هل يكفينا أن نعتذر
نصمت في حضرة الأوجاع ونفتح مناديلنا ونبكي فوقها كما لم نفعل من قبل ونغتسل بالمساوئ التي أحدثها الإنسان فوق هذا الكوكب الذي لم يعد في وسعه أن ينجب زهرة جديدة تحت هذا الرّماد الذي احدثته النيران الهائلة التي ابتلعت الأشجار ، والبيوت واقتلعت الأرواح وتحوّلت الجبال الخضراء الفسيحة إلى كتلة ضخمة من اللّهيب الذي حجب دخّانه منظر الأمل الذي نعزّي أنفسنا بالنّظر إليه كلّ ليلة .
ليس في وسعنا سوى الصّمت أمام هذا العزاء الذي سلّمنا له مشاهد الحبّ بدمعة فراق تغنينا عن كلّ حرف في اللغة ، وما اكتفينا من تسليم أحبّتنا للأرض باكرا بسبب الوباء الذي حصد القلوب وجعل الأرواح جافّة كالصّيف ليكتمل مسرح الأوجاع بلسعات النيران التي أشعلت بلدنا الحبيب في كثير من الولايات وجعلتنا نصمت أكثر في حضرة هذه المصائب التي لا نملك أمامها سوى الدّعاء .
هل يكفينا أن نعتذر للأشجار التي تمنحنا الحياة بشكل مستمرّ ، هل يعوّض البكاء صراخ الحيوانات المسكينة التي لا ذنب لها سوى أنّها شاركتنا الأرض بكرمها ، هل يكفي أن نضع زهرة محروقة على قبر من ماتوا حرقا في بيوتهم الآمنة .
هل يكفينا حقّا أن نقف نادمين على هذا الوضع الكارثي الذي خرج من مشهد خيالي مجنون وصار حقيقة تعاش.
اللهم كن مع اخواننا في تيزي وزو وبجاية وجيجل وفي كل مكان طالته النيران، اللهم ارحم أمواتهم واشف مرضاهم وعوضهم ما خسروه.
بقلم عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق