السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2015-12-31

كيف أخلص أطفالي من السلبية




 كيف أخلص أطفالي  من السلبية 
قد تستغرب ما سأقوله، وهو أن الصفة التي تتعبنا في الطفل، وهو صغير قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، كالعناد مثلًا، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذا العناد، وإنما لتطويعه لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله، وهذا الأمر ينطبق على عناد طفلك، فربما عناده هذا سيحميه من تأثير أصدقاء السوء إذا ما دعوه لفعل سلوك غير مقبول، وربما هنا أخشى أكثر على الطفل غير العنيد، والذي يسهل التأثير عليه، إيجابيًا أو سلبيًا، أكثر مما أخشاه على العنيد.
والنقطة الثانية: أن أهم سبب للسلوك المتعب عند الطفل هو جذب الانتباه، وربما الكثير من هذا العناد أيضًا هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، فحاولوا التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، وليس عنادًا يقصد منه إزعاجكم وإغاظتكم، ويمكنكم توجيه انتباهكم إليه عندما يتجاوب معكم ومن دون هذا العناد، وحاولوا صرف انتباهكم عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحون له، فماذا نفعل مع الطفل الذي عنده العناد؟
كل طفل صغير في هذا العمر يحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن يعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح، وأن يكون على وضوح هذا الأمر، ومن دون أي التباس أو شك أو تردد، ولا يعني هذا أن نعصب أو نستعمل العنف أو الضرب، وإنما أن يقال له وبهدوء ووضوح، أن سلوكًا معينًا لا نرضاه هو سلوك غير مسموح به أبدًا، وأن يعلم طفلكم وهو يستمع إليكم، ومن خلال نبرة صوتكم ونظرة عينيكم في عينيه، ومن دون ابتسام، أنكم جادون تمامًا فيما تقولون له، وأفضل من المنع عن العمل السلبي الذي يزعجكم، هو أن تشجعوه على القيام ببعض الأعمال البديلة عما لا تريدونه أن يفعل، أي أن نملأ وقته بما هو مفيد ومسليّ، فلا يحتاج للمزيد من الإثارة عن طريق مخالفة كلماتم.
وسأشرح هنا شيئًا أساسيًا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتكم لطفلك.
إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك ينطبق عليه هذا، وكما ذكرت لك سابقًا هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصل الطفل على هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقًا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية.
ولماذا السلوكيات السلبية؟
ببساطة أننا، نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه للسلوك الإيجابي، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى"!
فما يمكن أن تفعلوه مع طفلكم، عدة أمور منها:
أن تلاحظوا أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك، ومهما صغر، وأن تـُشعروه بأنكم قد لاحظتم هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكروه عليه، ومثال هذا عندما يلعب بلطف مع أخيه الأصغر، ولو لدقائق قليلة.
أن تحاولوا تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به، ومثال هذا عندما يظهر نوبات غضبه، فبالرغم من إزعاج الأمر، حاولوا تجنب ردات الفعل الشديدة، طبعًَا إلا السلوك الذي يعرض فيه نفسه أو غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة
وأنصح بدراسة كتابي في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلًا من أن نعطيهم سمكة، والكتاب هو: "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وسيعينكم على تربية طفلك، ويمكنكم الحصول عليه من مكتبة دار الفكر في دمشق أو موقع نيل وفرات دوت كوم في لبنان.

كيف أكتشف قدرات طفلي وأطورها


كيف أكتشف قدرات طفلي وأطورها
الطفل الموهوب نعمة من الله عز وجل ، وهو الذي يتميز في مجال واحد على الأقل ، ويتميز أداؤه فيه بالقدرة العالية ، وقد تساعد البيئة المحيطة بالطفل في اكتشاف مواهبه وتنميتها منذ الصغر مما يسهم في تنميتها وارتقائها وإخراج إنسان متميز في هذا المجال أو ذاك ، وقد يكون الأمر معاكساً فتؤدي البيئة المحيطة بالطفل إلى إحباط موهبته وطمثها أو على الأقل إهمالها ، مما يؤدي لوأدها منذ الصغر .
وفي هذا المقال نعرض لمفهوم الموهبة وكيفية اكتشافها في الطفل منذ صغره للبدء في الاهتمام بها ورعايتها..
أولاً ما معنى الموهبة:
قد يخلط البعض بين عدة مفاهيم متشابهة فيختلط مفهوم الموهبة بالذكاء وبالتفوق الدراسي والتحصيل العلمي في حين أن كلاً منهم له مفهوم خاص..
فالموهبة في أحد تعريفاتها هي امتلاك قدرة استثنائية أو استعدادٍ غير عادي في مجال أو أكثر من المجالات العقلية والإبداعية والاجتماعية والانفعالية والنفسية.
وهذا يعني أن الطفل الموهوب يظهر قدرات متميزة في أحد هذه المجالات أو أكثر من خلال حركاته وممارساته مما يمكن ملاحظته بمتابعة سلوك الطفل.
أما الذكاء: فهو القدرة العالية للقيام بالعمليات العقلية المختلفة من تفكير وتذكر وإدراك وتحليل وغيرها ، وهو ما يمكن قياسه وتحديد معدله بمقاييس الذكاء المعملية ، وتؤكد نظريات الذكاء الحديثة وأشهرها نظرية الذكاء المتعددة "لهاورد جاردنر"، أن الذكاء ليس أحاديًّا، بل هناك ذكاءات متعددة لدى كل فرد تتفاوت في مستواها بين شخصٍ وآخر ؛ فهناك الذكاء اللغوي والذكاء الموسيقي والذكاء المنطقي الرياضي ، والذكاء المكاني ، والذكاء الجسمي الحركي ، والذكاء الشخصي ، والذكاء الاجتماعي.
وبالتالي فإن ذكاء الطفل في مستوى من هذه المستويات قد يؤدي لإظهار موهبته في هذا المجال.
أما التفوق الدراسي فهو التميز في التحصيل العلمي ، ويعرف الطالب المتفوق دراسياً بأنه الطالب الذي يرتفع إنجازه أو تحصيله بمقدار ملحوظ فوق الأكثرية أو المتوسطين من أقرانه.
والتفوق الدراسي ليس شرطاً أساسياً لوجود الموهبة ، لأن مجالات الموهبة أوسع وأكبر من مجرد التحصيل العلمي في مجال الدراسة ، فالموهبة قد تكون في المجال الذهني أو الحركي أو اللغوي أو الاجتماعي أما التحصيل العلمي فيكون في مجال واحد أو اثنين على الأكثر ، وهناك العديد من الأسماء البارزة ممن لم ينالوا حظاً من التعليم النظامي المتعارف عليه حالياً ، ومع ذلك تميزا في مجال من المجالات الإبداعية كالتأليف أو الرسم أو الخطابة أو الرياضة وهكذا..
نخلص مما سبق أن الموهبة لها مجالات واسعة ولا يشترط فيها التفوق الدراسي أو المهارة في التحصيل العلمي ، وهذا يدعونا للسؤال كيف اكتشف موهبة ابني ، وكيف يمكن ملاحظتها؟
ثانياً - كيفية اكتشاف موهبة الأبناء:
يتصور البعض أن الطفل الموهوب يفصح عن نفسه ، فهو هذا الطفل الهادئ المنشغل بأدوات الرسم والتلوين ، أو ذلك الذي يتناول لعبته بالفك والتركيب معظم الوقت ، وكل ما على الوالدين هو ملاحظته أو انتظاره ليظهر موهبته..غير أن الاكتفاء بهذا الدور لا يساعد في كثيرٍ من الأحيان على اكتشاف الموهبة ، ولكن هناك عدة أمور يمكن للوالدين القيام بها منذ ميلاد الطفل لتنمية ذكائه وإبراز مواهبه:
توفير البيئة الذكية:
شخصية الطفل ونموه العقلي تتوقف على عاملين أساسين عامل وراثي وعامل بيئي ، وهنا يبرز دور البيئة في تشكيل شخصية الطفل وتحفيز قدراته الذهنية ، وكلما كانت البيئة ثرية وحافلة بالمؤثرات المختلفة كلما ساهم ذلك في ارتفاع معدل ذكاء الطفل وظهور مواهبه في وقت مبكر ؛ فيجب أن تكون غرفة الطفل منذ ميلاده حافلة بالألوان والأشكال التي تلفت انتباهه وتثير اهتمامه.
ويمكن بعد ذلك إثراء بيئة الطفل الاجتماعية من خلال التزاور مع الأهل والأصدقاء والزملاء واختيار جماعة من الأقران للعب مع الطفل ، وكذلك البيئة المعرفية بمشاهدته للكتب والمجلات التي تناسب سنه وزيارة الحدائق العامة وحديقة الحيوان والمتاحف والمكتبات ، وهناك الألعاب وهي من أهم الوسائل لتحفيز القدرات الذهنية وتنميتها لدى الأطفال والتي يجب تغييرها وتطويرها مع التطور العمري للطفل.
وإجمالاً علينا بإثراء بيئة الطفل بكثير من الأنشطة والاهتمامات التي تتيح التعرف على مواطن القوة والضعف في أداء الطفل، وكذلك تتيح التعرف على اهتماماته لأنها البوصلة الأولى التي توجه رعايتنا له،
مراقبة الطفل:
فبعد أن يوفر الوالدان البيئة الثرية للطفل يمكن ملاحظة تصرفاته وأفعاله وردود أفعاله تجاه المثيرات المختلفة ، وتتضمن المراقبة هنا الاهتمام بكل ما يقوله لطفل ويفعله ، هل هو طفل ثرثار يحب إلقاء الأسئلة ، هل قدراته الحركية عالية ولا يستطيع الجلوس بهدوء في مكان واحد ، هي يستطيع صنع أشكال مختلفة بالمكعبات وقطع الميكانو ويبتكر فيها ، هل يحب متابعة المغامرات ويسرح بخياله في سردها وتأليفها ، هل تثيره الحيوانات ويهتم بها ويقلد أصواتها وحركاتها ، هل يمسك بالقلم ويرسم الخطوط العريضة على الورق والحوائط وما شابه ، هل يحاول أن يقود مجموعته من الأطفال عند اللعب ويمارس دور القائد أو الحاكم ، هذه الملاحظات وغيرها لها دورها في اكتشاف موهبة الطفل وتمييزها للبدء في الاهتمام بها.
توفير المناخ الآمن:
فمن المهم أن تكون بيئة الطفل آمنة حتى لا يتعرض لمشكلة عند ممارسته لأنشطته ما فتحدث لديه صدمة ، كما يجب عدم المبالغة في ردود الأفعال إذا ما أحدث الطفل تلفٍ ما في بعض حاجيات المنزل نتيجة ممارسته لبعض الأنشطة كالكتابة على الحائط أو استخدام الألوان على الملابس أو الستائر وما شابه ، فصراخ الأم أو نهر الطفل ومعاقبته قد يجعله يحجم عن ممارسة أنشطته ، خاصة أن التفكير دائماً عدو التوتر ، لذا يجب أن تحاول الأم بهدوء توجيه طفلها للمكان المناسب لاستخدام القلم أو الفرشاة والألوان مع التنويع في الأدوات التي تجذب الطفل للاستخدام الصحيح والأمثل.
الحوار مع الطفل:
من المهم أن يكون الحوار قائماً بين الطفل ووالديه ؛ فمن جهة فإن هذا يسهم في إثراء قدراته اللغوية ومهاراته الذهنية ومعلوماته ، ومن جهة ثانية فإنه يكشف عن اهتمامات الطفل وموهبته في مجال محدد ، فمن خلال هذا الحوار يستطيع كل من الأب والأم التعرف على ما يجذب اهتمامات الطفل ويثير اهتمامه ، ويمكن من هنا البدء في تشجيعه على الاهتمام بهذا المجال أو ذاك حتى يكون هذا بداية لتنمية موهبة الطفل في وقت مبكر..
مشاركة الطفل أنشطته:
لابد من إيجاد وقتٍ لمشاركة الطفل بعض أنشطته وألعابه فمن خلال هذه المشاركة يمكنك اكتشاف مهارات الطفل المخفية كفك الصور وتركيبها أو تكوين أشكال محددة بالمكعبات أو الرسم أو القفز و المهارات الحركية وغيرها..
التواصل مع المعلمين:
فإذا كان الطفل قد وصل إلى مرحلة رياض الأطفال أو دخل المدرسة فلابد من التواصل مع معلميه للاطمئنان على سلوكياته ومدى تفاعله مع زملائه ومعلميه ، وبما أن بيئة الروضة أو المدرسة أكثر اتساعاً من بيئة المنزل فيمكن اكتشاف موهبة الطفل من خلالها والتعرف على مهاراته التي لم تنجح بيئة المنزل في الكشف عنها..
وبعد فإن مرحلة اكتشاف الموهبة تدعونا للتساؤل عن كيفية تنمية الموهبة ورعايتها ، وهذا ما سنحاول الإجابة عنه في المقال القادم إن شاء الله تعالى.

أهم الطرق لتطوير الطفل




أهم الطرق لتطوير الطفل وأيضا طريقة تنمية مهارات الطفل
مع بداية العام الثاني للطفل، تبدأ شخصيته المستقلة بالتكون، وعلى الأسرة أن تعامله كأحد أفرادها من خلال توفير الحاجات المادية الأساسية له مثل السرير، اللعب، الملابس، والقول: هذه لعبة زكي وهذا سرير زكي وهذا حذاء زكي، ومن خلال ذلك يبدأ الطفل بتكوين فكرة أولية عن ذاته من خلال الحاجات المادية الملموسة العائدة له، وبذلك تبدأ أيضاً شخصيته المادية بالتكون.
كذلك نعمل على تكوين الجانب المعنوي لهذه الشخصية من خلال مناقشته في شؤونه الخاصة وعدم فرض الرأي عليه، بل تعليمه وإقناعه بما هو مطلوب منه وبما يدور حوله، فمثلاً نقول له: هل تريد أن تأكل؟ هل تحب أن تلعب؟
هل ترغب في الخروج معنا؟ أي أننا نستعمل صيغة الاستفهام وليس صيغة الأمر مثل: تعال، اجلس، اذهب، نم، ويأتي دور الأهل هنا من خلال تمضية الوقت الكافي مع أطفالهم وحثهم وتشجيعهم على اللعب والنطق، وهذا يسهم في نموهم الذهني والاجتماعي ويزيد من استقلاليتهم واعتمادهم على أنفسهم.
التفاعل مع المحيط
يتفاعل الطفل مع محيطه ويتأثر بكل ما حوله، ويبدأ بتقليد كل ما يراه ويسمعه بمهارات بالغة، فتفكير الطفل المستمر وانشغاله الدائم بالأشياء، التي يسمعها ويراها، هو الذي يطور شخصيته وينمي مهاراته وإبداعه، كما أنه يخطو باتجاه السلوك الاجتماعي من خلال تقليد المحيطين به، فهو يقلد الأبوين والأشقاء والأقران ويكتسب المعرفة.
ويمكن لهذا التقليد أن يلعب دوراً إيجابياً في بناء شخصيته إذا توافرت الشروط، المناسبة لذلك، مثال على هذا: تقليد الطفل الصغير لأخيه الكبير، والتكلم بطريقة تشبه طريقته، والتصرف مثله، ومن خلال التشجيع والمديح والشرح يمكن تنمية وتطوير شخصية الطفل الصغير بالشكل الإيجابي.
تقول بعض الأمهات عن تصرفات بناتهن: إنها تقلدني في كل ما أفعله في البيت حتى جلوسي أمام المرآة وتلبس ملابسي، فهي تمسك أدوات المطبخ وتحاول أن تعمل بها.
أما عن الولد فإنه يقلد البطل في برامج الأطفال، حتى بعد انتهائها، حيث يتابع لعبة يتخيل فيها نفسه بطلاً ويقلد الشخصيات، التي يحبها في أفلام الكرتون. فالطفل بحاجة دائمة للمراقبة والتعليم حتى نساعده على التمييز بين الواقع والخيال، فهو يعجب بالشخصيات التي تطير، ويسعد كثيراً بمراقبتها في انتصارها على الأشرار. صحيح أنها تعزز قيم الخير عند الطفل؛ لكن يجب أن تقدم بشكل معقول، يتناسب مع قدراته الذهنية وتحت معرفة وإشراف الآباء.
التقليد عامل سلبي
إن التقليد عامل سلبي في المراحل المتأخرة من عمر الطفل، لأنه يسلبه شخصيته واستقلاله. فالأطفال يقلدون في البداية، لأنها مرحلة لابد منها، ولكن المطلوب تعليم وتشجيع الأطفال لتكون لهم شخصياتهم المميزة والمستقلة، لأن الشخصية المقلدة تكون مضطربة وغير مستقلة وبعيدة عن التطور.
إن طبيعة نمو الطفل تميل إلى التقليد، وأول ما نلاحظه بوضوح هو التقليد في الأصوات ثم الحركات، وقد يصبح أداؤه مماثلاً لوالديه بالنطق وحتى نبرة الصوت، فإذا قلت له: لا، مع حركة بالإصبع إشارة إلى الرفض، فإن الطفل لاحقاً سوف يقوم بنفس الحركة للدلالة على الرفض.
وفي البداية يقلد الطفل كل شيء، أي أنه يتوجه إلى تقليد الكبار من الآباء أو المعلمين إن نماذج مسرحية أو أبطال على الشاشة، ومع تقدم العمر يصبح التقليد إيجابياً، إذ يختار الطفل بعض الأشياء وليس كلها، ويعتبر التقليد إيجابياً عندما يقدم الفائدة والمعلومة الجديدة للطفل، أما عدا ذلك، فإنه تقليد سلبي كما في حالة الطفل الذي يقلد أخاه الأصغر منه، وهذه حالة تسمى: النكوص (أي رجوع الطفل في سلوكه إلى سنوات أصغر من عمره).
وإنه لمن المهم جداً الاهتمام بمهارات التفكير الصحيح عن طريق طرح مشكلات تتناسب مع عقلية الطفل وطلب الحل منه، والحوار معه وسؤاله باستمرار ليتوصل إلى الحلول السليمة بنفسه.
ويتعود على الحرية والتفكير المنطقي، وينبغي ممارسة هذه المهارات في الحياة اليومية مع الطفل وكذلك في المناهج الدراسية وطرق التدريس، حيث إن الاهتمام بمهارات التفكير يسهم في استثمار طاقات العقل عنده ويرفعها إلى مستويات عالية تساعد في نشوء طفل ذكي.
ومن مهارات التفكير: التخطيط، تحديد الهدف، جمع المعلومات، تنظيم المعلومات، الوصف، التلخيص، التطبيق، التحليل، الإنشاء، المقارنة، التعرف إلى الأخطاء، التقويم، إعادة البناء، الاستقراء.
أما أنواع التفكير فمنها: التفكير الإبداعي والعلمي والمنطقي والناقد.
إن نجاح الإنسان وسعادته في الحياة لا يتوقفان على ذكائه العقلي فقط، وإنما يحتاجان إلى نوع آخر من الذكاء وهو الذكاء الوجداني.
إن الذكاء الوجداني عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر وانفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقاً من هذه المهارات.
فالشخص الذي يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني يكون لديه الكثير من القدرات والمهارات وغالباً يمتلك الصفات التالية:
* يسهل عليه تكوين صداقات جديدة.
* يستطيع أن يتحكم في انفعالاته.
* يمكنه التعبير عن مشاعره وأحاسيسه بسهولة.
* يميل إلى الاستقلال بالرأي والحكم وفهم الأمور.
* يحسن مواجهة المواقف الصعبة بثقة.
* يشعر بالراحة في المواقف الحميمة التي تتطلب تبادل المشاعر والمودة.
إن الذكاء الوجداني يمكن اكتسابه وتعلمه، من خلال الكثير من الأساليب ومنها المحافظة على المشاعر الطيبة والإيجابية عند التعامل مع الآخرين، وأن ندرب أنفسنا جيداً على مواجهة الأزمات بهدوء، وأن نتصدى لحل الخلافات.
ويمكن الاستفادة من الذكاء الوجداني وتنميته في دفع العلاقات الأسرية إلى المزيد من الاستقرار، كما أن استخدام مبادئ الذكاء الوجداني يساعد الوالدين على إنشاء علاقات قوية مع أبنائهما، ويساهم في تنمية الذكاء الوجداني عند الأبناء.
ومن ثم فإن الذكاء الوجداني يلعب دوراً مهماً في توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته، بحيث ينمو سوياً ومنسجما مع الحياة، وكذلك يساعد الذكاء الوجداني على تجاوز أزمة المراهقة، فالطلاب الذين تمتعوا بالذكاء الوجداني ازدادت قدرتهم على التأقلم مع الشدة النفسية وانخفضت نسبة التصرفات العدوانية لديهم.
ولأجل تحقيق شخصية متماسكة وجيدة ينبغي اتباع الخطوات التالية:
*- ضرورة تنظيم الحياة اليومية للطفل عن طريق تحديد وقت مشاهدة التلفزيون ووقت آخر للعب مع تحديد وقت للنوم 
*- تدريب الطفل على الاعتماد على نفسه في ارتداء ملابسه وتناول الطعام واستخدام الحمام.
3- التواصل مع الطفل عن طريق التحدث معه والاستماع إليه ومشاركته اللعب.
4- تعليم الطفل كيف يشارك الأطفال الآخرين اللعب وكيف يختلف معهم أحياناً.
*- تشجيع المهارات الاجتماعية مثل مساعدة الآخرين والتعاون معهم والاهتمام بهم.
6- تعويده على استخدام الكلمات اللطيفة مثل شكراً ومن فضلك والتي تساعد على تسهيل وإنجاح علاقاته مع الأطفال الآخرين.
7- وضع ضوابط وحدود معقولة للسلوك بحيث تبتعد عن استخدام العيب.. الحرام والممنوع.
*- اصطحاب الطفل إلى الأماكن المختلفة في البيئة المحيطة مثل الحدائق، والمحال والمكتبة.
*- بث قيم العمل والإصرار والمبادرة.
**- القراءة للطفل كل يوم.
**- إعطاؤه القدوة، فالطفل يحب التقليد والآباء هم أول وأهم معلمين لأطفالهم.
**- توفير المطبوعات مثل المجلات والكتب والقصص ليطلع عليها، وكذلك الأدوات والألوان ليرسم ويلون ويكتب ويشخبط.

أفكار لتجعلي إبنك يحب المذاكرة ويستمتع بها.


عشرة أفكار لتجعلي إبنك يحب المذاكرة ويستمتع بها. 
جربي أن  تسألي أي طفل هل يحب المذاكرة أم لا؟ اعتقد أننا نعرف الإجابة مسبقاً فالمذاكرة بالنسبة لأطفالنا تقييد لحريتهم فهل يمكننا تغيير هذا الواقع ولو قليلاً؟
عملية التعلم هي عملية تنظيم للمعلومات، وتنظيم المعلومات أحياناً يكون ممتعاً في وسائل الإعلام او برامج الأطفال، لا نقول أن على المدرس أن يغني ويرقص لأطفال لكي يعلمهم بل يمكننا استخدام بعض الأسرار من أجل إضافة جو من المرح والقبول على عملية المذاكرة.
أولاً: تعرفي على نمط مذاكرة إبنك/ إبنتك من خلال هذا المقال3خطوات لأكتشاف نوع ذكاء طفلك
ثانياً: لا تتوقعي أن يحب إبنك/ إبنتك القراءة والمذاكرة إذا كان لم يشاهد أمه ممسكة بكتاب قط!
كوني انتِ نموذج حب المعرفة والعلم.
ثالثاً: تقسيم الواجب والمذاكرة الى أجزاء صغيرة: فأطفالنا يشعرون بكثرة الواجبات أحياناً مما يجعلهم يتجاهلونها ويفقدون الرغبة في القيام بها، فيمكنك تدريبه على مهارة تقسيم الاهداف فإذا كان لديه واجب مدرسي او مذاكرة تحتاج الى اسبوع فيمكنك مساعدته على تقسيم هذه المهمة الى أهداف صغيرة على مدار الإسبوع كذلك الواجب اليومي يمكنك تقسيمة الى أجزاء والفصل بين كل جزء براحة صغيرة او مكافئة.
رابعاً: اجعلي عملية التعلم أهم من الحصول على درجات حتى تصبح عملية الفهم لدى ابنك هي التي يسعى اليها، ويتم تعزيزها وليس مجرد الحفظ
خامساً: اجعلي ابنك يتعرف على أنشطة أخرى موسيقية أو رياضية حتى يشعر بتنوع فى جوانب حياتة ولا يسأم من فكرة المذاكرة وحدها دون أي هوايات في حياته.
سادساً: اجعلي وقت المذاكرة مرحاً وابعدي عن كل أسباب التوتر لأن التوتر عدو عملية التعلم
سابعاً: اشرحي لطفلك دائما أسباب أهمية التعلم في الحياة وأجعليه يرتبط بحلمه ويحبه ويتخيل نفسه وقد حقق ما يريد
ثامناً: وفري لطفلك مساحة من الوقت الذي يحدد فيه ما يريد أن يقوم به كمكافئة ووقت راحة على فترات أثناء المذاكرة لكي يستعيد عقله نشاطة
تاسعاً:المشاعر الإيجابية هي الحافز الحقيقي تجاه تحقيق أي إنجاز فابتسمي وتحدثي بلغة إيجابية تشجيعية لأن وقت المذاكرة هو أول علاقة بين طفلك وبين عملية التعلم.
عاشراً: احرصي على ربط المذاكرة بالعلم، وقومي مع ابنك برحلات علمية واربطي خلالها بعض المعلومات التي يذاكرها برحلة ممتعة استكشافية وأضمن لكِ انه لن ينساها أبداً وسترتبط المذاكرة بالواقع والمتعة أكثر.

2015-12-24

كيف تحفز أطفالك على الدراسة ؟



كثيراً ما تعاني الأمهات مع أطفالها بسبب عدم الرغبة في الدراسة، حيث أن الطفل يفضّل اللعب واللهو على أن بذاكر لمدة طويلة على الكتاب المدرسي، كما أنه يشعر بالملل بسرعة عند الذاكرة ومراجعة الدروس، وغالباً ما تكون هذه المشكلة واضحة بصورة كبيرة في حياة الأطفال الصغار في بداية المشوار التعليمي. كيف تستطيع الأم مساعدة طفلها في ترغيبه بالدراسة ؟
 1) لا تلجئي إلى معاقبة طفلك بسبب تقصيره في المذاكرة، لأنّ ذلك سجعله يكره المذاكرة ولا يرغب في أن يذاكر دروسه، لذلك يجب إتباع مبدأ التعزيز الإيجابي والسلبي مع الطفل، بأن تخصصي هدايا لطفلك عندما يذاكر، وأن تخبريه أنه إذا حصل على درجات عالية فسوف تشتري له أمراً يحبه، أما التعزيز السلبي هو أن تخبريه أنك سوف تحرميه من أمر يحبه إذا لم يذاكر، مثل الذهاب في نزهة، أو اللعب مع أحد الأصدقاء.
 2) لا تقوم بضغط طفلك في المذاكرة حيث أن العقل بحاجة إلى الراحة، فلا يكون كل الوقت دراسة إنما يجب أن تجعلي طفلك يأخذ قسطاً من الراحة ما بين الحين والآخر من أجل الترويح عن النفس أو تناول الطعام، لا تجعليه يمل من المذاكرة، أو أن يشعر أن المذاكرة تحرمه من الأمور التي يحب القيام بها. 
3) عند البدء بالمذاكرة لا تفرضي على طفلك المادة التي تريدي منه أن يذاكرها إنما إجعليه يختار المادة التي يحب ليبدأ بها، إجعليه سيد الموقف وسيد القرار، أو بإمكانك أن تلعبي معه لعبة أن يختار هو المادة الأولى وأن تختاري أنتي المادة الأخرى.
 4) أخبري طفلك دوماً عن المصاعب التي عشتيها في صغرك ومعاناتك مع المذاكرة، وأخبريه أنك تغلبتي عليها لأنك قوية، كما يمكنك أن تخبريه كيف أنجزتي دراستك في المدرسة وانتهيتي منها بأعلى الدرجات، أخبريه عن المواد التي كنتي تحبيها والمواد التي كنتي تجدين صعوبة في مذاكرتها، و أخبريه كيف أنك تغلبتي على هذه المصاعب بالقوة والعزيمة، حيث أن الطفل دوماً يحب تقليد والداه.
 5) لا تستخدمي معه لفظ فاشل أبداً ولا تجعليه يشعر بفشله حتى وإن كان فاشلاً حقاً، كما أن ننعت الطفل بالفاشل يجعله يشعر بفشله حقاً ولا يبدي أي مقاومة تجاه هذا الفشل، لأنه فاشل فما الجدوى من المذاكرة وإرهاق النفس إن كان ذلك لا يدي نفعاً.
6) حاولي الكشف عن نقاط القومة والضعف لدى طفلك، كما قومي بالسيطرة على نقاط الضعف لديه ، على الجانب الآخر قومي بتنمية وتصعيد نقاط القوة لديه، لأن الطفل إذا أبدع في مجال معين سيشعر بأنه يستطيع أن يكون شخص ناجح في حياته.
7) لا تهملي طفلك أبداً، يجب أن تتابعي وضعه في المدرسة، كما يجب أن تتواصلي باستمرار مع معلمته من أجل معرفة المستوى الذي وصل إليه طفلك، كما يجب ألا تتركيه يذاكر لوحده أبداً يجب أن تكوني معه في لحظات المذاكرة. ولطفلك. طرق لجعل الطفل يحب الدراسة حاول أن تجدي نمط مذاكرة طفلك، فلكل طفل نمط التعليم الخاصّ به فبعضهم يعتمد على الجانب البصريّ وبعض سمعي والآخر حسي. لا يجب أن تظنّي أن طفلك سيحب القراءة والمذاكرة إذا كان لم ير أمّه تقرأ كتاباً أبداً، لذلك ابدأي بخلق نموذج حسن لحبّ القراءة والمطالعة أمام طفلك. تجزئة الواجبات والمذاكرة الى أجزاء صغيرة، فالأولاد الصغار عندما يحسّون بكثرة الواجبات يبدؤون بتجاهلها وتخفّ الرغبة لديهم على القيام بها، لذلك فحاولي أن تجزئي الواجب الأسبوعيّ إلى عدّة أيام، والواجب اليوميّ على فترات خلال اليوم ووضع فترات للراحة والتسلية وربما لتناول الطعام أو مشاهدة التلفاز قليلاً، حتى ينفذ طفلك الواجب على أتمّ وجه. ركّزي على أن يكون هدفك هو الحصول على المعرفة وعلى تعلّم جديد، وليس أن يكون التركيز على العلامة فقط، وركّزي على أن يكون التعزيز للفهم والاستيعاب وليس للحفظ، وعززي لدى طفلك ذلك. امنحي طفلك الوقت ليتعرف على نشاطات جديدة أخرى، مثل أن يكون لديه اهتمامات موسيقيّة أو رياضيّة، حتى يحسّ بتنوّع فى نواحي حياته، ولا يمل من فكرة الدراسة وحدها دون وجود أي هوايات أو نشاطات في حياته. حاولي أن تضيفي إلى وقت المذاكرة القليل من المرح، وابتعدي عن جميع الأمور التي قد تسبّب لك ولطفلك التوتر؛ لأنّ التوتر يعيق عملية التعلم. وضحي لصغيرك دائما أهمية التعلم في حياته العملية، وعزّزي لديه ما يجعله يرتبط بحلمه ويحبه ونمّي خياله ليتخيل ذاته وقد وصل إلى ما يطمح. امنحي لطفلك الحرية ليحدد جزء من الوقت الذي يقوم فيه بعمل ما يريد، وذلك كهدية ووقت استراحة على فترات متباعدة في أثناء وقت المذاكرة لكي يجدد عقله نشاطه. تعزيز المشاعر الإيجابيّة فهي تعتبر الحافز الرئيسيّ نحو عمل أي إنجاز، فحافظي على الابتسامة دائماً واستخدمي لغة إيجابية وتشجيعية؛ لأن وقت الدراسة هو بداية العلاقة بين طفلك وبين التعلم. احرصي على ربط الدراسة بمواقف حياتيّة لطفلك، وركّزي على التجارب العملية وربط العلم بالحياة العملية، ولا مانع من القيام ببعض الرحلات التعليمية والتي يكتشف فيها صغيرك العالم من حوله، فها سيجعل التعلم أكثر متعة وإثارة

كيف نعالج أخطاء أبنائنا ؟





نلاحظ أن كثيرا من الأولياء لا يقبلون بان يخطأ أبناءهم في التصرف والتعلم بينما يسمحون لأنفسهم بارتكاب أفدح الأخطاء.
2 – إن الخوف على الطفل يجعل الوالدين قلقين عليه يريدان أن يتعلم كل شيء بدون خطإ وفي أسرع وقت مع حرمانه من اللعب وعدم إعطاءه الفرصة لاتخاذ القرار والمحافظة على كل شيء وعدم النسيان وهكذا يفقد الطفل الثقة في نفسه فيكون منفدا مطيعا لتجنب الأخطاء وبالتالي العقاب
3 – يفقد الأولياء الهدوء حينا فيصرخون في وجه اطفالهم دون إعطاء تعليمات مسهلة لإنجاز المامورية المطلوبة
4 – عدم تنبيه الطفل على الاخطاء المرتقبة ومحاولة تصحيحها بعنف
5 – إن اختلاف الوالدين أمام الطفل أمر معيب جدا فهذا يتجه نحو المشرق والآخر نحو المغرب أمر مستهجن يسهل انسياق الطفل نحو الحلقة الأضعف
6 – يصعب على الطفل تنفيد ما يرغب فيه الوالدان حين لا يفهم الأوامر والنواهي وقد يكلف ما لا يطيق فلا يأخذ الأمر بجدية
7 – إذا كان الهدف من التربية تعليم الصواب وتجنب الخطإ دون مكافاة فإن بعض الأولياء يقدمون رشى لأطفالهم بدل إقناعهم أن الطاعة واجبة
8 – قد يتناقض الأب مع نفسه فيقبل تصرفا مرة ويرفضه أخرى حسب المزاج وهنا منبت الأخطاء بالنسبة لمرجعية الطفل
9 – كثير من الأخطاء لا تستوجب عقابا، فإذا كان العقاب غير ملائم فإن الطفل لا يتعلم منه شيئا
10 – يفقد بعض الآباء مصداقيتهم عند أطفالهم بسبب عدم الوفاء بالقول والوعد فهو المدخل الحاسم لكذب الاطفال وثغرة كبيرة في الأخطاء
11 – كثرة مزاح بعض الأولياء مع أبنائهم ثم يطلبون منهم الجدية فيفقدون المصداقية والهيبة ويصعب عليهم تقديم بدائل لأخطائهم
12 – عدم العدل بين الأطفال يخلق الغيرة عندهم فتتناسل الأخطاء ويصعب تقويمها
العلاج:
لابد إذن من معرفة مصدر الأخطاء لأن منها ما يعود إلى المستوى الذهني والاجتماعي للطفل ومنها ما يعود الى طبيعة ما نطلب منهم ومنها ما يعود الى منهجية التعامل معه. المطلوب إذن :
إثارة اهتمام الطفل
تثبيت المعلومات لديه
تربيته في جو من المتعة
إعطاءه فرصة التعلم الذاتي
تجنب إعطاء تعليمات متناقضة
إعطاءه الفرصة لتبرير خطإه
إعطاءه بدائل عن الخطإ
أن تكون العقوبة ملائمة للخطإ إن وقع
ضمان مصداقية الآباء باعتبارهم مرجعية تربوية واجتماعية
تجنب العنف في معالجة الاخطاء والميل إلى الهدوء والسكينة لتثبيت البدائل المطلوبة …
أخطاء أبنائنا ..كيف نتعامل معها ؟
أبناؤنا - أولا وقبل كل شئ - بشر , يخطؤون ويصيبون , وهم - كما نحن- لهم أخطاؤهم , وهم - كما كل الناس - يحبون من يقدر ضعفهم ويراعي غضاضة عودهم, ورقة مشاعرهم , وقلة تجربتهم في الحياة ونقص ثقافتهم العملية والشرعية .
كونهم أبناءنا لا يبيح لنا أن نتعسف في محاسبتهم على أخطائهم , كما لو كنا نحسبهم ملائكة أو أقرب إلى ذلك ...نعم ذلك يدفعنا أكثر إلى مساعدتهم على تجاوزها لأنهم - في النتيجة - مسؤوليتنا , كما هم مسؤولية أنفسهم .
هذه طريقة مقترحة للتعامل بشكل مختلف مع أخطاء أبنائنا عسى أن تنفع في تجنيبهم بعض المزالق , أو عدم تكرار الوقوع فيها :
1- أن لا نبدو أمامهم معصومين لا نخطئ فهذه (الفرية) سريعا ما تكتشف فلا يعود لنصائحنا ومواعظنا قيمة , بل تنقلب إلى ضد (القيمة) !
2- أن نعترف بأخطائنا أمامهم إذا ما أخطأنا لنقدم بذلك المثل الحي عن أننا بشر خطاؤون وخير الخطائين التوابين .
3- أن تكون العقوبة هي التي تقفز إلى الصدراة عن صدور الخطأ , بل الشفقة على هذا الذي لم يتدرب على التوازن ففي حال أختلت الأرض تحت أقدامه , أن (نقيله عثرته) كما ورد في الأدب النبوي والأمامي .
4- أن نمونه بالتعليمات الضرورية والعاصمة والمخففة من الوقوع في الأخطاء , شئ أيجابي وجيد ونافع , لكن يجب أن ننظر إليه كما اللاعب في ميدان المباراة , فقد يزوده المدرب بتعليمات قيمة , لكن للساحة والميدان ظروفهما و خاصة وأن هناك طرفا آخر يشارك في اللعبة , فالمحاسبة يجب أن لا تنصب على عدم الإلتزام بالتعليمات أو تنفيذها بحذافيرها, بل على الثغرات الموجودة فيها , أو المستجدات التي لم نراعها أو نحسب حسابها .(ملاحظة مهمة ...عملية التربية ثنائية ومزدوجة : أخطاء .. وتصحيح للأخطاء , وصوابات ..وتعزيز للصوابات بالثناء والمكافأة) .
5- من المناسب أن ندخل في ثقافة أبنائنا (وعيهم الداخلي) أن الخطأ له وجه أيجابي ... إنه يشكل رافدا مهما من روافد ثقافتهم الحياتية , فهم يتعلمون من أخطائهم أضعف ما يتعلمونه من صواباتهم ...المهم : كيف أستفيد من رصيد أخطائي لتقليصه , فهو الرصيد الوحيد الذي لا يراد له أن يزداد !!
6- أخطاؤنا يفترض أن تدخل في بناء شخصيتنا السلوكية فهي مؤشرات على ضعفنا ..نحن بشر والمنزلقات في طريقنا كثيرة, فيجب أن نعترف بأن لدينا نقاط ضعف , فنتواضع اكثر, ونخضع للتعلم والمشورة أكثر .
7- أخطاء الغير- خاصة الذين في مثل سننا - دروس ثمينة بالنسبة لنا, فالعاقل - والحديث للأبناء كما هو للآباء- من يتعظ من تجارب غيره , كما يتعظ من تجاربه إزدراء أصدقائي بأحدهم لأنه يكذب أو يغش, أو يعتدي , أو يسرق أو يفحش و يفترض أن يجنبني أن أكون في الموقف ذاته , لا أن أكون أعمى أرى الجدار شاخصا أمامي و لكنني مع ذلك أرتطم به , فإذا شج رأسي وسال دمي , فلا ينبغي أن ألوم الجدار لأنه وقف في طريقي !
8- لنترك لهم أيضا يقترحون سبل الخروج من المآزق والأخطاء والمشاكل , دعهم أولا هم يطرحون الحل المناسب لخطأ ما ...هذا تدريب عملي لكي يعالجوا المواقف في حينها ومواقعها وبإرادة ذاتية ...لنكن الملاذ الأخير .
9- سؤالك لإبنك أو إبنتك المخطئين قبل الدخول في مناقشة أسباب الخطأ : ألا ترى أن هذا خطأ ؟ وإقراره أو إقرارها بذلك , هو نصف العلاج ..لأنه تشخيص والتشخيص يساعد في إيجاد ثلاثة أرباع المعالجة أحيانا.
10- يفضل أن تشخص الأخطاء مبطرا , وتعالج أولا بأول , فالمحاسبة على خطأ قديم , تماما كفتح جرح قديم يسبب آلاما ونزفا نعم , عند المعاودة يمكن أن يكون القديم مثلا يستشهد به .
11- هذه بعض الأفكار أو الآراء السريعة المجربة عسى أن تنفعنا في التعامل مع أخطاء أبناءنا وبناتنا .

كيف نعزز الثقة في أولادنا



التربية هي عملية ( شاقة ) مستمرّة .. لا تقف عند نتيجة أو انجاز معيّن . .
لذلك ليس من الصحيح أن نتعجّل نتائج توجيهاتنا ونصائحنا وإرشادتنا لأبنائنا . . جميل أن نتحاور مع الطفل ، ونتكلم معه ، ونبين له الخطأ والصواب بطريق المحاورة والنقاش والحب .. لكن ليس صحيحاً أن نقول أنه لابد وان نصل إلى مرحلة معيّنة يجب أن لا يخطئ الطفل أو أن يتغيّر .
الأطفال يختلفون كثيراً في مستوى تقبّلهم ووعيهم وثقتهم وشجاعتهم .. لذلك مهم جداً أن تدركي أنت كأم أن التربية هي مهمّتك وعملك . . ولو أنها شاقة لكن الثمن ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) ..
ولو كانت مؤلمة في بعض أحوالها لكن الثمن ( أمك ثم أمك ثم أمك ) ..
الطفل يفقد ثقته بنفسه عندما :
- تكون هناك مشاكل عائلية أو عدم استقرار بين الأبوين . سيما خصام البوين أمام الأطفال هذا من أعظم ما يحطّم في الأطفال الثقة بأنفسهم ..
الثقة هي نتيجة من نتائج ( الشعور بالأمان ) .. وجود مشكلات ظاهرة بين الأوبين يسبب نوعا من اهتزاز الثقة عند الطفل .
- الضرب والتوبيخ والتحقير وكثرة اللوم والعتاب والتهديد .. يصنع طفلاً ضعيف الشخصيّة .. وقد يصنع ( بالعكس ) شخصيّة عدوانيّة !!
- وجود مشكلات إعاقة عند الطفل او شبه إعاقة كتأخر في النطق أو لدغة في الكلام أو شيء مما يكون محل تعليق الآخرين .. هذا يشكل عقبة عند الطفل من أن يكون واثقا بنفسه .
النصيحة لك ..
- الثقة تأتي من الحب ..
أشعري أطفالك بالحب .. ضمّيهم كل ليلة .. قبّليهم .. أشعريهم بدفئ حنانك .
- شاركي أطفالك ..
عندما تطلبي من أطفالك أن يذهبوا ليلعبوا في الحديقة .. شاركيهم اللعب .. قومي معهم ..
لا تقيسي أطفالك بأنه ينبغي أن يكونوا مثل الآخرين .. لكن تعاملي مع أطفالك على أنهم أطفالك وليسوا أطفال الآخرين .. مشاركتك لهم ولو بشيء بسيط .. يزيد من الشعور بالأمان النفسي عندهم .
- احرصي دائماً وأنت ووالدهم أن لا تكون مشكلاتكما أمام الأطفال .
- ساعدي طفلك على أن يتعلم شيئا ينجزه .. علّميه مثلاً أن يطبخ طبخة بسيطة .. شعوره بالانجاز يعطيه تنوع من الدافعيّة والثقة ..
- امدحي طفلك أمام الآخرين .. أخبريهم أنه أنجز .. أنه كتب .. أنه حفظ ..
اعملي له حفلة بسيطة عندما يحفظ أو يكتب شيئا يعتبر انجازاً ..
- لا تكثري من المدافعة عن طفلك أمام الأطفال ... عندما يشتكي من ضرب الأطفال له .. لا تأخذك الحميّة لطفلك فتدافعي عنه .. هذه المدافعة تزرع في نفسه ( الاتكاليّة ) وتعمّق فيه الشعور بالضعف .
  ليس معنى كون الطفل غير جريء أنه ضعيف الثقة بنفسه !
نحن أحياناً نرى أطفالاً في مثل عمره فيهم جرأة وحركة وثقة ونشاط .. لا تتوقعي أن الأطفال كلهم بطريقة معينة يمكن أن يكونوا كذلك ..
الله تعالى يقسّم بين خلقه كل شيء ( بمقدار ) .. فلا تقيسي أطفالك بغيرهم ..
ابتعدي عن المقارنة  حتى أمام الطفل لا تقولي له  شف فلان ولد فلان .. هذه المقارنة تعطيه نوع من الشعور بالعجز وأنه لا يستطيع .
وقد قصدنا الإشارة إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى ظهور حالة من قلة الثقة بالنفس، والخوف الزائد، ومن هذا النوع ما يقع لولدك –حفظه الله تعالى ورعاه– وهذا الذي يقع له، أمر شائع جداً في الأطفال، لا سيما في هذا العصر الحالي.
وأما طريق الخروج من هذا الأمر، فيحتاج منك إلى عدة أمور:
أولها: الاستعانة بالله تعالى، وطلب المعونة منه، فعليك بالدعاء والتضرع ليعنيك الله على حمل هذه الأمانة، كما قال تعالى عن العبد الصالح: (( قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))[الأحقاف:15].
وثانيها: تقوية جانب الثقة بنفسه باعتماد الأسلوب التدريجي، فليس المطلوب تحويله فجأة وبسرعة، بل لهذا الأسلوب المتعجل نتائج سلبية غالباً، ولكن المطلوب تعديل الأسلوب معه تدريجياً، فمثلاً إذا كان يخاف من الحشرات كثيراً، فيمكن أن تقومي بإخراجها بلطف ممسكة إياها بمنديل ثم تقولين له مثلاً: إن الأمر سهل انظر كيف أني أمسكها بالمنديل ثم أرمي بها. فهذا أسلوب إن تكرر يمكن أن يشجعه كثيراً حتى يصبح يمسك المنديل ويرميه بنفسه.
ونحو هذا المعنى إن كان يخاف من الناس، كخوفه من أصحاب والده مثلاً، فيمكن أن يشجع على ذلك بتعاون بعض أصحاب والده، بحيث يركب مع زوجك في السيارة والولد في المقعد الخلفي ويتم الأمر وكأنه غير مقصود، بحيث لا يتعمد صاحب والده الكلام معه، وإنما يوجه الأحاديث اللطيفة إلى زوجك ليسمع الولد، وكأنه غير مقصود في الكلام، ثم يشترى له مثلاً قطعة حلوى يعطيها لوالده، ليناولها والده إليه، فهذا إن تكرر مرتين أو ثلاثة سيعتاد الولد على هذا الصاحب ويدخل عليه ويكلمه ويجالسه، ثم إن تكرر هذا مع غيره فسيختفي إن شاء الله تعالى.
بالإضافة إلى الحكاية القصصية المؤثرة في نفسه، كأن تحدثيه مثلاً عن بطل من الأبطال، لا سيما إذا كان هذا مشاهداً بالرسوم كقصة طارق بن زياد وصلاح الدين رحمهما الله تعالى، أو كبعض مواقف خالد بن الوليد رضي الله عنه، ونحو أولئك من الأبطال الصالحين، بحيث تصبحين مشجعة إياه بعد ذلك كأن تلقبيه مثلاً بالبطل صلاح الدين، ونحو هذه الأمور التشجيعية المناسبة.
ويدخل في هذا المعنى دخولاً أولياً، تقويه الجانب الديني لديه، وذلك بحثه على المحافظة على الصلاة –إن كان سنه يسمح بذلك– بل إن في محافظته على الصلاة في المسجد مع والده شد من عزيمته، وتقوية لقدراته الاجتماعية، لا سيما وهو يقف في الصف مع الناس المتغيرين المختلفين.
وأما ميله للقراءة وعدم حب الخروج من المنزل كثيراً، فهذه ميزة وليست بعيب، فإمكانك استغلال هذه الخصلة الحسنة، بتوجيهه إلى المطالعة النافعة لا سيما إذا وجهتهه لحفظ القرآن الكريم مثلاً، أو تشجيعه على الكتابة والإنشاء الأدبي؛ لأن طبيعة ولدك هي طبيعة أدبية وليست طبيعة آلية وهي المسماة في الاصطلاح (الطبيعة الميكانيكية) فالطبيعة الأدبية هي التي لدى ولدك، وهذا لا يستدعي قلقاً ولا خوفاً، ولكنه يستدعي عناية وتوجيهاً وإرشادا وتثميراً لهذه الطبيعة.  ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والهدى والسداد.