مسجد إبراهيم الخليل برج بوعريريج حي 1044
يحتضن الدّورة العلمية الصّيفية الخامسة في مصطلح الحديث ومجلس إجازة في مجموعة من الكتب تحت إشراف أحد علماء الجزائر الشيخ المقرئ الدكتور عبد الكريم مقيدش نفع الله به، أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية بقسنطينة " شرح المتون العلمية بالإجازة "
لايزال مسجد إبراهيم الخليل حي 1044 يحتضن بحماسة لا نظير لها هذه الفضاءات الدّينيّة والفكريّة الباعثة للجدّ والهادمة للرّتابة ، والقائمة على إحياء ما مات من حولنا من أمواج تعيد لبحر الرّوح مدّه وجزره .
رفعت ستائر الجلسة العلميّة في شرح متن البيقونيّة شرحا وإجازة بآيات بيّنات بالصّوت الذي عوّدنا على قراءاته المميّزة لآيات الله البيّنات الدّكتور الفاضل فؤاد عثامنة، تلته كلمة ترحيبية لممثل الشؤون الدينية الحاج بوبكر الذي لا يفوته مجلس إلاّ وزيّنه بحضوره واهتمامه ودعمه بعده كانت الكلمة لإمام المسجد الأستاذ محمد الساسي بن حريرة الذي لايزال يضرب بيد من نور ليشقّ العتمة والرّكود في مبارزة دائم الانتصار فيها لأنّه ببساطة يصنع من المستحيل شراعا متينا يلقي بنا في سواحل الضّوء الإلاهي ، يجمع في باقة فريدة علماء كبار من مختلف ولايات الوطن ليزيّن بهم مجالس العلم والفكر التي نصبو إلى ضفافها بظمأ شره لا يُسدّ أبدا .
زيّن منبر المسجد الشيخ المقرئ الدكتور عبد الكريم مقيدش أستاذ محاضر ودكتور في السنة وعلوم الحديث ومؤلّف لمجموعة من الأعمال العلميّة ، عمود من أعمدة العلم ومنبر حيّ ينثر عبر مجالس إقراء القرآن الكريم مع علم التجويد بذور الخير ، تخرّجت على يديه أجيال من طلبة العلم ، قامة دينيّة لمعت في تدريس كتب الحديث النبوي الشريف مع منح إجازات وغيرها من الأعمال العظيمة التي يسهر على غراسها وتركها كآيات للأثر الطيّب في الحياة ، عالم فاضل جمع بين العلم والأخلاق ، بين اللّين والسّماحة ، تكبّد المشقّة في سبيل نشر درره التي يحفظها في صدره حفظ الأصداف للّؤلؤ ، عقد فريد سنحت لنا فرصة التّقرّب إليه في هذا المجلس العظيم الذي لم يدّخر فيه جهدا أو وقتا إلاّ وقاسمه بمحبّة مع الحاضرين كأنّه في خصام كبير مع النّفس التي وضعها جانبا فكان قربانا للمجلس العلمي ، متكبّدا وعثاء السّفر ليكرم الجميع بفضل علمه وأخلاقه وجوده العلمي الذي تفانى فيه حتّى بات كنجم كلّما ابتعد زاد لمعانا وبريقا ، رجل يدرك أنّ الخلق أسبق من المعرفة ، وأنّ المعرفة أسبق من النّفس ، وأنّ النّفس لا قوام لها أمام التّضحية وترك الأثر الطّيب في النّفوس والقلوب .
حضر الجلسة جمع غفير من الأئمة الأفاضل والأساتذة الكرام والطّلبة الذين جاؤوا من مختلف ولايات الوطن محبّة في العلم والعالم القدير صاحب الصّيت والسّمعة الطّيبة ،التفّوا في مجلس روحانيّ آخذ في الهدوء والطّمأنينة والتّركيز والرّغبة في التّحصيل العلمي ، والنّهم لافتكاك مزيد من العلم والفضل .كل الشكر للقائمين بن حمادة عبدالرحيم على شؤون المسجد على حسن التسيير وبذل الجهود في سبيل نشر العلم وتيسير سبله.
حضينا بعدها بإجازات عن الشيخ في شروح البيقونية وغيرها.
فالحمد لله أولا وآخرا.
بقلم عبد النور عبدالنور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق