رضا الله عز وجل
إنّ من أجلّ الأهداف والغايات التي يرجوها العبد الصالح من ربه هي أن ينال رضوانه جلّ وعلا، فرضا الله سبحانه وتعالى على العبد يحقق له الخير والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا تظهر آثار رضا الله سبحانه وتعالى عن العبد بركة ونماءً في ماله وولده، وتوفيقاً في حياته وسعيه، وثباتاً على كلمة الحق والتقوى، أما في الآخرة فتظهر آثار رضا الله سبحانه وتعالى عن العباد حينما يدخلهم الجنة حث يتنعمون فلا يبأسون، ويخلدون ولا يموتون، ويعطيهم الله رضوانه الأبدي حينما يقول لهم أحللت عليكم رضواني فلن أسخط أبداً. رضا الله ومحبة الناس لا شك أنّ الإنسان الذي يسعى لنيل رضا الله عز وجل يحبه الناس بسبب ملازمته لطريق البر والخير الذي ينفع الناس، وبسبب اتصافه بالأخلاق الحسنة، والقيم النبيلة التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، كما أن الله عز وجل إذا رضي عن عبده وأحبه وضع له القبول والمحبة في الأرض حيث يستشعر قرب الناس منه، ومحبتهم له، وفي الحديث الشريف (إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ: إن اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبِبْه، فيُحِبُّه جبريلُ، فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ: إن اللهَ يحبُ فلانًا فأحبُّوه ، فيُحِبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ) [صحيح].
صفات الإنسان الذي يرضى عنه الله ويحبه الناس
الإيمان، فالله جل وعلا يرضى عن الإنسان الذي يؤمن به إيماناً صادقاً خالياً من الشرك كبيره وصغيره.
عمل الصالحات، فالإنسان الذي يحرص على العمل الصالح في حياته يحقق رضا الله عز وجل، كما أنّه يكسب محبة الناس الذين ينتفعون من عمله الصالح في الحياة .
مخالقة الناس بالخلق الحسن الطيب، فالإنسان الذي يتحلى في حياته بالأخلاق الحسنة، ويعامل الناس معاملة طيبة فلا يسيء لأحد منهم بالقول أو الفعل ينال رضا الله ومحبة الناس.
العفو والتسامح، فالإنسان الذي يريد رضا الله جل وعلا عليه أن يعفو ويصفح عمن أساء إليه من الناس؛ لأنّ خلق العفو والتسامح لا يكون إلا عند أصحاب العزيمة والفضل الذين يجاهدون أنفسهم ويكبحون رغبات الإنتقام الإنسانية لديهم ابتغاء رضوان الله، كما أنّهم بعفوهم وتسامحهم يستجلبون محبة الناس، قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: 34].
الصدق والوفاء بالعهود، فمن أجل الصفات التي تحقق رضا الله عن العباد صدق ألسنتهم، ووفائهم بالعهود والمواثيق التي يلتزمون بها في الحياة، لذلك ترى كل صادق من الناس محبوب بينهم؛ لأنّ الناس تأمن شره ولا تخشى تقلب طباعه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق