الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.... وبعد
يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (24) الأنفال... ومع هذه الآية العظيمة نقف وقفة تربوية وهي أن هناك نوعين من الإجابة وهي :-
1. النوع الأول (الإجابة) : طبعاً يكون فيه إجابة ولكن يصحبها نوع من التأخر والبطء فمثلا (وضع الصلاة يسمع بعض الناس الأذان ثم يتباطأ حتى الإقامة ثم يتأخر فلا يحضر للصلاة إلا وقد ذهب بعضها أو ربما قد انتهت الصلاة ) فنلاحظ هنا إجابة بس فيه تأخر ولم تكن هذه الإجابة على الفور وقس على ذلك معظم أعمال البر من مساعدة المحتاجين والبر بالوالدين والحج والعمرة وغيرها ، والناظر لواقع بعض شباب الأمة لا يحضرون لصلاة الجمعة إلا في نهاية الخطبة الثانية أو في الصلاة والله المستعان ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أبي بن كعب فقال : يا أبي وهو يصلي فالتفت أبي ولم يجبه وصلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله فقال : السلام عليك يا رسول الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وعليك السلام ، ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك فقال : يا رسول الله إني كنت في الصلاة ، فقال : أفلم تجد فيما أوحي إلي أن استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم . قال : بلى ولا أعود إن شاء الله..
2. النوع الثاني (سرعة الاستجابة) : وهذا النوع يكون على الفور ، والمتأمل في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن صحابته لما نزل تحريم شرب الخمر تمت الاستجابة في نفس الوقت وأراقوا هذه الخمور حتى سالت الشعاب مع شدة تعلقهم بها قبل التحريم ولكنها سرعة الاستجابة ، وكذلك أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعد اسلامه مباشرة خرج يدعو إلى هذا الدين فاسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة الله أكبر ما اسرع هذه الاستجابة وكذلك ابن عباس رضي الله عنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات وكان عمره عندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم (13-14) سنة فقط ولكنه أصبح حبر الأمة وبحر الأمة وترجمان القرآن ، بينما نجد الكثير من شباب الأمة في هذا العمر بوضع مختلف ، انظر إلى ما هي اهتماماته وميوله وما لديه من القرآن والعلم الله المستعان .
اسأل الله تعالى أيها الأخوة أن يصلح أبناءنا وبناتنا وشباب المسلمين في كل مكان وأن يقيهم شر الفتن والشهوات والمغريات ونسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابة وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأن يرزقنا وإياكم سرعة الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق