اليوم الوطنيّ للبلديّة
18جانفي 2018
تحت شعار : البلدية تاريخ ومسيرة
نظّمت بلدية برج بوعريريج برنامجا متنوّعا بمناسبة الذّكرى 51 لإنشاء البلديّة الجزائرية حيث كانت أبرز النّشاطات :
• تنظيم أبواب مفتوحة على مصالح البلدية أيّام 17- 18 وصبيحة يوم 19 جانفي 2018
• تنظيم معرض بقاعة البشير الإبراهيمي
• تنظيم حفل تكريم على شرف قدماء المنتخبين والموظّفين
همزة الوصل بين الماضي والحاضر ، بين التّاريخ والآمال التي نعقلها في ناصية الوقت ، بين البلديات والمرافق الأخرى التي يسيّرها الإنسان ليأخذ بيد الأرض التي نبت على ترابها ليكون غابة خضراء ، ودفاتر تخفق في صفحاتها كلمة الحياة ، وشعاع الوطن ، ودم الرّحمة ، وإيمان التّضحية ، وواجب العمل واصلاح النّفس في صلاح العقل الذي ندفنه وراء الصّباح ليعود إلينا في آخر المساء كابتسامة القلب في شعاع الوطن الذي نتلقّى من عراقته الحكمة العالية ، والنّظرة الواقية ، ومنفذا وراء الشّفق تضطرم فيه آفاق الحب والعزيمة والإيمان .
هكذا رأيت الموقف من زاوية قلمي ، ومن ثغر دفتري الصّغير الذي سجّلت فيه كلّ ما رأت عيني ، وحدقة قلبي وبصيرة عقلي الذي أفرغت فيه السّويعات التي قضيتها أنقى عصاراتها ، وألذّ نكهاتها ، وأعمق تأثيراتها لذلك قال قلمي ما يقوله لسان قلبي :
كم من عالم لا نراه إلاّ كما تراه أسراب الطّيور في أقاصي الضّحى ، وكم من أرض أنجبت رجالها دون أن نسمع آلام مخاضها حين يمتزج بصرختهم الأولى ، وكم من ثروة جمّعها فقير في حلم دون أن يصبح حقيقة ، دون أن ينال منها غير غنى النّفس التي أبصرت قواها في حدقة العلم ، وفي عضلة القلب الذي نبت في لحاء الوطن دون أن تجرحه معاني الجهل ، وتثني ركبتيه سيوف الأمانة والواجب والمسؤوليّة التي يتكبّدها أعوان البلدية منذ فطامهم الأوّل عن ملذّات الحياة لأجل أداء المهمّة ، وشحذ الهمّة . ساهرين تحت لحاف اللّيل يشقّون صخور التّعب لتظلّ الإنسانيّة والوطنيّة فضاءهما الأول كثبات الكون في نظام السّماء.
لذلك لا يبدو الأمر غريبا إن أشعلنا في صوت الضّمير شمعة عرفان ، وأنرنا ضوء المحبّة في عتمة الوجدان لنرى بوضوح طهارة الواجب الذي جمعنا في حضنه كمسكن دافئ لأجمل اللّحظات التي يعجز القلب عن وصفها والعقل عن تحليلها بمناسبة اليوم الوطني للبلدية الموافق ليوم 18 جانفي 2018 ، وبمناسبة الذكرى 51 لإنشاء البلدية الجزائرية الذي كان من العظيم أن تفتتح في دواخلنا زهرة المحبّة والإيمان ، وتعلي في هاماتنا صومعة الرّضى ، فكان لقاء لا يتّسع إلاّ في حدود من حضروا وأثروا المكان بتميّزهم ..فكانت أيّاما صنعت فيه الغايات إراداتها ، وصوّرت بنفحات النّسيم شمائلها وغدّت حقول الآمال بمطرها .
إنّها بلدية برج بوعريريج العروس والعصفور، والإرادة ، والمعنى ، الكريمة المضيافة التي فتحت أبواب اللّغة والحقيقة ، أبواب التّاريخ والحاضر ، النّسمة التي فتحت نوافذها لتستقبل كلّ زائر وتزيّن عينه بالطّبيعة وصفائها ، بمعروضاتها القيّمة كالمرآة التي تقابلك لتفهمك دون أن تريد .
وقد كانت أيام 17 و 18 وصبيحة يوم 19 جانفي 2018 عمر هذا العرس الثّقافي الذي امتزجت فيه كلّ معاني الوطنيّة في النّفوس وقد كانت النّشاطات على اختلافاتها تصبّ في آنية واحدة ، في عقيدة واحدة ، في أنفاس واحدة .
حيث كان الإفتتاح ممزوجا بنور آيات الله تعالى التي كانت تغالب النّفوس لتعيدها إلى سرور النّبوة وفرح التّوفيق الذي لا يكتمل إلاّ بأضوائها تلاها المستشار عبد النور خبابة، وقد تلتها كلمة قيّمة كفلك يغتذي بلمعة حكمته قوامها الصّلابة التي لا تنكسر للسّيد الأمين العام ثمّ عقبتها كما يعقب القمر ضوء الشّمس كلمة للسيّد والي الولاية الذي شرّفنا بحضوره الصّافي المطمئن الرّسين .
وقد تمّ بالمناسبة أيضا إقامة معرض بقاعة البشير الابراهيمي ، و حفل تكريم على شرف قدماء المنتخبين والموظفين المتقاعدين وضحايا الإرهاب الذين كان تتويجهم مترفا في إنسانيتة ملامسا أوتار الرّوح ونبضات الجهد والسّهر التي سالت من أجسادهم عن محبّة وصدق وأمانة فكانوا واقفين دون انحناء كأوراق الوردة النّاضرة التي عادت إلى وجنتيها دفاتر الذّكرى في حلك الظّلام وأبقتهم في صومعة التّكريم باقين . غير أنّ النّشاطات المختلفة لكلّ مصالح البلدية جعلت الجوّ غاصّا بالضّوء والنّشاط كنجم انفجر في طرفي المكان ليجعله متلألئا وضّاحا بإعادة الأمل والذّكرى وخلود تضحياتهم التي سجّلها صوت المنشّط والمنظم المغرّد السيّد بوشلوخ ياسين الأمين العام للبلدية الذي كان بمثابة المنبع الذي انفجرت منه العبارات وحشتنا بجميل الأثر.
كما لا أنسى أنّ اللّوحة التي شكّلتها هذه النّخبة في آخر رتوشاتها لم تكتمل إلاّ بحضور كل السلطات المحلية والأمنية والعسكرية وبعض وسائل الإعلام والصحفيين ،والأكاديميين والمفتشين والأمناء العامون وممثلي الجمعيات الذين غمرو ا المكان بهجة ، وزادوه تألّقا باهتمامهم وحسن مشاركاتهم معنا يدا بيد لنعلّق في الأخير أجمل صورة للتّضامن والتّفاعل والمحبّة والتّمسّك والإحترام على جداريّة هذا الوطن الحبيب .
فكان الختام في الأخير ككلّ بداية تولد لتكبر وتستمرّ في بعدها ، وتجلّيات أثرها في النّفوس والعقول والوجدان .
عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق