رصيف بارد ، وشارع مضطرب ، ومدرسة لا ترى ما بداخلي من خوف وقلق . كأنقاض متراكمة أجلس وسط الزّمن لأكتب واجبا فاتني دون أن تكترث طفولتي لأناقة الحياة التي تحرقني كعود ثقاب دون أن أتلاشى .
لم أكن أعرف أنّ للأرض صدر ا أدفأ من بيتي الذّابل ، وأنّ المفردات التي تلاعبني في كتابي أحنّ من صوت النّاس من حولي . لم أكن أعرف أنّ محفظتي هي زنادي الذي يطلق رصاصه الموجوع دون أن يقتل ...
كأداء الصّلاة أجثم على ركبتيّ لأخطّ واجبي ولا يهمّ أن تعرفوا لم تخلّفت عنه ، أو كيف تهاونت في أدائه ، ولم جعلت من صدر التّراب طاولة أتّكئ عليها لأموت واقفة دون أن أبكي أو يسقط بعضي أو تتناسل أعذاري .
في قلبي شعاع غريب ينبعث وينحدر ليمتزج بي كسطر مائل كسرته الأجوبة الصّامتة في عناقيد المجهول .
في شبكة القدر التي قادني إليها إهمال صغير لأصبح كبيرة في عيون من لملم شتاتي في صورة أعجزت من رآها عن تفسير موقفي ، وترتيب هذه الضّوضاء التي أحدثها قلبي الصّغير ليهبّ كغيمة ماطرة ، ثقيلة وباردة في ظلمة وكبرياء كأنّي خارجة من لحظة جامدة ، من نبضة ينكرها المنطق ويؤمن بها المجهول .
لم أكن مذنبة يوما فقط أنا أتهكّم على الحياة بحرصي الشّديد على أداء الواجب مهما كان الحال والزّمن والمكان
فقط آمنت أنّ الواجب أمانة ، وأنّ العمل نجاة ، وأنّ الحياة تبقى مجرّد عائق صغير أمام الآمال الكبيرة التي تنتظرني خلف أبواب المدرسة الموصدة ، وأنّي سأكون وفيّة للقضيّة التي علّمتني الحياة إيّاها بألم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق