الحمدلله حمد من صام وقام واستغفر وأناب والصلاة والسلام على من علمنا الصيام والقيام ودلنا على خير طريق وأحسن مقال ؛ أما بعد
بين أول ليلة من رمضان وآخر ليلة منه قصص لا تنتهي وكرامات لا تنقضي وجود لا يشبهه جود ووجود لأنفس كانت تعيش العدم .
قصص للصائمين وقصص للقائمين للتائبين وقصص للراكعين وقصص للساحدين وقصص للمستغفرين وقصص للمنفقين وقصص للمتحرين.
قصص لا تشبهه قصص وحكايات ليست كالحكايات
استقبلوا رمضان بقلوب وودعوه بقلوب أخرى .
نعم نعم في رمضان تتغير القلوب بل تتبدل القلوب بل تتزين القلوب بالتقوى .
استقبلوه بأمراض وأسقام وهموم وغموم وفقر وديون وودعوه وكأنهم ما مرضوا يوما ولا أصابهم غم ابدا وما شكوا فقرا ولا دين قط .
وحتى من بقي منهم مريضا أو مهموما أو مديونا فقد امتلى قلبه يقينا بزاول ما أهمه وذهاب ما أزعجه وأقلقه .
تنافسوا وتسابقوا كل منهم يدعو لأخيه بالقبول وكل محسن منهم يرى نفسه مسيئا ومقصرا حتى إذا دعا إمامهم وهب المسيئين منا للمحسنين فرحوا جميعا بذلك كل منهم يقول لعل الله يهبني لأحد المحسنين .
هذه بعض القصص بين أول ليلة من رمضان وآخر ليلة منه .
وأما القصص بين آخر ليلة من رمضان وأول ليلة منه فيجمعها قصتان لا ثالث لهما .
القصة الأولى قصة الدعاء بالقبول وجبر النقص والخطأ ؛ كلهم يرجو أن يكون مقبولا ويدعون كدعاء سلفهم ستة أشهر بأن يتقبل الله منهم رمضان .
والقصة الثانية قصة الشوق والحنين لعودة حبيب القلوب رمضان فهم لا يشكون في عودته وإنما يشكون في عودتهم هم يخافون أن تقطع الآجال حبال الآمال فلا يكون هناك بينهم وبين رمضان لقاء آخر .
عودتهم لرمضان خير عندهم من الدنيا وما فيها يلهجون بالدعاء كدعاء سلفهم اللهم بلغنا رمضان فيارب بلغهم ما أملوا وحقق لهم ما تمنوا وكل عام وأنتم بخير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق