"إنَّ التّربية التي ننشدها- نحن المسلمين- ليست بدعًا من التّفكير الإنساني الرّاشد، إنَّها صياغة الأجيال في قوالب، تجعلها صالحة لخدمة الحقِّ، وأداء ضرائبه، واحتقار الدنيا يوم يكون الاستمساك بها مضيعة للإيمان ومغاضبة للرحمن."
لقد جرَّب المسلمون الانسلاخ عن دينهم، واطِّراح آدابه، وترك جهاده، فماذا جرَّ عليهم ذلك؟ حصد خضراءهم في الأندلس، فصفَّرت منهم بلاد، طالما ازدانت بهم، وعنت لهم، وما زال يرنُّ في أذني قول الشاعر:
قلتُ يومًا لدارِ قومٍ تفانَـــوْا:
أينَ سكَّانُكِ العزازُ علينــا؟
فأجابَتْ هنا أقاموا قليـــــلًا
ثمَّ ساروا ولستُ أعلمُ أينا!
أسمعت هذا النغم الحزين يروي في اقتضاب عُقبى اللهو واللعب، عقبى إضاعة الصلوات، واتباع الشهوات.. إنَّ عرب الأندلس لم يتحوَّلوا عن دارهم طائعين، ولكنَّهم خرجوا مطرودين.
أفلا يرعوي الأحفاد مما أصاب الأجداد؟
لقد قرأت أنباء مؤتمرات عربية وإسلامية كثيرة اجتمعت لعلاج مشكلة فلسطين، فكنت أدع الصحف جانبًا، ثم أهمس إلى نفسي: هناك خطوة تسبق كلَّ هذا، خطوة لا غنى عنها أبدًا:
"هي أن يدخل المسلمون في الإسلام.."
لـــ محمد_الغزالي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق