السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2015-10-31

الملتقى الأدبي الرابع بولاية أم البواقي

صورة ‏قلم يكتب‏.
صورة ‏قلم يكتب‏.

شكر وامتنان لدار الثقافة بولاية أم البواقي وللأستاذ الشاعر عمر بلاجي وتقديم لمداخلتي في الملتقى الأدبي الرابع شعراء في رحاب ولايتنا تحت شعار: " الشعر الملحمي بين النشأة والتأصيل" أيام : 10 / 11/ 12 اكتوبر 2015.
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ،ﻳﺘﻨﺎﺳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﺬﺏ ﺍﻟﻜﻼﻡ..
ﻣﻞء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻫﺞ ،ﻭﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ،ﺃﻧﺎﺟﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﺃﻥ ﺗﻬﺰ ﺑﺠﺬﻉ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ،ﻛﻲ ﻳﻨﺴﺪﻝ ﺯﻣﺰﻡ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺰﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ...
ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﺒﻮﺍﻗﻲ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﺩﻭﻥ ﻣﺒﺮﺭ،ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻠﺘﺤﻒ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺗﻠﻮﺡ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﻮﺩ ﻳﻨﺰﻑ
ﻟﺤﻨﺎ ﻣﺘﺒﺮﺝ ﺍﻟﻀﻮء،ﻣﺘﺒﺮﺝ ﺍﻟﺼﻤﺖ،ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻓﻲ
ﺷﻤﻮﺧﻪ،ﻭﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻣﺔ ﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻬﻢ،ﻭﻫﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺑﻤﻜﻴﻔﺎﺕ انسانية ﺗﻌﺪﻝ ﺃﻧﺪﺭﻭﻓﻴﻦ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ
،ﻓﻴﺼﻴﺮ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻫﺬﻳﺎﻧﺎ ﻭﺍﻟﺘﻮﻕ ﺣﺮﻓﺔ..
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ،ﻻﺃﺩﺭﻱ ﺃﺗﺤﺘﻔﻲ ﻫﻲ ﺑﺼﻮﺗﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻡ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ،ﺃﻡ ﺍﺣﺘﻔﻲ ﺃﻧﺎ ﺑﺤﻀﻮﺭﻫﺎ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ،ﺃﺗﺴﺎءﻝ : ﺃﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﺳﻘﻒ ﻫﻨﺎ ﻛﻲ ﻧﺘﻤﺎﺩﻯ ﻭﻧﺘﻤﺎﻫﻰ
ﺑﺸﺮﺍﻫﺔ ﻓﻨﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ
ﻟﺘﺤﻨﻴﻂ ﻗﺪﺭ ﺟﻤﻴﻞ ﻛﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ،ﻭﺑﺘﻮﺍﺿﻊ
ﻣﺘﻌﻤﺪ ﺃﺭﻓﻊ ﺧﺼﻠﺔ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﺸﻜﺮ ﺍﻷﺥ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺩﻭﻣﺎ الشاعر عمر بلاجي...،ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺩﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻠﺘﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﻫﺸﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺘﻠﻲ
ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﺸﻜﺮ،ﻭﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻣﺴﺢ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺯﻳﺖ ﺍﻟﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻂ
ﺗﺮﺍﺗﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ،ﻓﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﻭﻻ ﺃﺩﻋﻲ.
ﺃﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﺎء ﺃﺣﺒﻜﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺑﻜما ،ﻫﻮ
ﻗﻮﻝ ﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﺳﺘﻌﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ
ﻣﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪ ﻛﻲ ﺗﻌﺒﺮﻭﺍ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﻭﻗﻮﻓﻪ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻷﺑﺠﺪﻳﺔ ﺑﺼﺪﻕ ﻣﻄﻠﻖ..
ﺍﻟﺸﻌﺮ..ﺧﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺻﻠﺔ ﻗﺮﺍﺑﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ،ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﻻ ﻋﻤﺮ ﻟﻪ،ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺒﺎﺱ ﺣﺎﺩ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ،ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺧﻠﻊ
ﻋﻨﺎ ﻣﻌﻄﻔﻪ ﻭﻣﻀﻰ ﺍﺭﺗﻌﺪﻧﺎ ﺑﺆﺳﺎ..
ﺍﻟﻠﻐﺔ..ﺷﻤﺲ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺼﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻌﻄﺎء،ﻟﺘﻨﺰﻝ ﻣﻨﺎ ﻗﻄﻮﻑ ﺑﻮﺡ ﻣﻀﻤﺨﺔ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ
ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎء...
ﺍﻟﻘﻠﻢ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺤﺒﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻖ
ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻥ ﻣﺄﻫﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻯ ﻭﺍﻟﻨﺪﻯ
،ﻳﺴﻄﻊ ﻣﺘﻮﺭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺒﻮﺡ ﻟﻴﻮﻗﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻨﺎ.
وحضوري هنا ،وإياكم ،إنما هو تقشير لتفاحة الوقت،والتجديف في بحر الكلمات ،هو استحضار الشعر فينا،هذا الشعر الملحمي الذي كتبنا منذ الأزل، إنه القصيد الجاثم على قلب اللغة المأهولة بالتاريخ،إنها قدمي الضائعة بين نشأة وتأصيل ،فكل بنت يقال أؤمن أن لا ابتداء فيه ولا انتهاء...
الشعر نبيذ الذاكرة التي تطفو على سطح الحياة،
القلم رفيق السلاح في الكفاح،وتعويذة محاربة الأبد والنسيان،النور في خد النص نازف أبدا،
الشعر الملحمي،آذان المجد يؤذن فينا أن لبوا النداء،واستعنينوا بالحبر والثناء...
فيا شعر دثّرنا بما جئت به من بديع وبيان وحقيقة ،تخطّ بنا القارات والأزمان ،
أثّّث مسرحنا هذا بملامحك التي لا عمر لفتنتها،وكم من حكاية لتقلبها بين الورق والوريد 
عبد النور خبابة

الشعر الملحمي بين النشأة والتأصيل"





صورة ‏قلم يكتب‏.






مداخلتي في الملتقى الأدبي الرابع شعراء في رحاب ولايتنا تحت شعار: " الشعر الملحمي بين النشأة والتأصيل" أيام : 10 / 11/ 12 اكتوبر 2015. بعنوان : الشعر الملحمي رؤية نظرية .
مقدمة:
الفنون الأدبية أنواع منها ما هو نثري ومنها ما هو شعري فالفنون النثرية ترجع إلى القصة والوصف والتاريخ والخطابة فالرسالة والنقد الأدبي, أما الفنون الشعرية فهي لؤلؤة في تاج العرب طوروها وتفننوا في تشكيلها وأبدعوا في تلوينها بما يناسب كل عصر من العصور وانصب اهتمامهم في أول الأمر على الشعر الغنائي الذي يضم المدح والهجاء والفخر والوصف والرثاء والغزل..ثم ارتقى إلى.الشعرالموضوعي الذي يضم الشعر القصصي والشعر المسرحي والشعر الملحمي. والذي هو موضوعنا في هذا الملتقى من خلال المحاور الثلاث : الشعر الملحمي في الأدب الجزائري ـ التجربة والتقييم ـ الشعر الملحمي وعلاقته بالتاريخ والتدوين، جدلية الشعر الملحمي والمسرح ... المنطلق والآفاق .
تعريف الملحمة:
الملـحمة *
رواية شعرية طويلة تدور حول البطولات والمواقف الجليلة في جو من الخوارق ’تهدف إلى غاية قومية أو إنسانية ’فالملحمة إذن من الفنون القصصية وما الشاعر إلا شاهد لما يروي ومن ثمة فهي موضوعية لا ذاتية. وهي شعرية لأنها تروي خوارق من صنع الخيال. وهذا العالم الخيالي لا يشاد إلا بالشعر. وهي رواية طويلة لان أحداثها ممتدة عبر التاريخ تتناول الحروب بين الشعوب والأمم ’ فهي خلاصة تراث الشعوب وأمجادها القومية وهي صلة الماضي بالحاضر ورباط الروح الوطنية بين أفراد الأمة. حتى قال بعضهم:
" إن امة خالية من الملاحم هي امة بلا روح ولا مثل عليا ولا تاريخ" .
فهي سجل لعقائد الأمة ونزعاتها وأخلاقها وهي روح الشعب وفكر الأمة. وهي ذات نزعة إنسانية لأنها تغن بالشرف والجلال والتفوق في عالم الحرية والإباء والتعالي. 
الشعر الملحمي:
وسر تسمية الشعر الملحمي بهذه التسمية: أنه يدور غالبًا حول معارك حربية، وهو ذلك الشعر الذي لا يعبر عن ذات صاحبه، ولكنه يدور حول أحداث أو بطولات وأبطال في فترة محددة من تاريخ الأمة.
كما يمزج الحقائق التاريخية بروح الأسطورة والخيال، وتتوارى ذات الشعر في هذا المقام حين يتناول مادته تناولًا موضوعيًّا وليس وجدانيًّا، وهو يصور حياة الجماعة بانفعالاتها وعواطفها، بعيدًا عن عواطفه وانفعالاته، ولا تظهر شخصيته إلا في أضيق الحدود كما تعنيه عواطف الأبطال وانفعالاتهم أكثر من عواطفه وانفعالاته الخاصة.
وتطول قصائد هذا اللون من الشعر؛ حتى تصل آلاف الأبيات، ولكنها على طولها لا بد لها من وحدة، هي حدثها الرئيسي، وشخصيتها الرئيسية التي تمضي بالأحداث إلى نهايتها، ثم تتفرع أحداث ثانوية وشخصيات مساعدة.
ومن أقدم ما عرفه تاريخ الأدب العالمي من هذا الجنس الشعري "ملحمة "الإلياذة" و"الأوديسا" لشاعر اليونان "هومر".
وموضوع "الإلياذة": تلك الحرب القاسية بين اليونان ومملكة طروادة.
وأما "الأوديسا": فتصور عودةَ اليونانيين إلى بلادهم عقب المعركة.
والملحمتان تحكيان ألوانًا من المشاعر المتباينة من الغدر والوفاء والحب والبغض، كما تصور أحداثًا دامية عنيفة، وتحكي أسطورة فتح طروادة بهيكل الجواد الخشبي، وتحكي عن شخصيات الأمراء والقواد مثل: أخيل وأجمنون وأجاكس وهيكتور وغيرهم، وبلغت "الإلياذة" ستة عشر ألف بيت من الشعر على وزن واحد.
وقد عرف الرومان الملاحم على يد شاعرهم جرجيل حين كتب "الإنيادة" مستلهمًا ملحمة "هوميروس" وموضوعها مغامرات البطل "إنياس".
وكذلك عرفت الأمم الأوربية عددًا من مطولات الشعر القصصي، جعلته سجلًّا لأحداثها ومواقفَ أبطالها، فأنشودة رونان عند الفرنسيين تصوير لعودة الملك "شارلمان" منهزمًا في إحدى غزواته، ولكنه بالرغم من هزيمته كان مثالًا للبطولة والنبل.
كما عرف الفرس ملحمة "الشاهنامه"، التي تحكي أحداث مملكة الفرس.
وكذلك كتب الهنود ملحمة "المهابهاراتا" في مائة ألف بيت، حول صراع أبناء أسرة واحدة على المُلك، مما أدى إلى فنائهم جميعًا.
وقد قل شأن هذا اللون من الشعر في العصر الحديث؛ إذ لم يعد الإنسان تطربه خوارق الأساطير الممعنة بالخيال، بقدر اهتمامه بأحداث الحاضر المعبر عن واقعه وهمومه، وآماله وآلامه، وقد بدأ الشعر الملحمي الغربي بـ"الإلياذة" و"الأوديسا"، ويعتقد الباحثون أن هذين العملين قد كتبهما "هوميروس"، وهو شاعر يوناني أعمى عاش في القرن السابع قبل الميلاد، وبنا جزء من كل منهما على التاريخ، والجزء الآخر على الأسطورة المتصلة بحرب طروادة.
ووضع النقاد الأدب من الإغريق والرومان قواعد للملاحم الشعرية، مبنية على أسلوب "هوميروس" وأسلوب "فرجيل" أهم تابعيه، وقد نصت هذه القواعد على وجوب بدء الملحمة في منتصف الأحداث، أي: أن تبدأ القصة بعد أن يكون جزء كبير من أحداثها قد وقع، وكان على الشعراء أيضًا أن يكتبوا بأسلوب رفيع، وأن يبدأوا بالابتهال إلى آلهة الإلهام، يطلبون منها الوحي الشعري.
ومع مرور الزمن أُهمِلت قواعد الملاحم الشعرية اليونانية والرومانية، وقام الشعراء خلال العصور الوسطى بكتابة الملاحم الشعرية بأسلوب طبيعي، ومن الملاحم المهمة في العصور الوسطى "الملحمة الإنجليزية" "بيولف" في القرن الثامن الميلادي، والفرنسية "أغنية رولان" في القرن الثاني عشر الميلادي، والأسبانية "قصيدة السِّيد" حوالي عام ألف ومائة وأربعين للميلاد، وفي القرن السابع عشر قام الشاعر الإنجليزي "جون ملتون" بتقليد "هومر" و"فرجيل" في ملحمته الشعرية "الفردوس المفقود"، ومع بداية القرن الثامن عشر أسهم رواج الأدب النثري الواقعي، وخصوصًا الروايات في تراجع الشعر الملحمي.
الشعر الملحمي في الأدب العربي:
الشّعر العربي في معظمه شعرٌ وجدانيٌّ بالدرجة الأولى، فمنذ العصر الجاهلي والشعراء العرب يتناولون أغراضًا شعرية ذاتية في الغالب إلى يومنا هذا، كالفخر والحماسة، والمدح والهجاء والغزل والعتاب، بالإضافة إلى تصوير المجتمع وأحواله من خلال الشّعر السّياسي والشعر الثوري التحرّيري، والشّعر الوطني والاجتماعي، ونحو ذلك، وقلما نجد شاعرًا تناول أغراضًا في الشّعر الموضوعي وخاصة الشّعر المسرحي والملحمي، ذلك أنّ العرب لم يعرفوا هذه الأغراض منذ القدم.فالعرب لم يعرفوا فن المسرح بالرغم من وجود المسارح قبل البعثة الإسلامية في كثير من أصقاع العالم، فالمسرح الروماني نجده في كل مكان من العالم العربي والإسلامي، ورغم ذلك لم يتأثر الشّعراء والكتاب والأدباء بذلك، ولم يؤلفوا ويبدعوا في فن المسرح، بل ابتعدوا عنه كثيرا شأنهم في ذلك شأن فن الملاحم، فلا نجد في الشعر العربي منذ القديم ما يدلّ على أنّ العرب حاولوا الاقتراب من هذا الفن أو ذلك لاعتبارات عقائدية بالدرجة الأولى !!.
فالشّعر الملحمي و المسرحي خاصة فنٌ ترعرع ونما وتطوّر وازدهر لدى كبار شعراء اليونان منذ القديم من أمثال : "إسخيلس"و"سُوفوكْليس" و"يُوريديس" وغيرهم كثير، وعنهم أخذ من جاء بعدهم من الغرب والعرب على حدّ سواء، غير أنّ الغربيين سبقوا العرب في ذلك بقرون طويلة، لأنّهم لم يجدوا ما يتعارض مع عقيدتهم لما تحتوي عليه تلك الفنون الموضوعية من أساطير وخوارق، وآلهة وأنصاف الآلهة ونحو ذلك.
والعرب في العصر العبّاسي، عصر التأليف والإبداع، بالإضافة إلى الترجمة، لم ينقلوا شيئا من آداب اليونان كالملحمة والمسرح، لأنها ـ حسب تقديرهم ـ ذات طابع وثني، فهي تتعارض مع العقيدة الإسلاميّة، ما عدا كتابي: فن الخطابة والشعر للفيلسوف اليوناني أرسطو. فالملحمة والمسرح عند اليونان يسردان أحداثَ الأمّة، ويشترك فيها الآلهة، وأنصاف الآلهة ونحو ذلك من مخلوقات غريبة تتحول من إنسان إلى حيوان. والشّعر الملحمي الذي عرفه اليونان منذ القديم كالمسرح، فقد عرفه شعراء اليونان، وخاصة عند الشاعر"هوميروس" في ملحمتيه المشهورتين :" الإلياذة "و" الأوديسا ".
فالشّعر الملحمي كشعر المسرح من الفنون الشعرية المستحدثة في الأدب العربي الحديث. ومن شعراء العرب الذين أبدعوا وألفوا في هذا الشأن نذكر على سبيل المثال: شفيق معلوف في ملحمته "عبقر" ومحمد محمد توفيق في ملحمته "المعلقة الإسلاميّة"، وجميل صدقي الزهاوي في ملحمته "ثورة في الجحيم"، وفوزي المعلوف في ملحمته "بساط الريح"، وشاعر الثورة الجزائريّة مفدي زكرياء في ملحمته "إلياذة الجزائر"، تناول فيها تاريخ الجزائر عن طريق ذكر أمجادها من قبل الفتح الإسلامي إلى استقــلال الجزائــر .
في العصر الحديث. وشعر الملاحم عرفه الغرب منذ زمن طويل من خلال الأدب اليوناني القديم، فكان مرجعًا أساسيًا لهم في جميع مجالات الإبداع ، والمعرفة ، والفلسفة والمنطق، والمذاهب ، والمدارس ، والنظريات، فألفوا وأبدعوا في هذا اللون الأدبي أو ذاك وخاصة في فن المسرح والملحمة شأنهم في ذلك شأن الفرس قبل البعثة، فقد شاركوا مشاركة فعّالة في هذا اللون الأدبي المتمثل في فن الملاحم، وهذا ما يتجلى خاصة في ملحمتهم المشهورة "الشاهِنامة" للفردوسي، أمّا العرب فلم يكن لهم حظ في هذا اللون الأدبي أو ذاك، ولم يعرفوا فن المسرح والملحمة إلا في العصر الحديث.
فالشّعر الملحمي يتناول عادة ًبطولات أمّة من الأمم، فيروي أخبار شعب من الشّعوب عبر تاريخه الطويل، فيصف ويصوّر الأحداث التي حلت بها، أو المعارك التي شهدتها، ويتحدث الشّاعر ويروي عن خوارق هذه الأمّة ومعجزاتها. فهو يعنى بسرد الأحداث والبطولات لهذه الأمّة أو تلك، حيث يسجّل الوقائع التاريخيّة التي مرّت بها، والخوارق المحتملة أو الخياليّة.
خصائص الشعر الملحمي:
قبل أن نتطرق للخصائص يجدر بنا أن نميز بين نوعين من الملاحم 
1- الملاحم اليونانية والغربية القديمة. 2- الملاحم العربية المستحدثة. 
الملاحم اليونانية والغربية القديمة تمتزج فيها الأسطورة مع الحقيقة ويقوم بصناعة أحداثها أبطال خرافيون يتصفون بقدرات لا يتوفر عليها البشر وبأمزجة بدائية سريعة التحول والتلون. 
أما الملاحم العربية المستحدثة تتناول صفحات من تاريخ الأمة العربية الإسلامية أو جانب من حياة شعوبها. فهي متقيدة بالأحداث التاريخية. وشخصياتها حقيقية صنعت فعلا هذه الأحداث. فمفدي زكرياء لم يتناول في إلياذته سوى حقائق تاريخية معروفة ليس فيها خوارق ولا مخلوقات خرافية. 
إذا كان الجانب الموضوعي هو الغالب على الملاحم اليونانية إذ لا نكاد نحس بشخصية الشاعر فيها. فنحن عندما نقرا الملاحم العربية نحس بذاتية الشاعر فهو الذي يتحدث إلينا ويعبر عن أحاسيسه ومشاعره وآرائه. يقول مفدي:
ويأبى الحديد استماع الحديث....... إذا لم يكن من روائع شعري 
كيف يتم بناء الملحمة ؟...
يتم بناء الملحمة كما يتم بناء القصة من سياق مترابط الأجزاء وهو ما يسمى بالوحدة التاليفية محورها حادث هام يدور في فلكه الأبطال تتخللها بعض المواقف الغنائية التي تعد محطات للاستراحة من تتبع سرد الأعمال والبطولات.’لاسيما أن الشعوب البدائية ميالة إلى استماع الحديث الطويل ومزج الفنون بعضها ببعض وهكذا تسير الملحمة بسردها القصصي بهدف واحد تتعدد فيه المفاجآت . كما تبدوا الملحمة بحرا واسعا تتدافع فيه الأمواج إلى حد تكاد تتكافأ فيه القوى المتصادمة فتتأزم الأمور وتتعقد ثم تنفرج بحادث مفاجئ يقود إلى الحل فيكون الختام. 
أنواع الملاحم:
الملحمة نوعان:1 طبيعية 2 مصطنعة. 
- الطبيــــــعية *
تنشا في مخيلة شعب بدائي فردد ت أحداثها الالسنة وتغنت بها القلوب ثم جاءت عبقرية الشاعر فجمعت الأحداث وربطت الأناشيد وأخرجت بذلك أثرا فنيا ضخما كما هو الحال في إلياذة هوميروس واديسته. 
- المصطنعة *
أما الملحمة المصطنعة أو العلمية فهي من فيض قريحة شاعر نشا في عصر تقدم وتفكير وحضارة فتناول موضوعا تاريخيا وأرسل فيه خياله مضخما فاخرج منه قصة شعرية طويلة حافلة بالخوارق وعظيم الأعمال. وهكذا فالملحمة الطبيعية مثل الملحمة المصطنعة موضوعا وبناء وعبارة وان اختلفت عنها في العهد التاريخي لظهورها وناحية طريقة ظهورها. من الملاحم المصطنعة انياذة فرجيل أو فرجيليوس الشاعر اللاتيني و فولتير الفرنسي.
اختلاف الملحمة الحديثة عن القديمة:
تختلف ملاحمنا العربية عن الملاحم الكلاسيكية القديمة في ما يلي:
1- الملاحم القديمة قصصية وملاحمنا يعوزها الجانب القصصي.
2- ملاحمهم طويلة جدا وملاحمنا قصيرة.
-3 ملاحمهم شعر موضوعي وملاحمنا تظهر فيها ذاتية الشاعر.
تعتمد ملاحمهم على الأساطير والخرافات وتعدد الآلهة والكائنات العجيبة.تعتمد ملاحمنا على الحقائق التاريخية الكبيرة.
ملاحم العصر الحديث:
في العصر الحديث فقد ظهرت بعض الأعمال الشعرية العربية التي أطلق عليها: "ملاحم"؛ لأن فيها بعضَ السمات التي تصلها على نحو ما بذلك الجنس الأدبي: فهي أعمال قصصية طويلة يقع بعضها في عدة آلاف من الأبيات كـ"ملحمة الغدير" لبولس سلامة اللبناني الذي لم تمنعه نصرانيته من الإعجاب ببطولة ختن الرسول الكريم -صلوات الله عليه- والعكوف على سيرته وشخصيته يدرسهما ويستوحيهما حتى أخرج لنا في نهاية الأمر عملًا ملحميًّا يصور بطولاته -صلوات الله عليه- وإنجازاته الخارقة، على حين يكتفي البعض الآخر بعدة مئات من الأبيات كما هو الحال في "ترجمة شيطان"، التي صور بها العقاد ما حاق بنفسه عقب الحرب العالمية الأولى من شكوك في قدرة البشرية على مصارعة عوامل الشر والتغلب عليها، ويأس من انتصار الخير في دنيانا هذه بسبب الأهوال وألوان الدمار والتقتيل التي أنزلتها تلك الحرب بجنس الإنسان.
الأولى تتناول سيرة بطل عربي مسلم مشهور بالشجاعة غير الاعتيادية، وله إنجازاته الحربية التي أسهمت في تغيير مجرى التاريخ، وهو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أما الثانية فتحكي قصة الشيطان في تمرده المستمر على رب العباد، وعمله على بث الغواية في كل مكان رغم معرفته بما ينتظره من عقاب رهيب في نهاية المطاف. فهي إذن تدور حول قضية فلسفية ودينية خطيرة، هي قضية الخير والشر والصراع بينهما ووقوع الإنسان بين شقي الرحى. 
وقد أثارت قصيدة العقاد إعجابَ ناقدٍ كالدكتور زكي نجيب محمود إلى أبعد مدى، حتى إنه ترجمها إلى الإنجليزية ترجمةً مرموقةً في تقدير مَن اطلعوا عليها. كما لفت النظر إلى أن العقاد بقصيدته هذه قد فتح في الشعر العربي فتحًا سبق به قصيدة الأرض الخراب لإليوت تلك القصيدة التي كان لوقعها من الدوي ما جعلها معلمًا من معالم القرن العشرين الأدبية. 
وكما يرى القارئ فإن في هاتين الملحمتين العنصرَ الخارق.
وهناك أيضًا "ملحمة عبقر" لشفيق المعلوف، و"محمد" لعلي شلق، و"الإلياذة الإسلامية" لأحمد محرم الذي جاء عمله أقرب إلى السرد التاريخي منه إلى الملحمة، رغم أن الأسلوب الذي كتب به ذلك العمل أسلوب شعري، إذ ينقص تلك الإلياذة الوحدة العضوية التي يتطلبها البناء القصصي. 
ولا مانعَ أن تعد تلك الأعمال الحديثة بوجه عام من الملاحم، ولا ريبَ أن من الصعب استمرار ملامح جنس أدبي ما دون تغيير أو تعديل أو تطور طوال كل هاتيك القرون الشاسعة. وهناك مقال لماتيا كافانيا Mattia cavagna يتناول بعض الأعمال الأدبية الفرنسية المعاصرة، فيعدها من الملاحم رغم أنها لا تتوفر فيها كل العناصر الملحمية. ذلك أن هذه الأعمال قد ساهمت في إحداث ذلك التغيير الذي كان من جرائه، أن أصبحت الملاحم تكتب نثرًا بعد أن كانت على الدوام تصب في قالب الشعر، علاوةً على غلبة الطابع العاطفي عليها. 
وقد كانت ترجمة سليمان البستاني الشعرية لـ"إلياذة هوميروس" إلى لسان العرب ونشره إياها في أول القرن العشرين، خيرَ دافعٍ لشعرائنا المحدثين إلى دخول هذا الميدان الذي كان الشعر العربي يخلو منه قبلًا. وكان د. يعقوب صروف قد شجع البستاني على ترجمة الإلياذة" أثناء زيارة الأخيرة لمجلة "المقتطف" بالقاهرة سنة 1887م، وكان البستاني من جانبه مشغوفًا بالشعر القصصي هائمًا بأساطيره وخرافاته، وكان ينظم المقطوعات الشعرية، فاختمرت الفكرة من يومها في ذهنه، وأخذ يطلع على ترجمة "الإلياذة" باللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، فضلًا عن قيامه بتعلم اليونانية، التي كتب ذلك العمل بها، ثم قام بتعريبها شعرًا مع آلاف الهوامش التي يشرح فيها كل ما يحتاج إلى توضيح. وصدرت الترجمة بالقاهرة سنة 1904م، فأقام له المفكرون والأدباء في مصر حفلةً تكريميةً بفندق "شبرد" ذلك العام. 
ولم يكتفِ البستاني بترجمة "الإلياذة" وشرح ما يحتاج فيها إلى شرح، بل زاد فوضع معجمًا ملحقًا بها، كما كتب مقدمة مطولة عرف فيها بفن الملاحم، وقام ببعض المقارنات بين الشعر العربي وأشعار الأمم الغربية، وغير ذلك من الموضوعات الشديدة الأهمية. وهذه المقدمة هي في واقع الأمر بمثابة كتاب قائم بذاته. ومع هذا كله لا ينبغي أن يفوتنا النص على أن ترجمة البستاني لملحمة "نوميروس" قد غلب فيها النظم على النفس الشعري. 
ويجدر بنا في هذا السياق أيضًا أن نبرز الدور الذي نهض به محب الدين الخطيب صاحب مجلة "الفتح" القاهرية في حث الشعراء المسلمين على أن يجتهدوا في إبداع ماسماه: "إلياذة إسلامية"، إذ بعث إلى الشاعر أحمد محرم برسالة في 5/3/1353هـ يقول فيها: "سيدي الأستاذ الجليل مفخرة البيان العربي، شاعر مصر الكبير، الأستاذ أحمد محرم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فكنت هممت أكثر من مرة أن أكتب إليكم أقترح عليكم مشروعًا، كنا نحاول إقناع شوقي بك -رحمه الله- به، ولكن خشيت أن يصرفكم ذلك عن معاني الجهاد الأخرى. 
وهذا المشروع هو إرسال نظركم الكريم بين حين وآخر إلى مفاخر التاريخ الإسلامي الخلقية والعمرانية والسياسية والإصلاحية والحربية... إلخ، ونَظْم كل مفخرة منها في قطعة خالدة تنقش في أفئدة الشباب، فإذا زخر أدبنا بكثير من هذه القطع على اختلاف أوزانها وقوافيها، أمكن بعد ذلك ترتيبها بحسب تاريخ الوقائع وتأليف إلياذة إسلامية من مجموعها. 
أليس من العار أن يكون للفرس الذين حفل تاريخهم زمن جاهليتهم بالشنائع ديوان مفاخر يغطي فيه البيان على العيوب -يشير إلى "شاه نامة" الفردوسي- وأن يكون اليونان زمن وثنيتهم وأوهامهم الصبيانية ديوانَ مفاخرَ كـ"الإلياذة" تغني بها الإنسانية إلى يوم الناس هذا؟".
وكان هذا الخطاب هو الشرارة التي أججت شُعلةَ التحمس في نفس الشاعر أحمد محرم، فكان أن نظم "الإلياذة الإسلامية"، التي عرض فيها خلاصة التاريخ الإسلامي في قالب شعري قوي التعبير؛ كي يلفت شباب الإسلام إلى مفاخر تاريخهم، ويدفع عنهم الشعور بالضالة تجاه آداب الأمم الأخرى وما تشتمل عليه من ملاحم. 
وكان محب الدين الخطيب قد ذهب قبل هذا إلى أحمد شوقي، عارضًا عليه فكرة نظم ملحمة إسلامية، إلا أن شوقي صمت ولم يعلن قبوله أو رفضه، فقصد عندئذٍ أحمد محرم، وأعاد عرض الاقتراح، فقبله على الفور، وبدأ في نظم "الإلياذة الإسلامية" أو "مجد الإسلام"، ناشرًا إياها على أجزاء في مجلة "الفتح"؛ ليكون بذلك أول مَن راد هذا الطريق وعبَّدَه لغيره من الشعراء العرب المحدثين رغم ما تفتقر إليه إلياذته من الوحدة العضوية القصصية. 
ثم فاجأ شوقي الناس بعد ظهور إلياذة محرم بنشر مطولته "دول العرب وعظماء الإسلام"، التي يرصد فيها تاريخ الإسلام منذ فجر الدعوة حتى أيامه. 
فكما نرى: كان الشعور بأن أدبنا ينقصه هذا الفن هو السبب الرئيسُ في التحمس لإدخاله عندنا؛ كيلا يكون أدبنا أقلَّ من الآداب الأخرى. ومن ناحية ثانية فإن هذا الأمر دليلٌ على ما يمكن أن يؤدي إليه التفاعل بين الآداب وتعاونها فيما بينها واستعارة بعضها من بعض من نتائج طيبة
الخاتمة:
إن الملحمة من فنون الشعر التي تتعرض للانقراض فقد اختفت نهائيا من الأدب الغربي لأسباب موضوعية أهمها انتهاء الحروب بين الدول الغربية واتجاهها إلى التعاون الاقتصادي أما في الأدب العربي فقد انصرف الشعراء المعاصرون عنها بسبب ما لحق القصيدة الحديثة من تغيرات جوهرية.
شكرا لكم على حسن الاستماع والإنصات.
 

الاستعانة بالصلاة

( البقرة :45) ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة ) 
لقد فتح الله عز وجل في هذه الآية العظيمة أفاقاً واسعة للإنسان لكي يستعين على جميع ما يتعرض له يصيبه من البلاء والمصائب والفتن والهموم والأوجاع ....., وكذلك استجلاب ما تهفوا له نفسه و تتشوق إليه من طلب مرضاة الله عز وجل والتقلب في واحات عبادته و طاعته فتضمنت هذه الآية الكريمة جلب الخير و دفع الشر , و هذه غاية عظيمة وهدف تسعى البشرية له فعلم الله عز وجل ضعفها ، فارشد المؤمن إلى أن \"يتصل بالقوة الكبرى يستمد منها العون حين يتجاوز الجهد قواه المحدود حينما يثقل عليه جهد الاستقامة على الطريق بين دفع الشهوات وإغراء المطامع وحينما تثقل عليه مجاهدة الطغيان والفساد وهي عنيفة , حينما يطول به الطريق وتبلغ به الشقة في عمره المحدود ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئاً وقد أوشك المغيب ولم ينل شيئاً و شمس العمر تميل للغروب , وحينما يجد الشر نافشاً و الخير ضاوياً , و لا يجد شعاع في الأفق و معلم في الطريق هنا تبدوا قيمة الصلاة , أنها الصلة المباشر بين الإنسان الفاني و القوة الباقية .. \"
و لكن ما هي الصلاة التي امرنا الله عز وجل بالاستعانة بها على أمور ديننا ونيانا ؟ 
إنها الصلاة التي حافظ عليها صاحبها كما قال عز وجل في صفات
المؤمنين ( المؤمنون : 9 ) ( والذين على صلواتهم يحافظون ) . 
فهم يحافظون على شروطها وأركانها وواجباتها وسننها و مستحباتها يحافظون على رواتبها و نوافلها حريصون عليها أشد من حرص البخيل على ماله . 
ثم هم مع المحافظة عليها مستمرون على ذلك مداومون عليه كما قال عز وجل ( المعارج : 23) ( والذين هم على صلاتهم دائمون ) فلا ينقطع عن الصلاة بحال من الأحوال ، فليس من أولئك الذين يحافظون عليها إذا كانوا مستيقظين ، فإذا ناموا ضيعوها أو تهاونوا فيها , ولا أولئك الذين يفرقون بين الصيف و الشتاء أو السفر و الحضر , أو الاجتماع و الخلوة ، بل هو محافظ عليها مداوم على أدائها و إقامتها في جميع أحواله ، فهي قرة عينه و حياة قلبه , مصاحبة له في جميع تقلبات حياته ، يعلم أن ربه معظم لها ، رافع لقدرها , قد هدد المتهاونين فيها فما بالك بالمنقطعين عنها ؟! يعلم أن ربه جل وعلا يقول في سورة ( إبراهيم : 2 ) ( وويل للكافرين ) 
ويقول في سورة (فصلت : 6) ( وويل للمشركين ) ويقول في سورة ( الماعون : 4) ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) فهدد المتهاونين فيها كما هدد الكفار و المشركين ، فأي تعظيم بعد هذا التعظيم ؟! وهناك أمور يتأكد عندها أهمية الاستعانة بالصلاة منها : 
أ‌) عند حلول الفتن و اختلاط الأمور ، وفي خضم الشدائد و الأهوال ، فحين يتعرض المؤمنون للبلاء في دينهم و أنفسهم ، في أموالهم أو أعراضهم ، فحينئذ يتأكد عليهم الفرار إلى الله عز وجل ،والاستعانة به ، وأعظم ما يتم به هذا الفرار هو الاستعانة بالصلاة التي هي صلة بين العبد و ربه . 
ومن الأمثلة على هذا , ما أرشد الله عز وجل بني إسرائيل إليه لما أشتد عليهم البلاء من قبل فرعون وزبانيته فقال ( يونس : 87 ) ( و أوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) . 
قال ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية ( وكان هذا - والله أعلم - لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه وضيقوا عليهم ، أمروا بكثرة الصلاة) وتأمل تعقيب الله عز وجل على هذا الأمر فقال ( وبشر المؤمنين ) فإذا فعلوا هذا الأمر فليبشروا حينئذ بالنصر والتمكين , و أنهم قد تمسكوا بالحبل الذي يعصمهم الله عز وجل به من الفتن والبلاء ، ففي هذه الآية توجيه رباني لكل من تعرض للأذى و البلاء أن يستعين بالصلاة ويكثر منها . 
وقد سار على هذا النهج الأنبياء صلوات الله عليهم ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم \" لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات \" فذكرها إلى أن قال \" بينما هو ذات يوم وسارة إذا أتى على جبار من الجبابرة فقيل له : إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها : من هذه ؟ قال : أختي , فأتى ساره قال : يا ساره ليس على وجه الأرض مؤمن غيري و غيرك , و إن هذا سألني عنك فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني , فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها فأًخذ ، فقال لها : ادعي الله لي و لا أضرك , فدعت الله فاطلق ,ثم تناولها الثانية فأُخذ مثلها أو أشد فقال : أدعي الله لي و لا أضرك فدعت الله فاطلق .
فدعا بعض حجبته فقال : إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو قائم يصلي ...\" وفي رواية لمسلم \" فأرسل إليها فأتي بها فقام إبراهيم عليه السلام يصلي ... \" 
فدل على أن مجرد ذهابها فزع عليه الصلاة والسلام إلى الصلاة حتى عادت و بشرته أن الله قد كف يد الظالم ، فتأمل استعانته بالصلاة على هذا الأمر الجلل أن تدرك مدى تعظيم أنبياء الله عز وجل لشأن هذه الصلاة وتعلقهم بها ومعرفتهم بأثرها لهذا قال ابن حجر في فوائد هذا الحديث ( وفيه أن من نابه أمر مهم من الكرب ينبغي له أن يفزع إلى الصلاة ) وقد كان هذا هو دأب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ) 
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( ولقد رأيتنا ليلة البدر ما منا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى شجرة و يدعو حتى أصبح) وكذلك فعل في غزوة الأحزاب , ولما كسفت الشمس قام النبي صلى الله عليه وسلم فزعاً يجر رداءه ، وصلى بالناس صلاة الكسوف إلى غير ذلك من الأمثلة و المقصود التنبيه عليها والتذكير بأهميتها . 
و خلال نظرة سريعة فاحصة في أحوالنا اليوم نجد غياب مثل هذه المعاني السامية التي تنبع من خلال الفهم الصحيح لحقائق هذا الدين العظيم . و استبدالها بالفرار إلى النشرات الإخبارية و التحليلات السياسية ومطالعة الصور التي تعرض الأشلاء و الدماء و السجون والحروب ....., وعدم تخطي هذه المرحلة إلى ما بعدها من السعي و العمل , ودعنا نتخيل أن مليار مسلم فزعوا إلى الله عز وجل وفروا إليه ليرفع عنهم البلاء وينصرهم على عدوهم فهل تقوم لعدوهم قائمة ؟! فالأمر يحتاج إلى صدق مع الله عز وجل واستغاثة به ولجوء إليه عند ذلك ليكون النصر تحقيقاً لا تعليقاً وقد وضح الله هذه الحقيقة في كلمتين ( الأنفال :9 ) ( إذْ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ) 
الاستعانة بالصلاة للقيام بأعباء الدعوة و تحمل تبعاتها التي من أهم شروطها تزكية النفس و تطهيرها , فكلما ضعفت الصلة بالله عز وجل كلما ضعف الداعية عن تحمل أعباء الدعوة وكلما قويت الصلة بالله عز وجل كلما كان أقدر وأقوى . 
ولهذا أرشد الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة إلى الصلاة الليل لتكون الزاد الذي يمده بالصبر والاحتمال ، و الاستمرار في تبليغ هذه الدعوة حيث قال تعالى ( المزمل: 1) ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا ...) . 
وهذا نبي الله شعيب – عليه السلام - قد لاحظ قومه اهتمامه بالصلاة و تعظيمه لها حتى قالوا (هود : 87) ( أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا ....) كما أن الداعية يجب أن يتميز بابتعاده عن الفحشاء والمنكر واجتناب كل ما يشين ويعيب , والصلاة من أعظم ما يعينه على هذه الأمر بشهادة رب العالمين حيث يقول ( العنكبوت : 45 ) ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) 
وكذلك تعتبر الصلاة أفضل ما يستعين به الداعية على مراجعته لكتاب الله وحفظه والارتباط به و معه ، خاصة عند تزاحم الأعمال وضيق الوقت, لانشغال الداعية بالأعمال المتعدية فما أحراه حينئذ أن يسلك الجادة .. ويجعل الصلاة زاداً يتزود به في دعوته إلى الله عز وجل . 
3 ـ الاستعانة بالصلاة على مغفرة الذنوب فالله عز وجل يقول (هود : 114) ( أقم الصلاة طرفي النهار و زلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) 
قال ابن سعدي – رحمه الله – ( فهذه الصلوات الخمس وما الحق بها من التطوعات من أكبر الحسنات , وهي مع أنها حسنات تقرب إلى الله و توجب الثواب , فإنها تذهب السيئات وتمحوها ) وكثرت الأحاديث التي تدل على مغفرة الذنوب بالصلاة منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أرأيتم لو أن نهر بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شئ ؟ قالوا لا يبقى من درنه شئ قال :\" الصلوات الخمس يمحوا الله بهن الخطايا ) وفي صحيح مسلم \" الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر \" . 
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تدل على مغفرة الذنوب بالصلاة , أفلا يكون هذا حافزا إلى الاهتمام بها لتكون الصلاة خير معين لنا على ذونبنا وأخطائنا . 
4 ـ الاستعانة بالصلاة على أداء شكر الله عز وجل كما جاء في سورة الكوثر حيث يقول الله عز وجل ( إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر ) . 
والمعنى فاجعل صلاتك كلها لربك خالصاً دون ما سواه من الأنداد والآلهة , وكذلك نحرك أجعله له دون الأوثان شكراً له على ما أعطاك من الكرامة و الخير الذي لاكفء له وخصك به \" .
و الله عز وجل يقول ( سبأ : 13 ) ( أعملوا آل داوود شكرا ) . و معلوم أن الصلاة خير الأعمال كما قال عليه الصلاة و السلام : ( وأعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ) .
وحين بشرت الملائكة مريم عليها السلام بقولها (آل عمران :42) ( يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) أرشدتها إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقالت ( يا مريم اقنتي لربك و أسجدي وأركعي مع الراكعين ) فلما خصت الملائكة الصلاة من بين سائر العبادات دل ذلك على أهميتها حيث أنها لو عملت عملاً أخر يقوم مقام الشكر افضل من الصلاة لنبهت عليه, وإذا أردت أن تعرف مدى محبة الملائكة للصلاة فاقرأ قوله تعالى( آل عمران :39) ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ) 
ولما كانت الصلاة بهذه المنزلة العظيمة , وكان أداؤها من أعظم الأعمال التي يتم بها الشكر لله عز وجل كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر منها \" وكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه فقيل تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ؟! فقال \" أفلا أكون عبداً شكورا\". 
قال ابن حجر \" وفيه مشروعية الصلاة للشكر\" فما أحوج العبد الفقير إلى الله عز وجل ليكون من أولئك الذين وعدهم الله بالمـــزيــــــــــــــــد ( إبراهيم:7) ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) وليكون من ذلك القليـل ( سبأ : 13 ) ( و قليلٌ من عبادي الشكور ) 
قال ابن القيم \" وقلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواصه \" . 
5 ـ الاستعانة بالصلاة على ما يستقبله العبد من الأهوال و الكروب يوم القيامة قال تعالى ( النور : 36 ) ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب و الأبصار ..) . 
فحشد الله عز وجل هذه الآيات بذكر أماكن الصلاة وواجباتها و إقامتها ثم بين أن هذه الأعمال المذكورة في الآية أعظم ما يدفع به العبد أهوال ذلك اليوم و كروبه .
ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله ذكر منهم \" ورجل قلبه معلق في المساجد \" .
و قال عليه الصلاة و السلام \" بشر المشائين في الظلم و بالنور التام يوم القيامة \"
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أهمية الصلاة . 
وعلى العموم فالصلاة خير الأعمال , و أنفعها للعبد . ونفعها لصحابها يتناول الحاضر والماضي و المستقبل وكما أن نفعها على مستوى الأمة و على مستوى الفرد فلا جرم أن يكون دعاء الخليل عليه السلام ( إبراهيم ) (ربي إجعلني مقيـم الصلاة ومن ذريتي ربنا و تقبل دعاء ) كما أنها من أخر الكلمات التي نطقت بها شفتا نبينا عليه الصلاة والسلام \" الصلاة .... الصلاة وما ملكت أيمانكم \"
فكان لزاماً على كل مؤمن أن يدرك أهمية الصلاة في حياته لأنه يجد هذا منثوراً في كتاب ربه جل و علا , و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فحري بها أن تتصدر قائمة الأولويات في كل يوم من حياته بعد الشهادتين , و ما ضعف المسلمون اليوم و تردت حالهم إلا بسبب ضعف ارتباطهم بربهم جل و علا كما قال سبحانه ( الأنفال : 53 ) (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) 
نسأل الله عز وجل العلم النافع و العمل الصالح و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه و سلم 
فرحان العطار

جكمة الأسبوع


سـلامٌ لِلصبـاح ، لِلنوافـذ المُشرعـة للحيـاة ، لِلبدايـات المُزهـرة ، و للتفاصيـل التـي تَصنع يَومـاً جميـلاً ..

فَضُرِبَ بينهم بسورٍ له باب!!

تستشعر النفس معاني الإيمان النقي الطاهر، وتجد لروحانياته أثراً بليغاً عليها حسب قوة مصداقيتها في هذا الإيمان!! 
غير أن أقل وصفٍ يمكننا التعبير به عن مثل هذه الحالة – على اختلاف مراتبها في المصداقية - أنها حالةٌ من تذوق حلاوة برد الإيمان الذي يمسح الله به على قلب العبد؛ فيُسلي به نجوى شكواه عما يواجهه في هذه الدنيا من مشاق!! 
ويهون عليه المسير بما يزداد في قلبه يوماً بعد يوم من الشوق إلى الجنان، ولقيا الأحبة بعد طول اشتياق!!
هذا هو عالم الصالحين، وهذه أجواؤه!! وهذا زادهم الذي يبلغهم الله به المسير رغم شدة الفاقة وقسوة الخلق عليهم!!
وعليه . . فلا يمكن لكافر أو منافق البتة أن يعقل مهية مثل ذلك الزاد الذي لا يرزقه الله أبداً إلا لمؤمن!! 
ليبق السؤال : متى يمكن أن تتضح مهية هذا الزاد جلية، لكل العالمين؟! المؤمنين منهم والمنافقين؟! 
إنه فقط حين يميز الله بين الخلائق بصدق إيمانهم!!
فمن استمتع في الليل بمناجاة ربه، سيعرف كم كانت لذته أعظم من ذاك الذي قضاها عبثاً أمام أجهزة الفساد والإفساد؟! 
ومن اختلى بنفسه يشكو إلى الله سوء حاله وتقصيره في جنابه . . ففاضت عيناه من خشيته، سيعلم أي الأنسين كان أعظم؟! ءأنسه بالله أم أنسه بمخالطة الخلق؟!
ومن سعى في حاجة أخيه سراً؛ لا يبتغي بذلك إلا وجه الله تعالى؛ سيعلم أي السعيين كان أعظم؟! أسعيه لعمار آخرته؟! أم سعيه للحصول على المزيد من فناء دنياه؟!
إن الأعمال المتولدة عن توهج حرارة الإيمان في قلب العبد، لهي وحدها – بعد رحمة الله – المهيئة لنيل العبد منزلة الأمان يوم القيامة!!
فهو في أمان حين يفزع الفازعون!!
وهو في أمان حين يُسحب على وجوههم المجرمون!!
وهو في أمان حين يضرب الصراط بين ظهراني جهنم؛ فيتهاوى من عليه المذنبون!!
وذلك لأن الله جعله بإيمانه، وما نما عن ذلك الإيمان من العمل الصالح في جنبه المأمون!! 
فطاب والله مآله، وحسن والله مقامه!!
فاحذر على نفسك يا عبد الله، فإنما هو والله باب واحد!! 
يطرح في ساحة واحدة، هي ساحة القيامة!! 
ولكن شتان ما بين جهتيه!! وشتان ما بين منزلة فريقيه!!
فجهة فيها الأمن والنعيم بما كان من الإيمان والعمل الصالح!!
وجهة فيها العذاب والسعير بما كان من النفاق والجرم الفادح!!
وما هما إلا فريقان . . فريق في الجنة وفريق في السعير!!
فحدد لنفسك من الآن في أي الجهتين سيكون مقامك؟! 
ومع أي الفريقين سيكون مآلك؟! . . وذلك قبل أن . .
يُضرَبُ بينهم بسورٍ له باب!!
باطنه في الرحمة وظاهره من قبله العذاب!!
أبو مهند القمري


هل من طاهر

تأملت في أحوال الدنيا، وما في النفس من نوازغ وتقلبات، وما في المجتمعات من فتنٍ وبلاء!! فحدثتني نفسي قائلة : ماذا لو جاءك الموت الآن؟!
ولا أخفيكم قولاً أن هذا السؤال قد أفزعني أيُّما فزعٍ!! ليس لحرصي على الحياة التي أعلم يقيناً وأنا أعيش على ظهرها الآن أنني أحيا في مجرد أوهام وأحلام!!
وإنما ليقيني بفرط تقصيري، وخوفي من مواجهة من يعلم سري، وما اقترفتهيداي!! 
فسألت نفسي : وهل من مستعدٍ تمام الاستعداد لهذا اللقاء، وهو يحيا بين أظهرنا الآن على ظهر هذه الحياة؟!
فأجابتني : لا تخلو الدنيا أبداً من الصالحين، الذي هم للدرب سالكون، وبخطاهم على طريق الحق ثابتون، ومن لقاء الله وجلون، ولعفوه ورضوانه راجون، ومن عذابه مشفقون، وفي جناته آملين وراغبون!!
فقلت في نفسي، والله إنني إلى لقاء أمثال لهؤلاء لمن المشتاقين، ولتقبيل جباههم لمنالراغبين، بل ولصحبتهم من الحريصين!!
إن القلوب التي عرفت حقيقة الخديعة الكبرى لفتن هذه الحياة فلفظتها، وأيقنت بلقاء الله يوم الآزفة؛ فحرصت على تطهير جنباتها، كي تنجو من عرصاتها، وطاقت شوقأ إلى جنان الله أملاً في دخولها؛ فأخلصت لله في طاعتها، لهي فقط النفوس التيتطهرت من روث هذه الحياة وقاذوراتها!!
فهي تحيا بأشواق الجنان، حتى وإن لم تخرج أجسادها من حيز الدنيا!!
وتستنشق نسيم الجنان، حتى وإن تنفست رئتاها غبار المخدوعين بهذه الدنيا!!
وتباشر ما كان من أعمال، بمنهج المراقبة الثاقبة، فلا تقضي عملاً إلا على الوجه الذي يجعله في صحائفها البيضاء غداً، يوم يسألها الله عن حصيلة أعمالها في هذه الدنيا!!
إنها نفوس لها أجندةٌ واحدة!! وهدفٌ واحد!! وغايةٌ واحدة!! وسبيلٌ واحد!! نستطيع أن نلخصه كله في عبارة بسيطة مفادها (التطهر للقاء الله)!!
فهل فينا من طاهر؟!
أبو مهند القمري

اليأس والأمل ومبشرات الفرج

لماذا اليأس !!!
1. لأن اليأس من صفات الكافرين : إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون , ونحن نعنزّ بإيماننا وإسلامنا .. فلا ينبغى أن نلصق بنا صفه من صفات الكافرين .
2. لأن اليأس يعوق صاحبه بل وأمته عن النهضة والعمل والبناء والإيجابية والإنطلاق .
3. لأن اليأس إذا تملّك صاحبه وهيمن عليه , فإنه قد يهوى به إلى الهاوية والإنتحار وسوء الخاتمة .
4. لأن اليأس يحجب المرء عن الناس ويطوى صفحته بينهم ويعزله عزلا عمن حوله .
5. لأن تداعيات الدنيا وخراب الضمائر وإنفلات ذوقيات كثير من الناس قد تسببت فى إتعاب أنفساً كثيرة وجلبت لأصحابها الهموم واليأس .
لماذا الأمل !!!
1. لأن الأمل يقذف بالمرء إلى سماء الله ليُحلّق فيها ويٌغرّد كالطير 
2. لأن الأمل يمنح المرء أماناً فى نفسه وطمأنينة ويزيده ثقة فى ربه وسكينة .
ءلأنه طالما أن هناك رباً عظيماً قادرا , إذن فلابد من أمل يدفع المرء دفعا ويهيمن عليه كُلًّا وجزءا .
4. لأن الأمل يُعلى الهمة ويقوّى الفكرة ويزيل المحنة ويُبدّد الظُلمة ويُخرج من الأزمة .
5. لأن الأمل يُجدّد الروح ويبعث فيها الحياة ويستطيع المرء أن يُسطّر به كل إبداع .
لماذ الإستبشار بالفرج !!!
1. كم وجدنا من صعوبة ومحنة كانت بداية لنجاح وتمكين , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج .
2. كم من مرض تمكّن وإستفحل ثم جاء الشفاء وعلى غير موعد لصاحبه , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج .
3. كم من ضيق وكرب وهم وحزن إنفلت وإنمحى فجأة وتحوّل إلى سعادة وعزة , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج .
4. كم من صبر طويل وجهاد مرير , قد ذاق صاحبه مرة واحدة حلاوة الصبر وفضل القدير, أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج .
5. كم من أحلام كانت أحلاما بالأمس وقد تحولت إلى حقائق وحقيقة فى اليوم , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج .
6. كم من عقيم طال عقمه ثم بِقُدرة القادر رُزق البنين والبنات دون تعب ولا مُقدّمات , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج .
7. كم من يتيم فقد أبويه فى صغره , ثم وجدناه وقد صار عالماً مميزاً وبارعاً حاذقاً وعَلَمًا يُشار إليه بالبنان وما محمد صلى الله عليه وسلم إلا مثلا صادقا لذلك النموذج , أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج .
8. كم من طاغوت صالَ وجالَ فى الأرض فساداً وجبروتاً وطغياناً , ثم فجأة وقد زال عرشه وكيانه ( وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ) .. أليس ذلك مما يستوجب على المرء أن يستبشر بالفرج .
خاتمة :
إلى كل من يَشرُف بالإنتماء إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم قاطبة فى مشارق الأرض ومغاربها أقول :
إجعل أمام عينيك دائما منظار الدكتور مصطفي السباعي – رحمه الله - الذي يقول فيه :
زُرْ المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الخُلق.
وزُرْ المستشفي مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة والمرض.
وزُرْ الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة .
وزُرْ المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل.
وزُرْ ربك كل آن لتعرف فضله عليك في نعم الحياة.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد معلم الناس الخير.
قلم : نبيل جلهوم

لماذا أنت كثير التبسُّم ؟

قال له: لماذا أنت كثير التبسُّم، كثير المَرَح والضحك، تمزح بمناسبة وبدون مناسبة ؟ 
فأجابه: ولماذا لا أكون كذلك وقد قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)، وبما أننا نعيش في كل لحظاتنا بفضل الله ورحمته، فعلينا أن نفرح ونسعد في كل أوقاتنا. 
ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: (عَجَباً لأَمْرِ المُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ)، فالمؤمن يعيش في خير مهما حصل له. 
ثم ماذا سيفيدنا العبوس والحزن، هل سيعيد لنا شيئاً فقدناه، أو هل سيحل لنا المشاكل التي نعاني منها، أو سيجعلنا نعيش حياة مثالية ونسرح في أحلام وردية لا وجود لها إلا في الخيال ! 
فمن فكَّر بعقله لن يحزن على أمر لا طائل من وراء الحزن عليه، بل سيفكر بواقعية وإيجابية فيما يمكنه فعله وفي البديل الذي يستطيع القيام به، ولا ينجرُّ وراء عاطفته التي لا تسوقه إلا إلى ما يلبي رغباته وحاجاته الوقتية. 
من الصعب أن لا تجد ما تفرح به، فكلٌّ منا عنده من النعم ما يعجز عن شكره، فلا تكن ممن يغفل عن الموجود، ويبحث عن المفقود، فمثل هذا لن يسعد؛ لأنه مهما أخذ ومهما ملك سيظل هناك ما يفقده، فالعاقل يفرح بالموجود ولا يحزن على المفقود. 
وهَبْ أنك عجزت عن رؤية ما تفرح لأجله، فلماذا لا تفرح لفرح غيرك ؟ فتطهِّر بذلك قلبك من الغلِّ والحسد وتملأ قلبك بمحبة الخير الناس، فتكون سليمَ القلب طاهرَ النفس. 
فعندما تفرح لفرح غيرك وسعادته فأنت بذلك تزيد من فرصة الفرح لديك، أما الذي لا يفرح إلا لنفسه فسيكون فرحه محدوداً. 
ولكن الذي يحزن لفرح غيره فهذا يحتاج إلى علاج، ويكفيه من العلاج أن يعرف أنه بذلك قد قضى على نفسه بأن يكون دائم الأحزان. 
حتى عند وجود مصائب في الأمة الإسلامية، فالمصائب لم يَخْلُ منها زمن، فهل يريد البعض أن يبقى الناس في حزن دائم ؟ ونبيُّنا عليه الصلاة والسلام وهو أكثر الناس حرصاً على أمته، وأثقلهم حملاً لهموم دعوته كان كثير التبسم وما أكثرَ ما تجد في سيرته والأحاديث التي رويت عنه: (ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ). 
المصائب لا تُحَلُّ بالبكاء على الماضي، والتشاؤم من المستقبل، والغفلة عن الحاضر الذي نعيشه، بل بالاستفادة من الماضي، والتفاؤل والثقة بمستقبل مشرق، والعمل في الحاضر والواقع حسب القدرة والاستطاعة، بتوازن بين المثالية والواقعية، وبين الواجب والممكن ، فنحرص على المثالية ولا نغفل عن الواقع، ونعمل من الواجب ما هو ممكن فعله منه. 
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
عمر بن عبد المجيد البيانوني

طرق استقالة العقل..

‎مِنحةُ الله على عباده، ومناط التكليف، وفارق الحيوانات، وجوهرة الأعضاء، وموضع تمايز الناس وفضلهم ونبوغهم…(( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )) سورة النحل .
وكما قيل:
لولا العقولُ لكان أدنى ضيغمٍ// أدنى إلى شرف من الإنسانِ ومن المحزن استقالة تلك الآلة، واتجاه خلائق واسعة الى تعطيل العقل، وتلك النعمة المذهلة، والتي يسعد بها الإنسان ويعز، حتى يصيروا كالتماثيل، وقد قالوا : ( إنسان بلا عقل ثمثال بلا روح ) !
فيحاكون ويقلدون، ويمضون بلا مراجعة او تدقيق،،،،!
من نحو دور (الإمعات السلوكية)، والتي تتعامل مع المجتمع بعفوية تامة، او قدسية عالية، وتحرم نفسها توهجات العقل الإنساني، وانتشاره التغييري، والإصلاحي، والإبداعي، والإنمائي والبنائي،،.!
وأما طرق الاستقالة العقلية فكالتالي :
١/ الغيبوبة العقلية: والتي تجعل العقل في دهليز الغياب التام المطبق، فتتراكم عليه الشقاوات والإتاوات، فيصاب بالغيبوبة الشالة لحركته، ومن ثم إبداعه وفاعليته....! قال تعالى:(( وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السَّعير ))سورة الملك . فقد ورث الكفار والضلال عن آبائهم تعظيم الأصنام، وأبوا أن يكفوا عنها، ولم يفكروا في ضعفها وعجزها، حتى رأوْا اليقين يوم القيامة (( أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون )) سورة الطور .
٢/ التسليم العلمي: لكل ما هو علمي، أو يحمل صفة العلمية والرسمية والإعلامية، التي يتصور تباعدها عن المين والتزييف،،،!
وفي الحقيقة هي توظيف لأدوات العصر المتمدن لاستلاب عقول وأفهام ، وجعلها خاوية على مداركها ومناكبها،،،! فالباب فيه عدة نصوص، والعلماء ليسوا عشرات بل مئات وآلافا، والمذاهب الفقهية أربعة وليست واحدا...! فلا يُسلم إلا لنصوص قاطعة، ودلائل ثابتة، وأما آراء العلماء فليست حجة إلا بالدليل الصحيح الصريح..!
٣/ الرضى القرائي: والذي يتسم بتقديس كل مكتوب وتوقير كل مؤلف، لا سيما إذا الطباعة فاخرة، والدار مشهورة ظاهرة،،،! فلم يبق إلا التسليم بكل اجتهاد أو رؤية منقولة،،،! وبدون رأي او نقد وتعقب،،،!
وليس ذلك للأعلام المهرة، بل حتى من دونهم، بمجرد النشر والذيوع،،،!
وهذا بلا شك مزلق منهجي، واستقالة معلنة لجوهر العقل الإنساني...!
ومن كتب أو صنف لا يفكر في القبول المطلق، بل يدرك أن القراءات المتوالية تصحيح وتنقيح للمكتوب، والمهم أن يعمل النقاد فيها عقولهم ، قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله( الفكرة من العقل ).
٤/ الانبهار الرمزي : إما بأمم لا يتصور ضعفها وتراجعها، أو بأشخاص علت مكانتهم، او بأمكنة بذخت حضاراتها،،! فلا يتوقع تراجعهم على المستوى الذهني لديه،،،!
وبالتالي يصنع لهم (صنما داخليا)، وأبهة نفسية تتعصى على الزوال،،،! يكون من آثارها هزيمته الفكرية والنفسية، والتي تحمل سمة التأبيد، ما لم يزلزلها بمعاول الحق البين، والدليل المحقق ...! (( وقل جاء الحق وزهق الباطل )) سورة الإسراء .
ومن هنا نشأ التعصب المذهبي، والتقليد المشيخي، بسبب تعلق التابع بمدرسة أو شيخ مؤثر، أو عالم محبوب، لا يدعي العصمة، ولكن الأتباع سحبوا عليه جلباب العلم، الذي لا ينخرم ولا يتعثر، فوقع الغلط، وحلّ المصاب..! وقد قال الإمام أحمد رحمه الله ( لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري ، وخذ من حيث أخذوا ).
ولما رأى الفاروق عمر رضي الله عنه طلاب أبي بن كعب رضي الله عنها وقد التفوا عليه، عاتبه وقال : (امشِ مع طلابك فإنها ذلة للتابع ، فتنة للمتبوع ..)!
٥/ التغذية الجسدية: والتي يبالغ فيها مبالغة عمياء، على حساب الغذاء العقلي والروحي، الذي هو طعم الحياة وأساسها وجوهرها،،،! 
فبدلاً من أن يمارس التنمية الفكرية لمجالات عقله وتفكيره، يقصّر في تغذيته وتدريبه، والسفر به إلى عوالم النضج والاستيعاب،،! 
ويظل تعويله على الغذاء الجسدي، دون الغذاء الفكري، بحيث يتقدم عقله، ويرتقي تفكيره، ويتهمم لبطنه، ولا يحزن لخواء عقله...!! ولا ارتياب أن المبالغة في ذلك تشوش على العقل وتخفي تجلياته، وقد قيل: ( البطنة تذهب الفِطنة ).
٦/ التلقين التربوي : والذي يُعتمد جملة وتفصيلا في مناهجنا التعليمية، مع إغفال الجانب النقدي والحواري تجاه تربية النشء، وتفعيل دوره الإنمائي...!
وتريد منهم الاقتناع التام، والرضى المصمَت على الدروس والمعلومات والمسموعات...!
ولم ننهج معهم منهج الحفظ والفهم، حتى نحقق نظرية التكامل التربوي،،!
فللحفظ أوقاتٌ وللفهم مثلُها// وأي جفا فيها نزلّ ونعطبُ
٧/ النظرة الأحادية: والمعتمدة على نص واحد، أو مرجع واحد، أو طريقة واحدة، حتى تصاب بالتبلد، وتستنكر الخلاف والتعدد، فتعاند وتكابر، حتى تصاب بالتعصب والانغلاق، وتأبى السعة والشمول، قال أيوب السختياني رحمه الله( لا يعرف الفقه، من لم يشم أنفه الخلاف )!
٨/ ضعف التفاعل الاجتماعي: والاكتفاء بما تبثه وسائل الإعلام، أو التعويل على قول الأكابر، وتربية النفس على الصمت والسكوت المهين، ولو مع الأخطاء..!
وراي من رأيكم، وانا واحد منكم، والغلط بين، والتخبط جلي..! ولكنه يضعف او يجبن، أو يتردد، او يستحي، معولا على غيره، ولربما كان في رأيه السداد، وفي مشاركته حسن الصواب...!
٩/ تقديس الاستبداد : من خلال رفض الحوار، ونبذ الشورى، والاعتداد بالقول، والانتهاج الفرعوني الدكتاتوري (( ما أريكم إلا ما أرى )) سورة غافر .
فيسلّمون لمثل تلك ممارسة، بل ربما أضفوا عليها هالة من التبجيل والقداسة، حتى تعمى البصائر، وتضلل الأجيال...!
وإن رفض الأب حوار الأبناء ، ومنع المعلم طلابه من النقاش، ذريعة لتمكين الاستبداد، وتكميم الأفواه، وهو ما يرفضه الإسلام (( الدين النصيحة )) وقد نصح الحباب بن المنذر لرسولنا صلى الله عليه وسلم، فاستجاب له وألان، قال تعالى (( وأمرهم شورى بينهم )) سورة الشورى . والله الموفق ..
ومضة/ (لا ينمو الجسد إلا بالطعام و الرياضة، ولا ينمو العقل إلا بالمطالعة و التفكير ) مثل ألماني.
د.حمزة بن فايع الفتحي
‏‫

2015-10-30

حكاية قلمين

صورة ‏قلم يكتب‏.


 يحكى أن قلمين كانا صديقين، ولأنّهما لم يُبريا كان لهما نفس الطّول.. إلا أن أحدهما ملّ حياة الصمت والسلبية ، فتقدم من المبراة وطلب أن تبريه أمّا القلم الآخر فأحجم خوفاً من الألم وحفاظاً على مظهره غاب الأول عن صديقه فترة من الزّمن، عاد بعدها قصيراً.. ولكنّه أصبح حكيماًرآه صديقه الصامت الطويل الرشيق فلم يعرفه، ولم يستطع أن يتحـدث إليــه فبادره صديقه المبري بالتعريف عن نفسه .. تعجب الطويل وبدت عليه علامات السخرية من قصر صديقه لم يأبه القلم القصير بسخرية صديقه الطويل، ومضى يحدثه عما تعلم فترة غيابه وهو يكتب ويخط كثيراً من الكلمات، ويتعلم كثيراً من الحكم والمعارف والفنون. . انهمرت دموع الندم من عيني صديقه القلم الطويل، وما كان منه إلا أن تقدم من المبراة لتبريه.. وليكسر حاجز صمته وسلبيته بعد أن علم أن من أراد أن يتعلم لا بد أن يتألم

2015-10-29

فعش حياتك لله - تكن أسعد خلق ﷲ

نحن لا نملك تغییر الماضي
و لا رسم المستقبل ..
فلماذا نقتل أنفسنا حسرة
على شيء لا نستطیع تغییره؟
الحیاة قصیرة وأهـدافها كثيرة
فانظر الى السحاب
و لا تنظر الى التراب ..
اذا ضاقت بك الدروب
فعلیك بعلام الغیوب
و قل الحمدلله على كل شيء
سفينة (تايتنك) بناها أفضل خبراء السُفُن
وسفينة ( نــوح ) بُنيت من دون أي خبرة
الأولى غرقت والثانية حملت البشــرية ..
التوفيق من الله سبحانه وتعالى
نحن لسنا السكان الأصليين
لكوكب الأرض !!
بل نحن ننتمي إلى ( الجنّة )
حيث كان أبـونا أدم
يسكن في البداية
لكننا نزلنا هنا مؤقتاً
لكي نؤدّي اختبارا قصيرا
ثم نرجع بسرعة ..
فحاول أن تعمل ما بوسعك
للحاق بقافلة الصالحين
التي ستعود إلى
وطننا الجميل الواسع
ولاتضيع وقتك في هذا الكوكب الصغير
الفراق:
ليَس السفِر،
ولا فراق الاهل،
حتىّ الموت ليس فراقاْ،
سنجتمَع في الآخرة
الفراق هو:
أن يكون أحدنا في الجنة،
والآخر في النار
فالحمد ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ نعمه الكثيرة
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺟﺴﺪا ﺑﻼ ﺭﻭﺡ
فابتسامة الفم لا تعني إبتسامة [ القلب ]
ونباح الكلب لا يعني القوة بل [ الخوف ]
والغضب أوله جنون وأخره [ ندم ]
واللسان ليس له عظام لكنه يقتل [ أمما ]
والحياة ما هي إلا قصة قصيرة !!
( من تراب . على تراب . إلى تراب )
( ثم حساب . فثواب . أو عقاب )
فعش حياتك لله - تكن أسعد خلق ﷲ

كلمات من الحياة

غرد وليكن تغريدك تسبيح كما تغرد العصافير..
غرد بجمال.. في العلم، والعمل، والدعوة، واشكر لله الذي منحك القدرة على التغريد..
غرد بما يسرك أن تراه في اليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين..
وأنت ستقوم معهم أيضا، تذكر هذا قبل أن تخط حرفا.. 
وسيفتح الله عليك ويزيدك من فضله.
1) أعمال الخير كثيرة وسهلة، لكن لا يفطن لها ويوفق إليها إلا من وفقه الله، وهذا مشاهد بين الناس(موفق/غافل)، فأكثر من الدعاء: اللهم استعملني فيما يرضيك.
2) من بر الوالدين ألا تنقل إليهما من اﻷخبار إلا ما يسرهما..
بعض اﻷولاد أذكياء في البر، وبعضهم مجتهد ولكن..لا يعرف كيف يكون البر..!.
3) قوة العقيدة تصنع الأبطال.
4) لماذا يرتبط الطلاق باﻹهانة..!
ما المانع أن يحدث الطلاق مع اﻹحسان وحفظ الكرامة..!
قال الله تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) البقرة: 229
كلما ابتعدنا عن القرآن شقينا.
5) من أعظم البر مراعاة الجانب العاطفي لوالديك..
كلمات طيبة، نظرات حانية، قبلات الامتنان، مبادرات تسعدهما..
البر شيء هين وجه طليق ولسان لين.
6) نحن الذين بحاجة لرضى والدينا عنا ﻷننا بحاجة للجنة...
أما هم فليسوا بحاجة لنا ولا لبرنا..وجميع ما نقدمه لهما من البر نحتاجه يوم القيامة.
7) أسعدوا أفراد أسرتكم واستمتعوا بوجودهم قبل أن يفارقوكم..
فلا معنى للندم حينها..!
لتعرف قيمة ما تملك تخيل أنك فقدته.
8) من الغبن أن تحرم نفسك من صحبة الشخصيات الناجحة في الحياة
لا أقصد المشهورة بل(الناجحة).. تفقدهم حولك وأقم معهم علاقات قوية.
9) من الناس من رؤيته ومخالطته تختزل لك مجلدات اﻷخلاق،
حاول أن تكون علاقات قوية مع هذا النوع النادر من الرائعين.
10) العظماء الحقيقون لهم سمة مشتركة {التواضع}.
11) لا يتعلم من يخجل من السؤال.
12) ياطلاب وطالبات العلم الشرعي..
قد رفع الله قدركم بالعلم فارتفعوا وأروا الله منكم ما يحب، فمن لم يشكر نعمة العلم بالعمل والدعوة فقد عرضها للزوال.
13) حياتك لمن..؟ من محبوبك الذي وهبتها له..؟ أفنيت عمرك لمن..؟
ومن أجل ماذا..؟ وما الذي حصلت عليه..؟
حياتك ثمينة فلا تهبها إلا لله و في رضاه:
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )الأنعام:162
14) تغضب أمك عندما يسخر منك أحدهم وتنهره وتدافع عنك وتخشى أن يجرحوا مشاعرك، فهل من الوفاء أن تشارك بالضحك مع من يسخر من أخطائها لكبر سنها؟!.
15) عندما تدخل إلى المنزل، لا تمر أمامها بتهميش، بل أقبل عليها.. ابتسم لها.. ألقي التحية.. قبل رأسها.. اسألها:
كيف حالك حبيبتي؟
قلب (أمك)يهمه ذلك.
16) كلمة(أحبك)سيتبادلها أفراد الأسرة بكل سلاسة ولن تكون صعبة أو نادرة.. تدرون متى؟
إذا اتبعنا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في التعبير عن المشاعر وليس كبتها، قال: (إذا أحبَّ الرجلُ أخاه فلْيُخبِرْه أنه يُحبُّه)رواه أبو داود.
17) المرأة الصالحة نعمة في حياتك فقدها كثيرون فحافظ عليها
والرجل الصالح نعمة عظيمة فقدتها كثيرات فحافظي عليه.
18) في هواتف كثير من النساء توجد أرقام (كوافيرات)أو(طقاقات)
أرسلي لهن رسائل دعوية..
امرأة كانت تراسل(طقاقة) فشكرتها على اهتمامها بها مع أنها لا تعرفها.
19) كيف تنجح دعويا:
الإخلاص، العلم، العمل، الصبر، الحكمة، وأبشر بالنجاح.
تعلم المهارات التي تخدم المجال الدعوي الذي تمارسه.
معرفة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة، فهي تناسب طبيعة الإنسان ويتجاوب معها، ومن جهلها كان مايفسده أكثر ممايصلحه.
مصاحبة أهل العلم والخبرة، والشخصيات الناجحة في المجال الدعوي والاستفادة منهم بالخلطة والمعاشرة،(فليس الخبر كالمعاينة).
معرفة أهم الأحداث العالمية والمحلية، ثم التفاعل الدعوي الإيجابي مع الأحداث.
معرفة احتياج المجتمع وممارسة الدعوة من خلال تلبية هذا الاحتياج بما يوافق الشريعة.
معرفة فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفقه الأولويات، وفقه الواقع.
20) رسالة للمتزوجين:
o اتق الله في شريك حياتك وكن وفيا له.. سعيد من ظفر بهما في حياته الزوجية.
o أكثر من الدعاء بالتوفيق، واعلم أن الصبر والقدرة على تحمل المسؤولية عوامل نجاح أساسية لحياتك الزوجية.
o الكمال والسعادة الدائمة ليسا هنا بل في الجنة، لذا لابد من بعض التنازلات لتستقر حياتكما وتسعدا ببعضكما.
o حياتك الزوجية من أثمن اﻷشياء التي تملكها..واﻷشياء الثمينة نبذل جهدا عظيما للحفاظ عليها ولانفكر يوما أن نضيعها أونرميها.
o كل شيء يمكن أن يتغير، كذلك شريك حياتك قابل للتعليم والتطوير،
عليك بالتوكل والسعي في الارتقاء به والصبر الجميل، وسيثمر ولو بعد حين.
o غياب عبادة احتساب اﻷجر في التعامل بين الزوجين متعب نفسيا،
وهو من الأسباب التي تهدم الحياة الزوجية.
*اللهم ارزقنا الإخلاص والقبول والبركة*
كتبتها : هناء الصنيع



الخطأ في حياتنا



أخطاؤنا هي علامات مؤثرة في سيرة حياتنا، لا نملك التغافل عنها، كما لا نملك التنصل منها، وحياتنا مليئة بالأخطاء على مستوى الفرد والجماعات والمجتمعات، ولكن تلك الأخطاء لا تعني دائماً الفشل وكذلك لا تعني دائماً الانحراف عن السبيل .. فالخطأ إذا صوّب وقوّم، صار تجربة للتعلم والانطلاق، وربما يصير دافعا قويا للنجاح والإنجاز.
إن الاعتراف بالخطأ أسلوب تربوي رائع للنفس، بالإضافة إلى أنه يريح المتكلم، والمستمع، ويجعلنا تقبل النقد. لكن وللأسف .. أكثرنا – إلا ما رحم ربي - حين يغشانا الخطأ في أمر نبحث عن التبرير دون الوقوف للحظة في معقل واقعنا واستكشاف ماهيتنا ومعالجتها فقط .. نبحث عن التبرير والتبرير مع وجود ما يدلنا على الحقيقة، ولكن قد لا نريد ذلك! .. أكثرنا حين نستمع للنقد نغير ما حولنا دون أن نغير شبراً من قناعاتنا، ونقضي جُل أوقاتنا بالتمثيل لئلا يكتشفوا تلك القناعة، فنخسر الوقت، ونخسر بناء النفس على الاندماج بالواقع، ونعيش بقناعة في غير محلها!
وتعاملنا مع الآخرين يجب أن لا يكون على أساس أننا وهم أجزاء من آلة لا يقع فيها الخطأ - فالآلة تخطئ في بعض الأحيان - بل يجب أن نضع في اعتبارنا أن الطبيعة البشرية تصيب وتخطئ، وهي ليست معصومة. كذلك من الأمور الهامة في التعامل مع الأخطاء أن لا نضخمها، وأن نعطيها حجمها الطبيعي، وأن لا نتغافل عنها، وأن لا نتعود عليها، وأن نتعامل معها باعتبارها أمور محتملة الوقوع، وقابلة للعلاج في نفس الوقت.
معظم الناس أيضا لا ينظرون إلى الخطأ بطريقة مجردة أو بمعنى آخر بطريقة تحليلية، فلو أخطاء شخص في جزئية معينة، فإنه يعمم الخطأ على بقية الأجزاء. والأشد من ذلك أن يتجه بالخطأ إلى الشخصية، فيأخذ الإخفاق على أنه نقص في الشخصية، ولهذا فمن المهم جداً أن تنظر إلى الخطأ بصورة موضوعية «كسبب ونتيجة» فإذا أخطاءنا في مسألة لا يعني نقص في شخصيتنا أو أن حظنا عاثر؛ بل إننا لم نسلك الطريق الصحيح، ولم نتبع السبب المناسب كما قال الله تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَباً} فالأمور لا تؤخذ غلابا وإنما تؤخذ بإتباع الطرق الصحيحة.
فإذا كنت أنت المخطئ بحق الآخرين، سواء كان في الآراء والأفكار، أو في مجالات التعامل الأخرى، ففي هذه الحالة لا بد أن تكون صريحاً مع نفسك، وأن تبصر عيوبك قبل أن تبصر عيوب غيرك، وأن تعترف بأخطائك أمام نفسك دائماً.
يقال أن سقراط كان جالساً ذات يوم مع أحد تلاميذه على حافة بركة فيها ماء راكد، فقال سقراط لتلميذه: ما هذه البركة؟ قال التلميذ: إنه الماء. إلا أن سقراط بدأ يستدل له أن ذلك ليس ماء، وأورد عشرات الأدلة على ما ذهب إليه. واستسلم التلميذ لأستاذه رغم قناعته بعكس ما قال. غير أن سقراط مد يده إلى البركة، واغترف كفاً من الماء، ثم رماه في البركة، وقال لتلميذه: هذه الحقيقة أكبر دليل لك على أنه ماء، وأن ما ذهبت إليه ليس صحيحاً.
أما إذا أخطأ الآخرون بحقك، فالمطلوب أن تبدأ بأخطائك أولاً قبل أن تنتقدهم. وفي نقدك لهم يجب أن تكون أخلاقياً، بحيث يشجعهم النقد على الاعتراف بأخطائهم والإقلاع عنها، وليس المطلوب أن تهينهم وتجرح مشاعرهم، وتجعلهم يتعنتون لأخطائهم. 
إن المخطئ أحياناً لا يشعر أنه مخطئ، وإذا كان بهذه الحالة فمن الصعب أن توجه له لوماً مباشراً وعتاباً هادفا، وهو يرى أنه مصيب. إذن لابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً حتى يبحث هو عن الصواب؛ ولذلك من المهم أن نزيل الغشاوة عن عينه ابتداء ليبصر الخطأ.
جاء شاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا بكل جرأة وصراحة فهمَّ الصحابة أن يوقعوا به؛ فنهاهم وأدناه وقال له: «أترضاه لأمك؟!» قال: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم» قال: «أترضاه لأختك؟!» قال: لا، قال: «فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم» [رواه أحمد ]. فكان الزنا أبغض شيء إلى ذلك الشاب فيما بعد.
وكذلك في قصة معاوية بن الحكم حيث قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت: «يرحمك الله»، فرماني القوم بأبصارهم فقلت: «ما شأنكم تنظرون إلي» فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ـ ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ـ فوالله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن». [رواه مسلم]
وإذا وصلت إلى طريق مسدود مع الآخرين فحاول أن تتجاوز الطرق التقليدية التي اعتدت اللجوء إليها، وحاول أن تنظر للأمور من زاوية مختلفة، أي حاول القفز من على الحواجز واعكس الأدوار لرؤية الأمور من وجهة نظر الطرف الآخر، تبادل الأدوار معه أو مثل الدورين بنفسك ولكن بصوت مسموع، لأنك بذلك تفتح لنفسك آفاقا أوسع وتكتسب المنطقية والواقعية في تحليلك للمشكلة والوصول معه لحل نموذجي وواقعي لها بإذن الله تعالى.
ويمكن أن تستعين بمن يساعدك في تصحيح الأخطاء، بشرط أن يتوافر فيهم العدل والشفافية والبعد عن المصلحة الشخصية، والسلامة من الخلافية أو العدائية، فإنه ناظر داود الظاهري أحدهم، رد عليه ذلك الشخص، وقال له: إذا كنت تقول كذا وكذا؛ فقد كفرت والحمد لله. قال له داود: لا حول ولا قوة إلا بالله! كيف تفرح لكفر أخيك المسلم؟
من روائع الكلم 
تستطيع أن تباهي بأخطائك، فقط حين تجعلها نقطة تحول للصواب. 
من منا جمع الحجارة التي كان الآخرون يرمونه بها، وصنع منها بناء عظيما، عجز أولئك عن مجاراة روعته؟



2015-10-25

نصائح من أجل حياة أفضل


نصائح من أجل حياة أفضل:
1- عش حاضرك
أكثر القلق سببه الندم على الماضي أو الخوف من المستقبل. هذان بُعدان أنت تفقد السيطرة عليهما. استفد من تجارب الماضي وخطط لتوقعات المستقبل.
2. واجه المخاوف
معظم المخاوف لا حقيقة لها. كن شجاعاً في مواجهة المصاعب. روض نفسك لتقبل الأسوء ثم اعمل على أن لا يكون ذلك الأسوأ. "اعقلها وتوكل".
3. تقبل الواقع
رؤيتك هي واقعك. اعرف ما يقلقك ثم ادرسه جيداً. قم بعدها باستشارة والاستخارة ثم اتخذ قراراً ولا تندم عليه.
4. تذكر أخطار القلق
أمراض جسدية كالقلب والبشرة والمعدة والصدر والرأس والظهر والالتهابات والعجز وأمراض نفسية.. الخ
5. اشغل نفسك بالمفيد
"متى توفر الوقت للتفكير بسعادتك أو بشقائك فإنك في الغالب تشقى"! اطرد القلق بتناسي نفسك. وجه اهتماماتك إلى الناس والعمل والأهداف الطموحة.
6 آمن بمبدأ التسليم
لا تصطدم مع الأمر المحتوم. العاهات والبلاءات تساعدنا إلى حد كبير غير متوقع.. ما من عظيم إلا وهو قمة في التسليم.
7. تعلم فن النسيان
تعلم كيف تنسى لتعيش. لا تقبل أن تكون آلة تنديد. لا تتخذ موقفاً من كل حادثة تمر. دع الأمور تجري في أعنتها.. استصغر الحوادث المؤلمة والمزعجة.
8. اصنع الابتسامة
الابتسامة عنوان ومفتاح السعادة والشيء لا يأتي إلا بالجهد، ودليل الجهد الابتسامة، والابتسامة صدقة مكتوبة.
9. تدرب على الاسترخاء
الاسترخاء يضعف القلق لأنه يريح العقل.. استخدم تمارين الاسترخاء.
10. أصّل معاني الحب
الحب هو رأس الأمر، تعلم كيف تحب ربك، ودينك، ووطنك، ونفسك، وأهلك،وأصدقائك و(المسلمين) والحياة والخلق جميعاً.
أعطي الناس أكثر مما يتوقعوا. 
عندما تقول أحبك فلا بد أن تعنيها.
عندما تقول أنا آسف, أنظر لعيني الشخص الذي تكلمه.
لا تعبث أو تلهو أبدا بأحلام الآخرين.
أحب بعمق وبصدق.
لا تعاقب أو تصدر حكماً على الآخرين وفقا لما تسمعه عنهم فقط
لاتصدق كل ما تسمع ولا نصف ماترى لأن معظمها تكون تمثيلية خدع.
تكلم ببطء لكن فكر بسرعة.
اذا سألك أحدهم سؤالا لا ترغب في اجابته، ابتسم واسأله: لماذا ترغب في معرفه الإجابة؟
تذكر دائما, الطريق الى النجاح الكبير يتضمنه مخاطر كبيرة.
عندما تخسر لا بد أن تستفيد من خسارتك بأن تعتبر وتتعلم.
ابتسم عندما ترد على الهاتف، فالمتصل سوف يشعر بذلك في صوتك.
اقرأ ما بين الأسطر.
تذكر أنه في بعض الأحيان لا تنال ما تريد وربما تكون محظوظا في ذلك
احترم ثلاث أشياء
احترم نفسك. 
احترم الآخرين. 
احترم تصرفاتك وكن مسؤولا عنها.

ㅤㅤㅤㅤㅤㅤ ㅤالخبيئة الصالحة .. زورق نجاة

ㅤ الاخلاص .. العمل لله .. الخفاء .. الخبيئة ..
هنيئاً ” لخفيي العمل “هناك أناس يعيشون معنا في الأرض
و أملاكهم في السماء عظيمة قصورهم تبنى و زرع بساتينهم تُغرس
لا نعلمهم ،، الله يعلمهم فالخبيئة زورق من ركبه نجا وعبادة من اعتادها طهر قلبه وهذب نفسه وعودها الإخلاص
إنها العبادة في السر والطاعة في الخفاء
حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد -غير الله سبحانه -
فأنت عندئذ تقدم العبادة له وحده
غير عابىء بنظر الناس إليك
وغير منتظر لأجر منهم مهما قل أو كثر ..
هي وسيلة لا يستطيعها المنافقون ولاالكذابون
لأن كلا منهما بنى أعماله على رؤية الناس له وإنما هي أعمال الصالحين..
قد تكون ركعات في جوف الليل.. صيام أيام.. تلاوة آيات من القرآن.. ذكر الله عز وجل.. دمعات على الوسادة ومناجاة.. كل ما لا يعلم به أحد من طاعاتك 
ولا تخبر به أحدًا ولا يعلمه إلا الله، فهو خبيئة.
فمن أعظم ما تتقرب به إلى ربك أن يكون بينك وبين الله خبيئة لا يعلمها أحد من الخلق تدخرها لنفسك في يوم تكون فيه أحوج ما تكون إلى ما يكسي عورتك ويطفىء ظمأك ويجعلك تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.
العبادات الخفية و الأعمال الصالحة السرية بها من كنوز الحسنات ما لا يعلمه إلا الله.. فلا تغفل عنها 
قال عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين فغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره !! فقالوا : ما هذا؟! قالوا: كان يحمل جُرْب الدقيق يعني أكياس الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة
كان سفيان يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
وقد صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان خرازًا يحمل معه غداه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيًا فيفطر معهم. ((السرائر السرائر اللاتي يخفين على الناس وهن على الله بوادر)) اسأل نفسك الآن : 
ما هي العبادة التي تعملها والتي لا يعلمها احد من الناس
استغفاربالأسحار ؟
دمعة في خلوة ؟
صدقة سر؟
أو إصلاح بين الناس؟
أو صلاة بالليل والناس نيام؟
اعقد العزم من الآن على أن تكون لك خبيئة من عمل صالح
اعزم عزيمة جادة على استثمار شبابك على استغلال أوقاتك على زرع غِراس يانعات لك في الجنة
بعزيمة صادقة وهِمَّة عالية
كثير منا يرى الناس من حوله ويرى أقرباءه ويرى جيرانه ولا يظن أنهم يفعلون خيرا أو أن بينهم وبين الله أسرار
ولكن سبحان الله بعد موتهم نكتشف العكس