*تطوير الذات
مصطلح هلامي حديث لا يتفق أحد على (مفهومه) ولا تتوحد الآراء حول (معناه) لكنه يشهد انتشاراً واسعاً كانتشار النار في الهشيم وتلقى (دوراته) رواجاً سريعاً كغيثٍ استدبرته الريح
ويتداعى الناس على (كتبه) كما تتداعى الأكلة على قصعتها
ولكن من الناحية العملية فإن مخرجات هذه الدورات ومجتنى هذه الكتب ﴿ كسرابٍ بِقِيعَةٍ يحسَبُه الظمئان ماءً حتى إذا جآءه لم يجدْهُ شيئًا﴾
قد يكون هناك تأثر نفسي لما يسمعه الفرد من عبارات تحفيزية وكلمات تشجيعية وقصص تفاؤلية
وهذا أمرٌ لا ينكر
ونتيجةٌ لا تُجحد
ويعرف عند دهاقنة العلوم النفسية بـ(علم النفس الإيجابي)
فأثر هذه الدورات (النفسية لا التدريبية) هو المساعدة في تحسين المزاج وعلاج الاضطرابات النفسية
لقد أصبحتْ (دورات تطوير الذات) البديل الإجتماعي المقبول لجلسات العلاج النفسي.
لكنّ النجاحَ و (تطوير الذات) لا يتحقق بهذه الجلسات النفسية فقط!!
تطوير الذات يتطلب مجاهدة النفس و أطرها على النجاح ومكابدة العوائق.
والأهم في ذلك أن تدرك أنّ تحديد (وجهتك) في طريق النجاح أهم من زيادة سرعتك أثناء السير إليه.
فما الفائدة من نجاحٍ في أمر غير ذي بال؟
وما الثمرة من تفوقٍ في شأنٍ ليس بذي قيمةٍ؟
* لقد كان من دعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ)
ونجاحٌ لا يثمر = كعلمٍ لا ينفع
كلاهما حريٌ بكل لبيب أن يلظ بالعوذ بالله منهما في دعائه.
*يقول أينشتاين :
لا تسع إلى أن تكون ناجحاً
وإنما اسع لأن تكون شخصاً ذا قيمة
* ويقول فرانسيس تشان:
يجب ألا يكون أكبر مخاوفنا هو الخوف من الفشل!!
ولكن من نجاحنا في أمور غير مهمة فعلياً في الحياة.
* دعك من دورات تطوير الذات (النفسية) واسألْ نفسك دائماً:
ماهي الأشياء التي تجعل مني رجلاً له قيمة في الحياة ؟
وإذا حدث شيءٌ ما فالسؤال :
هل هذا الشيء يجعلني ذا قيمة في الحياة؟
ثم تدثـّر بالصبر، وتسربل بالمجاهدة حتى تبلغ ذلك الشأو أو تهلك دونه.
* إنك يا صاحبي إن لم تزدْ على الدنيا شيئاً= كنتَ زائداً عليها
وإن لم تضفْ في الوجود جديداً= كنتَ ضيفاً ثقيلاً فيه!!
* عليك في كل مرةٍ أن تفعل ماهو صائب..لا ماهو سهل
وأن تنجز ماله قيمة..لا ماله بريق
فالنجاح أمرٌ عظيم، ولكنه يسيرٌ على من يسره الله عليه
وتطلاب تيسير الله يكون بالصبر، والمجاهدة، وصدق الإرادة، ونبل الهدف
* النجاح يا سادة ليس كليماتٍ اكتتبها (رواد تطوير الذات) ليتلوها عليكم في دوراتهم بكرةً وأصيلاً!!
بل هو كفاحٌ حتى النجاح
وتضحياتٌ حتى تتحقق الإنجازات
وتحرّقٌ حتى إحراز التفوق.
*النجاحُ في سفساف الأمور =هو نجاحٌ بنكهة الفشل
*إن المجتمعَ الذي رموزه هم مشاهير الحماقة، ونجومه هم (أرباب التهريج في وسائل التواصل الاجتماعي) = مجتمعٌ يعاني خطلاً في بنيته الفكرية
* ( يحكي أن رجلاً استأذن هارون الرشيد فقال:
إني أصنع ما تعجز الخلائق عنه
فقال الرشيد: هات.
فأخرج أنبوبة فصب فيها عدة إبر ثم وضع واحدة في الأرض وقام على قدميه، وجعل يرمي إبرة إبرة من قامته فتقع كل إبرة في عين الإبرة الموضوعة حتى فرغ .
فأمر الرشيد بضربه مائة سوط ثم أمر له بمائة دينار!!
فسئل عن جمعه بين الكرامة والهوان فقال:
وصلته لجودة ذكائه
وأدبته لكي لا يصرف فرط ذكائه في الفضول.)سراج الملوك ١/٥٥
* ختاماً:
أهم من النجاح = أن يكون الأمر الذي تود النجاح فيه له قيمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق