حكايه نخله
دعوني أحكي لكم عن نخلة شامخه تقف بعزة واباء على دجلة الخير ذات جذع طويل يراها القاصي والداني وعلى سعفها تغرد الطيور باحلا انغام الحياة و يأكل من تمرها الجيران ويسكت بكاء الجوعان يتظلل تحت ظل سعفها العظماء والضعفاء حتى صارت رمز العزه والمجد فتغنى بها الشعراء ورسمها الرسام , ترابها ذهب تأكل من تمورها في كل الفصول حتى جاءت ليله حالكة الظلام مصطحبة معها رياحا غربيه همجيه لتحرك ذاك الجذع الضخم وامطارا جاءت من وراء المحيطات لتكسر سعفها وتسقط تمورها وتسلق عليها القرود لتخرب اعشاش الطيور فصرخت هذه النخله الجريحه صرخات الاستغاثه تنادي بها الجيران الذين عاشوا على خيراتها تنادي من استظل تحت ظلها وصار عزيزا لكن صرخاتها لم تجد مجيبا رغم انها تعالت في كل ارجاء المعموره فبكت هي بعد ان كانت تسكت الباكين وذلت بعد ان كانت عزة للمذلولين فحل محل الطيور المغرده غربان عاشت على اشلاء البلابل ماتت من الجوع فهكذا تخلو عن تلك النخلة لتصارع الظلم وحدها فصبرا يا حبيبتي بغداد
بقلم:
عبد الرحمن عبد الله جاسم عرب
أخي وعزيزي عبد الرحمن
ردحذفحكايتك هذه عن بلدك العراق، من أروع الحكايا ذات مغزى كبير ودلالة عالية، يظهر من خلالها الأحساس العميق والشعور الفياض نحو مسقط رأسك، العراق العريق الذي كان ولا يزال شامة في الجبين إلى ألابد ومع طول السنين.
تحياتي إليك أيها الولد المبدع جزاك اللهع خيرا وبارك فيك