الحدادُ الذي أحرقَ قلبهُ
في بلدةٍ من ألارياف كان هناك شاباً يعملُ حداداً مهتماً بعملهِ.يحسدهُ أصحابهُ علي ما اتسمُ من مهارةٍ فائقة وطيبة قلب . كل يومٍ يذهبُ لعملهِ فرحاً ,وفي يوم من الأيام تعرف علي فتاةٍ من فتيات القريةِ .أحبها وكثيراً ماتحدث اليها .....يفكر فيها كثيراً . أصبح من هذا الحين غير مهتماً بصحتهِ ولا بصنعتهِ ,وكانت تقابلهُ لكن يعلمَ الله هل كانت مكترثة بالأمر ام لا . رأي أصدقائه انصرافه عن العملِ أوقات كثيرة,وعندما قصٌ عليهم الأمر قالوا له ولما لاتتقدم لخطبتها .....لا أعلم لماذا كان متردداً هكذا ؟ فهو يعمل حرفةً رائجة وأهل القريةِ يحبونه و يكنٌو له التقدير والحب والأحترام ,وظل علي هذا الحال حتي سمع بخطبتها !!!!!!
من هول الصدمة ظل ماكث ًفي المنزل ولا يتكلم مع أحد!!! ...لا يستجيب لنداء أمهِ التي فترَ قلبها حزناً علي ولدها الذي تحول من حمرة الوردِ الي صفرة الجادي وكل يومٍ حاله يكون اسوء . لم يقبل أهله وزويه هذا الأمر واخذوه الي طبيبٍ نفسي حتي يخرجَ من هذا الحال. استمر مدة مع العلاج وساعده اصدقائه بالسهر ليلاً بعد انقضاء العمل وبدأت المركب تتحرك مجاديفها من جديد وان كانت علي غير سرعتها . أدمن السجائر وهذا اقل ما خرج به من صحبة قرينها المخدرات. ناصحين له احياً وضاحكين احياناً أخري ... مرت الأعوام وهو يفكر بها ....... أحمد اهتم بنفسك أكثر الأيام ستمر وتجد غيرها . ولكن دون جدوي
وكثيراً ما لحت عليه أمه او أخته في خطبة بنت فلان أو غيره..لكن ..
تركته أمه وشأنه حيث كانت تخشي عليه كثيراً فهو الاخ الوحيد لخمسةٍ أخوات. حيث مات ابوه وهو في صباه ,وكانت أمه لاتريد ان تكرههُ علي شئٍ لا يريده .... منذ ذلك الحين لم يتقدم لخطبة اي فتاة ولم يعبأ بالتفكير بها . ثمانية أعوام مضت علي زواج حبيبته التي أصبح لديهاأاربعة من الأولاد , وأحمد مازال يفكر بها ؟؟!!!! .تتقاذفهُ امواج الأكتئاب والمرض من حين لأخر .احمد الحداد الماهر في ريعان شبابه ِحطمَ طموحهُ واهدرَالسنينَ في التعلقِ بالوهمِ وأمل زائفٍ وكأن الحياة توقفت.؟؟!!! لم يجد أحمد ناصحاً يشعر ما بداخله موجهاً له توجيهاً صائباً..استهزئ به اصحابه كثيراُ.... تركتهُ امهُ .. واستسلم احمد لليأس والأحباط ....ماذا فعل بعد ذلك , و هل خرج أحمد من هذه الأزمة ..هذا ما سوف نعرفه . . لو فكرت اكتب تاني :)
بقلم محمد الدالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق