الصبر
هو القدرة على انتظار حصول الشيء الذي نريده، وهو القدرة على التحمّل أيضاً وعدم التذمّر أو الشكوى من قلّة الحظ، أوالرزق، أو العمل، ونفس الإنسان تعتاد على ما يأمرها به ويحضّها عليه الشخص لذا إن عوّد الفرد نفسه عى الصبر ستظل هذه النفس طائعة للعقل وما يأمرها به.
الصبر يكون على ضيق الحال وعدم وجود الرزق بسبب الحروب أو المرض والصبر على الأذى والغدر وكيد الآخرين، والصبر على الشهوات والغرائز الإنسانية وتحكمها في فكر الإنسان وحياته، والصبر على الجوع والعطش عند الصيام أو عندما لا يتوفر الطعام، وأيضاً الصبر على كلام السفهاء ومحاولتهم إثارة غضب الإنسان، وكظم الغيظ كل هذا له أجر عظيم عند الله وحسنات تسجل للإنسان في الآخرة، والصبر على الابتلاء والمرض والموت.
يجب التفريق بين الصبر والتخاذل، فالصبر هو أن يفعل الإنسان كل ما عليه فعله وكل ما هو لازم ثم انتظار الخير أن يأتي، أما التخاذل فهو انتظار البلاء دون القيام بأي مجهود لردّه عن النفس. كل منا قد سمع بقصة صبر أيوب الذي تحمل مصاعب كثيرة ولم يشكُ أبداً إلى أن وصل لبر الأمان وعوضه الله بالخير عن كل ما حصل له من نقص في المال والأولاد، ولنقتدي أيضاً بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي صبر على أذى الكفار وبطشهم وإلحاق السوء به حتى جاء وعد الله بالحق ورد الكيد. أهمية الصبر
الصبر له أهمية كبيرة تعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة، ومن أهميته: أن من صبر سيؤجر ويثاب على صبره هذا عند الله، وقد وعد الله الصابرين بالجنة والخير في الدنيا. الصبر يعطي الإنسان قوّة لتحمل المصاعب ويبعده عن الأمراض التي تحدث نتيجة التفكير كثيراً في مآسي الحياة والشعور بالظلم أو عدم الراحة. عندما يصبر الإنسان يحصل على الأفضل، فيكون الله قد خبأ له ما يحب، واستعجال الأمر قد يكون شراً على الإنسان، لذا فإن الصبر مهم في جميع شؤون الحياة.
الصبر يعود الإنسان على قوة الإرادة والعزم والإصرار، ويعطي النفس الكثير من الطاقة لتحمل جميع ما يحصل من حولها. الإنسان الصبور يحصل على احترام الآخرين، فيشعرون بالراحة تجاهه لما يملك من السكينة والهدوء. إذن الصبر هو مفتاح الفرج، وهو الطريق للوصول إلى المراد، والإنسان الذي يصبر هو إنسان قنوع ثقته بالله كبيرة ويؤمن بأنّ كل شيء مقدّر ومكتوب، وأن ما كان له سيأتيه في الوقت المناسب، لا يحزن ولا يشعر بأنه أقل من غيره ويؤمن بأن كل ما يريد آتٍ بأمر الله، والصبر يرافقه الشكر حتى تكتمل الثقة بالله في نفس الإنسان، وليس لدى الإنسان سوى أن يصبر ويحتسب عند الله حتى يأذن الخالق بإتمام الخير للصابر الواثق بعظمة الله وقدرته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق