يستقبلني الرّبيع في
عيدك المقبل قبل أن أصل إليه ، أفرش الزّهور وأتّكئ على عطورها الفوّاحة من غير
خجل لأنتظرك قبل أن يحضر الجميع .. من مدّة فاقت الشّهر وأنا أسأل من لقيت في
طريقي متى سيأتي الرّبيع ؟ وكأنّ حمّاه قد أصابتني قبل وصوله ...
والمشكلة أنّي لا زلت أعدّ الأيام وكأنّها ملّتني من كثرة ما مرّت بين أصابعي ...
أي هدية تراها ستليق بك في هذا العام الجديد ، ولم أعهد لك جديدا غيري يأتيك في
كلّ مرّة بمشكلة جديدة تغرق فيها وتغرق فيك ، وكأنّي غسلت وجهي لبعض الوقت حتّى
أستجمع كلّ الهدايا بمالي الخاص الذي ادّخرته ليوم كهذا ... لكنّ المشكلة
أنّ هديّتك هي الغائب الوحيد عن المناسبة حتّى الآن ، ولست أدري إن كنت
قادرة على خلق شيء يجعلك سعيدا لبعض الوقت أم لا ؟ فعلى قدر أهل العزم تأت العزائم
وأنا قد عزمت على أن أهديك يوما مميّزا لم تعشه قبلا ولن تعيشه بعدا .. لذلك فكّرت
أنّ أكبر هديّة قد تسعدك حقا هي وجودي أنا ... لذلك وفّرت جميع النّقود وتركتها في
كيسها الوردي ليوم آخر نحتاجها فيه ... فالحياة لا تدري ما تخفي لك من مفاجآت وانقلابات وعلينا أن نستعدّ في كلّ حالاتها بما نخفيه من حبّ ، وشوق ، وأمل حتّي يظلّ ربيعنا مزهرا لا تقتله الفصول ولا عيون الفضول .. هل أعجبتك هديّتي ... أتمنى أن تستمتع
بوجودها طيلة النّهار فقط لا تضغط على زرّ إعادة المشاهدة كلّ مرّة حتّى لا تملّ و تترك
مسافة للشّوق بيننا لا يقتلها الوقت .... أنا أحتاج إلى صوتك كثيرا هل يمكن أن
تعبّئ لي بعضه على شكل بطاقات هاتفيّة أطلبك بها كلّما اشتقت إليك ... تراك تستطيع
أن تحوّل عيدك هذا إلي عيد لشخص آخر غيرك هو أنا ، هل يمكنك أن تصبح أنا ؟ وأصبح
أنا أنت في هذا اليوم وكلّ يوم وطيلة العمر ؟ .... خذ إذن الرّبيع بما حمل
واعطني بعضا منك لأعرف طريق العودة إاليك في عيدك القادم
....
بقلم خديجة ادريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق