السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2016-02-27

اصحب الأخيار تفلح

يا ولدي صحبة الأخيار ليست خاصةً بصغير أو كبير فكم من رجلٍ كبيرٍ سقط في وحل المعصية بعد أن جاوز الأربعين بسبب رفقة السوء وكم من شيخ كبير امتنع عن قبول الحق بسبب رفقة السوء!
ألم تسمع عن حوار نبيك ﷺ لعمه أبي طالب عند موته:
عن المسيب بن حزن قال:
لما حضَرَتْ أبا طالبٍ الوَفاةُ ، دخَل عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعِندَه أبو جهلٍ وعبدُ اللهِ بنُ أبي أُمَيَّةَ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أيْ عمِّ ، قُلْ لا إلهَ إلا اللهُ ، أُحاجُّ لك بها عِندَ اللهِ ) . فقال أبو جهلٍ وعبدُ اللهِ بنُ أبي أُمَيَّةَ : يا أبا طالبٍ ، أتَرغَبُ عن ملةِ عبدِ المُطَّلِبِ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لأستَغفِرَنَّ لك ما لم أُنهَ عنك ) . فنزَلَتْ : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }رواه البخاري.
لقد حجبه صاحباه عن الإسلام مع أنه كان من أشد المدافعين عن نبيبنا ﷺ!!
إنها رفقة السوء يا ولدي.
صحبة الأخيار لها فوائد عاجلة وآجلة:
أما العاجلة:
١/ يَدُلُّونك على صالح القول والعمل.
٢/ ينهونك عن كل ما قبح من الأقوال والأفعال.
٣/ يحفظونك في غَيبَتك فلا يذكرونك إلا بخير.
٤/ لك من دعائهم أوفر الحظ والنصيب.
٥/ إن وقعت في مصيبةٍ وجدتهم أول المبادرين لإعانتك.
٦/ مهما طال الفراق تبقى مودتهم لك وحبهم لك ودعاؤهم لك.
أما الآجلة:
١/ عند موتك هم آخر الناس مفارقةً لقبرك يدعون لك بصدقٍ وإلحاح.
٢/ تستظل أنت وإياهم تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ففي حديث السبعة الذي رواه أبوهريرة:((...ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه..)) البخاري
٣/ إن زلت بك القدم شفعوا لك بين يدي الله بينما غيرهم يكونون لك أعداء فقد قال الله جل جلاله {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [الزخرف : 67]
٤/ تجتمعون على منابر من نور ففي الحديث القدسي الذي رواه معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت قال اللهُ تعالى : المتحابُّونَ في جلالِي لهمْ مَنابِرُ من نورٍ ، يَغبطُهمُ النَّبيُّونَ والشهداءُ. صححه الألباني.
وما ذكرته هنا قليلٌ من كثير من مزايا صحبة الأخيار فاخترت أهمها.
وهنا إلماحةٌ لأخطر الأصحاب:
١:من تساهل في انتهاك محارم الله لا تقربه فإنه سيخونك يوماً ما.
٢:من طعن في العلماء والدعاة لا تجالسه فإن قلبك يمرض بمجالسته.
٣:من كفّر الناس وبدّعهم بغير علمٍ ندَّ بك عن هدي حبيبك ﷺ إلى مسلك الخوارج فاحذره.
ختاماً:
اصحب الأخيار تفلح واقطع الأشرار تنجو من أذاهم وتذكر أن من خان الله سهلٌ عليه أن يخونك.
ومن عصى الله وهو يُنعم عليه لن يتورع عن الغدر بك.
فر يا ولدي من المجذوم فرارك من الأسد.

موت الأيام !

الحمدلله الحي الذي لا يموت ؛ كتب الموت على كل من سواه فالإنس والجن يموتون وتموت الملائكة وملك الموت يموت وتموت الحيوانات وحتى الأيام تموت٠
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من مات كما يموت غيره من الناس فلم يكتب له الخلد في الدنيا 
وقد عرُض عليه فأبى واختار الرفيق الأعلى ٠أما بعد
فحديثي اليوم ليس عن موت الناس ولكن حديثي عن موت الأيام ٠
تموت الأيام دون أن نشعر دون أن نهتم دون أن ننتبه لذلك ؛ فليس هناك حزن ولا مراسم عزاء ولا دفن ولا صلاة تلك الأمور التي تصاحب موت الناس فتوقظنا قليلا ثم نعود إلى حالنا من جديد ٠
كل يوم يتوفى يوم جديد٠
هذا اليوم الدي يموت لا يعود إلى يوم القيامة٠
نحن لا نشعر بوفاته لأنه لا يكاد يلفظ آخر أنفاسه ولحظاته حتى يدخل يوم جديد آخر وفي الأسبوع الذي بعده يأتينا يوم يحمل نفس الاسم فنظنه لم يمت وأنه عاد من جديد ٠
وليس هذا بصحيح فذلك يوم وهذا يوم آخر وإن حملا نفس الاسم وقام الثاني مقام الأول وأتى في وقته ٠
لكن في الحقيقة الغائبة عن الكثيرين أن اليوم الذي يتوفى لم يكن وجوده في الحياة عبثا ؛ بل له أحداث وأرزاق وطاعات ومعاص وأمور خاصة فيه هو ٠
هو بمجرد ما يتركنا يحمل هذه الأمانات معه ويحضرها يوم القيامة شاهدا فيها بكل ما وقع ٠
وكل يوم قبل أن يموت وفي لحظات حياته يحمل في جنباته فرص خيرات ونجاحات وانجازات كبيرة وكثيرة من يوفق لاستثمارها يعيش يوما سعيدا ويبني لغد مشرق ويكون رصيدا من الطاعات العظيمة ٠
كل منا يحدث نفسه باغتنام حياته باستغلال أوقات عمره ؛ لكن شيئا من هذا لن يحدث مالم نعلم علم اليقين أنه ينبغي أن نستغل كل يوم قبل وفاته فإنه إن مات كل يوم ولم نستغله سنموت ولم نستغل حياتنا ؛ فحياتنا أيام مجموعة إلى بعضها البعض يموت يوم فتنقص أعمارنا وما شعرنا بذلك ٠
عندما تستقبل يوما جديدا استقبله استقبال من ينظر إلى فرصة سنحت له لا يدري هل تتم له أم تخطف منه !
تأمل في جوانب يومك وانظر في ساعاته ودقائقه وتأمل لحظاته وخواطره مع الأخذ في الاعتبار إمكاناتك وقدراتك وميولك ورغباتك وحاجة اهلك ووطنك وأمتك ٠
لا تنس أن اليوم الذي يموت لا يعود إلى الدنيا ابدا٠
قدم لنفسك قدم لأهلك قدم لوطنك قدم لأمتك ؛ كن ضيفاً ثقيلا على أيامك بكثرة نجاحاتك وانجازاتك وتذكر أن الحسنات أغلى المطلوبات وأن الجنة لا شقاء فيها وأن لذة النظر إلى وجهك الكريم سبحانه لا يعدلها لذة أبدا ٠
خاتمة : اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا٠

عثرات الحياة


المشكلة ليست أن الحياة بها عقبات ، ولكنك قد لا تعرف سنن الله في خلقه . إذا لم تكن شخصاً ناجحاً، فإن أغلب أمور الحياة ستبدو غير متوازنة بالنسبة لك. الحقيقة تكمن في أن الحياة لها نظام مختلف، وطرق النجاح هذه موجودة ومنطقية ، لكنها معقدة وغير مريحة ولذلك لا يتعلمها الآكثرون. لذلك، دعونا نحاول:
القاعدة الأولى: الحياة عبارة عن منافسة
تلك التجارة التي تديرها؟ تجارة مع الله
وتجارة في حياتك الدنيا ...
هناك شخص يريد إخفاقها. تلك الوظيفة التي تُعجبك؟ هناك شخص يود أن يستبدل مكانك ببرنامج كمبيوتر. تلك الفتاة ، الشاب ، الوظيفة المرموقة| الشهادة التي تود الحصول عليها؟ لست وحدك، كل الأشخاص يريدونها.
كلنا في سباق، على الرغم من أننا نفضل أن نتجاهل ذلك. أغلب الإنجازات ملحوظة لأننا نقارنها بإنجازات الآخرين: أنت تسبح أكثر أميالاً من غيرك، أو تسبح أفضل، أو تحصل على كمية أكبر من ال”لايك” في موقع الفيسبوك. ممتاز.
لكن من المؤلم أن تصدق، ولذلك يدعم بعضنا بعضاً “افعل ما بوسعك”، “أنت في سباق مع نفسك”. المُضحك في هذه العبارات أنها صُممت لتجعلك تجتهد أكثر. إذا كانت المنافسة غير مهمة، سنُخبر أطفالنا أن يتوقفوا عن المحاولة وأن يستسلموا. لحسن الحظ، نحن لا نعيش في عالم يقتل بعضه بعضاً من أجل المنافسة. بزمن الحضارة الحديثة هناك فرص كافية للجميع حتى وإن لم نتنافس بشكل مباشر.
لكن لا تنخدع بالوهم القائل أن الحياة ليست سباقاً، فالناس يهتمون بمنظرهم من أجل أن يحصلوا على شريكٍ للحياة، يكافحون في المقابلات الوظيفية من أجل الحصول على عمل. إذا كنت تنكر أن المنافسة غير موجودة، فإنك واهم. كل أمر مرغوب في هذه الحياة يكون في ميزان المنافسة. والأفضل يحصل عليه هؤلاء الذين يريدون أن يتقاتلوا من أجله.
القاعدة رقم 2: يُحكم عليك من خلال ماتفعله، ليس من خلال ما تؤمن به
المجتمع يحكم على الناس من خلال مايستطيعون فعله من أجل الآخرين. هل تستطيع إنقاذ طفل في منزل مشتعل بالنيران؟ أو أن تزيل ورم سرطاني؟ أو أن تُضحك غرفة مليئة بالناس؟ لديك قيمة هنا.
لكن هذا ليس مانفعله نحن تجاه أنفسنا، نحن لا نحكم على أنفسنا إلا بالأفكار. “أنا شخص جيد”، “أنا شخص طموح”، “أنا أفضل من هذا”.. هذه الأفكار الخاملة ربما تريحنا في الليل، لكنها ليست ضمن المعايير التي يرانا بها الآخرون. وليست حتى معاييرنا التي نرى بها الآخرون.
النوايا الطيبة ليست مهمة. الإحساس الداخلي بالفخر والحب والواجب ليس مهماً. المهم ماذا تستطيع أن تفعل للآخرين وماذا قدّمت للعالم.
القدرات لا تُكافئ من أجل مزاياها، ولذلك أي تقدير يصدر من المجتمع يكون من منظور أناني: عامل النظافة المجتهد أقل تقديراً من سمسار الأسهم القاسي. باحث في السرطان أقل تقديراً من عارضة أزياء. لماذا؟ لأن هذه القدرات (سمسار الأسهم، وعارضة الأزياء) أكثر ندرة وتؤثر على أشخاص أكثر.
في الحقيقة، التقدير الإجتماعي عبارة عن تأثير شبكة علاقات: المكافآت تُقدم إلى الأشخاص الأكثر شهرة.
اكتب كتاباً ولا تنشره، لا أحد يعرفك. أكتب انقذ شخصاً، أنت بطل المدينة ولكن عالج مرض السرطان، ستصبح أسطورة. لسوء الحظ، هذه القاعدة تنطبق على كل المواهب، حتى التافهة منها: تعرّى أمام شخص فيتبسم.
يبدو أنك ستكره هذه الحقيقة، لأنها قد تجعلك تشعر بالغثيان. لكن الحقيقة كذلك: يُحكم عليك من خلال قدراتك، وعلى عدد الناس الذين ستؤثر عليهم من خلال قدراتك هذه. إذا لم تتقبل هذا الأمر، سترى الحياة غير مجديه
القاعدة رقم 3: أفكارنا عن العدل هي أفكار أنانية
يحب الناس أن يخترعوا سلطة أخلاقية. ولذلك، لدينا رجال حسبه في الميدان. وقضاة في المحاكم: لدينا غريزة بالصواب والخطأ، ونتوقّع من العالم أن يلتزم بها. في البيت يخبرنا والدينا بذلك، وفي المدرسة نتعلم من أساتذتنا كذلك. كن ولداً طيباً وسوف تحصل على قطعة من الحلوى.
لكن الواقع مختلف. درست بجد ولكنك رسبت في الإمتحان. عملت بمجهود كبير ولكنك لم تُرقّى في الوظيفة. تحبها والدتك ولكنها لم ترد على إتصالاتك.. ليست المشكلة في أن الحياة غير جميلة، ولكن في أفكارك المتصدعة عن الجمال.
ألقِ نظرة على الشخص الذي يعجبك ولكنك لم تعجبه. إنه شخص متكامل: شخص لديه سنوات من الخبرة في أن يكون إنساناً مختلفاً عنك. الشخص الحقيقي هو الذي يتفاعل مع مئات أو آلاف الأشخاص كل سنة.
لكن العجيب في كل هذا هو أنك تريد أن تكون الشخص المحبوب لديه لأنك فقط موجود في هذه الحياة؟ لأنك تشعر بإعجاب تجاهه؟ قد يكون هذا الأمر مهماً بالنسبة لك، لكن قرارات الأشخاص ليست بالضرورة أن تكون عنك.
وبالمثل، نحب أن نكره مدرائنا وآبائنا والصحفيون. قراراتهم غير صائبة وغبية. لأنهم لا يتفقون معي! ويجب عليهم أن يتفقوا معي! لأنني وبدون مناقشة أفضل شخصية وُجدت على الأرض!
في الحقيقة يوجد أشخاص كريهون بالطبع. لكن ليس كل الأشخاص في العالم سيئون، أو وحوش أنانية يملئون جيوبهم بمآسيك. أغلبهم يحاول أن يفعل ما بوسعه ولكن في ظروف مختلفة عن ظروفك.
قد يعرفون أموراً لا تعرفها، ومن الممكن أن لديهم أولويات مختلفة عنك. لكنهم يجعلونك تشعر، أفعال الآخرين ليست حكم وجودي على وجودك، بل هي محصلة وجودهم في هذه الحياة.
لماذا الحياة متعبة؟
فكرتنا عن السعادة ليست سهلة: هي عباءة نغطّي بها أفكارنا التي نتمناها.
هل تستطيع أن تتخيل كيف ستكون الحياة مجنونة إذا كانت عادلة لكل الأشخاص في العالم؟ لا يستطيع أحد أن يحصل على إعجاب الآخرين بدون أن يكون شريكاً لهم حتى لا يُحطّم قلوبهم. ستفشل الشركات فقط إذا وظّفت الأشخاص السيئين. ستنتهي العلاقات فقط إذا مات الشريكان سوية. ستحل المصائب فقط بالأشخاص السيئين. أغلبنا يشغل تفكيره بكيف يجب أن تكون الحياة ولكننا لا نستطيع أن نرى كيف تكون الحياة أصلاً. لذلك، مواجهة الحقيقة ستكون كالمفتاح الذي يجعلنا نفهم العالم، ويجعلك تفهم إمكانياتك.

2016-02-26

كلمات من الحياة

 •• إفساد العلاقة بين الزوجين بأي طريقة كانت إثم وجريمة عظيمة، فقد جاء في الحديث:
(مَنْ خَبَّبَ خَادِمًا على أهلِهِا فَليسَ مِنَّا و مَنْ أَفْسَدَ امرأةً على زَوْجِها فَليسَ مِنَّا)
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
•• كن قويا بالله.. فهو(القوي)سبحانه، ومنه تستمد القوة، وإن ضعفت أوعجزت فقل: لاحول ولا قوة إلا بالله لترى العجب من القوة النفسية والجسدية.
•• لا تحزن إن نسي الناس إحسانك فالله لاينساه:
}إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا{ الكهف:30.
•• من يبحث عن تقدير ذاته من خلال رضى الناس.. فهو كالمنبت لا واديا قطع
و لا ظهرا أبقى.. باختصار من لم يعزه الله ويرفعه فلا رافع له ولا معز.
•• تكوين العلاقات الناجحة يحتاج إلى حكمة وجهد كبير في الاختيار، وإهمال ذلك يجعلك تدفع الثمن لاحقا.. ربما هنا في الدنيا، أوهناك في الآخرة.
•• إن قمت بسلوك طيب فأعجب والدك، فمن البر أن تسعد قلبه بقولك:
أنت يا أبي من علمني الأدب وحسن الحديث، ثم انظر إليه بامتنان وشكر، ستلاحظ سعادته بك.
•• حَسِّنْ نبرة صوتك عندما تحادثهما، وأسمعهما أرقى الكلمات وأرقها، وأكرمهما يكرمك الله، }وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا{ الإسراء:23
•• من الحكمة عدم إثارة غيرة الأقران حتى لا يقع التحاسد فتفسد العلاقة بينهم.
•• كثير من الناس لا يشكرون لرازقهم وكل ما لديهم من خير وسعادة منه سبحانه:
}وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ{ سبأ:13، فهل تظن أنهم سيتسابقون إلى شكرك أنت
يا مخلوق..! ،أخلص العمل لله ولا تنتظر الشكر من الناس، قال الله تعالى:
}إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ{ غافر:61.
•• يامن تؤذي العلماء والدعاة والصالحين، احذر أن يدعو عليك أو أن يكون خصمك ولي من أولياء الله الذي قال عنهم:(ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري.
•• ما لحروفك لا تتقن إلا التشكي من أقدار الله..!
وكأنك ماذقت يوما طعم النعم..!
}وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ{ النمل:73.
•• من صفات الكمال التماس المعاذير، وحسن تفهم الآخرين، وعدم إفساد الود بتوافه الأمور، لا تتنازل بسهولة عن بنيان عظيم شيدته بجهد وكفاح.
•• عندما كانت عيناك تلتقي بعيني أمك كانت تعلم ما تريد وتبادر إليه دون أن تطلب..
تعلم كيف تفهم حديث عيني أمك ولا تحوجها للطلب فالبر فتح وتوفيق.
•• والدك يشعرك باﻷمان الذي تحتاجه وأنت صغير، ويحتاج أن تشعره أنت باﻷمان وهو كبير، كن كريما بحنانك عليه، وارحم ضعفه كما رحم ضعفك.
•• إن كنت ترغب أن يتعلم أولادك البر بك، فتعلم أنت أولا كيف تعينهم على ذلك
بحسن تفهمك وتقديرك لمحاولاتهم الصادقة في برك، لا تكن صعب الإرضاء فيزهد أولادك في برك.
•• ليس من البر أن تحضر لوالديك ما يسمعان أو يشاهدان من خلاله ما حرم الله فتعرضهما لسخط الله، ارحمهما وأحضر لهما ما يزيدهما قربا من الله فهذا هو البر العظيم بهما.
•• الرضا بقدر الله الكوني في البرد الشديد والحر الشديد وعدم التضجر، هو من الإيمان بالقدر الذي تؤجر عليه.
•• شدة الفضول في معرفة خصوصيات الآخرين يؤدي إلى(التجسس)وهو من الكبائر!
اجعل هذا الفضول الشديد في معرفة ما يدخلك الجنة وما يبعدك عن النار.
•• ليس الأولاد(ذكور+إناث) بكثرة العدد..!
ولكن بالبركة التي يجعلها الله فيهم فقد يكون واحد خيرا من عشرة.
•• كما تتفطن لبر ابنك بك وتبالغ في شكره، تفطن للبر الذي تقدمه ابنتك لك ولا تكسر قلبها..}إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ{ النحل:90.
•• العطاء الممزوج باحتساب الأجر هو أعلى أنواع العطاء لأنه كامل لله، لا يريد صاحبه المعاملة بالمثل ولا ينتظر كلمة شكرا.. }لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا{ الإنسان:9.
•• ستملك الشخصية الرائعة إذا كنت حقا كذلك.. أقصد أن تكون رائعًا في بيتك ومع أهلك، فتأتي الأمور على سجيتها لا تكلف فيها ولا تمثيل.
•• من أسرار الترابط الأسري واستمراره بنجاح وجود عبادة(احتساب الأجر)عند جميع الأطراف أوعند الأغلب.
•• أفراد أسرتك هم أولى من الأصحاب والأغراب بلطيف العبارة والكلام المهذب،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: }خيركم خيركم لأهله{.
•• هنيئًا لحافظات القرآن اشتغلن بحفظ القرآن عن ضجيج الدنيا وتفاهاتها التي لا تنتهي، فكان الفرق كبيرا بين من أدركت قيمة عمرها ومن بعثرته.
•• غض بصرك تقنع بما عندك وتشعر بالسعادة، قلِّب بصرك لن تقنع بشيء أبدا، وستعيش ساخطا.. اعمل على راحة قلبك ولاتشقيه فأنت بشر، ساعد نفسك على أن تعيش مطمئنة.
•• غض البصر عبادة الأنقياء، لها في القلب حلاوة، وفي الوجه بهاء، وفي النفس راحة، وأجر كريم من الكريم.

احترم تحترم

 "احترم تحترم"، ديباجة بسيطة التركيب إلا أنها عند بعض الناس وكما يبدو صعبة التطبيق، لقد أصبح التطاول بين كافة الأطراف السمة الغالبة عند البعض، فالكبير يغره مقامه فيتجاوز حدود اللياقة الأدبية، والصغير يغره شبابه فيرفض الحدود الأخلاقية ظنا منه أنه بذلك أظهر فتونته، في حين أن الفتونة في الأصل معناها ليست كما يشاع اليوم، فهي في الأصل ليست صفة للخارج عن القانون أو لرجل العصابات، فقد كانت تلحق بالرجل الشهم الشجاع العادل الفارس، وكانت صفة تلتصق بكبير القوم الذي سخر نفسه لنجدة الضعفاء وإرجاع الحق إلى المغلوبين على أمرهم.
لقد تحول حال الإنسان وحال مفاهيمه عند كثيرين، فالطيبة أصبحت دلالة على ضعف صاحبها، والصدق على قلة دهائه، والخداع ذكاء منقطع النظير.. خاصة لو انتهى إلى فائدة معنوية كانت أو عينية، لقد رأيت من تنفعل عندما وصفت بطيبة القلب.. وتنفرج أساريرها عند سماعها أن الناس تخشاها، خاصة العاملين أو المتعاملين معها.
إن تعامل الموظف مهما كانت وظيفته بفوقية وغلظة يجني عليه الندامة عاجلا أم آجلا، فليس هناك من هو دائم على حاله، لا تقولوا لي إن هذا الكائن لا يهتم بالمطلق بمن حوله، فاللامبالاة بأنفاس من معه حالة نفسية مؤقتة، تستمر ما دام واقفا على القمة بحيث لا يرى موقع قدميه، ومن هنا عليه تدارك الأمر فلا يدري لعل الأيام تسقط برأسه إلى السفح، عندها سيلتفت يمنة ويسرة لعله يجد من يمد إليه يد المساعدة، فلا يرى حوله إلا وجوه مظلمة.
هل بإمكان الفرد إن أراد أن يغير من طباعه؟ أنا أؤمن يقينا أنه قادر لو توكل على الحي القيوم مؤمنا أنه بحاجة إلى تعديل مساره، لكن الصعوبة تنبع من تغير نظرة الناس وإقناعهم بأنه تغير، وهذا يتطلب منه كثيرا من المثابرة والصبر، وقد يواجه في طريقه للتغير بكثير من الإحباط، فمن الصعب تغير فكرة ترسخت عند أحدهم من خلال موقف معين، وقد يجد من يشكك في نواياه، لكن لو رجع إلى نظرته لنفسه وتصالحه معها لأدرك أن هذه المرحلة الصعبة تستحق المعاناة.
نحن نرى أن حياة المسلم الجديد قد تتغير بالكامل وقد يواجه في ذلك صعوبات أسرية واجتماعية تهون في سبيل إيمانه، فالتغير بالمجمل إذا كان في سبيل الحق ممكن مهما كانت الصعوبات، فإن احترام الإنسان لذاتية الإنسان إذا تحقق يضمن لصاحبه حياة مفعمة بالخير، ومع أنه من المحال أن تكسب حب الجميع، لكن إن كسبت احترام الأكثرية ستشعر بالرضا النفسي، وبالتالي ستستطيع نثر النجاح من حولك ولو المعنوي، وهذا سيشبعك روحيا.
أتساءل هنا بأي حق نمتهن طلابنا ونحرجهم ونقلل من احترامنا لهم.. يظهر أن بعضنا تناسى أننا قد نكون في نهاية الطريق، وأن من نقف أمامه اليوم بتعالٍ.. لم يبدأ حياته بعد، وأنه من المحتمل أن نتحسر في مستقبل حياتنا على تعاملنا السيئ مع شباب تحولوا بسبب غلظتنا وقلة احترامنا لهم، إلى أشخاص أكثر فظاظة منا، وقد يميلون إلى العنف كردة فعل طبيعية لفترة حساسة من حياتهم مورست عليهم أشكال من قلة الاحترام وقلة التقدير.
هناك من يجهل وجود قنوات يتوجب عليها استقبال شكاوى المواطنين والمقيمين، ويفترض أن تكون موجودة في كل مؤسساتنا، فمنذ سنوات أعلن مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله عثمان آنذاك عن إطلاق "وحدة حماية الحقوق الطلابية"، موضحا أنه "سيعمل في الوحدة سبعة محامين للدفاع عن حقوق الطلاب ومحامية واحدة للطالبات، وستتلقى هذه الإدارة شكاوى الطلاب والطالبات ضد مدير الجامعة أو وكلائها أو عمدائها أو أعضاء هيئة التدريس، وفق اللائحة المنظمة لذلك"، وإن كنت لا أدري حال هذه الوحدة الآن وإن كنت أتمنى بقاءها واستمراريتها.
علينا ترويج مفهوم أن لكل منا حقا يقابله واجب، فالمعلم له حق الاحترام والتقدير من الطلبة، وللطلاب حق الاحترام والتشجيع من المعلم، كما على المجتمع عدم التهاون في إيصال حق أيٍّ منهم، كما أن للمدير حق الاحترام وللموظفين كذلك.. وهكذا دواليك في كل مؤسساتنا العامة والخاصة.
 

2016-02-21

فضل الصدقة


حديثي إليكم اليوم سيكون بإذن الله تعالى عن فضائل الصدقة وفوائدها ، ولاسيما أنها بابٌ من أبواب الخير والفلاح ، وسبيلٌ إلى الفوز برضوان الله جل جلاله في الدنيا والآخرة ، والصدقات الطيبة تطهيرٌ وتزكيةٌ للنفوس ، كما أن من الصدقة ما يكون من أعظم شعائر الدين ، وأكبر براهين الإيمان ، فقد صحَّ عند ( الإمام مسلم ) عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والصدقة برهان " . والمعنى كما جاء عند بعض أهل العلم يُشير إلى أن بذل الصدقات والحرص عليها دليلٌ قاطع وبُرهانٌ حاسم على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله تعالى .
كما أن في الصدقة تنميةٌ وزيادةٌ للأموال ، وتنميةٌ للأجر والثواب الذي يحصل عليه المتصدق عند الله ، وفيها سدٌ لحاجات الفقراء والمحتاجين ، وسبيل لجلب السعادة إلى نفوسهم ، ورسم الابتسامة على شفاههم ، وهي وسيلةٌ لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد ، وطريقٌ إلى انتشار الرحمة والتآخي والمودة بين الناس . كما أنها تدفع - بإذن الله تعالى - النِقم والمكاره والأسقام عن صاحبها .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلَّم أن من حرص على الإكثار من الصدقات دُعي يوم القيامة ليكون من الداخلين إلى الجنة من باب الصدقة . وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) أن النبي صلى الله عليه وسلّم ، قال : " سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ، وذكر من هؤلاء السبعة : " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه " .
عباد الله : 
إن للصدقات منافع وفوائد وفضائل ينبغي للمسلم أن يتأملها وأن يجتهد في تحصيلها ونيل أجرها وثوابها ؛ فالصدقة سببٌ في دعاء الملائكة للإنسان أن يزيد الله تعالى في ماله ، وأن يُبارك له في رزقه فقد صح عند ( البُخاري ) عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقًا خلفًا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكًا تلفًا " . 
- والصدقة تُطفئ الخطيئة لما صحَّ في ( سُنن الترمذي ) عن كعب بن عُجرة أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار " .
- والصدقة سببٌ لعلاج الأمراض وحماية الأعراض - بإذن الله تعالى - فقد جاء في ( المعجم الكبير ) عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حصنوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة " .
- والصدقة سترٌ للإنسان وحمايةٌ له من النار ، فقد جاء في ( مُسند الإمام أحمد بن حنبل ) عن أم المؤمنين عائشة ( رضي الله تعالى عنها ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : " يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة " .
- والصدقة تُطفئ عن أصحابها حرَّ القبور لما جاء في ( المعجم الكبير ) عن عقبة بن عامر أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور " .
- ومن منافع الصدقة أن المتصدق يستظل في ظل صدقته يوم القيامة لما جاء في ( المعجم الكبير ) عن عقبة بن عامر أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .. و إنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته " .
- والصدقة تزيد وتُبارك في مال الإنسان ، وتدفع عنه المضرات - بإذن الله تعالى - لما صحّ عند الإمام ( مسلم ) عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " ما نقصت صدقة من مالٍ ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا ، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله " .
- والصدقة رصيدٌ يدخره الله تعالى لعباده المتصدقين في الدار الآخرة من الأجر العظيم والثواب الجزيل لما صحَّ في ( سُنن الترمذي ) عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة ( رضي الله عنه ) يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تصدق أحدٌ بصدقةٍ من طيبٍ ، ولا يقبل الله إلا الطيب ؛ إلا أخذها الرحمن بيمنيه ، وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله " .
- وفي الصدقات شكرٌ من العبد لنعم الله تعالى عليه ؛ فقد جاء في ( سُنن أبي داوود ) عن عبد الله بن بُريدة قال : سمعت أبي بريدة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً فعليه أن يتصدق عن كل مفصلٍ منه بصدقة " .
أما أنواع الصدقات فهي من فضل الله تعالى كثيرةٌ جدًا ؛ إذ إن منها ما يكون بالقول ، ومنها ما يكون بالعمل ، ومنها ما يكون بمجرد النية ، وخير دليلٍ على ذلك ما صحَّ عند ( البخاري ) عن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنهما ) ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل معروفٍ صدقة "
ولهذا فإن من الخطأ الكبير أن يحصر الناس مفهوم ( الصدقة ) في مجرد بذل الأموال وإخراجها من النقود للفقراء والمساكين ، أو صرفها في أوجه الخير المتعددة ، فقد جاءت تعاليم الدين الحنيف وتوجيهاته لتوضح لنا أن هناك أوجهًا كثيرةً لبذل الصدقات ، وأنواعًا متعددةً لفعل الخير بنية الصدقة ، وانطلاقًا من هذا المعنى فإن من أنواع الصدقات التي أرشدتنا إليها تعاليم وتوجيهات ديننا الحنيف الإنفاق على النفس والأهل والأولاد ، والإحسان إلى الأقارب والأرحام واحتساب ذلك كله عند الله تعالى لما جاء في ( المستدرك ) عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كل معروفٍ صدقة ، و ما أنفق الرجل على نفسه و أهله كُتب له صدقة " .
ولما صحَّ عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - في ( الصحيحين ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقةً وهو يحتسبها كانت له صدقة " . 
- كما أن من الصدقات ما يبذله الإنسان في سبيل وقاية الأعراض وحمايتها من أصحاب السوء لما جاء في ( المستدرك ) عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " .. و ما وقى به المرء عرضه كُتب له به صدقة " .
- ومن الصدقات الحرص على بشاشة الوجه وحُسن ملاقاة الآخرين ، والتبسم في وجوههم ، وإظهار البهجة بهم ومعهم ، أو أن تُقدِّم لهم نفعًا مهما كان يسيرًا ، لما جاء عند البخاري في ( الأدب المفرد ) عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل معروف صدقة ، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلقٍ ، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك " .
- ومن الصدقات أن يكون المسلم من مفاتيح الخير ومغاليق الشر بأن يدل على الخير ويُرشد إليه وينصح به ، لما جاء في ( شُعب الإيمان ) عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " كُلُ معروفٍ صدقة ، والدالُ على الخير كفاعله " .
- ومن الصدقات التي قد يجهلها كثيرٌ من الناس إفشاء السلام على من عرف الإنسان ومن لم يعرف من إخوانه المسلمين ، وإماطة الأذى عن طريق المسلمين ، وعيادة المريض والسلام عليه والتخفيف عنه والدعاء له . كما أن من الصدقات إغاثة الملهوف ومد يد العون والمساعدة لمن يحتاجها من المسلمين ، ودلالة التائه وهدايته للطريق ، وكل ما في حكم ذلك من الأفعال والأقوال الحسنة فهو من أنواع الصدقات التي يؤجر الإنسان عليها لما جاء في ( شعب الإيمان ) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " على كل مسلم في كل يوم صدقة ، قالوا : يا رسول الله و من يطيق هذا قال : إن تسليمك على الرجل صدقة ، و إماطتك الأذى عن الطريق صدقة ، و عيادتك المريض صدقة ، و إغاثتك الملهوف صدقة ، و هدايتك الطريق صدقة ، و كل معروف صدقة " .
- و من الصدقات التي يجري أجرها على العبد ولو بعد حين - بإذن الله تعالى - أعمال الخير التي تكون بمثابة الصدقة الجارية ، والسعي في إصلاح ذات البين بين المتخاصمين طمعًا في إصلاح شأنهم ، ومناصحة الجُهال والغافلين وإرشادهم إلى الحق والصواب ، والصبر على أذى الناس ، والعفو عن إساءاتهم ، وإحسان الظن بهم ، والدعاء لهم بالخير ، وحُسن المعاشرة بين الأزواج ، والحرص على حُسن تربية الأولاد والبنات ، والإحسان إلى الخدم والعمال ، ودفع الحقوق إلى أصحابها ، والإحسان إلى الجيران ، والرفق بالحيوان ، والعطف على الأيتام وتفقد أحوالهم والمسح على رؤوسهم ، كما أن الكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوةٍ يمشيها الإنسان إلى الصلوات ، وأماكن الطاعات ، ودروس العلم ، وحلقات الذكر ، ومجالس الخير صدقة ، وما أجمل أن تكون الصدقة على من يستحقها من الأهل والأقارب وذوي الرحم فهم أولى بها من غيرهم لما صحَّ عند ( النسائي وابن ماجة ) عن سلمان بن عامر - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدقة على المسكين صدقة , وعلى ذي الرحم اثنتان : صدقة وصلة ".
فيا عباد الله اتقوا الله تعالى ، واحرصوا على الإكثار من الصدقات بالقول مرةً ، وبالعمل مرة ثانية ، وبالنية الصالحة مرةً ثالثة ، وعليكم ببذل المال الحلال في الصدقات ، وتسخير الجاه في سبيل الله ، واحتساب الأجر والثواب عند الله تعالى في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، وفي كل جزئيةٍ من جزئياتها . واعلموا بارك الله فيكم أن ما تُقدمونه من ألوان الصدقة والمعروف لن يضيع عند الله تعالى الذي قال في كتابه العظيم : { وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } 
كتبه / حسين بن سعيد الحسنية

2016-02-15

رجل معلق قلبه بالمساجد

فضل المساجد عند اللّه عظيمٌ لأنها بيوته في الأرض، وكذلك فضلُ المحبين لها، المكثرين من ملازمتها والتردّد عليها ، 
المرابطين عليها بالغدو والاصال ، فقد ترى رجلاً قلبه معلق بالمساجد ، فلا يكاد إذا خرج من المسجد أن يرتاح لشيء حتى يعود إليه، لأن المساجد بيوت الله ، ومن دخلها فقد حلَّ ضيفًا على ربه ، فلا قلب أطيب ولا نفس أسعد من رجل حل ضيفًا على ربه في بيته وتحت رعايته.
وهؤلاء عمار المساجد على الحقيقة الذين قال الله فيهم: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَتَكَفَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ كَانَ الْمَسْجِدُ ببَيْتَهُ بِالرَّوْحِ، وَالرَّحْمَةِ، وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إلى رِضْوَانِ اللهِ إلَى الجَنَّةِ))[8].
وهذه الضيافة تكون في الدنيا بما يحصل في قلوبهم من الاطمئنان والسعادة والراحة، وفي الآخرة بما أعدَّ لهم من الكرامة في الجنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ[9] مِنْ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ))[10]
فقلبه كالقنديل المعلق ، حتى ولو كان جسده خارج المسجد ، فهو ينتظر بفارغ الصبر والحب الرجوع والعودة للمسجد ، 
فالمساجد بيوت الله ومكان آداء العبادات المفروضة وميدان العلم والتعلم فالمتعلق بالمسجد بعيد عن رؤية المنكرات وقريب من الله تعالى فيصفو قلبه وتنجلي همومه وأكداره ويعيش في روضة من رياض الجنة وبذلك تكفر سيئاته وتكثر حسناته وقد قال تعالى :( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال *رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار *ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله ). [سورة النور ] .
وكان صلى الله عليه وسلم كما تقول عائشة رضي لله عنها: يشتغل في مهنة أهله يقطع مع أهله اللحم ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته ويكنس بيته وهو أشرف الخلق ..وتقول عائشة : فإذا سمع الله أكبر ، قام من مجلسنا كأننا لا نعرفه ولا يعرفنا .... 
ففي هذه المساجد ، أمر الله جل وعلا أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه 
فمن تعود وأحب الصلاة فيها
وسابق إليها في الصف الأول غدوا ورواحا 
أول من يَقدم إلى المسجد وآخر من يخرج في الغالب فَرح لمقامه فيها 
فهذا من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه..
وملازمة المساجد وكثرة الإعتياد لها
صفة لطائفة من الناس من الأخيار يؤتيهم الله من الاستقامة ، فهم لا يتركون صلاةً إلا وصلوها فى المسجد وذلك حباً فى صلاة الجماعة وأبتغاء رضا الله عليهم وعفوه عنهم وهذا ليس معناه ترك العمل والتفرغ للصلاة فى المسجد ولكن أدى عملك و إذا سمعت النداء حي على الصلاة حي على الفلاح اترك ما فى يدك ولبى النداء.
فهذا الرجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، والقلب ـ عباد الله ـ يتعلق بما عودته عليه، فإن عودته على الطاعة بإخلاص اعتادها ولم يجد أنسه إلا فيها، وإن عودته المعصية وأدمنت فعلها تعلق بها ، فالصالحون إنما يأنسون بذكر الله سبحانه ، لهذا فإنهم متعلقون بأماكن الطاعة ، لا يجدون راحتهم إلا فيها ، إذا غادروها فسرعان ما يشتاقون إليها ، هؤلاء ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.
فانظر يا عبد الله، هل قلبك معلق بالمسجد أم معلق بغيره من أماكن اللهو واللعب ؟ 
و ما هي الأماكن التي تشتاق وتحِنُّ إلى الذهاب إليها؟ واعلم أن خير البقاع في الأرض المساجد ، فالتمس الأجر في المسجد ، والتمس ظل الله يوم القيامة بتعمير المسجد ، يقول النبي ﷺ 
فيما أخرجه ابن ماجه من حديث أبي هريرة:((كفارات الخطايا: إسباغ الوضوء على المكاره، وإعمال الأقدام إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة)).
و قال -عليه الصلاة والسلام- :{ ورجل قلبه معلق بالمساجد } المساجد هي بيوت الله تعالى التي أذن أن تُرفع ويذكر فيها اسمه سبحانه وتعالى، وقد كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حريصا على المساجد وكان قلبه معلق بالمسجد كما أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- لما نزل به مرض الموت دخل إلى أهله بعد صلاة المغرب وإذا هو قد ارتفعت عليه الحُمّى فاضطجع على فراش فنودي بصلاة العشاء، ولم ينتبه -عليه الصلاة والسلام- من شدة المرض، فالتفت -صلى الله عليه وآله وسلم- لما بدأ الناس ينادون يقولون:{يارسول الله نامت النساء نامت الصبيان} فالتفت -صلى الله عليه وسلم-إلى من حوله قال :{ أصلى الناس؟ _قالوا: لا يارسول الله هم ينتظرونك } هل قال أنا مريض ! لا، قال : { ضعوا لي ماء في المخضب } إناء كبير فوضعوا له الماء وأقبل - صلى الله عليه وآله وسلم- وجلس في هذا الماء وجعل يُبرد على نفسه حتى برُد جسده ثم اتكأ على يده ليقوم فأُغمي، عليه فلبث مليا مغمى عليه -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم أفاق، فسأل عما قلبه معلق به، رجل قلبه معلق بالمساجد، يشتاق، هناك أُناس قلوبهم معلقة بالمسارح، فعلا تجد أنه يذهب إلى بلد معين فيه مسارح ورقص ويحضر لمدة أسبوعين ثلاثه فإذا رجع جلس أسبوعين ثلاثه فما زال قلبه معلق، ويقول "يا أخي نحن ليس عندنا سينمات ومسارح سأذهب إلى ذلك البلد" فلا يزال قلبه معلق بتلك المسارح، من الناس من قلبه معلق بالملاعب الرياضيه ولا يكتفي بمتابعة المباراه عبر التلفاز، لا بل يذهب إلى الملاعب، قلبه معلق بالكوره، الناس قلوبهم معلقه بأشياء، النبي -صلى الله عليه وسلم - قلبه معلق بالمسجد فلما أفاق قال :{ أصلى الناس ؟_ قالوا :لا يارسول الله هم ينتظرونك } فنظر فإذا جسده ضعيف وحار، قال :{ضعوا لي ماء في المخضب، فوضعوا له ماءً آخر ، فأقبل -صلى الله عليه وآله وسلم- وتبرّد به ثم اتكأ ليقوم فأُغمي عليه } <وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام >فلبث مليا مغمى عليه وعائشه ومن حوله ينظرون إليه -عليه الصلاة والسلام- فلما أفاق سأل عما قلبه معلق به قال : {أصلى الناس؟} ماقال خرج وقت الصلاة! لا، الجماعه !، { أصلى الناس ؟_ قالوا: لا يارسول الله ينتظرونك_ قال : ضعوا لي ماءً في المخضب وصبوا علي الماء من أفواه سبع قرب لم تُحلى أفواههن } أحضروا سبع قرب يكون الماء قد طال مكثه فيها، فأحضروا إليه -صلى الله عليه وآله وسلم-القربة الأولى وصبوها عليه والثانيه وصبوها عليه والثالثه صبوها عليه حتى أكثروا عليه صب الماء قالت عائشه: {وجعل يشير بيده أن حسبكم حسبكم }لم يستطع أن يتكلم فأخذ يشير بيده، الآن نشيط فاتكأ على يديه ليقوم إلى ماقلبه معلق به فأُغمي عليه فلما أفاق -صلى الله عليه وسلم - فإذا القلب معلق لكن الجسد هنا ما استطاع أن يتصل الجسد بالقلب، فقال -صلى الله عليه وسلم -{ مروا أبا بكر فليصلي بالناس } اليوم لا يوجد صلاة جماعه قلبي معلق لكن ما استطعت أن أصلي، مروا أبا بكر فليصلي بالناس، ويصلي بهم أبا بكر صلاة العشاء من يوم الجمعه وصلوات يوم االسبت وصلوات يوم الأحد، فلما كانت صلاة العصر من يوم الإثنين شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- في جسده بنشاط، قلبه معلق ، فقال -صلى الله عليه وآله سلم - :{ ادعولي علياً والعباس رضي الله عنهما، فدعوهم ، قال: احملاني إلى المسجد }ارجعوا الجسد إلى القلب !{ احملاني إلى المسجد} فحملاه -صلى الله عليه وآله وسلم- يتهادى بينهما، يقول علي رضي الله عنها : {إن قدميه لتخُطاّن في الأرض}
عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام نزل به الموت فسمع الآذان يؤذن لصلاة المغرب قال :| احملوني، قالوا : سبحان الله وأنت على هذا الحال ؟ _ قال : نعم أسمع منادي اللهيقول حيّ على الصلاة حي على الفلاح ولا أجيبه احملوني إلى المسجد | قال فحملوه فركع ركعة مع الإمام في صلاة المغرب ثم مات في سجوده .
محمد بن خفيف رحمه الله من علماء الحنابله قالوا قد نزل به الفالج، الفالج هو مثل الجلطه شلل نصفي، يقولون فكان إذا أُذّن عليه للصلاه إذا سمع الآذان قال :| احملوني إلى المسجد _ قالوا : سبحان الله، إن الله قد عذرك _ قال: أعلم أن الله قد عذرني أعلم لكني لا أطيق | لا أصبر، ثم قال :| إذا سمعتم حيّ عل الصلاة حيّ على الفلاح ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبره | يعني إن لم تجدوني في المسجد اعلموا أني قد مت، أنا في المقبره، | فاطلبوني في المقبره |
رجل قلبه معلق، تجد أنه إذا كان يقود السياره وأذن للصلاة بدأ قلبه يأكله" يا أخي ابحث عن مخرج توقف عند مسجد، ألا يوجد مسجد قريب ! افتح النوافذ نسمع ربما هناك إقامه " قلبه معلق" لا تفوتنا الصلاه لاتفوتنا الصلاة " وأناس مع الأسف يكون على الطريق السريع ويؤذن ويقول سأتأخر وزحام سأصلي في البيت، الصلاه لاتساوي شيء عنده، أما الذي قلبه معلق بالمسجد والله العظيم منذ أن يؤذن عليه وقلبه يأكله يأكله لايصبر، يمكن لو معه هاتف ما ارتاح لو معه ناس أنهى الحديث معهم وقال" ياجماعه اتركوا الحديث الى وقت آخر أنا لست معكم، بالله ابحث عن مسجد، لايوجد منارة ! أدخل الشارع هذا لنبحث " قلبه معلق ينتفض حتى يدخل إلى المسجد، لكن مع الأسف بعض الناس الذين لايهمهم ذلك، هذا ينبغي أن ينظر في قلبه، أنت قلبك ليس معلق بالمسجد، إذا قلبك معلق بالمسجد العلامه في ذلك أنه منذ أن يؤذن وأنت قلبك ينتفض .
وقف الإمام مالك مرة مع ابن وهب، أحد تلاميذه، يتحدثان في الشارع فأُذّن للصلاة فانصرف ابن وهب يمشي فنظر الإمام مالك فإذا هو متوجه إلى بيته، قال : المسجد من هاهنا ! |أين تذهب |المسجد من هاهنا! فقال: أتوضأ للصلاة _ فقال الإمام مالك : سبحان الله رجل يطلب العلم يدخل عليه وقت الصلاة وهو على غير وضوء الله المستعان يقول رجل يطلب العلم يدخل عليه وقت الصلاة وهو على غير وضوء!!
ايفترض أن تتوضأت قبل أن يؤذن، لم ينتقد عليه فاتتك الصلاه، لا، لماذا تتوضأ بعد الآذان؟ المفروض أنك من قبل الآذان تكون حريص على ذلك، كانوا يؤدبون أولادهم على صلاة الجماعة .
عبد العزيز بن مروان غاب ولده مرة عن الصلاة ، وكان ولده في مدينة أخرى عند مؤدب، فالمؤدب هذا أرسل إلى أبيه قال : |ولدك غاب عن صلاة الجماعه فأرسل الأب إليه يا ولدي ماغيّبك عن صلاة الجماعة ؟ فردّ الولد إليه قال: |يا أبتي كانت مُرَجّلتي تسكّن شعري، الجارية أو الماشطة كانت تمشط شعري وفاتتني الصلاة فبعث إليه حلاقا بصحيفة معه قال : لا تسلمه إياها حتى تحلق شعره فوصل إليه الصحيفه معه حتى حلق شعره كله ، ثم أعطاه الصحيفة بما فيها من التوجيه .
هشام بن عبد الملك صلى مرة الجمعة ثم التفت ففقد أحد أولاده فبعث إليه قال : أين أنت !غبت عن صلاة الجمعه _ قال : يا أبتي عجزت بغلتي عن حملي الولد ثقيل وبغلته مريضة ذلك اليوم فركبها وعجزت عن حمله فترك صلاة الجمعة، فقال : سبحان الله وإذا عجزت بغلتك عن حملك تغيب عن الصلاة أقسمت عليك ألا تركب دابة سنة كامله أنظر إلى التشديد عليه، سنة كاملة لا تركب دابة، لكي تتأدب ولاتغيب عن الصلاة أقسمت عليك ألا تركب دابه سنة كاملة إذا كان هؤلاء يُنشّؤون على مثل ذلك من صغرهم اعلم أنه سيزداد حرصا إذا كبر، إذا كان منذ صغره معلق قلبه بالمسجد اعلم أنه سيكبر ولا يزال قلبه معلق بالمسجد.

استثمر في والديك


يتحدث الناس عن أنواع عديدة من الاسثمار منها :
١/ الاستثمار في نفسك ٠
٢ / الاسثمار في أولادك ٠
٣/ الاستثمار في مالك ٠
وكلها من أنواع الاسثمار المفيدة ؛ لكن هناك نوع عظيم واستثمار حقيقي عوائده مضمونة ومتحققة لا تتخلف أبدا وعوائده ممتدة في الدنيا والآخرة ؛ وذلك هو الاستثمار في الوالدين ٠
الاستثمار في الوالدين يعني أن تصرف عليهما من الوقت والمال والمحبة وحسن الخلق أضعاف أضعاف ما تصرفه على غيرهما من أهل وولد وصاحب وقريب وزميل ٠
ويعني هذا الاستثمار أيضا أن تغتنم لحظات عمرهما كما تغتنم أعظم الفرص التجارية التي تعرض عليك وينافسك عليها غيرك وتريد أن تسبقه للفوز بها ٠
ويعني هذا الاستثمار أن تصبر على ما لا يعجبك منهما كصبر من يعمل مع تاجر يعطيه راتبا لا يجده عند غيره أبداً ولكنه يعامله باستعلاء عليه ٠
ويعني هذا الاستثمار أن تحب ما يحبان وتثني عليه كثناء طفل متعلق بأبيه على كل ما يُنسب لأبيه٠
ويعني هذا الاستثمار أيضا أن يكون كل فعل تفعله لهما إنما تريد به وجه الله ٠
ومن رحمة الله أن هذا الاستثمار لا يتوقف على حياة الوالدين ؛ بل تستطيع مواصلة هذا الاستثمار حتى بعد وفاتهما ٠
ومن تأمل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رأى كيف كان الاهتمام العظيم بالحث على بر الوالدين واغتنامه وتعظيم شأنه والتحذير من العقوق وتحريمه وتجريمه وفي ذلك بيان لأهمية الاستثمار في الوالدين ٠ 
خاتمة : قد يرى البعض أني أُكثر من الكتابة عن موضوع الوالدين وبرهما ؛ ولكن من يعلم عظم حق الوالدين وعظم الوصية بهما علم أني مهما أكثرت 
فحقهما أكثر وأكبر والله المستعان ٠
مصلح بن زويد العتيبي

الرزق و الأسباب الجالبة له



شُغل بعض الناس بطلب الرزق، وبالغ البعض في بذل الأسباب المشروعة وغير المشروعة ، وتشاغلوا عما خلقوا من أجله.قال جلّ في علاه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون) ]الذاريات:56[.
وعبادة الله قد تكون في طلب الرزق شريطة أن تكون الأسباب مشروعة والوسائل مباحة.
قال تعالى : (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)] الملك:15[.
«فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ»
وقد قال صلى الله عليه وسلم " ... اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما مَنَعْتَ ... " . رواه مسلم 
وقد "تكفّل الحق سبحانه للإنسان برزقه، و جعل للرزق أسباباً وكل ما على الإنسان هو أنْ يأخذ بهذه الأسباب ثم لا يشغل باله هماً في موضوعه، ولا يظن أن سَّعْيه هو مصدر الرزق، لأن السعي سبب، و الرزق من الله، وما على الإنسان إلا أنْ يتحرى الأسباب، فإنْ أبطأ رزقه فاليرح نفسه؛ لأنه لا يعرف عنوانه، أمّا الرزق فيعرف عنوان الإنسان وسوف يَأتيه يطرق عليه الباب".
قال تعالى:(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُون )]الذاريات:22-23[.
ولما سع أعرابي هذه الآية صاح بأعلى صوته وقال :"يا سبحان الله ! من الذي أغضب الجليل حتى حلف" .
قال الحسن البصري-رحمه الله- : كثيراً ما وجدنا من طلب الآخرة وأتته الدنيا ولكننا لم نجد من طلب الدنيا وأتته الآخرة .
قال صلى الله عليه وسلم"((لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهَرَبُ مِنَ الْمَوْتِ؛ لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ))" صحيح الجامع5240
فلو وعى الإنسان هذه الحقيقة لطابت نفسه وسكن قلبه ولم تذهب حياته حسرات على فوات نصيب من الدنيا.فإن أعطي بعد أخذ الأسباب شكر وإن منع حمد الله و صبر .
و لعلي في هذا المقال أشير إلى بعض الأسباب المشروعة الجالبة للرزق وهي:
١ - تحقيق التوحيد قال تعالى :( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون ) [الأعراف:96[.
2- الصلاة وأمر الأهل بها قال تعالى ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )]طه:132[.
قال سفيان الثوري :في قوله: {لا نسألك رزقًا} قال: لا نكلفك الطلب . 
يقول أحد السلف : ما افتقر ولا احتاج للبشر من عمل بهذه الآية 
3 - تقوى الله عز وجل قال تعالى :( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3-2[
4 - الاستغفار قال تعالى :(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12[ .
وقال : النبي -صلى الله عليهم وسلم-: " مَن أكثر الاستغفار جعل الله له من كل همَّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب " أخرجه أحمد في المسند صححه أحمد شاكر 
5 - التوكل على الله قال تعالى :(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )[الطلاق:3[.
و قال النبي -صلى الله عليهم وسلم-: "لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً ". رواه الترمذي، وقال: حديث حسن
6 - صلة الرحم قال النبي -صلى الله عليهم وسلم-: " مَنْ سَرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه " رواه البخاري
7 - الإنفاق ( الصدقة ) قال تعالى:( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين ) [سبأ:39[ .
8 - المتابعة بين الحج والعمرة قال النبي-صلى الله عليه وسلم- : " تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ". رواه الترمذي وصححه
9 - الزواج قال تعالى:( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم) [النور:32]. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "عجباً لمن لم يلتمس الغنى في النكاح، و الله يقول: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه)]النور:32[.
10 - الدعاء قال النبي –صلى الله عليه وسلم- لأبي أمامة-رضي الله عنه: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك؟)) قال: بلى يا رسول الله، قال: "قل إذا أصبحت وأمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي". رواه أبو داود
قال أحد السلف :"ما افتقر ولا احتاج للبشر من عمل بهذه الآية". 
١١ - شكر النعم قال تعالى: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد) [إبراهيم:7]، قال عمر بن عبدالعزيز-رحمه الله-": قيَّدوا نعم الله بشكر الله، فالشكر قيد النعم .
كتبه : عبدالرحمن بن عبدالله الطريف

2016-02-06

فَثِق بربك

صورة ‏اترك وراءك أثرا 2‏.
لما دعا نوح ربه :
" أني مغلوب فانتصر"
لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله 
وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة 
فَثِق بربك
جاع موسى وصراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع الكل مشغول به
آسية . . المراضع . . الحرس . . 
كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولإبنها 
فَثِق بربك
لما كان موسى يسري ليلاً
متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً . .
لم يدر بخُلده وهو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين 
فَثِق بربك
لما سار موسي بقومه
هروباً من فرعون
ووجد البحر أمامه وفرعون من خلفه
لم يكن أمامه أي أفق للنجاه
إلا يقينه أن الله منجيه
فقط ثق بربك
طرح إبراهيم ولده الوحيد 
واستلّ سكينه ليذبحه ..
وإسماعيل يردد : افعل ما تؤمر
وكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة من 500 عام تجهيزاً لهذه اللحظة 
فَثِق بربك
لما ترك إبراهيم هاجر و ابنها
في صحراء جرداء
لا زرع فيها ولا ماء
لم يدر بخلده ان الماء سيتفجر من الارض زمزما الي يوم الدين
فقط خذ بالأسباب كهاجر
وتوكل علي الله كابراهيم
وادعوه بأن يجعل أفئدة الناس
تحن الي نصرة الدين
فثق بربك
لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن . . ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع . . بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم 
فَثِق بربك
أطبقت الظلمات
على يونس . . واشتدت الهموم . . فلما اعتذر ونادى :
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
قال الله تعالى : فاستجبنا له ونجيناه من الغم 
فَثِق بربك
مستلقٍ عليه الصلاه والسلام في فراشه حزيناً ماتت زوجته وعمه . . واشتدت عليه الهموم . .
فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه يرفعه للسماء . . فيسليه بالأنبياء ويخفف عنه بالملائكة 
فَثِق بربك
ثق بربك 
وارفع أكف الخضوع والتضرع واعلم أن فوق سبع سماوات
رب حكيم كريم
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا 
اتسعت لنا السماء فكيف نيأس
اللهم زدنا بك ثقة واجعلنا من المتوكلين

سألوني

سألوني :
ماذا تعلمت من العمر الذي مضى ..؟!
فأجبت :
* تعلمت إن الدنيا سلف ودين ..
* تعلمت إن المظلوم لابد له من إنتصار ولو بعد حين ..
* تعلمت أن الحياة يمكن أن تنتهي بأي لحظه و نحن على غفله ..
* تعلمت أن الكلمه الحلوه والوجه البشوش والكرم رأس مال الأخلاق ..
* تعلمت أن أغنى إنسان في العالم هو الذي يملك قوت يومه والصحة والأمان ..
* تعلمت أن من يزرع الثوم لايجني الريحان ..
* تعلمت أن العمر ينتهي والمشاغل لا تنتهي ..
* تعلمت أن من يريد من الناس أن يسمعوا منه عليه أن يسمع منهم ..
* تعلمت أن السفر مع الناس هو أدق مجهر يكشف لك معادن الناس ..
* ( تعلمت أن الذي معدنه ذهب يبقى ذهبا ... والذي معدنه حديد يتغير ويصدأ )
* ((تعلمت إن كل الذين دفنوا في المقابر كانوا مشغولين وعندهم مواعيد وفي نياتهم أمور كثيره لم يحققوها)) ..!
* تعلمت أننا نرتب السرير ونبرد الغرفه لننعم بالموتة الصغرى 
لاخلاف ..!!
ولكن هل رتبنا أعمالنا وبردنا قبورنا بالطاعه لننعم بالموتة الكبرى ..
* يقول أحد الصالحين :
عجبت للناس يحذرون من بعض الطعام مخافة المرض ؟
ولا يحذرون من الذنوب مخافة النار ..
أحببت أن أبعثها للنفوس الطيبة .
طيب الله أيامكم بما يحبه ويرضاه.

سر العلاقة بالله

صورة ‏اترك وراءك أثرا 2‏.


سر العلاقة بالله
قد يراك البعض تقياً،
وقد يراك آخرون مجرماً،
وقد يراك آخرون...... لكن..
أنت أدرى بنفسك
السر الوحيد الذي لايعلمه غيرك هو:
[ سر علاقتك بربك ]
فلا يغرك المادحون..
ولا يضرك القادحون.. 
قال تعالى:
{ بَل الإنسَان على نَفسِهِ بَصيرَة }
- من خطورة العيش بين الطاعة والمعصية أنك لا تدري في أي فترة منهم ستكون الخاتمة ..
افعل الطاعة إخلاصاً لا تخلصاً ، وحافظ على النفل تقرباً لا تكرماً .. فأنت والله أحوج للطاعة وربُك سُبحانه غنيٌ عنها .. 
- لا تجعل همُّك هو حب الناس لك فالناس قلوبهم متقلبة ، قد تحبك اليوم وتكرهك غداً وليكن همُّك كيف يُحبك رب الناس فإنه إن أحبك جعل أفئدة الناس تحبك
والحرام يبقى حراماً حتى لو كان الجميع يفعله 
لا تتنازل عن مبادئك ودعك منهم 
فسوف تحاسب وحدك !
لذا استقم كما أُمرت ، لا كما رغبت ..
اجعل لنفسك خبيئة وسريرة لا يعلمها إلا الله ... فكما أن ذنوب الخلوات مهلكات .. فكذلك حسنات الخلوات منجيات)..
[ {لقد رضي الله عن المؤمنين إذْ يُبايعونك تحت الشجرة}
لا تشغلك الأماكن الفارهة
فإنَّ أعظم مؤتمرات التاريخ كان تحت شجرة
اللهم اني فوضت امري إليك.
قال أحد العلماء: إني أدعو الله في حاجة.. 
فإذا أعطاني إياها فرحت ُ(مرة) وإذأ لم يعطني إياها.. فرحتُ (عشر مرات)
لأن الأولى: "إختياري" .. والثانية: "اختيار الله" علام الغيوب.
جميلة هي الثقة بـربّ العباد
{والله يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
إجابة شافية لـ: "لماذا يحدث ذلك لي ؟!"
خروج بعض الناس من حياتك؛ او دخولهم اليها "رحمة من الله"، لا تدركها إلا مع الوقت.
الأعوام تغير الكثير، إنها تُبدل تضاريس الجبال فكيف لا تبدل شخصيات البشر !
لو علمنا كيف نغرق في الأجر بعد المحن لما تمنينا سرعة الفرج.
لم يأخذ منّا إلا لِيعطينا؛ فاستقبلوُآ الأقدار بـ "الحمدلله"
كان السلف يتواصون بثلاث كلمات لو وزنت بالذهب لرجحت به:
الأولى : من أصلح مابينه وبين الله 
أصلح الله ما بينه وبين الناس..
الثانية:من أصلح سريرته أصلح الله علانيته
الثالثة : من اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه وآخرته.....
أشد أنواع الخسارة :
أن تكون الجنة عرضها السموات 
والأرض ولايوجد لك مكان فيها !!!
" اغتنم الحياة فهي زادك "
غفر الله لي ولكم
وصل رب وسلم على الحبيب محمد

" ففروا إلى الله "

دائما ما تطرق أقدار الله القلب البشري لتقتلع منه دواعي الشرك والتعلق بغيره، و تغرس فيه بذرة الإيمان والتوكل على الله . 
لا يغرنك مساء ساكن ... قد يوافي بالمنيات السحر 
قال تعالى: " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " الأعراف آية:( 34 )
- لكل منا أجل محدود ينتهي إليه، فلا الإقدام يُدنيه, ولا الإحجام يُقصيه .
فكم من صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر 
- كل منا يسير نحو نهايته بطريقة ما، وهو يظن أنه يتحاشاها وينجو منها، بينما يركض حثيثا مسرعا نحوها .
- كل منا يعلم أن شدة الحذر والحيطة لا تمنع القدر! فعلام الجزع والخوف؟ و جميعنا على موعد لن يخلفه، في مكان لن يخطئه .
" إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر " نوح آية:( 4) 
- ما قدّره الله تعالى من كيفية الموت، وتوقيته، سيكون كما قدّره، دون زيادة ولا نقصان ! .
فعلام الجزع والخوف من الأمراض !؟
- ليست الدنيا هي الحياة الحقّة، و إنما الحياة الحقيقية دار الخلود والبقاء، تلك الدار التي يسعى لها الصالحون، والعقلاء، و الحكماء ... لأن فيها الإقامة الأبدية، والنعيم المطلق للمؤمنين .
- الحياة الدنيا غرور، والمستغرق في اتباع الغرور سخيف الاختيار، ضعيف العقل، فاسد التمييز، هائم فى بيداء الحياة، ذاهل بالركض وراء مطالب العيش، مستغرق المشاعر بين شتى المظاهر ، لا يكاد يتصل بسر الوجود أو يتمحض لرب العالمين .
- علينا التأمل و التفكر في الأحداث التي تصيب أمتنا لنشعر بعظمة الله، و نخشى من عقابه، ونفر من المعاصي و نلجأ إلى الله تعالى.
" ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك " النساء آية:( 76 )
- الحياة لا تستحق أن تخور لأجلها عزيمة المسلم، أو يجبن لحظة إقدام، أو يبخل ساعة عطاء. 
لأن الآجال قد فرغ منها، و أن الموت لا بد أن يلاقيه كل حي، و أن الأرزاق مكتوبة لا يزيدها البخل و لا ينقصها العطاء .
فعلينا أن نتقي الله عزّ وجلّ، و نفر إليه بضعفنا وافتقارنا، عَلّه يغفر لنا ذنوبنا قبل لقائه، ولا ندري متى يكون اللقاء ؟
كتبه : عبدالرحمن بن عبدالله الطريف

الرزق و الأسباب الجالبة له

شُغل بعض الناس بطلب الرزق، وبالغ البعض في بذل الأسباب المشروعة وغير المشروعة ، وتشاغلوا عما خلقوا من أجله.قال جلّ في علاه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون) ]الذاريات:56[.
وعبادة الله قد تكون في طلب الرزق شريطة أن تكون الأسباب مشروعة والوسائل مباحة.
قال تعالى : (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)] الملك:15[.
«فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ»
وقد قال صلى الله عليه وسلم " ... اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما مَنَعْتَ ... " .  رواه مسلم 
وقد "تكفّل الحق سبحانه للإنسان برزقه، و جعل للرزق أسباباً وكل ما على الإنسان هو أنْ يأخذ بهذه الأسباب ثم لا يشغل باله هماً في موضوعه، ولا يظن أن سَّعْيه هو مصدر الرزق، لأن السعي سبب، و الرزق من الله، وما على الإنسان إلا أنْ يتحرى الأسباب، فإنْ أبطأ رزقه فاليرح نفسه؛ لأنه لا يعرف عنوانه، أمّا الرزق فيعرف عنوان الإنسان وسوف يَأتيه يطرق عليه الباب".
قال تعالى:(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُون )]الذاريات:22-23[.
ولما سع أعرابي هذه الآية صاح بأعلى صوته وقال :"يا سبحان الله ! من الذي أغضب الجليل حتى حلف" .
قال الحسن البصري-رحمه الله- : كثيراً ما وجدنا من طلب الآخرة وأتته الدنيا ولكننا لم نجد من طلب الدنيا وأتته الآخرة .
قال صلى الله عليه وسلم"((لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهَرَبُ مِنَ الْمَوْتِ؛ لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ))"  صحيح الجامع5240
فلو وعى الإنسان هذه الحقيقة لطابت نفسه وسكن قلبه ولم تذهب حياته حسرات على فوات نصيب من الدنيا.فإن أعطي بعد أخذ الأسباب شكر وإن منع حمد الله و صبر .
و لعلي في هذا المقال أشير إلى بعض الأسباب المشروعة الجالبة للرزق وهي:
١ - تحقيق التوحيد قال تعالى :( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون ) [الأعراف:96[.
2- الصلاة وأمر الأهل بها قال تعالى ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )]طه:132[.
قال سفيان الثوري :في قوله: {لا نسألك رزقًا} قال: لا نكلفك الطلب . 
يقول أحد السلف : ما افتقر ولا احتاج للبشر من عمل بهذه الآية 
3 - تقوى الله عز وجل قال تعالى :( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3-2[
4 - الاستغفار قال تعالى :(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12[ .
وقال : النبي -صلى الله عليهم وسلم-: " مَن أكثر الاستغفار جعل الله له من كل همَّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب " أخرجه أحمد في المسند صححه أحمد شاكر 
5 - التوكل على الله قال تعالى :(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )[الطلاق:3[.
و قال النبي -صلى الله عليهم وسلم-: "لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً ". رواه الترمذي، وقال: حديث حسن
6 - صلة الرحم قال النبي -صلى الله عليهم وسلم-: " مَنْ سَرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه " رواه البخاري
7 - الإنفاق ( الصدقة ) قال تعالى:( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين ) [سبأ:39[ .
8 - المتابعة بين الحج والعمرة قال النبي-صلى الله عليه وسلم- : " تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ". رواه الترمذي وصححه
9 - الزواج قال تعالى:( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم) [النور:32]. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "عجباً لمن لم يلتمس الغنى في النكاح، و الله يقول: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه)]النور:32[.
10 - الدعاء قال النبي –صلى الله عليه وسلم- لأبي أمامة-رضي الله عنه: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك؟)) قال: بلى يا رسول الله، قال: "قل إذا أصبحت وأمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي". رواه أبو داود
قال أحد السلف :"ما افتقر ولا احتاج للبشر من عمل بهذه الآية". 
١١ - شكر النعم قال تعالى: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد) [إبراهيم:7]، قال عمر بن عبدالعزيز-رحمه الله-": قيَّدوا نعم الله بشكر الله، فالشكر قيد النعم 
كتبه : عبدالرحمن بن عبدالله الطريف

زد رصيدك

الحمدلله الغني يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أما بعد 
فموضوع هذا المقال ليس عن برنامج زد رصيدك الذي يُعرض على قناة بداية وإن كان عنوان المقال مطابق لعنوان البرنامج .
وحقيقة أن هذا العنوان هو الذي جعلني أتأمل في معناه ودار في خاطري أسئلة كثيرة عن الرصيد وزيادته !
فما هو الرصيد ؟
وكيف تتم زيادته ؟
المتأمل يعلم أن للمسلم رصيد في دنياه ورصيد في أخراه ولا شك أن رصيد الآخرة خير وأبقى .
ورصيد الآخرة ينفع في زيادته أقل القليل فشق التمرة يؤثر في رصيدك في الآخرة والكلمة الطيبة تؤثر أيضاً بل حتى مقدار الذرة يؤثر تأثيراً عظيماً على رصيدك في الآخرة .
بل إن الدمعة الخفية من نفس تائبة وجلة قد تطيش بموازيين العبد في أخراه فتلغي كل مديوناته وتنقله من الفقر المؤلم إلى الغنى المفرح .
ورصيد الآخرة في الحال كرصيد الدنيا يُزاد عليه ويُخصم منه ويُحافظ على مقداره .
ومن وفقه الله فحاله في رصيد آخرته كحال أذكى التجار فهو دائم المراجعة له والزيادة عليه والمحافظة على مقداره وهو يسعى قدر الإمكان أن لا يخصم منه شيء وضعه فيه .
فهو لا يببت ليله حتى يستعرض سجل أعماله ؛ صحيح أنه لا يستطيع أن يسحب لنفسه كشف حساب دقيق لكنه يستطيع أن يستعرض ما في رصيده بغلبة الظن .
وفي أحوال الناس في أرصدتهم الأخروية ما يثير العجب والاستغراب ؛ففقير شديد الفقر يُظن به الغنى ، وغني عظيم الغنى يُظن به الفقر ؛ وصاحب مشاريع كبيرة تظنه لا يفقه شيئاً وآخر تظنه على شيء وليس على شيء .
وكم هو مؤلم أن نرى ساعات أعمارنا تنقضي وأيامه تودعنا مرتحلة والأرصدة الأخروية للكثيرين منا جامدة أو ناقصة أو فارغة فالله المستعان .
فحري بالعاقل المؤقن بأن هناك داراً غير هذه وحياة بعد هذه الحياة بخلود دائم وجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أن يسعى جاهدا لزيادة رصيده فلا يكن غدا رفيق قوم هم بزاد وهو بغير زاد ؛ وكيف لا نسعى لزيادة أرصدتنا وقد صح في الحديث عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول: لا والله يا رب))..
فما أحقرها من دار غمسة في النار تُنسي أنعم أهلها كل نعيم كان عليه وكل سعادة عاشه.
ومع هذا لا يعني إهمال رصيد الدنيا وعدم الاكتراث به وعدم السعي لزيادته ووفرته .
وحتى لا تختلط عليك الأمور فعليك أن تعلم أن رصيد الدنيا لا يقصد به المال فقط بل المال جزء من أجزاء كثيرة ومتعددة ومتنوعة .
والعاقل الموفق يسعى لزيادة رصيده في الدنيا بما يزيد رصيده في الآخرة ولا يكن ممن يزيد رصيده في الدنيا بنقصان رصيده في الآخرة .
فزد رصيدك من كل علم نافع وعمل صالح ورجولة وشهامة وكرامة وعزة ونخوة وبطولة وتميز وتفوق ونجاح .
واسلك كل سبيل فيه زيادة لرصيد دنياك بما يزيد رصيدك في أخراك وتذكر أن كلٌ يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها .
وإن أخطأت يوما فزدت في رصيد دنياك بما يُنقص من رصيد أخراك فإياك أن تظن أن هذا كسر لا يجبر أو خطا لا يغفر ؛ بل أبشر واستبشر متى عدت صادقا فقد جاء في الحديث القدسي عن الرب الكبير المتعال :( وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما داموا يستغفرونني ).
خاتمة : اللهم زد رصيدنا حتى نصبح أغنى الناس بك عن خلقك وأفقر عبادك إليك .
مصلح بن زويد العتيبي