الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد
فليس عيبا أن نتعلم من أطفالنا ، ومن تأمل في تصرفات الأطفال وجد أن الطفل يملك من مهارات الحياة ما لا يملكه الكبير ويستمتع بحياته استمتاعاً لا يحلم كثير من الكبار أن يعيش جزءا منه فقط .
فتعال أخي الكريم لنتعلم من مهارات الأطفال :
فالأطفال رغم كثرة البكاء لا يتوقفون عن المحاولة والعجيب أنهم يحققون أهدافهم دائماً ؛ فهم يركزون فقط على ما يريدون وليس على ما يحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم .
هم يتجاهلون حجم الصعوبات التي تعترضهم.
فتجاهل حجم الصعوبات التي تقابلك قد يكون مفيد لك أحيانا في جعلك تستطيع تجاوزها .
وتكرار المحاولة يجعل نسبة النجاح في كل محاولة جديدة ترتفع إلى الأعلى .
كثير من الناس يتوقفون عن المحاولة ويستسلمون
عندما لا يكون بينهم وبين تحقيق أهدافهم إلا محاولة واحدة فقط .
والطفل ينسى إخفاقاته السابقة ؛ بل وينسى أحيانا كل الآلام التي أصابته بسبب محاولته .
فتعلم منه هذه الميزة الإيجابية ؛ لأن كثير من الكبار يصبح ويمسي على ذكرى إخفاقاته وفشله.
والطفل ينسيه إحسانك له إساءتك السابقة له
وبعض الكبار يكفي ليشطب تاريخك معه إساءة واحدة فقط .
والطفل عندما يسامح يسامح حقيقة فلا يبقى في قلبه غل ولا حقد ،وبعضهم يصافحك يقابلك بابتسامة وقلبه يغلي عليك حقداً .
والطفل يحاول أن يتأقلم حسب المكان الذي يكون فيه ،وأنت أيضاً حاول أن تتأقلم مع كافة ظروف حياتك .
والطفل يمتلك ابتسامة ساحرة تملك القلوب وهو لم يُحسن الكلام بعد ؛ فما رأيك أن ترسم على محياك مثل تلك الابتسامة الرائعة .
والطفل لا يتكلف في حياته بل يعيش بطبيعته ؛ فما أجمل أن ننبذ التكلف ونعيش البساطة.
والطفل يحاول أن يكتشف الحياة من حوله ؛ ونحن بحاجة لاكتشاف الحياة من حولنا وتعلم الجديد والمفيد وتطوير أنفسنا .
والطفل يثق فيمن حوله ثقة عمياء ، ونحن بحاجة أن نعطي من حولنا المزيد من الثقة .
والطفل يرى أنه الأفضل دائما ونحن بحاجة إلى الرضى بما نحن فيه والتطلع للأفضل والسعي إليه .
والطفل أجبن ما يكون عندما يتيقن أن الأمور لا تسير في صالحة ونحن بحاجة للإحجام عندما تكون الأمور لا تسير وفق تطلعاتنا .
فليست الشجاعة الإقدام دائما حتى قال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص أعياني ياعمرو أن أعرف أشجاع أنت أم جبان ؟
قال عمرو إن كانت الفرصة لي أقدمت وإن لم تكن لي أحجمت !
والطفل يلح على والديه ويبكي رجاء تحقيق ما يريد ونحن ولله المثل الأعلى بحاجة إلى أن نبكي بين يدي الله سبحانه ونلح عليه فيما نريد .
والحق يقال أن المهارات الحياتية التي يحسنها الأطفال كثيرة لكن أكتفي بما ذكرت وأسأل الله أن يكون نافعاً لي ولكم ولجميع المسلمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق