18 ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية
نحتفي باللّغة وكلّنا يقين أنّ المفردات التي اخترعناها كانت لهدف ما في هذه الحياة ، وما أروع أن تكون كالضّوء الذي يبتلع عتمة هذا العالم لنصبح معا تحت الحروف نتنفّس الأفكار والعواطف والمبادئ والعلوم والتّجارب الإنسانيّة .
اللّغة صلتنا بالآخر ، بالتّاريخ الذي يسندنا ، بالأشياء التي ستأتي و تتجمّع بلطف في لغتنا العربيّة التي نفتخر دوما بانتمائنا لها ، بجذورها المتأصّلة في ألسنتنا ، بحبّنا لها ، بارتفاعنا بها ، بعيشها بداخلنا كالأمّ التي تحضن آلامنا ، لحظاتنا ، ذكرياتنا .
اللّغة العربيّة لغة الكون ، لغة تغطّي على الصّمت ، لغة فاتنة تلقي جواهرها الثّمينة لتبقى لامعة في الوجدان البشريّ الذي لولاها لما أبدع في الكلام ، والرّسم ، والشّعر ،والأدب .
لغة التّوحيد لا التّفرقة ، لغة الأرواح التي تصل الأجساد ببعضها ، والقلوب في قالب واحد ، والشّعور في إطار واحد إنّها لغة القرآن اللّامعة باليقين والإعجاز والتّنوير .
لغة عريقة ، حروفها أثقل من الكلام كلّه ، تشعّباتها اللّغوية تخلق أكثر من جوّ لفظي ، تفضي إلى الكثير من الأساليب المفتوحة على النّفس ، تراكيبها أقوى من شلاّلات الطّبيعة الإنسانية ، لغة حيّة ، متدفّقة تتلوّن دوما حسب المزاج ، باقية إلى الأبد مادمنا نقدّسها ونحبّها ونعيش بداخلها .
بقلم
عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق