السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2015-08-03

اتقوا الله وكونوا مع الصادقين


رسالة بسيطة أبعثها أولاً لنفسي المُقصرة ثم لمن يقرأ فحوى الرسالة، وأخصُ منهم من ولاّه الله عز وجل الإشراف على بعض الأعمال الدعوية والتطوعية : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ))[التوبة:119] .
كُن صادقاً في كل أحوالك، ليس صدقاً في القول فحسب؛ بل قولاً وفعلاً وعملاً؛ مُقتدياً بحبيبك وقدوتك محمد عليه أفضل صلاة وأزكى سلام الذي عُرف بصدقه قبل رسالته فهو " الصادق الأمين ".
لم يكن عليه الصلاة والسلام غامضاً بل كان واضحاً غاية الوضوح في كل عرضٍ يُقدمه للأمة جمعاء,وكذا سار على نهجه الصحابة والسلف وصالحي الأمة , فاللهم ربنا ولك الحمد .
إذن : الصدق منجاة وهو الهادي للبر كما وضح ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذبُ حتى يكتب عند الله كذاباً )متفق عليه.
فالطريق للنجاح يبدأ من الصدق وينتهي إليه, والطريق لكسب القلوب يكون بالصدق, والطريق لبذل الخير والموصل إليه يبداً بالصدق, والطريق إلى الباري سبحانه وتعالى مبدأه الصدق ، فحياتنا كلها يجب أن تكون مبنية على الصدق مع الجميع بدءً بأنفسنا وقبل ذلك كله مع بارينا جل في عُلاه .
ولا يحل لنا بحال من الأحوال أن نُجيز لأنفسنا الكذب وحجتنا أن مصلحة الدعوة تقتضي ذلك.
وهذا والله عارٍ من الصحة ولا دليل عليه فمصلحة الدعوة محكومة بالشرع.
وقد قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لرياض الصالحين ـ باب الصدق ـ ما نصه : " فالكذب كله حرام ، وكله يهدي إلى الفجور ، ولا يستثنى منه شيء , ورد في الحديث (171) أنه يستثنى من ذلك ثلاثة أشياء : في الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث المرأة زوجها وحديثه إياها، ولكن بعض أهل العلم قال: إن المراد بالكذب في هذا الحديث التورية وليس الكذب الصريح " أ.هـ.
فالدعوة لن تقوم إلا بالصدق ولم تقم إلا به, وكذا أعمالنا التطوعية لا بد أن تكون على صدقٍ مع الله ومع عِباده فلا يحل لنا مثلاً : أن ندعوا لمشروع " ما " وحين يُقبل الناس إليه ويتسارعون للبذل فيه نُغيره إلى مشروع آخر غير الذي دعونا إليه بحجة أن مصلحة الدعوة تقتضي ذلك.
فإن دعونا لإنشاء وقفٍ ليكن كذلك، وإن دعونا لدعم أُسرٍ فقيرة ليكن كذلك، وإن كان مشروعاً لتفطير الصائمين على الطُرقات فليكن كذلك وعلى ذلك نقس .
فكونك اسميت مشروعاً " ما " لدعمه فالتزم به, فقد يُظن بك سوءً من حيث لا تشعر إذ لم تكن واضحاً فيما دعوت إليه وما لم توضح؛ فدعوة محمد صلى الله عليه وسلم واضحة غاية الوضوح فحين دعا عليه الصلاة والسلام لتجهيز جيش العُسرة لم يجعل الدعم عاماً بل خصص وإن عمم لا إشكال فمدار الحديث عن التخصيص ( من يجهز جيش العسرة وله الجنة ) من يفعل كذا وله كذا .
والله تعالى من وراء القصد والله سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق