السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2016-11-23

إذا هممت بالمعصية !!


تذكـر قبل أن تعصي
تذكر قبل أن تعصي أن الله يراك ، يعلم ما تخفي وما تعلن : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي لْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ َلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا َكْثَرَ اِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْم الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم."
تذكر قبل أن تعصي
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
الملائكه تحصي عليك جميع اقوالك و أعمالك ، و تكتب ذلك في صحيفتك ، لا تترك من ذلك ذرة أو أقل ، قال تعالى:
" ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب عَتِيدٌ "
تذكر قبل أن تعصي
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل و يعرق الناس ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون الى ركبتيه ، و منهم من يكون الى حقويه ، منهم من يُـلجمه العرق إلجاماً

تذكر قبل أن تعصي
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
يوم يحشر الناس حفاة عراه قال صلى الله عليه و سلم " يحشر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلاً " قالت عائشه : يا رسول الله !! الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم الى بعض ؟ قال صلى الله عليه وسلم يا عائشه ! الامر أشد من أن ينظر بعضهم الى بعض "
تذكر قبل أن تعصي
"""""""""""""""
ملك الموت و هو يعالج خروج روحك ، و يجذبها جذباً شديداً ، تتقطع له جميع أعضائك من شدة جذبته ، و تتمنى حينها أن تسبح تسبيحة واحده فلا تقدر ، أو تكبر تكبيرة واحده فلا تقدر ، او تهلل تهليلة واحده فلا تقدر ، او تصلي و لو ركعتين خفيفتين فلا تقدر ، او تقرأ ولو آيه واحده من القرآن فلا تقدر فقد ألجم اللسان ، و شخصت العينان ، و يبست اليدان و الرجلان , وطاش العقل من شدة ما يرى.
تذكر قبل أن تعصي
:::::::::::::::::::::
القبر و عذابه ، و ضيقه وظلمته ، و ديدانه و هوامه ، فهو إما روضة من رياض الجنه او حفره من حفر النار قال صلى الله عليه وسلم " لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر "
تذكر قبل ان تعصي
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
وقوفك بين يدي الله تعالى يوم القيامه ، ليس بينك و بينه حجاب أو ترجمان ، فأحذر أن يشدّد عليك في الحساب .
تذكر قبل أن تعصي
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شهادة اعضاء العصاة عليهم, كما قال سبحانه وتعالى

(حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُم وَأَبْصَارُهُم وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُم عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوخَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )

تذكر قبل أن تعصي
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
أن لذة المعصيه مهما بلغت فإنها سريعة الزوال ، مع ما يعقبها من ألم و حسره و ندم وضيق عيش في الدنيا ، و تعرض للعذاب في النار يوم القيامه تذكر قبل أن تعصي أن المعاصي ظلمات بعضها فوق بعض ، و أن القلب يمرض و يضعف و يظلم بسبب الذنوب و المعاصي ، قد يموت بالكليه ، و اذا مات القلب تحتم الهلاك و تأكد الخسران
وأخيــراً تذكر قبل أن تعصي
##################
أن الذنوب تؤدي الى قلة التوفيق ، حرمان العلم ، و حرمان الرزق ، و ضيق الصدر و تعسير الأمور ، و وهن البدن ، قصر العمر ، و موت الفجأه ، و فساد العقل ، و ذهب الحياء و الغيره والأنفه و المروءه من القلب و المعاصي تزيل النعم ، و تحل النقم ، و تمحق بركة العمر و بركة الرزق ، و بركة العلم و بركة العمل و بركة الطاعه ، و تعرض العبد لأنواع العقوبات في الدنيا و الآخره و تخرج العبد من دائرة الاحسان, و تمنعه من ثواب المحسنين و من أعظم عقوباتها انها تورث القطيعه بين العبد و ربه ، و اذا وقعت القطيعه انقطعت عنه أسباب الخير ، و اتصلت به اسباب الشر.
يقول الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة العربية السعودية :
جاءت الشريعة الإسلامية بتحريم الطرق التي تؤدي للفاحشة، ومنها : النظر إلى الأجنبية :
أ. قال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) (النور/ 30) . قال الإمام ابن كثير : هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا أبصارهم عما حرم عليهم فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم فإن اتفق أن وقع بصر على محرم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعاً . تفسير ابن كثير ( 3 / 282 ) .
ب. ويقول تعالى { وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن } الأحزاب / 53 .
ج. وعن جرير بن عبد الله قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري .
رواه مسلم ( 2159 ) .
قال النووي : معنى " نظر الفجأة " : أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال فإن صرف في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث فإنه صلى الله عليه وسلم أمره بأن يصرف بصره مع قوله تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم }.
ويجب على الرجال غض البصر عنها في جميع الأحوال إلا لغرض صحيح شرعي وهو حالة الشهادة والمداواة وإرادة خطبتها أو شراء الجارية أو المعاملة بالبيع والشراء وغيرهما ونحو ذلك وإنما يباح في جميع هذا قدر الحاجة دون ما زاد.
" شرح مسلم " ( 14 / 139 ) .
وهناك – أخي الفاضل - وسائل معينة على غض البصر، نسأل الله أن يعينك على تحقيقها ومنها 1 -:
استحضار اطلاع الله عليك ، ومراقبة الله لك ، فإنه يراك وهو محيط بك ، فقد تكون نظرة خائنةً ، جارك لا يعلمها ؛ لكنَّ الله يعلمها . قال تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور} (غافر/19) .
2- الاستعانة بالله والمثول بين يديه ودعائه ، قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } (غافر/60) .
3- أن تعلم أن كل نعمة عندك هي من الله تعالى ، وهي تحتاج منك إلى شكر، فنعمة البصر من شكرها حفظها عما حرم الله ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله} (النحل/53) .
4- مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك ، والبعد عن اليأس ، قال تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } العنكبوت / 69 . وقال صلى الله عليه وسلم " … ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله … " رواه البخاري ( 1400 ) .
5 – اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها من فتنة النظر إذا كان له عنها مندوحة ، ومن ذلك الذهاب إلى الأسواق والجلوس في الطرقات… قال – صلى الله عليه وسلم – " إياكم والجلوس في الطرقات ، قالوا : مالنا بدٌّ ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها ، قال : فإذا أبيتم إلا المجالس ، فأعطوا الطريق حقها ، قالوا : وما حق الطريق ، قال : غض البصر ، وكف الأذى … " رواه البخاري ( 2333 ) ومسلم ( 2121 ) .
6 – أن تعلم أنه لا خيار لك في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال ، ومهما دعاك داعي السوء ، ومهما تحركت في قلبك العواطف والعواصف ، فإن النظر يجب غضه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة ، وليس لك أن تحتج مثلاً بفساد الواقع ولا تبرر خطأك بوجود ما يدعو إلى الفتنة ، قال تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } (الأحزاب/36) .
7- الإكثار من نوافل العبادات ، فإن الإكثار منها مع المحافظة على القيام بالفرائض ، سببٌ في حفظ جوارح العبد ، قال الله تعالى في الحديث القدسي " … وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه … " البخاري ( 6137 ) . وصحبة الأخيار ، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين ، والمرء على دين خليله ، والصاحب ساحب .
8– تذكر شهادة الأرض التي تمارس عليها المعصية ، قال تعالى : { يومئذ تحدث أخبارها } (الزلزلة/4) .

العلاج النفسي الإيماني


قال تعالى : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه "وقال جلا وعلا : " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " وقال سبحانه : ونفس وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها .
إنه العلاج النفسي الحقيقي الذي يبدأ تصحيح انحراف النفس من مرضها واضطرابها من الأعماق ومستوى الجذور لا مجرد الملامسة السطحية الفرعية من الأغصان كما هو في أساليب العلاج النفسي الحديث سرعان ما تعود الاوضاع النفسية بعدها إلى سابق عهدها من الاعتلال بل قد تزداد الحالة سوءا وتتفاقم المشكلة فيما يعرف بلغة الطب النفسي المعاصر بالانتكاسة أو ردة الفعل (rebound phenomena) .
ذلك أن الطب النفسي المعاصر في مجمله مؤسس على نظريات افتراضية قد توافق الحقيقة في شيء منها أوفي جانب من جوانبها وليس الحقيقة كلها ، مما يفسر تعدد النظريات والأطروحات النفسية وما يحدث من تضارب فيما بينها واقتصار نجاح كل منها على علاج نوع محدد من العلل والاضطرابات النفسية وبشكل أيضا وقتي لا يصل في كل الأحوال إلى درجة الاستشفاء الكامل .
ذلك لاعتماد تلك التنظيرات والفرضيات على العقل البشري وحده الذي يعتريه القصور والعجز عن إدراك حقيقة النفس البشرية والطبيعة الانسانية مهما بلغ في ذلك من فطنة وذكاء وامتلك من قدرات وطاقات وإمكانيات .
دفع ذلك أمثال طبيب الأعصاب الأمريكي الشهير الحائز على جائزة نوبل للطب ( أليكسس كارييل ) أن يعلن حيرته مدوية في كتابه الشهير " الإنسان ذلك الكائن المجهول " .
أما العلاج النفسي الإيماني فشيء مختلف تماما حيث يستهدى هذا العقل القاصر بنور الوحي المنزل من الخالق الذي فطر النفوس وخلقها على طبيعة لا يسبر كنهها إلا هو سبحانه . و الآيات الواردة في هذا السياق كثيرة منها قوله تعالى : إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم . ذلك قولهم بأفواههم والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل . ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا .
يعتمد العلاج النفسي الإيماني اعتمادا كاملا على استنهاض الفطرة والعمل على حفزها ونفض غبار الران وما اعتراها من دنس عنها وتجديد ما طمس من معالمها بفعل التصورات المغلوطة عن النفس والكون والنشأة والمآل .
إن الإنسان لحظة ما يولد يكون على الفطرة النقية التي لا يشوبها شائبة أي موحدا بالفطرة كما ورد في الحديث الشريف " ما من مولود إلا ويولد على الفطرة " فيكون ذو إيمان عميق متجذر و روح شفافة متطلعة لفاطرها راغبة في تألهه وتوحيده وذات إحساس مرهورغبه أكيده لوحييه وتنزيله وشرعه لو بقيت على ما كانت عليه لحظة ما أبصرت النور حينما تشب وتكبر تلك النفس .
لكن لحكمة اقتضاها المولى سبحانه لا يحدث ذلك من الاحتفاظ بنقاوة الفطرة إلا لعدد قليل من البشر على مر العصور والازمان وهم صفوة الخلق من انبياء الله ورسله كون عين الله ترعاهم وتحفظهم وتهيا لهم الاسباب التي تبقيهم على ما فطروا عليه لحظة وجودهم في هذه الدنيا لحين وفاتهم والسبب في ذلك واضح ومعلوم كونهم النموذج البشري الذي يقتدى بهم .
إنما سائر الخلق فليس لهم مثل هذه الخصوصية وهذه المزية وهذه الحصانة الربانية التي تحفظ لهم فطرتهم النقية وتبقيهم على حالتهم التي ولدوا عليها فالجميع معرضا للتشويه والطمس لمعالم هذه الفطرة إنما بدرحات متفاوته حسب البيئة التي تحتضن المولود والتنشأة التي يشب عليها كما جاء في عجز الحديث الشريف المشار إليه آنفا " فأبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه "
إذن في ظل غياب هذه العناية الالهية الخاصة لحفظ نقاء الفطرة وغياب الحصانة الفكرية في هذه المرحلة العمرية من حياة الطفل حيث لا يكتمل عقل الإنسان ويصل إلى مرحلة النضج والمسؤولية إلا في سن الرشد يظل الإنسان في هذه السن ما بين الولادة وسن البلوغ معرضا للتشويه الفطري . إلا أن عدل الله سبحانه ورحمته بنا أنه لا يحاسبنا على ذنب أو جريرة تقترفها أيدينا في هذا العمر وذلك لما ذكر من أسباب.
هذا لا يعني اعفائنا من مواجهتنا لعقوبات تأديبية رادعة من جهة الوالدين والمربين والسلطة حفاظا على النشأة السليمة و السلم العام وتماسك المجتمع .
إن الإسلام دين الفطرة كما قال سبحانه : " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر النالس لا يعلمون " .
يعني هذا أنه كل ما ابتعد الإنسان عن دين الله وعن تعاليمه وشريعته ولم يقم حياته على ذلك كلما حدث تشويه أكثر فأكثر لفطرته وطمس لمعالمها في نفسه . والعكس صحيحا كلما تمسك بتعاليم الاسلام وتدين اكثر فاكثر كلما استعادت فطرته بريقها ونقائها وتوهجت وتلألات ورهف إحساسه واستشفت روحه وسكنت نفسه وسعد قلبه وهذا ما نعنيه بالعلاج النفسي الإيماني .
إلا أن لحظة هذه الهداية وإدراكها وهذه الشفافية الروحية والوقت المطلوب للوصول إليها للسالكين تتفاوت من شخص لآخر لمجموعة من العوامل والأسباب نوجزها فيما يلي :
·قدر التشويه والركام اللذان تلبسا بهذه الفطرة جراء التصورات الخاطئة والمضللة والذنوب والآثام والمعاصي التي اكتسبتها النفس في ما مضى . فكلما كان الران الذي يغلف هذه الفطرة ويحجبها عن نور الوحي وحياة القلب أكبر والإسراف على النفس من الآثام اكبر كان الجهد المطلوب من المهتدي والسالك لطريق الهداية أكبر .
· تماما كما إذا أردت إزاحة كومة من التراب من مكانها كلما كان حجمها أكبر تسلتزم منك عملا وبذل جهدا اكبر لإنجاز تلك المهمة
·الكثير من الناس من الذين أسرفوا على انفسهم من الذنوب والمعاصي من المسلمين المفرطين . كلما شعروا بشدة الكرب والضيق والكآبة وضاقت عليهم الدنيا بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم لجأوا إلى الله بالدعاء والذهاب إلى المسجد وقراءة القرآن ونحو ذلك من العبادات والقربات. وهذا جميل بل هو المطلوب فعله في هذه الاوقات الصعيبة والتازم النفسي .
·إلا أن الذي يحصل انهم لا يشعرون في باديء أمرهم بتحسن ملحوظ وتغير لحالهم فيعودون القهقرة ويوقفون هذه المحاولات وكأنهم يعتقدون أن ذلك كتناول حبة مسكن للألم سرعان ما يزول صداعهم .
·أو أن هذه الاجراءات السريعة التي يقوم بها بعض الطالبين للعلاج النفسي الإيماني وهذه السويعات القصيرة من اللجوء إلى الله والفرار إاليه كفيلة بمسح وإزاحة ما ترسب من ران كثيف وحجاب غليظ على قلوبهم من المعاصي نتاج فعل سنين .
· الله سبحانه وتعالى قادر على تخليص العبد الفار إليه وتطهير نفسه مما غلفها من ذنوب وظلم في طرفة عين أو أقل من ذلك لأن أمره سبحانه بين الكاف والنون " إنما أمرنا إذا أردنا شيئا أن نقول له كن فيكون " .
· لكن اقتضت مشيئته سبحانه أن يكون لله سنن ثابتة في الكون والحياة والنفس لا تتغير ولا تتبدل و لا بد من الأخذ بها والعمل بمقتضاها لتحقيق المقاصد والاهداف . ومن بين أهم تلك السنن والقوانين الربانية في هذا السياق قوله سبحانه : والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " .
·يتضمن هذا الجهد حتى يعقبه ثمرة الإيمان والهداية وانشراح الصدر وزوال الغم والهم وما اعترى النفس من اعتلال واضطراب واكتئاب وتازم الكثير الكثير من الأعمال وبذل ما في الوسع ومن الصبر والمثابرة نذكر من بين تلك الأعمال الخطوات التالية التي لا بد منها :
·العزم على تغيير نمط العيش وأسلوب الحياة الذي يتفق مع المنهج الرباني والتفكير الجاد في التوقف عن المضي قدما في تلك الحياة العبثية الخطيرة المآل والتوجه بالنفس إلى حياة الجد والطهر والعزة والحياء والفضيلة ، والحياة مع الله . عملا بقوله تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم " .
·إن من أعظم وأهم وأخطر الخطوات في هذه المرحلة للسالكين والمهتدين الجدد والتي لا غنى للمهتدى عنها البتة :
·البحث عن الرفقة الصالحة سواء من الشباب المهتدين الذين سبقوك إلى طريق الإيمان للمهتدى الجديد أو الفتيات المهتديات للمهتدية الجديدة وهم كثر والحمدلله وبالسهولة الوصول إليهم والتعرف عليهم سواء من الذين يقطنون معك في الحي أو إذا تعذر ذلك من أي مكان في مدينتك التي تقيم فيها .
· أنك ستكتشف أو أنت أنكما في موضع ترحيب وحفاوة وتقدير واحترام من هؤلاء الرفقة الصالحة وكانهم في شوق إلى لقائك والظفر بك منذ زمن بعيد . هذا الامر كما قلنا من قبل ضروري جدا أن يحصل قبل انعزالك وانقطاعك عن اصدقائك العاديين السابقين والذي يمكن إن جاز التعبير تسميتهم بأصدقاء الدنيا إذا تلطفنا القول بهم ولم نقل بأصحاب السوء الذين إن لم يضروك ( وهذا نادر جدا ) لن ينفعوك .
·إنك ستشعر بمودة وانجذاب عجيبين إلى هؤلاء الاخوة - او الاخوات - الجدد بعد أن كنت تنفر منهم وتنبزهم بأسوأ الالقاب وهذا أمر مشاهد ومجرب ومتوقع . كما انك ستشعر في الوقت ذاته بشيء من النفور والبعد عن أصدقائك القدماء ولا تميل لمصاحبتهم كما كنت من قبل .
· في هذه المرحلة توقع بل هو الامر الاكيد أن ياتيك سيل من الاتصالات الهاتفية أو الرسائل الاثيرية القصيرة (sms) عبر جوالك للبحث عنك والسؤال عن سبب انقطاعك . عليك في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة أن تعتذر منهم لكن بكل لطف ودبلوماسية ولا تخبرهم عن أي شيء مما استجد في حياتك .
·مجاهدة النفس :
·أولا : على الالتزام باداء الصلوات المفروضة في وقتها _ طبعا صلاة الجماعة في المسجد إن كنت من المهتدين الشباب – في البداية قد تواجه صعوبة كبيرة ويرجع ذلك لعاداتك السابقة وبرنامج حياتك السابق . وخاصة صلاة الفجر مع جماعة المسجد . لاختلاف برمجة ساعتك البيولوجية على الاستيقاظ صباحا للعمل وليس لوقت الصلاة .
·لكن ستجد ذلك يسهل عليك شيئا فشيئا وكعوامل مساعدة عليك بالنوم مبكرا قدر ما تستطيع بخلاف ما كنت معتادا عليه من السهر في ما مضى من حياتك . كما يمكنك ضبط ساعة المنبه او الاستفادة من خاصية المنبه في جوالك كما يفعله الكثير اليوم ممن يحرص على صلاة الفجر في حينها .
· إن للصلاة شأن عظيم في الإسلام كما انها ستعينك كثيرا وتسّهل عليك بإذن الله ترك المعاصي والذنوب المتاصلة في نفسك لأن الصلاة الخاشعة التامة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما ذكر الله جل ثناؤوه في القرآن الكريم .
·ثانيا :
عليك ترك المعاصي والاقلاع عن الذنوب التي استمراتها نفسك واعتادت عليها . وفي الواقع ستجد في مبتدأ امرك صعوبة و صراع مرير مع نفسك الامارة بالسوء وستكون الحرب بينكما سجالى وبين كر وفر مرة تنتصر عليك وتغلبك ومرة تنتصر عليها وتغلبك .
·إلا أن الغلبة في النهاية ستكون لك بإذن الله . وتختلف معصية عن أخرى حسب اعتياد النفس عليها وقوة تأثيرها وجاذبيتها . وعلى هذا الاساس ستجد نفسك تتخلص من الذنوب اليسيرة أسهل بكثير من المعاصي الكبيرة .
·إن العادات السيئة والمعاصي الكبيرة تحتاج إلى إيمان وصدق وتوبة أكبر للتغلب عليها . من هنا ما عليك إلا المواصلة في الطاعات واختصار قائمة الذنوب والمعاصي رويدا رويدا . ·لا تنسى اللجوء إلى الله والالحاح عليه بالدعاء والتضرع بقلب خاشع منكسر أن ينصرك على نفسك الامارة بالسوء وعلى الشيطان الرجيم والهوى . في هذه المرحلة ستلاحظ شدة بكائك وزيادة حياؤك من الله لدرجة أنك ستستحي من رفع بصرك إلى السماء . وهذا دليل على صدق توبتك وزيادة إيمانك فاحمد الله على ذلك

2016-11-15

أمثلة الأسرة في القرآن


الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وصحبه. وبعد ..
فإن القادر الحكيم سبحانه فطر الخلق على فطرة الإسلام ، وأنزل عليهم شرعه بدين الإسلام ، فلا صلاح للخلق إلا بدين الإسلام الذي فطر الله الخلق عليه ، والذي أتمه وأكمله ورضيه لهم دينًا .
فالله سبحانه وتعالى خلق آدم من طين ، وخلق منه زوجه حواء ، وأمره أن يسكن زوجه معه: ( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) [ البقرة : 35] ، وجعل ذلك الأمر عامًّا : (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) [ الطلاق : 6] .
وكما جعل الله الليل سكنًا : ( فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا ) [ الأنعام :96]
وجعل البيوت سكنًا : (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ) [ النحل : 80] 
فقد جعل سبحانه الأزواج سكنًا : ( وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) [ الروم :21] . 
وكان ذلك منذ بدء خلق الإنسان : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) [الأعراف : 189] .
فالأسرة سكن الزوج ، وسكون الزوجة ، ومنشأ الولد ، وموطن التربية ، فإذا صلحت الأسرة صلحت الأمة ، وإن الأمة التي تعني بالأسرة هي التي تفلح في القيادة والريادة ، لذلك كان الشرع الشريف حماية للأسرة وعناية بها من كل جانب ، فكان البيان لحدود كل من الزوجين حقوقًا وواجبات ، وكان القرآن الكريم توضيحًا لموضع الامتنان من الله سبحانه بالأسرة في بنائها حتى لا يغفل الإنسان عن تلك النعمة واليقين بمنزلتها من العظمة بين سائر النعم .
ثم كانت الأمثلة في القرآن الكريم مضروبة للأسرة في كافة أحوالها وجميع أشكالها وفاقًا وخلافًا أُلفة وشقاقًا ، حتى نتعلم من تلك الأمثلة المضروبة .
فمثال الأب المهتدي يبقى يقول لابنه الشارد : ( يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا ) [هود : 42] .
ويوضح له الحق ويزيل عنه الشبهة ، كما ظن ابن نوح أن الجبل يعصم ، فقال : ( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ) [هود : 43]
قال أبوه مبينًا وموضحًا ومصححًا إذا أعرضت : (قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ) [هود : 43] ، ويبقى ذلك حاله حتى يفقده غريقًا أو ينتشله مهتديًا .
ومثال الأب المهتدي يعتني بولده منذ صغره ليعظه ويربيه : ( يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) [ لقمان :13] ، ويستمر في موعظته : (يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ( 17 )وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ( 18 )وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) [ لقمان : 17 -19] .
ومثال الابن المهتدي الذي يلتقي مع أبيه الضال فلا يمنعه هداية ، بل يسارع بها إلى أبيه : (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا( 42 ) يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا( 43 ) يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا( 44 ) يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ) [ مريم : 42 - 45] .
ولا يمنع الولد المهتدي في الاستمرار في الدعوة الحسنة والموعظة غلظ أبيه إذا أغلظ له القول وتوعده بالفعل ، بل يدعو له ويستغفر : (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) [ مريم :47] ، ومع ذلك فإنه لا يشاركهم في باطلهم : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ) [مريم : 48] ، ولا يمنعه من الاستمرار في الدعاء والاستغفار إلا أن يتبين بالشرع بيانًا يقينيًّا أنه عدو لله : (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ) [ التوبة : 114] .
هذا ومن يقرأ آيات القرآن الحكيم يرى أمثلة الأسرة متفرقة في سور القرآن الكريم ، بدءًا من آدم وحواء ، عليهما السلام ، وانتهاء إلى زمان نزول القرآن يضرب الأمثلة الواضحة من واقع ما خلقه الله في أنبيائه ورسله ، بل وغيرهم من خلقه ، فبعد مثال نوح ، عليه السلام مع ابنه ، ولقمان مع ولده ، وإبراهيم ، عليه السلام ، مع أبيه آزر ، نجد مثال النبوة الصالحة للأب الصالح واضحة في إسماعيل مع إبراهيم ، عليهما السلام ، حيث قال : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ( 100 )فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ( 101 )فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ( 102 )فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ( 103 )وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ( 104 )قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ( 105 )إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ( 106 )وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) [ الصافات : 100 - 107] .
والأمثلة في القرآن مضروبة في شأن الأخوة في كافة أشكالها ، فالأخوان الصالحان مثالهما في موسى وهارون ، عليهما السلام ، فموسى ، عليه السلام ، طلب من الله النبوة والرسالة لهارون : ( وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ( 34 )قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ) [ القصص : 34 ، 35] ، ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي( 29 ) هَارُونَ أَخِي( 30 )اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي( 31 )وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) [ طه : 29 - 32].
والأخ لا يبخل على أخيه بالموعظة عند الحاجة إليها : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِين ) [ الأعراف :142] ، ولكنه لا يقره على الخطأ ، بل يأخذ على يده حتى يرجع : ( قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا( 92 )أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي( 93 )قَالَ يَاابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) [ طه : 92 - 94] .
ومثال الإخوة ينزغ بينهم الشيطان ، ثم يرجعون إلى الصواب ويتوبون ، في يوسف ، عليه السلام ، وإخوته يلقونه في الجب ، ومع ذلك فإنه لا ينسى ، بل وهو في سجنه ، الخير الذي جاءه من طريق أهله وآبائه فيقول : (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) [ يوسف :38] ، ومع ذلك كان يوسف ، عليه السلام ، سريع الصفح عنهم : ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ( 91 )قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) [يوسف : 91 - 92] ، بل يأويهم من السنوات ، العجاف ، فيقول : ( وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِين ) [ يوسف : 93 ] .
ومثال الإخوة يقع الحسد في قلب أحدهم من غير جريمة من أخيه فيفضي الحسد إلى عداوة تبلغ إلى قتله في ابنيْ آدم : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ ءَادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ) - حتى قال : - ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [المائدة : 27 - 30] .
وأما عن الزوج مع زوجته فمثال الزوجين المؤمنين في إبراهيم مع زوجتيه سارة وهاجر ، عليهما السلام ، يختبرُ الله إبراهيم ، عليه السلام ، بزوجه وولده وهما في الصبر خير مثال ، بل يجتمع معهم الولد في إسماعيل ، عليه السلام نتكون مثال الأسرة الصالحة يسكنها بواد غير ذي زرع ولما هم بذبحه امتثل إسماعيل عليه السلام لأمر الله سبحانه ، وهي سارة الزوجة الأولى تطول عشرتها بغير ولد وهي تحب الإيمان وتسعد به ، فتُعِين إبراهيم ، عليه السلام ، في دعوته ، ولما جاءت الملائكة وعرفت أنهم جاءوا لنصرة لوط ( ضحكت ) استبشارًا بنصر الله لعباده المؤمنين .
وأمثلة الزوجة الكافرة لا ينفعها إيمان زوجها ولو كان نبيًّا مرسلاً: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) [التحريم: 10].
ومثال الزوجين الكافرين يتعاونان على الباطل يظهر في قوله تعالى: ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ( 1 )مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ( 2 )سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ( 3 )وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ( 4 )فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) [ المسد: 1 - 5].
ومثال الزوجة المؤمنة مع الرجل الذي عتا في الكفر ، فامرأة فرعون : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين ) [ التحريم : 11] .
وكذلك يتحدث القرآن الكريم عن الحمل بعيسى ويحيى وإسحاق ، عليهم السلام ، وعن الرضاع والتربية لموسى وإسماعيل ، عليهما السلام ، ويتحدث عن الأمومة في امرأة عمران، تنذر ما في بطنها لله محررًا ، وفي أم موسى يربط الله على قلبها ويوحي إليها .
فاقرأ ما جاء في سورة ( آل عمران ) من أول قوله تعالى : ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )- حتى قال سبحانه : (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) - [آل عمران : 35 - 47] ، وفي الآيات نذر امرأة عمران وولادة مريم ، وكفالة زكريا لها ، ثم دعاءه ربه : (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) [ آل عمران : 38] ، واستجابة الله له وبشارة الملائكة ، وتعجب زكريا : ( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) [ آل عمران : 40] ، ثم بشارة الملائكة لمريم بعيسى ، عليه السلام : ( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) [ آل عمران : 47] .
واقرأ من سورة ( مريم ) من أولها حتى قاله تعالى : ( ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ) [ مريم: 34] ، وفيه البشارة بيحيى ، ثم ولادة عيسى ، عليهما السلام ، وقول الله تعالى في شأن مريم : (فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا( 22 )فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا( 23 )فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ) [مريم : 22 - 24] ، ثم كلام عيس ، عليه السلام ، في المهد بقوله : ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) [مريم : 30] .
وفي شأنه البشارة بإسحاق بن إبراهيم من سارة ، التي طال عمرها بغير حمل ولا ولادة ، فاقرأ في سورة هود : ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ( 71 )قَالَتْ يَاوَيْلَتَى ءَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ( 72 )قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيد ) [ هود : 71 : 73] .
أما عن نشأة موسى ، عليه السلام ، من ميلاده ورضاعه حتى بعثه ونبوته فاقرأ سورة (القصص ) من أولها حتى قوله تعالى : ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) لترى كيف أن الله قدر ولادة موسى في زمان كان فرعون ( يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ) [القصص :40] ، وأن الله قال : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) [القصص : 7] ، وقد عرض القرآن العرض في تفصيل جميل مشبع ، وقد أجمل ذلك في سورة (طه ) في قوله تعالى : (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى( 38 )أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي( 39 )إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى ) [ طه : 38 -40] .
وفي إسماعيل ، عليه السلام ، ونشأته يذكر ربنا سبحانه وتعالى في سورة (إبراهيم ) عليه السلام : (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ) [ إبراهيم : 37] ، وفي سورة ( الصافات ) : (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ( 100 )فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ( 101 )فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ( 102 )فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ( 103 )وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ( 104 )قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ( 105 )إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ( 106 )وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم ) [100 -107].
وبعد ؛ فإن الأمثلة للأسرة في القرآن كثيرة وعظيمة ، والمعاني من وراء تلك الأمثلة تحتاج إلى أبحاث طويلة ، فعلى المسلم أن يتدبر تلك الأمثلة ليأخذ منها العظات والعبر ، ويستفيد منها الإيمان والعمل الصالح الذي يرشد العمل ويثلج الصدر ، ويذهب الهم والغم ، فمن الذي أصيب في ولده وبنيه كما أصيب إبراهيم ونوح ويعقوب ، عليهم السلام ، ومن لاقى من قومه المشاق كما لاقى موسى ونوح وإبراهيم ، عليهم السلام ، ومن كابد من المكايد ما كابد يوسف ويعقوب ، عليهما السلام ، فكل الأنبياء عانوا من كفر أقوامهم ، لكنهم كذلك عانوا أصنافًا من المعاندة أو المكايد ، بل والكفر من داخل البيوت من الأزواج والأبناء ، بل والآباء ، ومع ذلك كانت لهم المواقف الإيمانية الكريمة ، ولسنا أغلى على الله من هؤلاء ، ولا دعوتنا أوضح منهم ، ولا لدينا من الإخلاص والتقوى كالتي لديهم ، فلنقتدِ بهم في الحجة وبيانها ، والدعوة والصبر عليها ، والرضا بقضاء الله ، والحرص على الصالحات من الأعمال .
والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل.

الأنماط السلبية في تربية الطفل


تتبع الأسرة عدة أنماط في تربية الطفل والتي تؤثر على تكوين شخصيته وهى :
النمط الأول : الإسراف في تدليل الطفل والإذعان لمطالبة مهما كانت . 
أضرار هذا النمط : 
1-عدم تحمل الطفل المسئولية 
2- الاعتماد على الغير 
3- عدم تحمل الطفل مواقف الفشل والإحباط في الحياة الخارجية حيث تعود على أن تلبى كافة مطالبه 
4- توقع هذا الإشباع المطلق من المجتمع فيما بعد 
5- نمو نزعات الأنانية وحب التملك للطفل
النمط الثاني : الإسراف في القسوة والصرامة والشدة مع الطفل وإنزال العقاب فيه بصورة مستمرة وصده وزجره كلما أراد أن يعبر عن نفسه 
أضرار هذا النمط : 
1- قد يؤدى بالطفل إلى الانطواء أو الانزواء أو انسحاب فى معترك الحياة الاجتماعية 
2- يؤدى لشعور الطفل بالنقص وعدم الثقة في نفسه 
3- صعوبة تكوين شخصية مستقلة نتيجة منعه من التعبير عن نفسه 
4- شعوره الحاد بالذنب 
5- كره السلطة الوالية وقد يمتد هذا الشعور إلى معارضة السلطة الخارجية في المجتمع 
6- قد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلاهما .
النمط الثالث : النمط المتذبذب بين الشدة واللين ، حيث يعاقب الطفل مرة في موقف ويثاب مرة أخرى من نفس الموقف مثلا .
أضرار هذا النمط :
1- يجد صعوبة في معرفة الصواب والخطاء 
2- ينشأ على التردد وعدم الحسم في الأمور 
3- ممكن أن يكف عن التعبير الصريح عن التعبير عن أرائه ومشاعره .
النمط الرابع : الإعجاب الزائد بالطفل حيث يعبر الآباء والأمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم بالطفل وحبة ومدحه والمباهاه به .
أضرار هذا النمط :
1- شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس 
2- كثرة مطالب الطفل 
3- تضخيم من صورة الفرد عن ذاته ويؤدى هذا إلى إصابته بعد ذلك بالإحباط والفشل عندما يصطدم مع غيرة من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب
النمط الخامس : فرض الحماية الزائدة على الطفل وإخضاعه لكثير من القيود ومن أساليب الرعاية الزائدة الخوف الزائد على الطفل وتوقع تعرضه للأخطار من أي نشاط . 
أضرار هذا النمط :
1- يخلق مثل هذا النمط من التربية شخصا هيابا يخشى اقتحام المواقف الجديدة 
2- عدم الاعتماد على الذات .
النمط السادس : اختلاف وجهات النظر في تربية الطفل بين الأم والأب كأن يؤمن الأب بالصرامة والشدة بينما تؤمن الأم باللين وتدليل الطفل أو يؤمن أحدهما بالطريقة الحديثة والأخر بالطريقة التقليدية 
أضرار هذا النمط :
1- قد يكره الطفل والده ويميل إلى الأم وقد يحدث العكس بأن يتقمص صفات الخشونة من والدة 
2- ويجد مثل هذا الطفل صعوبة في التميز بين الصح والخطاء أو الحلال والحرام كما يعانى من ضعف الولاء لأحدهما أو كلاهما . 
3- وقد يؤدى ميله وارتباطه بأمه إلى تقمص صفات الأنثوية .

2016-11-04

أيّهما أفضل ( الذبابة ) أم ( الفأر ) !


للذبابة أسلوب مختلف تماما عن «الفأر» في حل المشاكل والتعامل مع العوائق عندما تواجهها مشكلة، فـ«الذبابة» عندما تطير وتصطدم بزجاج النافذة من أجل الخروج من الغرفة أو السيارة فإنها تحاول نفس المحاولة ونفس الأسلوب أكثر من مرة، وفي كل مرة تصطدم بزجاج النافذة حتى تكون الصدمة الأخيرة هي القاضية لحياتها فتموت، بينما لو غيرت طريقتها أو التفتت عن يمينها أو وراءها لوجدت النافذة الأخرى أو الباب مفتوحا تستطيع أن تخرج منه، فهذا هو أسلوب «الذبابة» في حل المشاكل.
أما «الفأر» فلديه أسلوب مختلف وطريقة مختلفة، فإذا اشتم رائحة الجبن وتحرك باتجاهها ووجد الطريق مغلقا فإنه يحاول أن يصل للجبنة بأكثر من أسلوب وأكثر من طريقة، ولا ييأس وهو يعيد المحاولات بطرق مختلفة من أجل الوصول لهدفه، فـ«الفأر» لديه مرونة في التفكير وسرعة في التغيير بينما «الذبابة» لا ترى إلا حلا واحدا وطريقة واحدة لكل مشكلة تواجهها، وهذا الفرق في التعامل مع المشاكل هو الذي يميز «الفأر» ويجعله أكثر نجاحا من «الذبابة».
بعد بيان هذا الفرق بين الأسلوبين أريد من القارئ أن يراقب نفسه ويراجع أسلوبه في حل المشكلات التي تواجهه في الحياة، هل يتعامل مع مشاكله على طريقة «الذبابة» أم أسلوب «الفأر»، فالله تبارك وتعالى سخر لنا الحيوانات والحشرات لعدة أهداف ومنها من أجل أن نتعلم منهم، كما تعلم قابيل من الغراب.
فمن يملك أسلوب مرونة «الفأر» في حل المشاكل يستفيد عدة فوائد، منها أن توتره عند حدوث المشكلة يكون أقل، ويلاحظ تحسنا في علاقاته مع الآخرين، وتكون لديه القدرة بالنظر للجانب الإيجابي في كل مشكلة تواجهه، وكذلك تكون لديه القدرة في حل المشاكل بوقت قصير وجهد قليل وتحقق له مزيدا من الرضا الشخصي، ولعل أهم فائدة أن تكون نفسيته راضية وإيمانه بقدراته أقوى وثقته بأن المشكلة سيتم السيطرة عليها بشكل سريع وهذا يعطيه الأمل ويجعله متفائلا ويزيد من حجم الصبر لديه.
فالسعيد من يملك المرونة في التعامل مع أحداث الحياة، فهناك ثلاثي للنجاح في علاج أي مشكلة تواجهنا سواء كانت أسرية أو غيرها هي «قوة الإيمان، والمرونة، والصبر»، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يسيطر على كل المشاكل التي تواجهه بقوة إيمانه وتوكله على الله تعالى والصبر بالإضافة للمرونة وهو موضوعنا اليوم، كمرونته في التعامل مع مشاكله الاجتماعية سواء مع قومه مثل ما فعل في قصة صلح الحديبية أو مع زوجاته عندما كن يعترضن على بعض أفعاله مثل قصة النفقة، أو موقفه المرن من المنافقين أو تعامله مع الأعرابي الذي بال بالمسجد وغيرها من المواقف الكثيرة، حتى صار هذا من أبرز صفات النبي صلى الله عليه وسلم كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها «ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه».



خمس خواطر في الإصلاح الزوجي

قال الله تعالى : ( وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ) [ البقرة: 228 ]
وقال : ( إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) [ النساء : 35 ] 
وقال : ( إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ الأنفال : 70 ] .
القرآن يركّز على قضيّة [ الإرادة ] والصدق النابع من إرادة الإصلاح ، وليس الإصلاح الذي دافعه المراوغة في الحقوق او اقتناص فرص الانتقام .
من علامات [ صدق الإرادة ] وحسن القصد في الإصلاح : 
1 - المبادرة إلى الصلح .
2 - فتح مساحة كافية للتسامح والتنازل .
3 - حفظ أسرار العشرة وعدم التفاضح في مجلس التصالح .
4 - البداية والالتزام الجاد للتصحيح .
5 - التركيز على : ماذا يجب أن نفعل ، وليس على من هو المخطئ !
الإصلاح بين الزوجين لا يتجه [ دائما ] في جهة الحرص على بقاء العلاقة بينهما ، إنما [ الإصلاح ] من دوره أن يكون مراعيا لـ [ المصلحة الغالبة ] ، فقد تكون المصلحة في [ الفراق ] وهنا نتذكّر وصية الخليل عليه السلام لابنه اسماعيل عليه السلام ( غيّر عتبة بابك ) .
مهما كانت المشكلة بين الزوجين - في المشكلات التي لا تؤثّر على شرعية العلاقة بينهما - فإنه لا ينبغي لأولياء الأمر أن يعضلوا الزوجة عن زوجها ، ولا أن يحرّشوا الزوج على زوجته .( وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ) [ البقرة : 232 ] .





للوالدين - سواء والدا الزوج أو والدا الزوجة - دور مهم في التأليف بين القلوب وليس في التفريق . حين حصلت مشكلة بين علي رضي الله عنه وزوجته فاطمة - رضي الله عنها - جاءه النبي صلى الله عليه وسلم يلاطفه ( قم أبا تراب ) .

عشرون طريقة لغرس الرقابة الذاتية

إذا كناـ نحن الذين نسهر على تربية الأجيال  نحتاج إلى أكثر من عشرين سببا لإنقاذ جيلنا الجديد من آفات بعض الخلوات الموبوءة التي قد تتسبب في ضياع دينهم ودنياهم، فإننا نحن أحوج منهم إلى ذلك، فالمؤثرات واحدة، والطبيعة البشرية واحدة، والاستجابة واحدة، ولذلك  يكون: 
أولا: القدوة الحسنة . فإن كل ما بناه التوجيه والإرشاد القولي سوف ينهدُّ فورا حين يرى الطفل أو المراهق مربيه في مشهد مخالف، أو موقف مباين للقيم التي تضمنها.
ثانيا: تراكم التربية . فلن نتصورـ أبداـ أن يحصد أحدنا ثمرةً بحجم «الرقابة الذاتية» بمجرد زخم لحظة عابرة، أو تأثير موقف مبتور عن تاريخ من التربية، وأساليبها الحازمة، المبنية على الحب والعلاقة الرائعة، فمن فرَّطَ في التربية الجادة، أو استخدم أساليب القمع أو التسيب، فلا يسأل عن نفس سوية، تقدر ذاتها، وتحترم ممارساتها، وتحاسب نفسها. 
ثالثا: التأصيل العقدي . فإذا كانت التربية قضية «إنسانية» يُعنى بها جميع البشر، فإن المسلم يمتح فيها من بحر «الإيمان» العميق، ومن قيم «الإسلام» الراسخة، ومن فضاء «الإحسان» الواسع؛ الذي لا يتم إلا إذا راقب فيه المسلم ربه رقابة ذاتية، كأنه يراه، وعظمه وأجله وقدره؛ فهو القادر على أن يعلم كل شيء ولا يخفى عليه شيء، وهو ما ربى عليه لقمان ابنه، إذ قال له: «يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ، إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ» [لقمان:16]
رابعا: التعويد على الأوبة بعد الجنوح . والندم بعد الخطيئة، والتوبة بعد المعصية، «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» [آل عمران: 135]. مما يجعل حالة الخلل قلقة غير مستقرة ولا مسيطرة، وبهذا لا يترسخ الانحراف. خامسا: القصص . فإن المشاهد التي يقصها الوالدان، أو المربون، في حالة سرد هادئ مؤثر، تنساب إلى داخل النفس فتحركها، وإلى المخيلة فتملأ جنباتها بصور العفاف والطهر والإباء والثبات أمام الإغراء، ومن ذلك قصة يوسف مع امرأة العزيز، و«الشاب المِسْكي»، و«بائعة اللبن»، وقصة ابن عمر رضي الله عنهما مع الغلام في الصحراء، حين طلب منه أن يبيع له واحدة من غنم سيده، ويتذرع له بأن الذئب أكلها، فصاح الغلام: أين الله؟! 
سادسا: ربط التوفيق بالطاعة . وعدم التوفيق بالمعصية، «يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك». وحين جلس الإمام الشافعي في بدء طلبه العلم بين يدي الإمام مالك رحمهما الله، ورأى من وفور فطنته، وتوقد ذكائه، وكمال فهمه، قال له: «إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية». سابعا: يجب أن ننبه المتربي ولو بالإيحاء على ألا يجرب الاستجابة لشهوة جامحة . ولا يقترب منها، فإن القلب يتورط فيها، والحواس تتعلق بها، وتتبعها المتعة، وهنا يحدث الإدمان القاتل، حيث لا يهنأ صاحبها بها، ولا حتى بالسويّ منها.
ثامنا: طهر التاريخ الشخصي . فما أجمل وما أنبل وما أزكى أن يبقى تاريخ الإنسان نقيا لم تلوثه نزوة، ولم تجنح به رغبة، والحفاظ على هذا التاريخ الناصع مدى الحياة.
 تاسعا: التدريب على طرد الخاطر . فمبدأ الأفعال – كما يقول الإمام الغزالي رحمه الله: «الخواطر، ثم الخاطر يحرك الرغبة، والرغبة تحرك العزم، والعزم يحرك النية، والنية تحرك الأعضاء». فيكون العمل التربوي على تقوية القدرة على طرد الخاطر قبل أن يتحول إلى رغبة. 
عاشرا: التنبيه اليومي بطرق متعددة . أترك للقارئ أن يبتكرها، ومنها: «إن الله يراك»، «أنت رائع لأنك تحفظ حواسك من السوء». أكتفي بذلك، وفي المقالة القادمة أكمل العشرين، مذكرا بأن المبادرة إلى اتخاذ الأسباب للوقاية من آفات الخلوات، خير من معالجاتها بعد أن تقع لا قدر الله.

خمس محاولات

ما الفرق بين اسمٍ مشهور مخلَّد في التاريخ، وبين آخر يُذكر فيستغرب الناس ذكره؛ لأنهم لا يعلمون إن كان مرَّ على هذا الكوكب أصلاً؟ 
الفارق أن الأول أخفق ولم يستسلم، بل أصرَّ وكرر المحاولة حتى نجح، والآخر توقف في بداية الطريق أو وسطه. 
النجاح الروحي الإيماني هو أهم نجاح متاح للإنسان، لأنه يصلك بمصدر الوجود والخلود والمجد والخير، يصلك بـ"الله". تأمّلت الصلاة فوجدتها محاولة تتكرر خمس مرات يومياً، لتحقيق أهم هدفين: 
1- تعزيز الصلة بالله، وتحويل المعاني والقيم الروحية التي نؤمن بها نظرياً إلى حقائق ومعتقدات راسخة في النفس. 
2- وتعزيز الصلة بالناس، على أساس الرحمة والسلام والتعاون. ولذا جاء في وصف الصلاة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ, وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ, وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ" (رواه الترمذي)، وصححه بعضهم من كلام ابن مسعود. التكبير محاولة استحضار معنى الألوهية سبع مرات في الركعة الواحدة، ولو تخيَّلنا إنساناً يحاول ألا ينسى، يحاول أن يتذكَّر معنى: الله أكبر، أو سمع الله لمن حمده.. في كل مرة يقولها كم سيكون عدد محاولاته خلال الصلاة الواحدة؟ وخلال اليوم؟ والأسبوع؟ والشهر؟ والسنة؟ وخلال حياته (لنفترض40 سنة)؟! رقم مهول! هل يتصور أن يخرج من كل هذه المحاولات فاشلاً صفر اليدين؟ وهو يتشبث بالقضية الأكبر والأخطر في الوجود؟ 
لا تبحث بعد هذا عن السؤال : كيف يمكن أن أخشع في صلاتي..؟ هكذا تبدأ الصلاة ليكون العابد متلبِّساً بحالةٍ من الإقبال على خالقه يمنع معها من مخاطبة غيره، ومن الالتفات إلى سواه. ويخرج من هذه الحالة بالالتفات يميناً وشمالاً، ليوزع دعوات الحب والسلام والتراحم والتسامح لمن عن يمينه، ومن عن شماله: السلام عليكم ورحمة الله.. أليس هذا مقصوداً جوهرياً في الصلاة؟ أليس توظيفاً للسمو الروحي في ضبط الصلة بالناس؟ الركن الآخر، وهو قراءة "الفاتحة"، مناجاة مباشرة لرب العالمين، واهب الرحمات، ومالك يوم الدين، بضمير الخطاب (إِيَّاكَ) (الفاتحة:5). لينتقل الضمير بعد ذلك إلى جماعة البشر المتضامنين في طلب الوصول إلى الخير كله (اهدِنَا) (الفاتحة:6). وهي تربية على الالتفات للناس مع حفظ حق النفس. السجود ذروة الاقتراب من الرب المعبود و«أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ» (رواه مسلم)، وفي التنزيل: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) (العلق:19)، وأكثر حالات الصلاة دموعاً وخشوعاً ولهفةً هو السجود: اتئد يا إمام لا ترفع الرأس فما زلت خاشعاً في سجودي! وهي تربية لا تتوقف على التجرُّد من حظوظ الذات ومن سطوة الـ"أنا"، وتعويد على خفض الجناح للعباد والتذلل لهم (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (المائدة:54). وتذكير بالمساواة بين الناس أمام سلطان الله فلا كبير إلا الله، والعظيم والمحتقر من البشر سواسية مع الأشراف والعلية أمام الخالق: نحنُ الذين إذا دُعوا لصلاتهم والحربُ تسقي الأرضَ جاماً أحمرا جعلوا الوجوهَ إلى الحجازِ وكبَّروا في مسمع الرّوحِ الأمينِ فكبّرا محمودُ مثلُ إياز قام كلاهما لك في الوجود مصلِّياً مستغفرا العبدُ والمولى على قدمِ التّقى سجدا لوجهكَ خاشعيْنِ على الثّرى محمود بن سبكتكين الغزنوي؛ فاتح الهند والصين يقف للصلاة، إلى جوار خادمه إياز الجورجي؛ الذي تحول إلى قائد من أعظم قواده. وبالمناسبة الذين يتهمون محمود بعلاقة سرية مع خادمه يحاولون تشويه صورة البطل الفاتح العظيم؛ الذي هدم الأصنام وهو يتلو سور القرآن العظيم.. الصلوات خمسٌ في العدد، وخمسون في الفضل والثواب، عبادة تصبح كالعادة، وعادة ترتقي للعبادة. كفارة لذنوب الحياة، وكأن صاحبها يغتسل من درنه كل يومٍ خمس مرات، "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ, مَا تَقُولُونَ؟ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ, يَمْحُو اللهُ بِهَا الْخَطَايَا" (رواه البخاري ومسلم عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ)
وتأهيل لإقامة الجسور مع الناس، وبناء العلاقة على أعظم أساس. طمأنينةٌ تطارد أشباح الخوف والقلق والتوتر في القلوب، وراحةٌ بالاقتراب من علام الغيوب. صلاة الجماعة تقوية لحبل الوصل، وتعويد على لقاء الناس، والاحتكاك الرشيد بهم، وتجاوز حالات التكاره والتباغض والاختلاف إلى السماحة واليسر والعفو "يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا, وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ" (متفق عليه). هل يمكن بعد هذا لمن عقل صلاته وتلقّن درسها واستلهم رسالتها أن يقدم وهو في طريقه إلى صلاته أو في انتظارها أو هو لتوِّه قد خرج منها.. على أن يقترف أذى لأخيه أو يؤذيه بقول أو فعل؟ هل يمكن أن تبوء هذه المحاولات بالفشل في تهذيب شخصياتنا، وطرد أوضارنا، وتطهير سرائرنا ونوايانا؟ امض إلى صلاتك مدفوعاً بالحب والأمل والتطلُّع إلى مانح الحياة والروح، خائفاً على ذاتك من الجفاف والتيبُّس والضياع إن بقيت نائياً عنه معرضاً عن ذكره. أقبل على عبادتك إقبال من يتزوَّد منها بطاقة المصابرة على ضَعْف النفس وكثرة عثارها، وعلى بذل الخير للغير؛ التماساً للفضل والجزاء من الرب الكريم. واجعل من صلاتك في بيتك توطيناً للملائكة الكرام، وتدريباً للنشء على الامتثال والقيام، وتجويداً وتجديداً لأواصر العلاقة الزوجية كلما اقتضى المقام، والسلام.

سمات النّفس المطمئنّة

النفسالمطمئنَّة: هي إحدى درجات النَّفس الإنسانيَّة، التي ترتقي بأعمالِها من حال النَّفس الأمَّارة بالسوء، حتَّى تصل إلى مرتبة الاطمِئْنان.
والطمأنينة: هي سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطِرابه وقلقه؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((البرُّ: ما اطمأنَّ إليْه القلب))؛ أي: سكن إليْه، وزال عنه اضطِرابه وقلقه.
وجعل الله - سبحانه - الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم، وجعل الغِبْطة والبشارة بدُخُول الجنَّة لأهل الطمأنينة، فطوبى لهم وحسن مآب.
والطمأنينة: سكونٌ يُثْمر السَّكينة والأمن.
والفرق بين الطُّمأنينة والسكينة: أنَّ الطمأنينة أعمُّ وأشمل، وتكون في العلم واليقين؛ ولهذا اطمأنَّت القلوب بالقرآن، أمَّا السكنية، فإنَّها ثبات القلْب عند هجوم المخاوف عليْه، وسكونه وزوال قلقِه واضطرابه.
والنفس المطمئنة: هي النفس التي سكنت واستقرَّت في مقام الاطمئنان والسَّكينة والأمن.
وتَمتاز النَّفس المطمئنة بالسَّكينة، والتَّواضع، والإيثار، والرِّضا، والصبر على الابتِلاء، والتوكل، وتَسير بمقتضى الإيمان إلى التوحيد والإحسان، والبر والتقوى، والصبر والتوبة، والإقبال على الله.
والنَّفس المطمئنَّة: هي النفس التي تجد أمْنَها وسكينَتَها مع ذكر الله؛ {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد: 28]؛ أي: تطيب وتركَن إلى جانب الله، وتسكُن عند ذِكْره، وترضى به مولًى ونصيرًا.
ثم يؤكِّد - سبحانه -: أنَّ اطمِئْنان القلوب لا يتمُّ إلا بذِكْره؛ ورُوي: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لرجُل: ((قل: اللهُمَّ إني أسألُك نفسًا بك مطمئنَّة، تؤمن بلقائِك، وترضى بقضائِك، وتقنع بعطائك))؛ أخرجَه الحافظ ابنُ عساكر.
والنَّفس المطمئنَّة: نفس متوازنة، متفاعلة، متكامِلة الجوانب، لا يغلب عليها الحسُّ، فتتصرَّف وفقًا لغرائزِها، ولا يطغى عليْها العقْل، فتتصرَّف وفْقًا لمقولات مجرَّدة منطقيَّة؛ إنَّما هي تتصرَّف وفْقًا لإرادةٍ حرَّة من خلال أشْكال جماليَّة: عمل فني، عمل أخلاقي، عمل علمي.
سمات النفس المطمئنة:
ولكيْ تُحقِّق هذه النَّفس التَّوازُن والاستِقْرار، فلَهَا سمات تتَّسم بها:
1- الوحدة في ملكاتِها، وعدم التَّنافُر بين فعلِها وإيمانِها الدَّاخلي؛ أي: بين الفعل والقوْل، الدَّاخل والخارج.
2- أنَّها نفس بسيطة، رقيقة، تلقائية، وبهذه الصِّفات تلمس الأشْياء بِحواسِّها الدَّاخليَّة، بِمعنى أنَّها تمتلِك نورًا بِداخِلِها، يبصِّرها بحقائق الأمور.
3- تتَّسم بالابتِكار والأصالة، فهي دائمًا متجدِّدة مُبدعة، تبتعِد فيها عن النَّظْرة الضيِّقة المحدودة.
4- النَّفس المطمئنَّة نفسٌ حرَّة، لا تخضع إلاَّ لقانون الإنسانيَّة الفطري، الذي دعاها الله له في خاتم رسالته: "اقرأ"، فالقراءة: قراءةٌ لكلِّ ما في الوجود من أشياءَ وجبالٍ، وبحار وأناسٍ، وعلاقاتٍ، تُفْهَم جميعًا؛ لتثْمِر القراءةُ علمًا وثقافةً وفنًّا وفلسفةً، وشرْطُ القِراءة الحرِّيَّة.
5- النَّفس المطمئنَّة نفسٌ راضية.
6- من سماتِها: أنَّها لا تحكم على الآخرين، وتنشغِل بإصْلاح عيوبِها.
7- لا تقبل أن تُجَرَّ وتندفع في مهاترات ومجادلات، توقعها في الخطأ في حقِّ النَّاس، مِن سبٍّ وشتائمَ وحُكْم خاطئ، يُفْقِدها طاقتَها النُّورانيَّة التي وهبها الله لها.
الإيمان الجميل:
لا شك أنَّ النفس المطمئنَّة نفسٌ مؤمنةٌ إيمانًا جميلاً كاملاً، إيمانًا بالله خالق هذا الكوْن الجميل، واحترام قوانينه ورسائله التي أنزلها على الإنسان، والإيمان أوسع وأشْمل من إقامة بعض الشعائر وارتِداء بعْض الملابس، بل الإيمان هو إيمان بالله والحياة والإنسان، فهو العمْق الذي يبعدنا عن السطحيَّة والزيْف والخداع؛ لأنَّه تَجربة شعوريَّة جماليَّة، نؤمن فيها بِما نفعلُه، ونحقِّق فيها ما نُحبُّه، بلا أنانيَّة وبلا خداع.

أحسن عملك تجمل خلقتك


قال تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) الملك (2) هذه آية كريمة يبين الله فيها أن العبرة بحسن العمل وصلاحه وليس بكثرته ، فلم يقل أكثركم عملا بل قال أحسنكم عملا ، وإحسان العمل وإتقانه من شيم المؤمنين الصالحين ،وهذا ما كان عليه السلف الصالح ،وساد به المسلمون العالم ، وتقدموا في حضارتهم ، بينما اليوم نجد الغش وعدم الاتقان عند المسلمين أكثر من الاجانب ، فالغرب سادوا لحسن عملهم الدنيوي واتقانهم له ، ولعدلهم .. وعندما مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر في قوله”لو وضع إيمان الامة في كفة ووضع إيمان أبي بكر في كفة لرجح إيمان أبي بكر” ويعلل النبي عليه السلام ذلك بقوله “ما سبقكم أبو بكر بكثير صلاة وصيام ولكن سبقكم بشيء وقر في قلبه ” إنه حب الحق وصدق الايمان به . الحسن في العمل والحسن في الخلق يوهب حسنا في الشكل والبهية والملامح ، من أرادت أن تجمل نفسها وتظهر بأحسن شكل وجمال طلعة وبهية ، فلتحسن عملها المكلفة به ، وكلنا على ثغرة من ثغر الاسلام فلا يؤتين من قبلنا .
 وفي الحديث الذي رواه أبو يعلى عن عائشة في مجمع الزوائد : :((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)) ويقول الله تعالى :(صنع الله الذي أتقن كل شئ)النمل88 والمفترض في المسلم ذكرا كان أو أنثى أن يكون إيجابيا ، متقنا لكل عمل يقوم به من أعمال الدنيا والآخرة ، والاتقان هدف تربوي من أسس التربية الإسلامية ، مطالب من الأسرة تربية أبنائها عليه ، كما هو مطالب من مؤسسات الدولة المختلفة في غرسه في نفوس المواطنين ، ولنا أن نعقد مقارنة في الفرق في المعنى بين الإحسان والاتقان على الرغم من تداخل المفهومين في المعنى والمدلول ، إلا أن الاتقان يتعلق بمهارات يكتسبها الانسان ، بينما الإحسان قوة داخلية تتربيى في كيان المسلم ، وتتعلق في ضميره فتترجم الى مهارة يدويةأيضا ، فالإحسان أعم وأشمل دلالة من الاتقان ، ولذلك هو المصطلح الذي ركز عليه القرآن والسنة وورد كلمة الاحسان بمشتقاتها وكما ذكر الأستاذ سعيد حوى في كتابه جند الله ثقافة وأخلاقاً: إن الإحسان ذو جانبين، عمل الحسن أو الأحسن ثم الشعور أثناء العمل بأن الله يرانا أو كأننا نراه، وهذا هو تعريف الرسول صلى الله عليه وسلم للإحسان بأن ((تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) متفق عليه ، فالإحسان مراقبة دائمة لله، وإحساس بقيمة العمل، وعلى هذا تندرج كل عبادة شرعية، أو سلوكية أو عائلية تحت مصطلح الإحسان الذي يعني انتقاء الأحسن في كل شئ ، فالشخصية المسلمة تتميز بالإحسان الذي يرتبط بالتقوى وعبر عنه كمرحلة سامية من مراحل الإيمان المصاحب للعمل، يقول تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين)[المائدة 93]. والاحسان مجاهدة للنفس فتستحق أن تكون من المحسنين ، ونعلم قاعدة الجزاء من جنس العمل ، فكلما تقربنا الى الله تعالى أثابنا بما نستحق ، والصلاة المطالبون بإحسانها حتى نكون من المحسنين كما يقول تعالى : (إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) [ الذاريات 17-19] 
ويقول عطاء : ” .. وأهل قيام اليل أجمل الناس وجوها ، ألبسهم الله نورا من نوره ..”
 فالاحسان منا معشر النساء علينا ادراكه في : 
1- العمل مع انفسنا في العناية بخلقنا وديننا ، والعناية باجسامنا لان لها علينا حق ، ولا نكون كالشمعة تحترق لتضيء للاحرين ، وهذه مرحلة قد تصل اليها بعض الامهات في فترة من الفترات … 2- العلاقة مع الاهل والاقارب ،بحسن العلاقة والتوازن فيها .. 
3- العلاقة مع الزوج لتبقى العلاقة محتفظة بدفء الحب والاحترام طول الحياة مع بعضكم ،فلا تكون في فترة قوية وفي فترة اخرى فاترة .. 
4- العلاقة مع الابناء ، ايضا بتوازن دون افراط او تفريط في العناية والحب والاهتمام ، ودون تمييز بينهم. 
5- في العمل ان كنت تتولين اي عمل خارج بيتك وهنا تثقل المسؤولية والعبء في تحقيق التوازن والاتقان .. فلنتقن عملنا ونخلص فيه لننتفع به في الدنياحيث يظهر على سيمانا بالجمال والوقار ، وفي والاخرة الاجر والثواب من الله نعالى ..
وليكن شعارنا : “يعرف المؤمنون بسيماهم ” .

خواطر قرآنية

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

خواطر قرآنية ..🌼🍃
قال تعالى
{وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين}
[الأحقاف:29],
وقال سبحانه وتعالى :
{قل أوحي إليه أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا}[الجن:1],
حين تقرأ كلام أولئك الجن عن القرآن ..
يتملكك العجب ..! 
أفي جلسة واحدة صنع بهم القرآن كل هذا ..؟ 
مع أنهم يقينا لم يسمعوا إلا شيئا يسيرا من القرآن! 
إنك -لو تأملت- لانكشف لك  هذا سر: 
إنه استماعهم الواعي وتدبرهم لما سمعوه، وشعورهم أنهم معنيون بتلك الآيات، 
فهل قال أحد منا: 
إنا سمعنا قرآنا عجبا… !؟

الإستغفار و فضائله

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏ليل‏ و‏نص‏‏
الإستغفار و فضائله وأحاديثه وصيغ الإستغفار لمن لا يعرف كيف يستغفر 
قال تعالى:
(( ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) ))::: :فضائله: 
أنه طاعة لله عز وجل.
أنه سبب لمغفرة الذنوب
" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراًا"
نزول الأمطار يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً - الإمداد بالأموال والبنين
"وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ"
دخول الجنات "وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ"
زيادة القوة بكل معانيها "وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ"
المتاع الحسن " يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً "
دفع البلاء "وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"
وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله
"وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ" العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فاذا استغفروا الله غفر الله لهم.
الاستغفار سبب لنزول الرحمة
"لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
وهو كفارة للمجلس.
وهو تأسٍ بالنبي ؛ لأنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة.
 ::أقوال في الاستغفار::
1 - يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه ( يا بني، عوِّد لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً ).
2 - قالت عائشة رضي الله عنها
( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ).
3 - قال قتادة:
( إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار ).
4 - قال أبو المنهال: (ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار ).
5 - قال الحسن:
( أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ).
6 - قال أعرابي:
( من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فان مع الاستغفار القطار )، والقطار: السحاب العظيم القطر. ::صيغ الاستغفار:: 1 - سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد
: ( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
2 - أستغفر الله.
3 - رب اغفر لي.
4 - ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
5 - ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ).
6 - ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً)‬‏