بعد ما قتل موسى الرجل القبطي ، فر هارباً من مصدر حنى وصل الى ماء مدين قال الله تعالى : " وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ " ( القصص : 23 ) فوجد موسى عند البئر جماعة كثيفة العدد من أناس مختلفين ولاحظ في مكان أسفل من البئر امرأتين تمنعان غنمهما عن الماء ، تنتظران حتى يسقى الرعاء وينصرفوا ثم بعد ذلك يتقدموا هم ليسقوا أغنامهم والأولى عند ذوي المروءة والفطرة السليمة أن تسقي المرأتان أولاً وأن يفسح لهما الرجال ويعتبوهما وكان موسى في ذلك الموقف يعاني من المشقة والألم من عدة أسباب :
- ينتابه ألم بدني من جراء السفر الطويل في الصحراء الجرداء من مصر الى ارض مدين
- فضلاً عما كان يعانيه من الخوف من جراء مطاردة فرعون وجنوده له ويبحثون عنه في كل مكان لينالوا منه
- فضلاً عن آلامه النفسية من مفارقته أهله في مصر مضطراً في غير ارادة منه
- فضلاً عن كونه غريباً وسط قوم لا يعرف فيهم أحد ولا يعرفه منهم أحد والغريب أضعف ما يكون
- فضلاً عن كون الموقف ذاته كان في وقت سطوع الشمس والجو ممتلئ بالحرارة بدليل قوله تعالى " ثم تولى الى الظل "
فهل حالت هذه المعوقات موسى دون ان تثور فطرة موسى وتتحرك نخوته وتتجلى شهامته وكرم أخلاقه وحسن تربيته وطيب نشأته بل سارع موسى وتحرك فسقى للمرأتين وهو مكدور مجهود
وهنا يبدو لنا ان الامر بالنسبة له عادة أي تربى على مثله وواجه مواقف كثيرة شبيهة بهذا الموقف بدليل عدم اعاقة تلك الاسباب موسى عن سقيه للمرأتين ، وهنا يأتي دور المربين في اهمية أخذ هذا الموقف نموذج لتربية الفتيان وتنشئتهم اضافة الى اخذ موسى عليه السلام كقدوة ومثلاً أعلى للشباب يحذو حذوه ويسلكوا مسلكه في التربية الاجتماعية فيتعلموا منه مساعدة الضعفاء والرحمة بالنساء والمروءة والنبل وكرم الاخلاق والايجابية الاجتماعية
الاختلاط وآدابه
نتعلم من خلال ما دار بين موسى عليه السلام وشعيب عليه السلام وبناته ، ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين المرأة والرجل وكيفية تربية البنات وما هي مواصفات
محمد سلامة الغنيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق