عندما نكون صغاراً يكون حضنها عالمنا..
وعندما نكبر قليلاً يكون طرف ثوبها دليلنا..
وحين نصبح في عمر السابعه تكون الأمان عند عودتنا من المدرسة ..
وفي العاشرة هي المرأة ونحن نمتص من كلامها وتصرفاتها مايبصم شخصيتنا..
وفي الثانية عشر تصبح الصديقة في لحظة والعدو عند الغضب لكننا لانستطيع النوم دون ابتسامتها ..
وفي الرابعة عشر نهرب منها لنؤكد استقلالنا في محاولات مضحكة..
وفي السادسة عشر نواجهها بأنها جيل ونحن من جيل آخر!
وفي الثامنة عشر لا نفرح بنجاحنا إلا من خلال فرحة عينيها ودمعة زهوها..
وفي العشرين قد نودعها لنلتحق ببعثة أو نظن أننا نسيناها إزاء حب العشرين العاصف..
وفي الرابعة والعشرين نخجل من قبلتها أوتوددها وحرصها ونتأفف لأننا لم نعد أطفالا يا امي !
وفي الثلاثين ننشغل بزواجنا وأبنائنا وقد نهاتفها أو نزورها..
وفي الخامسة والثلاثين تجمعنا وعائلاتنا الصغيرة فنحاول أن نوازن بين انشغالنا عنها والبر بها..
وفي الأربعين تداهمنا لحظات الصحو بين وقت وآخر :
أريد امي ..
أريد أن أعود الى حضنها وأتذكر أكلاتها الشهية وكلماتها الظريفة..
أما مابعد الأربعين فنكتشف فجأة أننا أصبحنا نسخة منها وماكنا نرفضه من توجيهاتها نكرره مع أبنائنا وماكنا نغفله من حكمتها أو نتجاهله من نصائحها يداهمنا بقوة لأنه يجري في دمنا وفي ايقاع نبضاتنا ..
أمي ..أحبك في الصغر والكبر..
أنت الحضن والبوصلة وغيمة الأمان السارية فوق رأسي من المهد الى اللّحد أطال الله في أعمار أمهات أحبابنا وغفر الله لمن توفاهم
غلبتني دمعة .. انهمرت من عيني ..
فصددت وانفجرت باكياً من رحمته
يَا رب في كل دقيقه تمرّ على [ أمّي وأبي ] افتح لهم بآب راحة لآ يسدّ وهبهم عطآيا كَجبل أحد واجعل الجنة لهمآ دآر خلد
اللهم آمين
شارك في نشر ثقافه بر الوالدين
الأم والأب يستطيعون العناية بـ عشرة أبناء ولكن عشرة أبناء أحياناً لايستطيعون العنايه بـ أم واحدة وأب واحد!
اللهم ارزقنا برّهم في الحياة وفي الممات وسامحنا إن أخطأنا في حقهم
♥♥
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ، بوركت على الموضوع الرّائع
ردحذف