رغم ما يتميز به الأطفال من براءة وطيبة في غالب الأحيان، إلا أن ذلك ليس مبررا لاعتبارهم أغبياء وسذجا، بل هم أذكياء دقيقو الملاحظة ويعرفون جيدا ما يفعلون وما يريدون. فبراءة الأطفال عبارة تتكرر على مسامعنا بين الفينة و الأخرى لكنها لا تعني السذاجة و الغباء فربما يتفوق الأطفال علينا بحيل قد لا تخطر لنا على بال. لهذا وبعيدا عن الصراخ و لكي لا ندخل معهم في صراعات من أجل تنفيذ أوامرنا، أو إن صح القول توجيهاتنا، التي نهدف من وراءها ضمان تربية و تنشئة سليمة لهم، حيث ينبغي لنا توخي الدقة و الحكمة وحسن التفكير من أجل تحقيق هذا الهدف. فما هي الوسائل و الطرق والنصائح وربما الحيل التي علينا التسلح بها لمواجهة أولئك الأذكياء الصغار ؟
1 – الصرامة :
يميل الأطفال غالبا إلى التمرد على القواعد ومحاولة الإفلات من العقاب، ولهذا تبقى الصرامة مطلوبة إلى حد ما لكي لا يشعر أطفالكم أنكم ضعفاء لن تقوموا بأي رد فعل إذا ما خالف أطفالكم القواعد التي تضعونها، واحرصوا على إخبارهم بدقة عما هو متوقع ومطلوب منهم لتكون النتيجة مكافأة في حالة احترام التوجيهات والإرشادات، أو العقاب في حالة المخالفة. من الضروري كذلك الثبات على المبدأ فلا تعاقبوا الطفل على مخالفة أوشيء خاطئ ارتكبه في يوم وتتجاهلوه في يوم آخر.
2 – القدوة :
وفقا لدراسة تمت من طرف ToddlerABC.com “ يتأثر الأطفال منذ صغرهم تأثرا كبيرا بآبائهم و أمهاتهم نظرا لما يتمتعون به من قدرة على التقاط سلوك الكبار و مواقفهم ” و لهذا فالاقتداء يبقى من أفضل الطرق لتعليم الأطفال الطاعة. لا تقوموا بخرق القواعد حتى لا تعطوا أطفالكم نموذجا سيئا؛ فمن التناقض – مثلا – أن نرتدي أحذيتنا على السجاد ونطلب من أطفالنا عدم فعل ذلك .
3 – المتابعة :
كما سبق الذكر، فإن الأطفال يسعون دائما للإفلات من العقاب، لهذا يجب عليكم وضع عقوبات واضحة ومتدرجة في الصرامة تلجؤون إليها كلما كسر الطفل القواعد المتفق عليها، و هذا يستلزم بالضرورة الحاجة إلى المتابعة، فالعقوبات ليست تكتيكات مخيفة بل تعلم الأطفال أنه في حالة تصرف خاطئ أو مخالفة عليهم تحمل عواقب أفعالهم. فإذا هددتم بالمعاقبة فإنه يتعين عليكم تنفيذ ذلك التهديد، مثلا ابدؤوا أولا بالحرمان من مواصلة الطفل للهو أو اعملوا على حرمانه من بعض الامتيازات مثل مشاهدة التلفاز لمدة يوم …
4 – التشجيع :
وسيلة أخرى من أجل تعويد أطفالكم على الطاعة وحسن الاستماع هي تشجيعه، فكما أن العقاب له وقته فكذلك عندما يمتثل طفلكم لكم ويتصرف بشكل لائق تجب الإشارة إلى سلوكه الجيد و الوقوف عنده، ليحس أنكم مهتمون به وتقدرون تصرفاته السليمة. أخبروه أنكم فخورون به لتصرفه بشكل جيد، فالأطفال مثل النباتات عندما نغذيهم ونهتم بهم يزدهرون بشكل جيد.
5- منح مكافآت :
تدخل في إطار التشجيع وهي واحدة من أفضل طرق تعليم الطاعة للطفل، فمنحه مكافآت يكون ضروريا عندما يبلي بلاء حسنا، فـقطعة حلوى أو لعبة جديدة أو بعض من المكافآت الصغيرة ستعمل على تحفيزه لطاعتك لاسيما مع الأطفال الصغار، لكن لا تكرروا ذلك أكثر من اللازم لكي لا يتحول إلى عادة سيئة يعتبرها الطفل كمقابل لما يقوم به .
6 – الهدوء :
ابقوا هادئين ومسيطرين على أنفسكم و وبرودة أعصابكم فإن اكتشف الأطفال أنه يمكنهم إغضابكم بسهولة، فهم من سيفوز حتما. وإذا كان لابد من التنفيس عن الغضب فيجب أن يكون ذلك بعيداً عن مرأى ومسمع الأطفال. لهذا لا تصرخوا في وجه أطفالكم إطلاقا وعوضا عن ذلك ينبغي التحدث إليهم بصوت عاد مستعملين كلمات بسيطة يمكنهم فهمها مثل قولكم لهم : إذا عملتم على تنظيف الدمى الخاصة بكم سوف أقرأ لكم قصة .
7- الوقت و الاهتمام :
أبلغوا أطفالكم – كل يوم – بأنكم تحبونهم واحرصوا على تخصيص وقت للعب و الحوار مع أطفالكم. اقتطعوا من يومكم وقتا للحديث واللعب، اسألوا أطفالكم عن وجهات نظرهم واستمعوا لهم باهتمام ليكون لكم بالمقابل أطفال يحترمون مواقفكم ويستمعون لإرشاداتكم.
8 – عبارات منتقاة بعناية :
تجنبوا الإفراط في استعمال كلمات قد تتكرر أكثر من اللازم لدرجة تجعلها تفقد معناها وما تستلزمه من احترام مثل “لا تفعل” ” انتبه إلى ” “اهتم بـ ” ” راجع دروسك ” وبدل ذلك حاولوا استعمال عبارات بديلة تؤدي نفس الغرض مثل قولكم ” أمك ستكون سعيدة للغاية إذا أوقفت العراك” و ” إذا اهتممت بدروسك ستكون شخصا مهما في المستقبل ” و ” أرني كيف تنتبه إلى …”
9 – اللطف :
كما سبق الذكر، الأطفال لا يستجيبون للغضب. ضعوا إذن في ذهنكم أن أفضل شيء يمكنكم القيام به هو أن تكونوا حازمين ولطفاء في الوقت نفسه تفهموا شعور أطفالكم لجعلهم يطيعونكم مهما كان الأمر .
10- توضيح الأسباب :
لا تطلبوا من طفلكم القيام بشيء ما دون أن يعرف لما عليه القيام به. و عوضا عن ذلك، اشرحوا له السبب و الغاية منه. فلتعليم طفلكم أن يكون مطيعا مكِّنُوه من معرفة الهدف من وراء الأمور التي عليه القيام بها أو القواعد التي عليه احترامها .
11 – الاختصار :
المرجو توخي الاقتضاب عند تصحيح أخطاء الطفل واستعملوا كلمات قليلة حسب عمر الطفل، فمثلا الطفل الذي يبلغ من العمر أربع سنوات يتعين إبلاغه بكلمات مناسبة لسنوات عمره وتفادي الإسهاب ليبقى الطفل مركزا مع ما تقولون.
شيء أخير، هذه الأفكار أعلاه ليست بالضرورة موجهة لأُسر الأطفال، بل يمكن أن تكون مفيدة أيضا للمدرسين داخل الفصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق