الأم هذه الكلمة المكونة من ثلاثة حروف ولكنها تعادل العالم بأجمعه بما فيه، فلولا وجود الأم لما كانت الحياة سويّة، فهي التي تحمل وتزوّد الجنين بما يحتاجه من مواد ولو كان على حساب صحتها وجسمها قال تعالى ((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً))
فالحمل رحلة من العذاب والتعب والألم، إذن فخدمة الأم لأبنائها بدأت عندما كان هو عبارة عن مضغة في الرحم، وتستمر مسيرة عطائها بعد ولادة الطفل فهي التي تسهر على العناية به وتزويده بما يحتاجه وتحافظ عليه وتحميه من الأمراض وتستمر هكذا حتى بعد أن يكبر هؤلاء الأبناء تأبى أن ترتاح وإنّما تبقى متابعة لجميع نشاطاتهم، ومع هذا كله ماذا يجب على هؤلاء الأبناء عرفاناً منهم بجميل هذه الأم الفاضلة.
واجب الأبناء تجاه أمهم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمُّـك"، قال: ثم من؟ قال: "أمُّك"، قال: ثمّ من؟ قال "أمُّـك"، قال ثم من؟ قال: "أبوك".
إنّ هذا تأكيد صريح من سيد الخلق أجمعين على أهمية الأم ومنزلتها ووجوب برها وأهمية ذلك في ديننا الحنيف، ومن واجبات الأبناء تجاه أمهاتهم: البر واطاعتها والاستماع الى حديثها بكلّ احترام وإنصات وعدم الاستهزاء بأيّ شيء تقوله وعدم تركها لوحدها في البيت من دون ونيس.
احترام النصيحة التي قد تقدّمها بل يجب اشعارها بأهمّيّتها وبأنّها ستنفذ بكلّ حبّ، والعمل على إدخال السعادة إلى قلبها والفرح والسرور والابتعاد عن إزعاجها أو التسبّب في غضبها أو حزنها.
الحديث أمامها عن تميّزها وأمجادها وفضلها وطلب الرضا منها بشكل دائم. العمل على خدمتها وتقديم الطعام اليها والعمل على إراحتها من العمل والمحافظة على نظافة بيتها.
احترام صديقاتها وأقاربها وصلتهم وخاصة بعد وفاتها.
إذا كانت لا تستطيع القراءة يجب قراءة القرآن أمامها وتعليمها أمور الدين وما هو مفروض عليها. تقديم الهدايا لها بين الحين والآخر وتخصيص مبلغ ماليّ شهري يقدم إليها لتشتري ما تحتاجه وترغبه.
إخراجها من المنزل لتغيير الجو وإعلامها بأيّ تطوّرات جديدة في العالم حتى لو كانت لا تستوعب كثير من الحديث إلا أنّ هذا الحديث يزيد من ثقتها بنفسها؛ لأنهّ لابد من التذكّر دائماً أنّها هي من علمتك قبل أن تستطيع القراءة وفهم ما يدور حولك. الدعاء لها بالغفران والهداية والرحمة وطلب أعلى منازل الجنة لها سواء كانت على قيد الحياة أو متوفاة، بل يجب التصدّق عنها بأي شكل كان بعد وفاتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق