يشق الإسلام القارات شقا، ونشك،! ويطوف بالبحار ونظن،،،!، ويخترق عواصم الدنيا وبيوتات القساوسة والفن والساسة والرياضة، ونتردد...!
واعجبا، من أمة لم تقرأ قرآنها كما ينبغي، وإن قرأت ما فقهت، وإن فقهت ما عملت ...! (( ليظهره على الدين كله )) سورة التوبة .
إن دينكم منتصر، وإن أمتكم غالبة(( كتب الله لأغلبن انا ورسلي )) سورة المجادلة .
فلا تُخِفكم الظنون، ولا تُرعبكم التخرصات، وما كان لمؤمن واعٍ، أن يترك للشيطان عليه متسلطا، أو يفتح له مدخلا...! (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وَخَافُون إن كُنتُم مؤمنين )) سورة آل عمران .
الإسلام يُحارَب من قديم، وسقطوا وبقي الإسلام عزيزا (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين )) سورة الفرقان .
ولو أُشربت قلوبنا الإيمان، لما خالطها الظن، أو تولاها الوهن...!
يا أمتي وجبَ النهوضُ فهرولي// نحو التضامن فالعدوُ شرارُ
نصبوا لكم كلَّ المآزق لم يعُد// الا التوحدَ والمصيرُ قرارُ
وإنما تنشأ الظنون السيئة، والأوهام الكاذبة من جراء الضعف الإيماني أو التخبط الفكري، أو المرض النفاقي..!
حين حمّى الكروب أو التهاب الحوادث، واهتزاز الأزمات وعصفها..!
ولذلك ظهر ذلك من المنافقين وضعاف النفوس في (غزوة الأحزاب) والخندق...
وقد تحزب الأعداء ...
وتظاهرت قواهم...
وشُحذت قلوبهم...!!
وقرروا، أن لا هوادة، ولا رحم بينهم وبين رسولنا وأهل المدينة ..
فاختاروا خيار المواجهة الجمعية، والتحزب القبلي، والتجمع العددي والعتادي، والغزو المباشر...! فاشتعلت الظنون، كما جَلاَّهَا تعالى: (( وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا )) سورة الأحزاب .
ولكن ما هي الظنون السيئة الحاصلة ..؟! وفي معركة كالأحزاب وقد وصفها الله، بالبلاء الشديد لأهل الإيمان، والزلزلة الرهيبة،،،،!
قيل: استئصال رسول الله وصحابته.
أو هزيمة المؤمنين، أو غلبة المشركين ،، او تأخر النصر لوقت آخر، أو احتلال المدينة،،!
وتصور مع الخوف الشديد، كل ما لا يخطر بالبال من الأوهام والأفكار المتشائمة، وما شاكلها،..!
وهي وإن كانت ابتداء من أرباب النفاق والزيغ، ولكن لا يمنع تقليد بعض المسلمين لهم، وانقداح توهمات في صدورهم، لقوله بعد ذلك (( وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرِب لا مُقام لكم فارجعوا، ويستئذن فريق منهم النبي يقولون إن بُيوتنا عورة ...)) سورة الأحزاب .
وهم بنو حارثة استأذنوا وقالوا: بيوتنا مخلية نخشى عليها السَرق..!
وربما اتهم بعضهم المبشرات، كما حصل في الشام أيام (الغزو التتري المغولي)، وكان من أعظم العلماء تصديا له الإمام ابن تيمية رحمه الله وقد قال كاشفا بعض المنهزمين :( وهذا يظن أن ما أخبره به أهل الآثار النبوية، وأهل التحديث والمبشرات أمانٍ كاذبة، وخرافات لاغية....).
ولكن أرباب الإيمان الحقيقي لم يتغيروا ولم يضطربوا(( قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )) سورة الأحزاب .
وحينما يتأمل بَعضُنَا مآسي المسلمين، ويطارد أشجانهم، وتجرحه مصائبهم، يخالطه الغم، ويغشاه الإحباط، فقد يذر العمل، ويترك الدعوة، وينكفئ على ذاته، وليس ذاك بسيما الصابرين أرباب التقوى..!
ولذلك تنقدح فيهم ظنون مهترئة، وأوهام فاسدة، تجاه الإسلام ودعوته وحملته، وتناسوا دروس القرآن والتاريخ ..! (( إننا لننصر رسلنا والذين آمنوا.. )) سورة غافر .
وها نحن اليوم، نرى القوى الغربية تتجمع في بلاد الشام، وتشارك روسيا الحمراء بكل وقاحة وصفاقة في عدوان سافر على مدنيين، وثوار ينشدون حياة العزة والكرامة، وقد ملّوا نظاما أربعينيا، سامهم أصناف العذاب والنكال ..!
فلم يكفِ جيش النظام المدجج وقد اهترى.! ودعم إيران ومليشياتها وقد تفككت، وتآمر أمريكا والصهاينة، وقد أُبسلوا...! إذ استطاعت قوى الثورة والجيش الحر، أن تكبد النظام خسائر فادحة رغم قتله المستديم، وبراميله المتفجرة، وضرباته المتوحشة، وهدم المنازل والمساجد والمخابز...!
ومع ذلك ما ملّ أهل الشام، ولا شابت عزائمهم، أو كلّت هممهم...! أقسموا ليُسقطنّه، وتعاقدوا ليُحققن طموحات شعبهم،،،!
فبات المجرم النصيري لا يسيطر إلا على القدر اليسير من سوريا، ووصفته صحيفة التايمز البريطانية ،فيما نقله موقع البي بي سي العربي في ١٨ اغسطس آب ٢٠١٥م ، عن (مجموعة جاينز إنتيليجنس) البريطانية التي تضم مستشارين متخصصين، بأنه لا يتجاوز ٦٪ من مساحة سوريا..! وأُنهكت عصابات لبنان وإيران والمستأجرين...!
وملوا وتجرعوا، وما مل الأبطال الفوارس، ولا تقاعسوا...!
نعم الكرب شديد، والمعركة بليغة، والعدوان التآمري فظيع، ولكن ما ينبغي أن يقذف فينا الظنون، فنتخلّق بسيما أهل النفاق من الشك والريبة والتردد، أو من قلّ علمه فانهزم وتضعضع، وراهن على القوى الدولية، واعتقد أن الشام:
- ستزول وقد قال صلى الله عليه وسلم (( إن الله تكفل لي بالشام وأهله ))رواه أحمد وأبو دَاوُدَ وهو صحيح .
- أو أن الدين قد انتهى وحوصر، والحديث يقول فيه صلى الله عليه وسلم : (( إن الله زوَى- أي قرّب- لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها...))
- أو أن السفّاح خالد منتصر، والله يقول(( وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا..)) سورة ق .
- أو اندحار أهل السنة بالكامل ، وهنالك تتجمع الطائفة المنصورة، ففي الحديث الصحيح (( إذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ )).
وإنما كُرهت هذه الظنون واستشنعت لكونها تورث :
١- الوهن في النفوس واختلال العزائم .
٢- ضعف الإيمان والتعلق بالدنيا والوسائل المادية .
٣- قلة الثقة بالله، والتشكك في وعده وميعاده(( وكان حقا علينا تصر المؤمنين )) سورة الروم .
٤- تربية الجيل على الضعف والصَّغار والشعور بالهزيمة المبدئية، وهو ما يتنافى مع شمم الإسلام وبسالة أهله.! (( ولا تَهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كُنتُم مؤمنين )) سورة آل عمران .
٥- فتح آفاق لتسلط العدو من جديد.
٦- تفكك أهل الإيمان وتبعثر وحدتهم وهيبتهم.
والموقف الآن من التحالف الصليبي المجوسي الباطني، في الشام وبزعامة روسيا، الآتي :
١/ إنكار هذا العدوان وصده بكل الوسائل المتاحة ماديا وإعلاميا وعسكريا وسياسيا، وكل حسب طاقته وإمكاناته .(( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) سورة البقرة .
٢/ دعم إخواننا في الشام وعدم التنكر لهم، وإشعال الدعوات الصادقات بأن ينصرهم المولى تعالى، ويحطم أعداءهم . (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) سورة غافر .ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (٢٩):( إن النية الخالصة، والهمةَ الصادقة ينصر الله بها، وإن لم يقع الفعل، وإن تباعدت الديار ).
٣/ الدعم المادي والمالي للمجاهدين هنالك، فلا أقل من الوقوف معهم بالمال الذي يحميهم، ويوفر لهم لقمة العيش والصمود .(( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه بخير فقد غزا )).
٤/ تحذير المنظمات الدولية والحقوقية من جراء الصمت عن هذا العدوان، وأن تبعاته ستكون مرة على من سانده أو ارتضاه..!
٥/ تحرك أهل السنة دولا ومؤسسات علمية ودعوية وإعلامية وإغاثية، بالتعاون والتعاضد،(( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) سورة الأنفال . ونبذ الخلافات، لأن العداء لهم، والحرب صوبهم . وليس معنى ذلك سفر شبابنا إلى تلك الأماكن، بل محرم ذلك مجرّم، لما فيه المفاسد العريضة، والتورط في الفئات الضالة كداعش وغيرها، والنزاعات البينية، وافتراسهم من الأجندة الغربية وغيرها، وهنا ننبه ونحذر أبناءنا الشباب من الشطط والافتئات والانحراف .
٦/ اتحاد الفصائل السنية المقاتلة هناك، وطرحها للخلافات الداخلية، قال تعالى(( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) سورة الأنفال . والمعنى: بالتنازع تذهب قوتكم وبأسكم، وكيف لمتنازعين أن ينتصروا ؟!
وبرغم ما أنتم فيه من الشدة، إلا أن المستقبل بكم ولكم، ففي الحديث ((طوبى للشام))، فقلنا: لأي ذلك يا رسول الله؟ قال: ((لأنّ ملائكة الرحمن باسطةٌ أجنحتَها عليها))؛ رواه الترمذي وأحمد بسند صحيح .
فاثبتوا واصبروا، وأحسنوا الظن بربكم وبوعده.
اللهم احفظ ديننا وبلادنا، ومكن لعبادك المستضعفين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق