المشاكل الأسرية
لا تخلو أيّ أسرةٍ مهما كان عدد أفرادها من المشاكل، فهناك بعض الاختلافات في طريقة تفكير الزوجين، كما أنّ تفكيرهما يختلف أيضاً عن تفكير الأبناء، فلكلّ عمرٍ خصائص وطريقة تفكيرٍ كما أنّ هناك فرقاً في التفكير بين الرجل والأنثى، ولكن هناك من يكبِّر هذه المشاكل ويضخِّمها ولا يستطيع التعامل معها بالشكل السليم لتترك أثراً كبيراً في النهاية، فحلّ المشكلات الأسريةّ يحتاج إلى نوعٍ من المهارات التي يفتقدها الكثيرون وبالتالي تبقى هذه المشكلات موجودةً وتؤثِّر بشكلٍ سلبيّ على سير الحياة الأسريّة.
تُعتبر المشاكل الأسرية جزء من الحياة الزوجية، فلا تخلو أسرة من التعرض لها، وهناك العديد من العوامل التي تتسبب في حدوث هذه المشاكل، كاختلاف الزوجين في طريقة تفكيرهما، وهناك من يبالغ في هذه المشاكل، ويُضخمها إلى أن تصل الأسرة إلى وضع حرج، وهناك من يمتص هذه المشاكل، ويجد لها الحلول الملائمة، لذلك وفي هذا المقال سنذكر بعضاً من الطرق التي تُساهم في حل المشاكل الأسرية.
طرق حل المشاكل الأسرية
في البداية تحتاج عملية حل المشاكل الأسرية إلى الصبر والعدالة وتفهّم وجهات نظر الجميع وعدم التزمّت والتعسّف، كما أنّها تحتاج إلى الحكمة والخبرة. يجب معرفة المشكلة الحقيقة وليس ما هو ظاهرٌ منها، فقد يعاني بعض أفراد الأسرة من مشكلةٍ ما ولكنه يعبِّر عنها بطرقٍ مختلفة ممّا يبعده عن المشكلة الأساسيّة، وعندما يتمّ حلّ المشكلة الأساسية فإنّ المشاكل الأخرى تكون عبارة عن فقاعاتٍ تختفي معها. استخدام الأسلوب الديمقراطي في حلّ المشكلة، فيجب على الشخص الذي يريد حلّ المشكلة الاستماع إلى جميع أطراف المشكلة على حدةٍ لمعرفة سبب وجود المشكلة عند كلٍّ منهم، وبالتالي تحديد المصدر الرئيسي للمشكلة. التشاور مع أصحاب الخبرات والحكمة من كبار السن فهم بحكم عمرهم ينظرون إلى بعض المشاكل بطريقةٍ مختلفةٍ عما هي، ويجب أن يتم اختيار من هم ثقةً، ولكن يجب الانتباه إلى عدم توسيع دائرة المشكلة أو نشرها بين المحيطين؛ لأنّها بذلك تزداد تعقيداً، وتضع كلّ طرفٍ من أطراف في المشكلة أمام فخّ إثبات الذات للآخرين.
الحديث بوضوح من الأخطاء التي يقع بها أغلب الأزواج عند حدوث المشاكل فيما بينهم هو عدم تحدثهم بشكل واضح حول المشكلة، فيلتزم كل منهم الصمت منتظرين قراءة أفكار بعضهما، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأمور وتعقيدها، فليس هناك من يقدر على قراءة الأفكار، فعدم الصراحة بالتحدث لا يحل المشاكل، بل على العكس من ذلك يزيد من حدتها، لذلك يجب البدء بالتحدث بوضوح كي يعرف كل طرف خطأه، ويتجنب وقوعه مُجدداً.
عدم الخصام لفترة طويلة يُفضل عند حدوث المشاكل بين الزوجين أخذ كل منهما فترة هدوء، يتجنب خلالها كل منهم الآخر كي يفكر، ويوازن الأمور دون تعرض للضغط، ولكن لا يعني ذلك الإطالة في هذه الفترة، لأنّ ذلك يُسبب ضرراً لكلا الزوجين، وتعقيداً للمسألة.
تقديم الاعتذار يُعد ذلك من الخطوات المهمة لحل المشاكل، فقبول الطرف الآخر للاعتذار يُنهي النزاعات الزوجية، أما إن لم يقبل العذر فإنّ الحياة الزوجية ستصبح عبارة عن سلسلة متكررة من المشاكل التي لا تنتهي.
تقديم التنازلات هناك بعض المشاكل الزوجية التي لا يكون فيها أحد مخطئ من الزوجين، ولكن العناد، وعدم تنازل أي طرف للآخر يؤدي إلى تكبير المشكلة الأمر الذي قد يُهدد الزواج والاستقرار.
ضبط النفس يجب على كلا الزوجين ضبط النفس، والتحكم بالانفعالات أثناء حدوث نقاش حول أمر ما، فالعصبية تؤدي إلى حدوث تفاقم في المشكلة، وإلى عدم التوصل إلى حلول بشأنها. العقلانية في التفكير يُعتبر التفكير بعقلانية ومرونة من أسس حل المشكلات الأسرية، فيجب عدم العناد، والإصرار على الرأي دون السماح للطرف الآخر بالتعبير، وتوضيح ما يجول بخاطره، حيث إنّ التصلب في الرأي لا يصل إلى حلول مناسبة، بل يُشكل تراكمات، وحواجز بين الزوجين.
الترويح عن النفس عند الشعور بأنّ المشكلات الزوجية وصلت إلى مرحلة خطيرة، فيجب ترك الأمور كما هي، وعدم نقاشها، والخروج في نزهة، أو سفر من أجل الترويح عن النفس، وتهدئة الأعصاب، وإن عجز الزوجان عن حل المشاكل بعد ذلك يُنصح باللجوء إلى أحد الأقارب للتدخل، أو إلى المختصين في مجال الإرشاد النفسي لإيجاد الحلول، ولمساعدتهم في التخلص من الضغوطات التي يعانيان منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق