الندوة الوطنية
أمجاد ثورة التحرير في شعر محمد العيد آل خليفة
دار الشباب مولود قاسم عين مليلة ولاية أم البواقي
الأيّام المجيدة تبقى في الذّاكرة الحيّة للإنسان ، ومهما حمل القلم على أكتافه مفردات البطولات سيبقى المداد مثل نافورة التّاريخ التّي شيّدتها الأرض متدفّقة ينابيعها بكلّ الأنفاس والدّماء والكلمات .
لقاء ثوريّ هادئ جمعنا في ظلّ شمس تشارك في رسمها وجوه كثيرة أتت لتجعل اليوم نديّا بالعطاء والوفاء لكلّ ما هو عائد للوطن.
افتتحنا الجلسة الطيّبة بآيات كريمة من الذّكر الحكيم لتظفي الآيات نسمات من السّكينة جعلت بدايتنا أكثر نقاوة وقربا ودفئا .
تشرّف من بعدها السيد بوبكة محمدرؤوف مدير دار الشّباب مولود قاسم بتقديم كلمة نمّقها بعناية روحيّة كلّها فرح وترحيب وغبطة فرش لنا من خلالها قلبه كالكتاب الذي يرغمك على القعود والسّماع .
تلته مباشرة كلمة قيّمة للأخ فاتح غضبان ممثلا عن جمعية الرواسي زرع من خلالها بساتين كثيرة من المعاني الجميلة تاركا الفضاء من حولنا كأنّه مسرح بديع خرج من كتاب .
أتيح بعدها المجال للضّيوف الحاضرين بإلقاء كلمة حول طاولة مليئة بالحبّ والمودة والتقارب في الأفكار ممثلة في شخص الشاعرة مروة
لتأتي كلمة مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة محمد بوديار الذي جعل من القوة مفتاحا للتلاحم الذي أحدث الفارق في كلّ الظّروف .
تمّ من بعدها الإعلان عن الافتتاح الرسمي للدّورة لتبدأ أصوات القوافي تعزف على القلوب الحاضرة من خلال قراءات شعرية عذبة سافرنا من خلالها إلى محطات الروح العذبة فكانت البداية من طرف الشاعر إلياس بولحواش ، ثم الشاعر أحمد براس من الجلفة ، والشاعر لحبيب صيام .
انتقلنا بعدها إلى فتح جلسة للمداخلات قادها البروفيسور يوسف نجعوم وأشعل فتيلها بدر الدين ناجي بمداخلته القيّمة " محمد العيد آل خليفة الشاعر الثائر." سلّط الضّوء فيها عن الجانب الثّوري في فكر وشعر هذا الرجل العظيم الذي خدم الوطن بقلمه وأفكاره ونزعته نحو العصيان والتحرّر.
قدّمت مداخلتي بعنوان إرهاصات المقاومة في شعر محمد العيد آل خليفة أظهرت من خلالها حسّ المقاومة الذي كان يجري في دم وحبر الشاعر الفذّ .
فتحت من بعدها نوافذ تواصلية للنّقاش والأسئلة وربط الحبل بين الأفكار
والواقع والتاريخ والشّعر عقبتها كلمة للسيد مصطفى بوحلفاية ، إضافة إلى آخرين صبّوا دلاء خفاياهم من أفكار وتجارب ورؤى عميقة من خلال قراءات شعرية لشعراء حضروا بقصائد رائعة تركتنا حروفها عالقين بين قافية ورويّ ارتوينا منه فنّا راقيا ، حماسيا كلّه صنعة أمل.
في الأخير اختتمنا اللقاء بتكريمات وتوزيع الشهادات على الفاعلين والتقاط صور نقارع بها الزّمن لتحريضه أكثر ضدّ النسيان .
لا يفوتني أن أشكر الشاعرة الواعدة دورصاف على تنشيطها الجميل لهذا اللقاء الذي استطاعت أن تعقد حباله بلغة لطيفة ، وكلمات تكاد تصبح قصائد لها رنّة تدغدغ الفكرة وتصحو على صوتها الغفلة .
أشكر أيضا الكاتبة والإعلامية إيمان بوسكين على تغطيتها للندوة بعدستها الدّقيقة، حيث رصدت تحت الضّوء جواهر كثيرة تلمع أدبا وفكرا .
ولا أنسى القائد الأوّل الذي تجتمع تحت جناحيه الأقلام الأستاذ عمر بلاجي
وطاقم الجمعية الذين تعبوا كثيرا لضبط صورة تليق بوقوفنا أمام الأدب والتاريخ معا .
لا أنسى امتناني العميق لمدير دار الشباب على كرمه وحفاوته وحسن استقباله لنا كأنّه الغريب ونحن أهل الدّار ، تقدير راسخ أقدّمه أخيرا للأيادي الخفية والعقول الفاعلة التي جعلت اللقاء جميلا كالربيع .
بقلم عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق