول إلى مستوىً معيّن من الإيمان هو أنّ الإيمان كالسّلاح الذي يحمله الجندي في المعركة، وهو الزّاد الذي يتقوّى به كلّ من أراد مواجهة الحياة بمغرياتها وشهواتها، وبالتّالي يعدّ الوصول إلى مستوىً معيّن من الإيمان تحديّاً للكثير، كما أنّه مطلبٌ في نفس الوقت للكثير، وهناك عددٌ من النّصائح نوجّهها للذي يرغب بأن يزيد إيمانه، ونذكر منها
أن يسعى الإنسان باستمرار إلى الاستزادة من النّوافل فلكلّ عبادةٍ من العبادات نافلة كالصّلاة والصّيام والصّدقة وغيرها، فلا يكتفي المسلم بأن يؤدّي ما افترضه الله تعالى عليه من الصّلوات مثلاً، بل يقوم بالتّنفل بالصّلاة، فيقوم الليل، أو يختار وقتاً من الليل فيتهجّد لله تعالى، كما أنّ هناك النّافلة في الصّيام وكما يعلم بأنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم الإثنين والخميس من كلّ شهر ويحثّ عليها، كما حثّ على صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر وغير ذلك من صيام النّافلة، وكذلك الحال بالنسبة للبذل من المال، فل يكتفي المسلم بأن يؤدّي فريضة الزّكاة بل يقوم بالتّصدق من ماله نافلةً على الفقراء والمساكين، وإنّ كلّ وجوه الخير تلك ممّا يقرّب العبد إلى ربّه سبحانه وتعالى حتّى يصبح سمع المسلم وبصره ومشيه كلّه في سبيل الله تعالى .
كما أنّ من الأمور التي تزيد الإيمان في قلب المؤمن اجتناب ما حرّم الله تعالى من الفواحش والآثام، فكما يعلم بأنّ القلب وحين يذنب الإنسان ينكت عليه من آثار الذّنوب، وبالتّالي يحتلّ الذّنب حيّزاً في قلب الإنسان، فإذا سمع الذّكر أو النّصيحة لم يتأثّر كحال من كان قلبه عامرٌ بالإيمان، فعلى المسلم أن يكون حريصاً على اجتناب المعاصي التي تقلّل من إيمان الإنسان وتضعفه .
يقول الله تعالى { و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون } ، فالإنسان يعيش في هذه الدنيا لإعمارها و العمل على طاعة الله سبحانه و تعالى إبتغاء جنّته و رضوانه ، و الطّاعة و العمل لرضى الله تعالى تتطلّب الإيمان بالله سبحانه و قدرته في خلقه ، و الخوف من غضبه و نقمته على غير المؤمنين .
و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربّاً ، و بالإسلام ديناً ، و بمحمد نبيّاً و رسولاً " ، فمن هنا يخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أول طريق الإيمان و حلاوته و العيش في رضى طاعة الله عز و جل ، أن ترضى بالله رباً هو أن تؤمن من أعماقك أن لا قدرة لمخلوق دون مشيئة الخالق ، و أنّه لو إجتمعت الإنس و الجن على أمر لا يحدث إلا بأمر الله تعالى ، و هذا يعني الطمأنينة أنّه لا يحدث من أمر في الدّنيا لك إلا و قدّره الله تعالى ، أمّا الإسلام فهو الطّريق لرضى الله سبحانه و تعالى و جنّته ، فإتّباع تعاليم الإسلام بدءاً بالفروض من الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و حج البيت إن إستطاع له الإنسان سبيلاً ، إلى إعمار الأرض و التّعامل مع الآخرين بأخلاق الإسلام التي تدعو إلى المحبة و التّسامح و سيادة التّراحم و الود بين البشر .
ذلك هو المسلك الإيماني الذي يدعو إليه الله تعالى ، فمن فعل ذلك ذاق حلاوة الإيمان .
و أمّا الرضا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبياً و رسولاً يكون بإتباع سنته و التخلق بخلق رسول الله الكريم الذي أشاد به غير المسلمين قبل المسلمين ، و يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم : { و إنك لعلى خلق عظيم } .
فما أعظم الإيمان و الشعور برضى الله تعالى و إستحضار هيبته عند الصلاة و قراءة القرآن و عند العمل على الطاعات . يقول الله تعالى في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي " ، فكما يظن المؤمن بالله تعالى أن رحمة الله تغلب غضبه ، و أنه يفرح بعودة العبد إليه و التقرب إليه بالطاعات ، يجزيه الله تعالى أفضل الجزاء في الدنيا و في الآخره يحشره مع الصالحين ، و يذق المؤمن حلاوة الإيمان و العيش في رضا الله تعالى كلما تقرب إليه بالفروض والنوافل و الدعاء .
هل تبحث عن وظيفة جديدة في المدرسة؟ ربما حان الوقت لتغيير مهنة، أو كنت في حاجة الى تحديات جديدة، والمزيد من المال أو ترغب فقط في مواصلة حياتك المهنية. أيا كان السبب، كنت قد قررت الغوص مرة أخرى إلى عالم رائع من البحث عن وظيفة. ولكن المشكلة هي أنك لم تبحث عن وظيفة جديدة منذ سنوات. أنت تعرف أن لديك لتحديث نموذج cover letter
ردحذفوالبدء في البحث عن وظيفة.