الأحد 8 جويلية 2018
أم البواقي
الملتقى العربي الأدبي الثاني شعراء في رحاب وطننا
تحت شعار : الجزائر ملحمة الشعراء وملهمة المبدعين
النص الأدبي بين مد الحداثة وجزر التأصيل
فعاليات الفترة الصباحية :
على اختلاف الوصف فليس يعرف القلم كيف يفصّل ألفاظه التي ابتدعها القدر الجميل في ملتقانا الذي عرجت منه عواطفنا وأسريت إلى سماء الخيال الشّعري الذي تنجبه حقيقة الإنسان في تركيب مستحيل يخلو من اليأس كيف لا يكون غير ذلك في وجود المنشط المبدع محمد الزين ربيعي الذي كان حضوره حضورا ربيعيا أتحفنا بلغته التي تشكلها روحه كيف شاءت حيث أخذنا بصوت عباراته ولطف مفرداته و سحر بلاغته إلى حيث يريد أن يجتثنا ليزرعنا من جديد في تراب دفاتره
وأوّل ما أفاض مظهر الجمال كلمة ترحيبية ألبست الوجوه الحاضرة مشاعر الطمأنينة والرّاحة فكان المكان كإشراق جميل يرتعش نورا بملامح من صنعوا بهجة هذا اليوم من داخل وخارج الوطن .
وخير ما افتتح به الكلام كلام الله تعالى إذ تعطّر الجوّ بتلاوة طيبة من القرآن الكريم بصوت الأستاذ عبد النور خبابة ليصعد بعدها ممثّل الدول العربية الدكتور عبد الرحمن الكناني من العراق منصّة الكلمة ليدلي بحروفه التي وقعت في النّفوس موقعا طيّبا ، تلاها مباشرة كلمة لمدير الثّقافة السيد الكريم نوري هلال الذي ألقى بدوره عبارات الترحيب الصّافية كأنوار التّسبيح معلنا بذلك عن افتتاح الملتقى ، عن مصافحة الفكر للمعاني .
لتنطلق من بعدها حرائق الوجدان في بعثرة جميلة لكلمات الرّوح التي جاشت بكلّ بكائها وفرحها ، بغضبها ومحبّتها في قراءات شرفيّة للشاعرة الجزائرية الملهمة سمية مبارك التي أخرجها الضّياع اللّغوي مخرجا أكبر من مخرج العين والنّظرة ، تلتها قراءة مشرقة للشاعر السّوري بايزيد محمد الذي اختطف حواسنا وزج بها داخل قصيدة ملغمة .لنرتحل بعدها في قطار قصيدة أخرى عبر محطّات الشّعر وعلّة الشّعور كي تأخذنا داخل أصحابها إلى مدنهم التي شيّدتها اللّغة كنجمة دامعة متمثلة في قراءات الدكتور الشاعر عقيل السّاعدي المعنونة بعرين الشّهداء حيث أبدع في قراءته كما يبدع الفنان في صنع لوحته ،كما كان له قصيدة أخرى حول الجزائر وثورة نوفمبر الخالدة ، والشّاعر المترجم محمد بوطغان في قراءة عبقة لجنّة الورق واصفا دقائق العمر في لحظات لاتكاد تكون ورقا زجاجا يشف عن جوهرة فاتنة تنبت وحيدة في حواف الكتب ، تلتها قراءة للدكتور عبد الرحمن جعفر الكناني لنص عنونه ب : عرس بغداد ، الذي ما سلمت اللغة أبدا من قوة حضوره والذي ما أضعفها الا لتقوى به ، لترتمي الشاعرة وسيلة المولهي في أحضان الجدران البعيدة لترتطم هي الأخرى بلفحات ما ليس لها وما لها في قراءة شعرية لرجفة الرّوح ، ومنفى الرّوح وكذلك قراءات مميزة للشاعر خليفي الطيب الذي غرد كعصفور فوق شجرة الروح الصامتة .
عقبتها استراحة هادئة مع العازف بن كريمة مولود وطبيب لخضر ليكتبا بالعود لغة أخرى انتثرت على إثرها الأرواح انتثار الورقة من زهرتها.
كما كان لنا وجبة غذاء لذيذة لذّة الثّمار المتساقطة من شجر العمر العامر بالصّفاء الذي كان عنوان كلّ قلب ووجه وملمح وصوت ثمّ رجعنا إلى زوايا الفندق لنستريح قليلا من معارك البوح واقتتال المفردات وسقوط الوجوه تحت سطوة التّراكيب اللّغوية الجزلة التي حملها كلّ منا ليقتل صاحبه أملا وفرحا ومحبّة .
وقد بدأت بعدها فقرة المداخلات من طرف مجموعة من الدكاترة وهم : الدكتور جمال الدين بن خليفة رئيس الجلسة الشّاعر والكاتب الذي يهابه الصّمت فيقع صريعا تحت أصابعه التي تصدح دوما بلحنها المنفرد من صرخة الضّمير و زمرّد الصّدى الذي يتناثر تناثر الشّعاع من الشّمس
حيث كانت المداخلة الأولى من تنشيط الدكتور باديس فوغالي بعنوان : الثورة التحريرية الكبرى في التجربة الشعرية الحديثة الذي تجاوز العبادة إلى الخشوع الذي يدنو بنا إلى موضع الصّدق من البلاغة فكان عازفا في أخلاقه وطباعه وكلماته .
ثم الدكتورة رزيقة طاوطاو التي كان عنوان مدخلتها : جدلية الأصالة والحداثة في الشعر العربي إذ ألقت بكلّ ظلالها النّدية كسحابة بديعة تذيب الظّمأ بماء شاعريتها وإتّزانها ورقّة تراكيبها التي تتبيّن الثّبات العميق نحو الفكرة التي تنسحب وراء الأضواء لتقطع ظلام اللّيل .
بقلم عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق