قال الله تعالى حكاية عن قول ابنة شعيب لأبيها : ( قالت إحداهما ..... ) ( القصص : 26 ) : يا أبت استأجره .. ) الفتاة العفيفة النظيفة القلب السليمة الفطرة الثاقبة النظر العميقة التربية تتأذي وتضيق من مزاحمة الرجال والاحتكاك الذي يفرضه العمل خارج البيت فغايتها الا يحتك بالرجال ولا تزاحمهم بل تأوي الى بيتها فتستقر فيه ومع ذلك إذا اضطرت الى العمل والخروج من بيتها فهي تخرج فتنتظر الفرصة لكي تأوي إلى بيتها فلنلتمس أيها المربي وأيتها المربية في هذه الفتاة القدوة الصالحة لفتياتكم لا المغنيات الكاسيات العاريات
" إن خير من استأجرت القوي الأمين " فمثل هذه الفتاة لم تتربى على العفة والطهارة وحسن الأدب فقط بل تربت على الثقة بالنفس وعلى أعمال العقل والحكمة فنراها تربط بين المواقف لتستخلص منها الأحكام التي تحتاج إلى أن تدرس للمربين قبل الأولاد في دور مءسسات التعليم فما فعلته الفتاة يسميه النفسيون والمختصون بالذكاء " التركيب " فهذا الأسلوب من أعلى مراتب الذكاء فبالرغم من أنها كانت تعيش في بيئة صحراوية بدوية إلا أنها تربت تربية عقلية في أعلى المراتب والدرجات فاعتبروا يا أولى الأبصار من القائمين على التربية بجميع مؤسساتها .
كما أن الفتاة وهي تعرض على أبيها رأيها لا تتلعثم ولا تضطرب ولا تخشى من أبيها سوء الظن والتهمة فهي تعلم من ثقة أبيها فيها ومن اتاحته لها فرصة التعبير عن الرأي ولذلك فهي تعرض رأيها في ثقة تامة وثبات منقطع النظير لأنها قد تربت تربية قائمة تفتح العقل وتوسيع مداركه لذلك أتت بهذه المقوله الشهيرة والحكيمة البليغة والقاعدة الأصيلة والشروط التي لابد أن تتوافر فيمن يتولى امرأ من الأمور وبه أخذ عمر بن الخطاب حين قال : أشك وإلى الله ضعف الأمين وخيانة القوي فهو يسأل الله أن ييسر له القوي الأمين الذي يستعين به في إدارة شؤون دولته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق