رسالة من لاجئ فلسطيني الى لاجئ سوري،،،،
ستكون الخيمة مزعجة في الليلة الاولى ثم بعد سنة ستصير ودودة كواحدة من العائلة لكن حاذر ان تقع في حبها كما فعلنا لا تبتهج اذا رأيتهم يقيمون لك مركزا صحيا او مدرسة ابتدائية،، هذا خبر غير سار أبدا واياك ان تتورط بمطالبات غبية مثل بناء بيوت بسيطة بدل الخيام او خطوط كهرباء ومياه فهذا ...يعني انك بدأت تتعايش وهنا مقتل اللاجئ وهنا ايضا مقبرته.. ولا تدرب اولادك على الصبر فالصبر حيلة العاجز وذريعة من تخلى واللاجئ يموت إن لم ينظر خلفه مرتين في اللحظة الواحدة انت لست ابن "هناك" تذكر هذا دائما انت لك "هنا" جميل ولا يخان لا تنم ليلة دون ان تعدد محاسنه لاطفالك واقرأ عليهم كيف مات الناس سيبيعك الناس لبعضهم تلك هواية السياسيين وسيجيئك المتضامنين من كل البلاد ستصير انت شعارهم الانتخابس ويتقربون بك الى الله،،، وستزداد همة الناس في تفقدك في رمضان والاعياد والمناسبات الدينية!! والبعض سيصور اطفالك جائعين ومنهمكين وزوجتك النائمة الان في الظل لتكون "موضوعا لصورة تفوز بجائزة دولية" ستتعلمون لغات جديدة ومشاعر جديدة وستنشأ علاقة ملتبسة مع المفنى وستشعر ذات ليلة ماكرة بانه لا ينقصه شيء ليكون كافيا كوطن.... لكنك سرعان ما ستنتبه: الاشجار هنا لا تخضر كما يجب ، والملح ليس مالحا، والذين ماتوا لن يغفروا لي، وتعود تنظر للوراء مرتين وهنــــــا سيتقدم ابنك الذي صار رجلا دون ان تنتبه- ليحمل عنك الذاكرة- ويحمل حلمك الذي انقض ظهرك ربما يا صديقي سيبدو الامر معقدا لك في البداية لكنه واضح انت "هناك" لأن الـ "هنا" متوكعة وقد يطول غيابك ليلتين لكنك لست في رحلة للبحث عن هوية جديدة،،،، ولن تفكر حتما في مد سلك كهرباء الى الخيمة تلك خطيئتنا نحن عندما قلنا الخيمة ضيقة ونحتاج الى خيمتين اضافيتين واسمعني..... فانا افوقك خبرة بـ 63 عاما في هذه [المهنة] لا تلتقط الصور التذكارية مع سفراء النوايا الحسنة ولا تشكوا لهم حرارة الطقس او من الحصى في الخبز وحاذر ان تطالب بخيمة افضل ،، فليس هناك خيمة افضل من خيمة الوطن،،،،،،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق