السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2014-11-29

حتى تكون جميلاً وأنيقـاً وذواقاً ..!!

كم هي المصطلحات اليوم والتي تتحدث عن الأناقة والجمال والذوق و الإتيكيت في كثير من جوانب حياة الإنسان .. فهل أهتم الإسلام بهذه المعاني والقيم ؟ وهل دعا إليها؟ وكيف هذبها ؟ وما هي الثمرة المرجوة من كون الإنسان يجب أن يكون أنيقاً وجميلاً وصاحب ذوق رفيع ؟
إن الناظر في هذا الكون الفسيح، يدرك أنه يعيش في عالم هو آية من الجمال الذي لا يبارى؛ بدءً بالأرض حتى أركان الفضاء، تناسق عجيب وجمال يبهر العقول قال سبحانه: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) (الحجر: 16) وجعل الأرض الحية تتنفس بالجمال نِعَماً لا تحصى ولا تنتهي {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ }(النمل60) وأرشــد الإنسان إلى تبين معالم هذا الجمال في كل شيء: (وَاْلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) (النحل: 5-6). وأمرنا الإســلام أن نسير إلى الله في مواكب من الجمال والأناقة والذوق الرفيع (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف: 29) وفي يوم الجمعة أكد على ذلك أكثر فقال عليه الصلاة والسلام (لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدّهن من دهنه ويمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)( البخاري /883) و اعتنى الإسلام عناية بالغة بموضوع الجمال وتنمية الحس الجمالي فلقد تحدث القرآن عن الزينة والجمال، ولفت نظر الإنسان إلى ما في عالم الموجودات من جمال وروعة وفن وإبداع لتكون دليلاً على قدرة الله وعظمته ودليلا يتعلم منه الإنسان معاني الجمال قال تعالى {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } (البقرة164) وخلق الله الإنسان في أجمل صورة وأحسنها، فقال عز وجل: (اَللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اْلأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) (غافر: 64) ثم جعل له الكون من حوله جميلا، وحسنه تحسينا، عساه يكون في تدينه حسنا جميلا. قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى اْلأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الكهف: 7) فالزينة الكونية مبعث وجداني لتحلي المسلم والمؤمن رجل كان أو امرأة بالزينة الإيمانية والزينة الخلقية والجمال .
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أنيقا وصاحب ذوق رفيع ما رأى الصحابة أجمل ولا أحسن منه مع أنه لم يكن يغالى أو يبالغ لكنه كان جميلا يحب الجمال فكان عليه الصلاة والسلام يلبس ما تيسر له من اللباس، سواء أكان صوفاً، أم قطناً أم غير ذلك، من غير تكلف ولا إسراف ولا شهرة وكان له ثوب يلبسه في العيدين وفي الجمعة، وكان إذا وفد عليه الوفد لبس أحسن ثيابه، وأمر أصحابه بذلك وكان صلى الله عليه وسلم يهتم بنظافة ثيابه، ويحرص على تطييبها، ويوصي أصحابه بذلك، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلَّم أن حسن السمت، والزيِّ الحسن من شمائل الأنبياء وخصالهم النبيلة ... وحرص صلى الله عليه وسلم على تربية صحابته الكرام على كل هذه المعاني فكان يعلمهم كيفية سلوك طريق المحبة بعبارات وإشارات شتى، ما تزال تنبض بالنور إلى يومنا هذا، فانظر إن شئت، إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "أنتم الغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله!"(رواه مسلم) والغرة بياض في ناصية الحصان، والتحجيل بياض في يديه؛ فتلك سيم الجمال في وجوه المحبين وأطرافهم، يوم يرِدُون على المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي سيم "ليست لأحد من الأمم"(متفق عليه)، بها يعرفون في كثرة الخلائق يوم القيامة، كالدر المتناثر في الفضاء ... ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والجلوس بالطرقات فقالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها فقال إذ أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " (رواه البخاري ) ) كل ذلك ليحافظ على الجمال العام والمنظر الرائع والسلوك الحسن بل جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، وإن لفاعلها ثواباً عند الله تعالى فقد قال : " الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بعض وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وإدناها إماطة الإذى عن الطريق، والحياء شبعة من الإيمان "[رواه مسلم عن أبي هريرة] وقال عليه الصلاة والسلام : " عُرضت عليّ أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن"[رواه البخاري ومسلم]. وأمر صلى الله عليه وسلم بالجمال والأناقة والتجمل الشخصي للفرد في ملبسه ومظهره وهندامه من دون إسراف أو تكبر أو مخيلة أو تفسخ وانحلال.. و دعا إلى التجمل والأناقة التي تظهر الجمال والذوق الرفيع لصاحبها وتحفظ شخصيته وإنسانيته وأخلاقه من الإنحطاط والإسفاف وتضفي على حياته الراحة والسعادة والبهجة والسرور فقد رأى صلى الله عليه وسلم رجل يقال له الأحوص الجشمي وعليه أطمارٌ ـ أي ثياب بالية ـ فقال: ((هل لك من مال؟ قال: قلت: نعم، قال: ومن أي المال؟ قلت: من كل ما أتى الله من الإبل والشاء، قال: فلتر نعمته وكرامته عليك؛ فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده) (صححه الألباني. السلسلة الصحيحة /1290) و قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر؛ فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة؛ فقال عليه الصلاة والسلام: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس)  و رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره فقال: ((أما كان يجد ما يسكّن شعره؟)  وقال عليه الصلاة والسلام ("مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ"(الألباني: حسن صحيح/ السلسلة الصحيحة
وكان من ذوقه وكرم نبله وتقديره للجمال صلى الله عليه وسلم احترام خصوصيات الآخرين ما لم تخالف الشرع مهما كانت فكثير من الناس تعجبه أشياء ويعمل أشياء قد لا يعملها الآخرون ولا تعجبهم وهذه سنة في طبائع الناس ولله في خلقه شئون .. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل إلى الصحابي الجليل أبو قتادة رضي الله عنه ليحضر إليه كان في مقتبل شبابه ، مشغولاً بنضارة وجهه ، وحسن مظهره .. وكان يعتني بشعره فقيل يترجل – يمشط شعره- ..) ثم أرسل إليه ، فقيل : يترجل – يمشط شعره) وكانت الخطيئة الكبرى الثالثة، فبعد مرتين يستدعيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعتذر عن إجابته بأنه يترجل، وهل يأخذ تسريح الشعر كل هذا الوقت إلا لشاب لا هم له إلا مظهره وأناقته وجمال شعره. وهذا نموذج خطأ لا يجوز أن يوجد في المجتمع الإسلامي، وفي صف المجاهدين فيه، لقد بلغ السيل الزبى ، وصدرت الأوامر بالعقوبة النبوية، والعقوبة من جنس الذنب، فقال : "احلقوا رأسه" وما كاد ينتهي من ضبط تسريحته، ، حتى استعد ليلبي نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد استحيا كثيراً من التلكؤ، وفوجئ برسل رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنهم الآن ليسوا قادمين لدعوته، إنما هم قادمون وبيدهم الموس لحلق شعره كله فاستأذنهم ليلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل التنفيذ لعله يتدارك هذا الشعر الحبيب الغالي على قلبه ونفسه ( فجاءه فقال : يا رسول الله : دعني يا رسول الله هذه المرة فو الله لأعتبنك) [ أي : أزيل عتبك عليّ وغضبك علىَ ]. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدره ، وما طلب منه أحد شيئاً فقال : لا، وأخفض رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره الشريف مؤذناً بالموافقة على مضض وظل أبو قتادة رضي الله عنه يبحث عن عمل يرضي الله ورسوله لأنه شعر بخطئه وهذه كانت سمة المجتمع المسلم الأول حتى جاءت الفرصة ( قال أبو قتادة : إني لأغسل رأسي، قد غسلت أحد شقيه، إذ سمعت فرسي تصهل وتبحث بحوافرها، فقلت : هذه حرب قد حضرت) إنه لم يسمع نداء لحرب إنما سمع همهمة فرسه وصهيلها، فلم تفعل ذلك إلا لأنه تناهى إلى مسامعها خيول تصهل وتستعد للحرب، وفاتنا أن الشاب الظريف قد عاهد خليله أن يرضيه في أي حدث جلل يقع وهذه حرب ( فقلت : هذه حرب قد حضرت، فقمت ولم أغسل شق رأسي الآخر ، فركبت وعلي بردة ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح : الفزع ، الفزع) أليس في عنقه عهداً لرسوله الحبيب أن يقر عينه بموقف يمسح كل ما في قلبه من وجد عليه ؟ وامتطى فرسه يسابق الريح.. ( قال : فأُدرك المقداد، فسايرته ساعة ، ثم تقدمه فرسي وكان أجود من فرسه) وكان العدو من غطفان قد أخذ لقاح ( النوق ذات الألبان) رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضى هرباً وكان مسعدة بن بدر فارس غطفان هو حامي حمى العدو في الخلف، وهو الذي قتل الفارس المسلم محرزة بن نضلة ... فقلت للمقداد : إما أن أموت أو أقتل قاتل محرز ، فضرب فرسه فلحق بالعدو من غطفان فضربوا أبو قتادة بسهم في وجهه فنزع قدحه ، فوقف له مسعدة فقال : أيهما أحب إليك : مجالدة [ أي : مبارزة بالسيف ] أو مطاعنة [ أي : طعناً بالرماح ] أو مصارعة ؟ فقلت : ذلك إليك، فقال صراع. فنزل وعلق سيفه في شجرة، وعلقت سيفي في شجرة، وتواثبنا فرزقني الله الظفر عليه فقتلته ثم استوليت على فرسه ثم ذهبت خلف القوم فحملت على ابن أخيه، فدققت صلبه)، وهذا قتيل ثان لأبي قتادة ، فماذا وراء ذلك ؟ لقد استنقذ نصف اللقاح المسروقة إضافة إلى قتل الفارسين الخطيرين .
وكان اللقاء العظيم مع القائد الحبيب : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفلح وجهك يا أبا قتادة ". فقلت : ووجهك يا رسول الله " ، قال : " قتلت مسعدة " قلت : نعم ) ... لكن هذا الأنيق ، قد شوه وجهه ذلك السهم الغائر في جبهته . ( قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما هذا الذي بوجهك ؟ " قلت : " سهم أصابني " فقال : " ادن مني " فنزع السهم نزعاً رقيقاً ثم بزق فيه ووضع راحته عليه).. وكانت أعظم عملية تجميل لهذا الفارس الأنيق، ولم لا يحافظ على أناقة فارسه العظيم، وقد قتل الفارسين، واستنقذ نصف اللقاح !.
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي قتادة قائلاً : " اللهم بارك له في شعره وبشره " وماذا كانت ثمرة هذه الدعوة ؟
( فمات أبو قتادة رضي الله عنه وهو ابن سبعين سنة ، وكأنه ابن خمس عشرة سنة!) وذلك ببركة الدعاء النبوي العظيم ، أن يبارك الله في شعره وجلده
أما في جانب التربية والتوجيه والنصيحة فقد كان صلى الله عليه وسلم صاحب ذوق رفيع وخلق عظيم لا يعنف ولا يسب ولا يشتم بل كان رفيقا رقيقا ملك القلوب بخلقه صلى الله عليه وسلم .. عن خوات بن جبير رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلع عليه يوماً من الأيام، في أول عهده بالإسلام، وكان جالساً مع بعض النساء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما أجلسك هاهنا يا خوات؟ قال: يا رسول الله، بعير لي شرد فأردت من هؤلاء النسوة أن يصنعن له عقالاً أو نحو ذلك. فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم انصرف من عنده ورجع وهو على حاله فقال: أما زلت على تلك الحال؟! فقام، فكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما لقيه قال له: ما فعل بعيرك الشارد أو ما فعل شراد بعيرك؟ فكان يستحي بعد ذلك، ولا يحب أن يقابل الرسول عليه الصلاة والسلام؛ خشية أن يذكره بذلك، حتى جاءه يوماً وهو يصلي فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بجانبه قال خوات فأطلت الصلاة لعل رسول الله أب يقوم من مكانه فلم يقم فسلمت فقال له : ما فعل بعيرك الشارد . فقال: يا رسول الله عقله الإسلام، والله ما شرد منذ ذلك اليوم ... } وهذه كلمة معبرة يفهم ما وراءها، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقصد منها النصيحة والتعليم، بالأسلوب الذي يناسب كل إنسان.
وفي جانب العشرة الزوجية ومعاملة النساء فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيما ورقيقا وعادلا كثير الود طيب العشرة جاء في صحيح البخاري : (كان صلى الله عليه وسلم عند إحدى زوجاته، فصنعت له الأخرى طعاماً وبعثته في قدح مع غلام لها، فطرق الباب فخرجت زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما فتحت الباب وجدت الغلام يحمل في يده الإناء وفيه الطعام، فغضبت لماذا ترسل تلك طعاماً للرسول وهو بيتها؟ فقالت: تتابعينه حتى في بيتي وتعطينه طعاماً! فضربت يد الغلام، فوقع القدح وانكسر وانتثر الطعام، والرسول صلى الله عليه وسلم يرى المنظر). ما رأيكم؟! لو أن هذا حدث مع واحد منا، ماذا سيحصل؟ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم سكت، ثم اعتذر لها وهي عائشة رضي الله عنها- وقال: (غارت أمكم، غارت أمكم، غارت أمكم) ثم قام صلى الله عليه وسلم وأخذ قدحاً لها في بيتها، وجمع الطعام، وأخذ الطعام ورد القدح، وقال: (طعام بطعام وقدح بقدح) مثلما كسرتيه تحمليه والطعام نأكله. هكذا لم يجرح الرسول مشاعرها، وما هو شعور عائشة ؟ لقد غارت، والغيرة أمر طبيعي في المرأة لكن أنظروا إلى هذه الأخلاق العظيمة.
وكان من ذوقه صلى الله عليه وسلم ونبل أخلاقه أنه كان يخفف الصلاة إذا سمع بكاء طفل: تقديرا لقلق أمه عليه.
وكان يلاطف الأطفال ويداعبهم فقد مات طائر صغير كان لأبى عمير أخو أنس بن مالك فيذهب صلى الله عليه وسلم بجلالة قدره وعلو منزلته إلى ذلك الطفل ليعزيه في طائر له مات فقال : «يا أبا عمير، ما فعل النغير»؟ قال مات يا رسول الله.
و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لا ينزع يده حتى ينزعها الذي يسلم عليه واذا سلم سلم بكلتا يديه
ولا يصرف وجهه عنك...حتى تصرف وجهك أنت وكان يجلس حيث انتهى به المجلس وكان هاشا باشا ..........لا تلقاه الا مبتسما .. هل رأيتم ....ماذا نفعل نحن الآن .نسلم بأطراف أصابعنا...ونسلم بأقصى سرعه وبلا اهتمام ولا نعير اهتمام بمن نسلم عليه ، ونحب دائما ان نجلس فى الصف الأول حتى لو جئنا متأخرين ، ونلقى الناس بوجه عبوس
ويوم فتح مكة أوقف الرسول صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف مقاتل من أصحابه من أجل عصفورة كانت تطير فوق رأسه تذهب وتعود فقال صلى الله عليه وسلم من فجع هذه بأفراخها ردوا عليها أفراخها ؟
فقال أحد المسلمين أنا يا رسول الله ؟ فرد عليها أفراخها وعادت إلى عشها .. انه صلى الله عليه وسلم صاحب ذوق لا يرضى أن يكون هناك خلل يعكر صفو الحياة ولو كانت حياة هذا الطائر الصغير .
إن الذوق السليم في الإنسان يرفعه إلى حد أن يتخير الكلمة اللطيفة، والتصرف الملائم الذي يمنع الإحراج، ويدخل السرور على الآخرين.
أما في جانب المنظر الجمالي للإنسان وبالبيئة التي من حوله فقد دعا الإسلام إلى الإهتمام بذلك في بيته وشارعه وحارته ومكان عمله .. لكن ما نراه اليوم من التقصير عند كثير من الناس وعدم الاهتمام واللامبالاة سبب للمسلمين تراجع حضاري وزاد ذلك من تعاسة الحياة وانعدام الذوق وسبب هذا الإهمال ظهور كثير من السلوكيات الخاطئة في المجتمع وأصبحنا نعرف بين أمم الأرض بالغوغائية والمستهترين والمهملين . فالقيمة الجمالية اختفت من بيوتنا فكثير منها تنقصه النظافة والترتيب .. والمرأة لا يراها زوجها متزينة في كثير من الأحيان إلا عند خروجها لزيارة أو حضور حفلة أما هو فالأمر لا يستدعي ذلك مع أن هذه من الأمور التي تديم الحب والمعروف بينهما والرجل كذلك يجب عليه أن يتجمل لزوجته فقد كان ابن عباس يقول ( والله إني أحب أن أتجمل لزوجتي كما أحب أن تتجمل لي ) وشوارعنا أي جمل فيها فلا ترى إلا حفر وأشجار تشكو الإهمال والتعدي من الكبير قبل الصغير ولوحات إرشادية لا يحسن تعليقها ومحلات ومؤسسات ومصانع تهمل في النظافة والمحافظة على البيئة وجمال المنظر وعمارات على الشوارع العامة تستخدم كفنادق ومستشفيات ومكاتب ولا يوجد لها مواقف خاص بالسيارات فينتج عن ذلك زحمة في السير وإرباك لحركة المرور و غير ذلك .. وفي وزاراتنا ومؤسساتنا لا تكاد تجد مكتب منظم ونظيف ، مرتب في عمله وأوراقه وطريقة الاستفادة منه أو حتى طريقة تقديم خدماته وهذا غيض من فيض وقيسوا جوانب حياتنا المختلفة على ذلك .. وهذه ليست دعوة للتشاؤم لكنها همسة لتصحيح الوضع وتصويب الأخطاء والتنقيب عن الكنوز المدخورة لهذا الدين العظيم من التوجيهات والأحكام والتشريعات الخالدة وتمثلها وتطبيقها والتي يسعد من خلال القيام بها الفرد والمجتمع والأمة جمعاً ... فلنكن أصحاب ذوق خلاق وجمال باهر ومظهراً أنيقاً وسلوك سوي كي نظهر للعالم سمو هذا الدين ونبل أحكامه وتشريعاته وتوجيهاته في هذا الجانب من الحياة وغيره من الجوانب وحتى نكسب الأجر من الله بحسن الإتباع وحتى تنتظم حياتنا أكثر ونستشعر القيمة الجمالية لهذا الدين فتسمو نفوسنا وتتطلع للجمال الأسمى والأناقة بجميع صورها يوم القيامة وما أعده الله لعبادة في جنات وصفها الله بشتى أنواع الوصف بما فيه من الروعة والجمال والزينة والبهجة والسرور والأناقة .. فالإسلام دين الذوق والجمال والأناقة بكل المقاييس فهل نعي ذلك جيداً ؟ .. انتهى ...

لماذا أنت كثير التبسُّم ؟

 تيه وحيرة حزن
تمر بك لحظات تشعر فيها بمرارة الحزن ..
وتتذوق فيها طعم الألم وتتلون ملامحك بهذا الشعور
حينها تبحث في نفسك عن حل ليتلاشى من داخلك هذا الشعور ..
إن كنت تعرف مالسبب ستضع عدة حلول ثم تأخذ منها الأفضل ..
و( لكن) !!
إن كنت لا تدري مالسبب وداهمك هذا الشعور بحصاره ..
وفاجأك بحلوله واستيلاءه عليك ..
بحثت عن السبب فلم تجده !!
نظرت يميناً لم تجده ويساراً كذلك لم تجده !!
نظرت للأعلى والأسفل لكن بدون جدوى !!
أردت الصراخ وجدت أن صوتك قد اختفى !!
أتيت لتبكي جافاك البكاء والدمع قد جفَّا !!
أردت طلب النجدة والبحث عن السبب و المشي لمكان آخر وجدت قدميك بين الحديد مكلبشة حاولت سحبها من بين الحديد زاد ألمك من شدة حدته ..
أردت فتحها فلم تستطيع !!...
كل هذه الأعضاء توقفت بسبب .. (صدمة) !!
وهي حزنك المفاجىء ..
هل فكرت في نفسك،وأهلك ،ويومك ، وأمسك وماذا فعلت فيهم؟!..
هل فكرت في واجباتك تجاه ربك ، وتجاه نفسك ، وتجاه غيرك من البشر ؟!..
هل فكرت فيما أسرفت على نفسك ؟!..
هل فكرت في دنياك وماذا أعددت لآخرتك؟!..
إنك إذا فكرت للحظة ! لحظة فقط ببصيرة !!
سيمر بك شعور غريب ..
يجعلك تتذكر أعمالك قبل القريب والبعيد ..
يجعلك تعرف أحد أسباب حزنك وهو :
(زيادة معاصيك) ..
وعندما تزداد المعاصي تتراكم علينا الهموم والآلام فنشعر بحيرة وتيه حزن علينا ملازمة الإستغفار فإنه يفتح الأقفال وعلينا اللجوء إلى الله والتضرع إليه بالدعاء ليذهب كل الحيرة والحزن ..

قصّة الكلب والجزار

صورة: ‏الكلب والجزار

يحكى أن جزارا كان ينظرنحو نافذة محله وإذا بكلب صغير يدخله عليه،فسارع إلى طرده وبعد مدة عاد الكلب مرة أخرى فنهره الجزار بشدة

ولكنه فوجئ حينما رأى ورقة صغيرة في فم الكلب كتب عليها«لو تكرمت أريد فخذا من اللحم و12 قطعة من النقانق»!
وكان الكلب يحمل في فمه أيضا المبلغ المطلوب! دهش الجزار لما يراه، لكنه استجاب لما طلب منه، وعلى وجهه علامات الذهول.
ووضع الطلب في كيس علق طرفه في فم الكلب. وبما أن وقت إغلاق المحل قد أزِف،فقد قرر الجزار أن يغلق محله ويتبع هذا الكلب العجيب 
وواصل الكلب مسيره في الطرقات يتبعه الجزار خفية،وكلما وصل الكلب إلى نقطة عبور مشاة وضع الكيس أرضا وينتظر بكل هدوء، ثم يعبربعد إضاءة الإشارة باللون الأخضر
وعندما وصل الكلب إلى محطة للحافلات بدأ ينظر نحو لوحة مواعيد وصول الحافلات ،بينما الجزار يراقبه باستغراب، بل وازداد ذهوله عندما قفز الكلب إلى الحافلة فور وقوفها.
لحقه الجزار - من دون تردد - وجلس على مقربه منه ، ولما اقترب الموظف المسؤول عن جمع التذاكر من الكلب أشار الأخير إلى تذكرة بلاستيكية علقت في رقبته ، واكتفى الموظف بإلقاء نظرة سريعة عليها ليواصل سيره.
لم يصدق الجزار وباقي الركاب ما يرون. وعند اقتراب الحافلة من المحطة القريبة للوجهة التي كان يقصدها الكلب ، توجه إلى المقعد المجاور لسائق الحافلة وأشار إليه بذيله أن يتوقف.
 نزل الكلب بثقة كما ينزل ركاب الحافلات، فانطلق نحو منزل قريب ،حاول فتح الباب لكنه وجده مقفلا،فاتجه نحو النافذة وجعل يطرقها مرات عدة برأسه.
في أثناء ذلك، رأى الجزار رجلا ضخما يفتح باب المنزل صارخا الكلب المسكين ،ولم يكتف بهذا ، بلوشاتما في وجه ركله بشدة كأنما أراد تأديبه.
لم يتمالك الجزار نفسه من شدة قسوة المشهد فهرع إلى الرجل ليمنعه وقال: «اتق الله يا رجل في هذا المسكين فهو كلب ذكي جدا، ولو أن وسائل الإعلام علمت به لتصدر جميع نشراتها الإخبارية
فأجاب الرجل بامتعاض شديد: «هذا الكلب ليس ذكيا بل هو عين الغباء، فهذه هي المرة الثانية في هذا الأسبوع التي ينسى فيها مفاتيح المنزل.
هناك من يعمل بجد واجتهاد وبأمانة قد يكون همه إسعاد غيره لكنه للأسف لايجد التقديرأبدا أو على الأقل كلمة شكر..
 
هذا حال بعض الناس تفعل الكثير من أجلهم لكن ...‏

 
يحكى أن جزارا كان ينظرنحو نافذة محله وإذا بكلب صغير يدخله عليه،فسارع إلى طرده وبعد مدة عاد الكلب مرة أخرى فنهره الجزار بشدة ولكنه فوجئ حينما رأى ورقة صغيرة في فم الكلب كتب عليها«لو تكرمت أريد فخذا من اللحم و12 قطعة من النقانق»!
وكان الكلب يحمل في فمه أيضا المبلغ المطلوب! دهش الجزار لما يراه، لكنه استجاب لما طلب منه، وعلى وجهه علامات الذهول.
ووضع الطلب في كيس علق طرفه في فم الكلب. وبما أن وقت إغلاق المحل قد أزِف،فقد قرر الجزار أن يغلق محله ويتبع هذا الكلب العجيب
وواصل الكلب مسيره في الطرقات يتبعه الجزار خفية،وكلما وصل الكلب إلى نقطة عبور مشاة وضع الكيس أرضا وينتظر بكل هدوء، ثم يعبربعد إضاءة الإشارة باللون الأخضر
وعندما وصل الكلب إلى محطة للحافلات بدأ ينظر نحو لوحة مواعيد وصول الحافلات ،بينما الجزار يراقبه باستغراب، بل وازداد ذهوله عندما قفز الكلب إلى الحافلة فور وقوفها.
لحقه الجزار - من دون تردد - وجلس على مقربه منه ، ولما اقترب الموظف المسؤول عن جمع التذاكر من الكلب أشار الأخير إلى تذكرة بلاستيكية علقت في رقبته ، واكتفى الموظف بإلقاء نظرة سريعة عليها ليواصل سيره.
لم يصدق الجزار وباقي الركاب ما يرون. وعند اقتراب الحافلة من المحطة القريبة للوجهة التي كان يقصدها الكلب ، توجه إلى المقعد المجاور لسائق الحافلة وأشار إليه بذيله أن يتوقف.
نزل الكلب بثقة كما ينزل ركاب الحافلات، فانطلق نحو منزل قريب ،حاول فتح الباب لكنه وجده مقفلا،فاتجه نحو النافذة وجعل يطرقها مرات عدة برأسه.
في أثناء ذلك، رأى الجزار رجلا ضخما يفتح باب المنزل صارخا الكلب المسكين ،ولم يكتف بهذا ، بلوشاتما في وجه ركله بشدة كأنما أراد تأديبه.
لم يتمالك الجزار نفسه من شدة قسوة المشهد فهرع إلى الرجل ليمنعه وقال: «اتق الله يا رجل في هذا المسكين فهو كلب ذكي جدا، ولو أن وسائل الإعلام علمت به لتصدر جميع نشراتها الإخبارية
فأجاب الرجل بامتعاض شديد: «هذا الكلب ليس ذكيا بل هو عين الغباء، فهذه هي المرة الثانية في هذا الأسبوع التي ينسى فيها مفاتيح المنزل.
هناك من يعمل بجد واجتهاد وبأمانة قد يكون همه إسعاد غيره لكنه للأسف لايجد التقديرأبدا أو على الأقل كلمة شكر..
هذا حال بعض الناس تفعل الكثير من أجلهم لكن ...

النجاح والفشل في حياتنا

 
الحمدلله حمداً دائماً أبدا ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما أحبَّ أبٌ ولدا ؛أما بعد :
فما هو النجاح ؟
وما هو الفشل ؟
وهل النجاح مقتصر على جانب واحد من جوانب حياتنا ؟
وهل النجاح في أن تأت بما لم تأت به الأوائل
وأن ما ليس فريداً وكبيرا لا يعتبر نجاحاً ؟.
وهل كل ناجح نعرفه ونراه هو ناجح في كل شئون حياته .
وهل وصف الانسان نفسه أو وصف غيره له بالفشل يعتبر دقيقاً .
وهل إخفاق ولدك في جانب من الجوانب كافياً لوصفه بالفشل ؟
وهل للنجاحات الصغيرة المتكررة اليومية علاقة بتحقيق النجاحات الكبرى العظيمة ؟
وهل الحكم بالفشل حكماً مميزا ً لا يمكن نقضه ولا تغييره ؟
أسئلة كثيرة حول الفشل والنجاح !
وأسئلة كثيرة عن الناجح والفاشل !
نرى طائفة كبيرة من الناس تعيش الإحباط بسبب
إيمانها بفشلها واقتناعها بعدم نجاحها !
بل وكثير من الآباء والأمهات كرهوا حتى مجرد الحديث مع أولادهم لتوهمهم بأنهم أشخاص فاشلين .
ولو نظرنا بتجرد وبفصل بين الجزئيات لأدركنا أن فشل أحدنا ؛لا يعدو أن يكون فشلاً جزئياً .
وأن النجاح أمرأً نسبياً
فبعض الناس مثلا ناجح علمياً ؛ لكنه على المستوى الأسري دون المأمول .
وبعض الناس ناجح أسرياً لكنه في المجال الوظيفي دون المأمول .
وبعض الأولاد برٌ بوالديه مُضيع لدروسه .
صحيح هناك من يحقق النجاح على جميع المستويات ؛لكن علينا أن نعترف ونقر أن هذه النوعية قليلة ونادرة جدا .
وقد جاء في الحديث الصحيح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :(الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ).
لماذا نجعل فشلنا أو فشل أولادنا وطلابنا في جانب يقودنا ويقودهم للفشل في الجوانب الأخرى ؟
ولماذا لا نجعل نجاحنا أو نجاح أولادنا وطلابنا في جانب يقودنا ويقودهم للنجاح في الجوانب الأخرى ؟
هل الفشل الجزئي يحتاج إلى حسن إدارة وحكمة في التعامل حتى لا يتحول لفشل كلي ذريع ؟
وهل النجاح الجزئي يحتاج إلى حسن إدارة وحكمة في التعامل ليستمر ويمتد بيصل إلى جوانب أخرى .
والفشل الكلي من وجهة نظري أن يكون الانسان غير صالح لأي عمل ولا يؤدي أي دور.
والحق يقال أنه لا يمكن أن يكون المسلم فاشلاً فشلاً كلياً مهما كان سلبيا ً ؛فلا بد أن يقوم المسلم بما يخرجه من دائرة الفشل الكلي .
إذا استقر ذلك في أذهاننا فما هو المطلوب منا إذاً :
المطلوب منا يتضح من خلال النقاط التالية :
أولاً : تغيير التصور لدى بعضنا عن النجاح !
ويتم ذلك من خلال النظر إلى النجاح كما يلي :
1- النجاح لا يعتمد على حجم الإنجاز فقط ؛بل هناك أمور صغيرة من وجهة نظر البعض يعتبر القيام بها نجاحاً كبيرا .
2- النجاح لا يشترط فيه أن يكون بتحقيق أمر نادر ،بل هناك كثير من الأمور المتكررة في حياتنا اليومية يعتبر القيام بها نجاحا وتميزاً .
3- النجاح لا يقتصر على تحقيق ما لم يحققه غيرك ؛بل هناك أمور يقوم بها الملايين من الناس ويعتبر القيام بها نجاحا وفوزاً .
4- النجاح لا يتوقف على الإشادة من الآخرين فهناك الكثير من النجاحات التي تحققها أخي الكريم وقل أن يُشيد ويُثني عليك أحدٌ بها .
 5- من كان لديه حد أدنى من النجاح في جميع جوانب حياته وتميزاً في جانب واحد يعتبر إنسانا متميزاً جداً .
ثانيا ً: إعادة النظر في النجاحات اليومية المنسية !
لو تأملنا حياة أي مسلم ؛لوجدنا أن لديه نجاحات يومية كثيرة وفي مجالات مختلفة من حياته :
ففي المجال التعبدي :نجد أن المسلم يومياً يؤدي الصلوات الخمس في وقتها ومع جماعة المسلمين إن كان رجلاً وفي بيتها إن كانت امرأة .
وهذا حد أدنى للمسلم للنجاح في صلاته ،ومن إراد الاستزادة فبالمحافظة على السنن الرواتب وصلاة الليل والضحى .
وحقيقة أن من لم يعتبر المحافظة على الصلاة كما ذكرنا من أكبر النجاحات ؛فلا حق لها في الحديث عن النجاح ؛ بل لم يعرف ما هي الحياة أصلا ً .
وفي المجال العلمي :فمعرفة المسلم مسألة واحدة من دينه أو قرآت صفحة من كتاب ربه أو حديثاً من حديث نبيه صلى الله عليه وسلم يعتبر نجاحا ً
وكذلك قراءته لصفحة واحدة من كتاب في علم نافع من النجاحات التي تستحق ذكرها وعدم إهمالها .
وفي المجال الأسري : فقبلة تطبعها على رأس أحد والديك نجاح وأي نجاح .
وابتسامتك في وجه زوجتك نجاح ...
وحمل ولدك الصغير إلى المستشفى نجاح ...
ومراجعة الأم دورس أولادها نجاح ...
وتهيئة الزوجة طعام زوجها نجاح ...
واتصال بعمة أو خالة نجاح ...
وإعطاؤك ولدك مصروفا يومياً نجاح ...
(حتى اللقمة يضعها أحدكم في في زوجته) نجاح وأي نجاح .
وفي المجال الاجتماعي :فزيارة لجارك في بيته نجاح ...
وعيادتك لابن زميلك في المستشفى نجاح ...
وإجابة دعوة صديقك نجاح ...
وكفالة اليتيم نجاح ...
ومساعدة الأرملة نجاح ...
وإعطاء الطريق حقه نجاح ...
وفي المجال الوظيفي : فاهتمامك بوقت عملك نجاح وحرصك على زيادة انتاجيتك في العمل نجاح ،ولين الخطاب مع المراجع نجاح ..
هل رأيت أخي كم تحقق من النجاحات اليومية المنسية ؟
أنا لا أدعو للكسل ولا إلى ضعف الهمة لكن أدعوك إلى حمد الله على ما من به عليك وعدم ترك المجال لوساوس الشيطان بالتقليل من شأن نفسك ووصفك بالفشل وعدم الإنجاز .
ولا أريد الاستطراد أكثر وأكتفي بالجوانب الأربعة المذكورة ،علما بأن هناك مجالات أخرى لم أذكرها خشية الإطالة .
ثالثاً :الاحتفال بنجاحاتنا الصغيرة ؛وأقل درجات هذا الاحتفال هو حمد الله عليها ثم الرضى الذاتي عن أنفسنا .
من النقطة السابقة أتضح لك أخي الكريم كم لدينا من النجاحات ؟
قلق واكتئاب لدى الكثيرين مع أن لديه كل النجاحات التي ذكرناها ،وإرهاق للنفس إن لم يكن إزهاق للروح بالنظرة السلبية عن أنفسنا وأولادنا وطلابنا .
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :(ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه )
وأولى من ترفق به نفسك وأهلك وولدك ؛ومن أعظم أوجه الرفق بالنفس شكرها على إحسانها وحثها على زيادة الإحسان بالحسنى .
أسأل الله أن يكتبنا من الناجحين وأن يصرف عنا الفاشلين ويصرفنا عن سبيلهم والله تعالى أجل وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

مفارقات بين الخلق والخالق

كم هو الفرق عظيمٌ بينَ الخَلْقِ والخالق، بينَ الخلقِ المطبوعين على النقص والضعف والتقصير، وبين الخالقِ الكاملِ ذي القوَّة المطلقة.
إنَّ الخَلْقَ يغضبون إذا سألتهم وأكثرت من سؤالهم، أما الخالق فهو الذي حثَّك على سؤاله، ويجيب دعوة الداعي، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، وإذا ذكرتَ الله في نفسك ذكرَكَ في نفسه، وإذا ذكرتَهُ في ملأ ذكرَكَ في ملأٍ خير منهم..
فالله الودود قد تكفل لعباده وهو الغني عن العالمين بأن من ذكره وحمده أن يشرِّفه الله عز وجل ويذكره ويكون معه، ففي الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعاً، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَة). متفق عليه. فمن ذكر الله بالتنزيه والتقديس سرّاً ذكره الله تعالى بالثواب والرَّحمة سرّاً، وإن ذكره في ملأ ذكره الله في ملأ خير منهم.
إنَّ الخَلْقَ يضيقون بتكرر الخطأ منك وقد لا يقيلون العثرات ولا يقبلون الاعتذار، أما الخالق فهو الذي أمر عباده بالتوبة وهو يحب التوابين، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
وقال النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام: (لَـلهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ في أَرْضٍ دَوِيَّةٍ مَهْلَكَةٍ مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَاني الَّذِى كُنْتُ فِيهِ فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ. فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ) متفق عليه واللفظ لمسلم.
وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْباً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ) متفق عليه واللفظ لمسلم. أي: ما دمتَ تذنب ثم تتوب غفرت لك.
إنَّ الخالقَ يوفق عبده للطاعة ثم يشكره ويثيبه عليها، أما الخَلْق فقد لا يساعدوك على الخير، ثم إنْ فعلتَ الخير فقد يشكروك وقد لا يشكروك عليه، وإذا شكروك فإنَّ شكرَهم ناقصٌ محدودٌ، أما الخالقُ فهو الذي يوفِّق عبادَه للطاعات ثم يُثيبُهُم عليها، قال تعالى: (وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أبَداً وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وقال سبحانه: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
إن التذلل والخضوع لله هو العزُّ والشرف ويقودك إلى الرفعة والكرامة، أمَّا الخضوع للمخلوقين فهو الذل والهوان.
ففي العبودية لله يوفقك الله إلى ما فيه خيرك ونفعك وصلاحك، أما في العبودية للبشر فهي تقوم على الأنانية والأثَرَة ففيها يأخذ السيدُ مصلحتَه ومنفعتَه من غلامه ولا يهتم بعد ذلك بخيره ومنفعته.
إنَّ الخَلْقَ إذا أرادوا مجازاة أحد كان جزاؤهم محدوداً منقطعاً، أما الخالق فيجزي عن الحسنة بعشر أمثالها إلى سَبعمائةِ ضِعْفٍ إلى أَضعَافٍ كَثِيرَةٍ، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً).
وقال رَسُول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً). متفق عليه.
إنَّ الخَلْقَ لا يعترفون بالنيَّات الحسنة ولا يكافؤون عليها، أما الخالق سبحانه فيرحم ضعفك ويكتب لك أجرَ ما نويتَ من الخير وإنْ لم تستطع فعله، عن جابر الأنصاريِّ رَضي اللهُ عنهما قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في غَزَاةٍ ، فَقالَ : (إِنَّ بالمدِينَةِ لَرِجَالاً ما سِرْتُمْ مَسِيراً ، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً ، إلاَّ كَانُوا مَعَكمْ حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ). وَفي روَايَة: (إلا شَرَكُوكُمْ في الأجْرِ) الروايتان رواهما مسلم.
وفي رواية عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال : (إنَّ أقْواماً خَلْفَنَا بالْمَدِينَةِ مَا سَلَكْنَا شِعْباً وَلا وَادياً ، إلاّ وَهُمْ مَعَنَا فيه؛ حَبَسَهُمُ العُذْرُ). رواه البخاري.
وكذلك إذا كنت تعمل العملَ وأنت في صحتك وعافيتك، ثم حال بينك وبين هذه العمل مرض أو سفر، كتب اللهُ لك أجرَ ما كنتَ تعمله في حال عافيتك أو إقامتك، قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيماً صَحِيحاً). رواه البخاري.
إنَّ الخَلْقَ قد يتقربون إليك لمصلحة يرجونها منك، أما الخالق فإنه يتودد إليك ويغمرك بإحسانه وهو ليس بحاجة إليك فهو الغني عن العالمين.
إنَّ الخلقَ قد ينافسونك ويحقدون عليك ويتمنون لك الشر، أما الخالق فيريد لك الهداية ويريد أن يتوب عليك، ويريد أن يخفف عنك، قال تعالى: (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً. يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً).
وقال: (مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وقال سبحانه: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
إن إرادة الخالق مطلقة لا يحدُّها شيء، أما إرادة الخلق فهي ضعيفة ومحدودة، (وَمَا تَشَاؤونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ)، فعندما تعتمد على الله وتتوكل عليه فأنت تتوكل على القوي القادر الذي لا يعجزه شيء، قال سبحانه: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). وقال تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
فقدرة الله تَخرِقُ القوانين المعروفة، فقدرته هي التي جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهي التي نصرت المؤمنين في مواقع كثير على قلة عددهم وعتادهم، فلا يمكن لشيء أن ينفع أو يضر إلا بإذن الله تعالى، فالله هو الذي جعل النار محرقة فهي لا تحرق بذاتها، فإذا أراد لها أن تكون برداً وسلاماً صارت كذلك، قال ابن عباس: (لو لم يتبع بردها سلاماً لمات إبراهيم من شدَّة بردها).
فالله الذي جعل النار برداً سلاماً هو الذي يجعل المِحَن مِنَحاً وعطايا، ويجعل الفقرَ والحاجةَ سعةً وغنى، ويجعل الهمومَ والأحزانَ أفراحاً ومسرَّات، ويجعل المنعَ عطاءً ورحمةً، وهذا كلُّه لمن توكَّل على الله تعالى وأيقن به وأحسن الظن بالله سبحانه.
10ـ إن أصحاب المكانة من المخلوقين يصطنعون لأنفسهم حُجَّاباً وحُرَّاساً، ويمنعون كثيراً من الناس من الدخول إليهم أو إرسال حاجاتهم، أما الخالق سبحانه فأيُّ مسلم في أطراف الأرض، وفي فجاج البحر، يستطيع بمفرده أن يتصل بربه، ولا يحتاج إلى واسطة في سؤاله، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
11ـ إنَّ الخَلْقَ قد ينظرون إلى نسبك أو بلدك أو لونك، أما الخالق فإنه ينظر إلى قلبك وعملك، فالعلاقة بين الخلق والخالق تقوم على أساس العبادة وحدها، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ). رواه مسلم.
12ـ إذا اقترض أحد من الخلق مالاً منك، فإنه إذا رده رده كما هو، أما الله سبحانه فيضاعفه أضعافاً كثيرة وهو ثواب خالد لا يفنى، قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً). وقال: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ).
والذي يقدم المعروف إنما يقدمه لنفسه، قال سبحانه: (وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً).
فهل لعاقلٍ بعد هذا أنْ يعلقَ قلبَهُ بالمخلوقين ويكونَ همُّهُ منصرفاً إلى إرضائهم ويتركَ إرضاءَ الخالقِ الذي بيده قلوب العباد وله الملكُ كلُّه..
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً والحمدُ للهِ ربِّ العَالمين.

2014-11-28

حكمة الأسبوع

صورة: ‏لو أردت بناء جدران حولك لتمنع الحزن من الوصول إليك,فاعلم أن هذه الجدران ستمنع السعادة من الوصول إليك كذلك (جيم رون)‏
   
لو أردت بناء جدران حولك لتمنع الحزن من الوصول إليك,فاعلم أن هذه الجدران ستمنع السعادة من الوصول إليك كذلك (جيم رون)


50 مقولة ذهبية من " قال بعض السلف"


 
 50 مقولة ذهبية من " قال بعض السلف" 
 الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، وبعد:
هذه تحف مجموعة من كتاب أو محاضرة أو موسوعة؛ مما قيل فيها " قال بعض السلف"، عبارة عن درر وفوائد، حكم وفرائد، فيها العظة والعبر، يحتاج لها المسلم في جميع الأوقات، سيما في عصرنا الذي طغت عليه الماديات، وعمت فيه الفتن المدلهمات، وانتشرت الشبهات والشهوات، نسأل الله أن يجعلنا من أهل الزهد والورع والاستقامة والثبات.
قال بعض السلف:
1- إنما العلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه، وليس يناله أحد بالحسب، ولو كان لعلة الحسب لكان أولى الناس به أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
2- رأيت الشيطان فقال لي: قد كنت ألقى الناس فأعلمهم، فصرت ألقاهم فأتعلم منهم
3- العلماء ثلاثة( عالمٌ بالله ليس عالماً بأمر الله، وعالمٌ بأمر الله ليس عالماً بالله، وعالمٌ بالله وبأمر الله ).
4- من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهل، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الآخرة والدنيا
5- من لم يحتمل ذل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا
6- من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى؛ لأن اليهود خالفوا على علم، والنصارى خالفت على ضلالة.
7- من عمل بما علم، أورثه الله علم ما لم يعلم
8- كل عز لم يوطده علم فإلى ذل يؤول
9- يكون في آخر الزمان علماء يُزهِّدون في الدنيا ولا يَزهَدون، ويرغّبون في الآخرة ولا يرغَبون، ينهون عن غشيان الولاة ولا ينتهون، يقربون الأغنياء ويبعدون الفقراء، وينقبضون عند الحقراء، وينبسطون عند الكبراء، أولئكم الجبارون أعداء الرحمن عز وجل.
10- من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا
11- طلبنا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله
12- من طلب العلم لوجه الله لم يزل مُعانا، ومن طلبه لغير الله لم يزل مُهانا
13- الجاهل صغير وإن كان شيخا، والعالم كبير وإن كان حدثا
14- رأس العلم خشية الله
15- يفسد الدين نصف متعلم، ويفسد الأبدان نصف طبيب، ويفسد اللغة نصف نحوي
16- لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر
17- يبلغ من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقر الدرهم بظفره فيعلم وزنه ولا علم له بشيء من دينه
18- من علم وعمل وعلَّم، فذلك يدعى عظيماً فى ملكوت السماء
19- من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
20- صنفان إذا صلحا صلح سائر الناس، واذا فسدا فسد سائر الناس، العلماء والأمراء
21- الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم
22- كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به
23- يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب.
24- إن الله يعافي الجهال مالا يعافي للعلماء
25- إنّ نعمة الله تعالى أكثر من أن تحصوها، وإنّ ذنوبكم أخفى من أن تعلموها، ولكن أصبِحوا توّابين وأمسوا توّابين يغفر لكم ما بين ذلك
26- إذا نطقت فاذكر من يسمع، وإذا نظرت فاذكر من يرى، وإذا عزمت فاذكر من يعلم
27- مَنْ تَخَايَلَ الثَّوَابَ خف عَلَيْهِ العمل
28- من لم يعرف نعمة الله إلا في مطعمه ومشربه، فقد قل علمه، وحضر عذابه
29- العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل
30- من حقّ العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرّأي الفذّ ربّما زلّ، والعقل الفرد ربّما ضلّ.
31- ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعاً لربه، فإنه كلما ازداد علماً بربه ومعرفة به، ازداد منه خشية ومحبة وازداد له ذلا وانكساراً
32- إذا عشت عيش السفهاء ومت موت الجهال، فماذا ينفعني ما جمعت من غرائب العلم؟
33- الأحمق إن تكلّم فضحه حمقه، وإن سكت فضحه عيّه، وإن عمل أفسد، وإن ترك ضيّع، لا يغنيه علمه، ولا ينتفع بعلم غيره، ولا يستريح زاجره، تودّ أمّه أنّها ثكلته، وتتمنى امرأته أنّها فقدته، يأخذ جليسه منه الوحشة، ويتمنّى جاره منه الوحدة، إن كان أصغر أهل بيته عنّى من فوقه، وإن كان أكبرهم أفسد من دونه.
34- العلم لا ينفد ولا يبيد، ولا يندم حامله، ولا يعطب من تمسّك به، ولا يفتضح من استند إليه، ولا تسقط منفعته، ولا يخسر جامعه
35- لا ترض قول أحدٍ حتى ترضى فعله، ولا ترض فعل أحدٍ حتّى ترضى قوله وعقله، ولا ترض عقل أحدٍ حتى ترضى حياءه.
36- أمورٌ أبداً تبعٌ لأمور، فالمروءة تبعٌ للعقل، والعقل تبعٌ للمودّة، والعمل تبعٌ للعلم، والجدّ تبعٌ للتوفيق
37- العلم ما تمت فضيلته بالعمل به، على أن العالم وإن لم يعمل، حري أن تتوق نفسه إلى حال من الأحوال، إلى محاسن من علم وحفظ. والجاهل منقطع النسب منه، والعالم ينفع وإن لم يعمل، وليس ذلك للجاهل، والعالم كاسب على الجاهل والجاهل كاسب للعالم
38- ما استكمل عقل امرئ حتى يكون فيه عشر خصال: الرشد منه مأمولا. والكبر منه مأمونا. نصيبه من الدنيا القوت. والذي أحب إليه من العز. والفقر أحب إليه من الغنى ويستقل كثير المعروف من نفسه. ويستكثر قليل المعروف من غيره. ولا يسأم من طلب العلم طول عمره. ولا يتبرم من طلب الحوائج قلبه. والعاشرة أن يرى الناس كلهم خيراً منه.
39- من بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله
40- العلم: تعطيه كلك يعطيك بعضه، فكيف بالواحد منا وقد أعطى العلم بعضه.
41- احذروا القول على الله بلا علم فإنه قرين الشرك في كتاب الله تعالى
42- ما قُرن شىء إلى شىء أحسن من علم إلى حلم
43- من علمني حرفاً كان له عليَّ حقاً
44- وكفى بالمرء علما أن يخشى الله
45- نحن إلى قليل من الأدب، أحوج منا إلى كثير من العلم
46- طلبنا العلم وليس لنا فيه كبير نية، ثم رزقنا الله النية بعد ذلك

47- إن للعلم طغيانا كطغيان المال

48- الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
49- من حرص على تتبع زلات العلماء اجتمع فيه الشر كله.
50- من ظن أنه سيحصل العلم كله في يوم وليلة فهو مجنون.

بأي حق يُغلق الباب ؟؟

من رحمة الله بعباده أن فتح لهم باب التوبة فيبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ،ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ؛بل هو أشد فرحاً بتوبة أحدنا من رجل فقد راحلته في فلاة وعليها طعامه وشرابه حتى إذا أيقن بالهلاك إذ بها بين يديه فقال من شدة الفرح :اللهم لك الحمد أنت عبدي وأنا ربك ،أخطأ من شدة الفرح .
والله سبحانه يحب التوابين ،ويتوب على عباده ليتوبوا .
فباب التوبة مفتوح لا يُغلق إلا أن تغرغر الروح أو تطلع الشمس من مغربها .
وهذا الباب مفتوح لكل أحد ؛كبر ذنبه أو صغر ،أحبه الناس أم أبغضوه أرادوا له الهداية أم أرادوا له الشقاء ؛قال تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم وأعلم خلقه به :(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ).
ودعوة الناس إلى التوبة وترغيبهم فيها وظيفة ورثة الأنبياء من العلماء والدعاة والمصلحين .
والدعوة إلى التوبة برفق ولطف وحرص على توبة المدعو مما رغب فيه
رب العالمين وسار عليه أئمة الدين ؛تأمل قوله سبحانه لموسى وأخيه عندما أرسلهما لفرعون :(فقولا له قولا ليناً لعله يتذكر أو يخشى ).
ما أحلم الله وأرحمه وأكرمه ؛قولا ليناً لمن ؟
إنه لفرعون مُدعي الربوبية ومُذبّح الأبناء ومُستحيي النساء والمُفسد في الأرض بشهادة رب العالمين ؛ومن أصدق من الله قيلا ؟
قامت الثورات العربية فسقط الملوك وأعوانهم ،وتغيرت خرائط الكراسي ولم يلق أولئك الحكام وأعوانهم إلا السب والذم .
فإن كان من حق الشعوب أن لا ترضى بهم حكاماً نظير ظلمهم وبطشهم فإن من حق أولئك الحكام على الدعاة والكتاب ومن قبلهم العلماء دعوتهم إلى التوبة وترغيبهم فيها ؛فماذا ينفعك إن عذب الله عبداً من عباده ؟
فمن يوصل لهم نداء التوبة ؟
أم من يقول لهم قولاً لينا ً ؟ أهم أشقى من فرعون !
بأي حق يُغلق باب التوبة عنهم وعن غيرهم من المخطئين ؟
ألا يقول بعض الدعاة إلا ما يرضي الناس !وقد علموا كره الناس وبغضهم لأولئك الحكام .
إن نداء التوبة نداء عالمي من حق كل أذن أن تسمع هذا النداء ومن حق كل نفس أن يوجه لها هذا الخطاب .
وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي رضي الله عنه :لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم .
لماذا يحكم بعض الناس على غيرهم بالهلاك والعذاب وأرواحهم لم تزل في أجسادهم ؟
ألم يحبط الله عمل رجل أقسم أن لا يغفر الله لفلان ؟ فكان جواب الرب الرحيم ؛من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لعبدي قد غفرته له وأحبط عملك !
وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها .
ولم يرسل الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم إلا رحمة للعالمين ؛قال تعالى :(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ). وكذلك أتباعه .
فرفقاً بالمذنبين ورفقاً بالمخطئين في دعوتهم ،وليس في الإقرار لهم على أخطائهم .
اللهم تب على من تاب واغفر ذنوب من أناب ،اللهم وفقاً للتوبة النصوح برحمتك وفضلك وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين

تأملات وفوائد من قوله تعالى: { يحبهم ويحبونه }

تأملات وفوائد من قوله تعالى: { يحبهم ويحبونه }
والحمدلله رب والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
اعلم أيها المبارك أن المحبة بين الله وعباده محبة متبادلة ؛ لقوله ﷻ { يحبهم ويحبونه } ، والمحبة الصادقة توجب التعلق بالمحبوب والسعي لإرضائه ، أما زعم المحبة دون بذل الأسباب التي تستدعي تحقيق محبة المحبوب فهو مجرد كلام قلما يصدق صاحبه ؛ لقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ؛ فمحبه الله توجب طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى الله عنه وزجر والاتباع لسنه رسوله وأمينه على وحيه محمد ﷺ .
وقال الشافعي رحمه الله :
تعصي الإله و أنت تزعم حبه - هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقًا لأطعته - إن المحب لمن يحب مطيع
وإن تحققت محبة الله للعبد تحققت ولايته له وحفظه ورعايته للحديث القدسي :
" من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه " .
وهذا كمال محبة الله للعبد الناتج عن تقرب العبد لربه بما يرضيه .
أما في الآية { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا ... }
فالند هو الشبيه والنظير ، وتعالى الله أن يكون له ذلك ؛ { فليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .
واتخاذ الأنداد يكون ببذل المحبة المذكورة سابقًا إليهم ، بالتعلق والحرص على الإرضاء ، وقد فعلها المشركون مع أوثانهم بزعم { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } .
فصرفوا ما يجب أن يُصرف لله وحده إلى أوثانهم المزعومة ، أما مشركو زماننا فقد كانت لهم أوثان من بشر أو عقائد أو مبادئ باطلة ما أنزل الله بها من سلطان ، فصرفوا أسباب المحبة والتعلق والبذل والتضحيات لغيره تعالى ، وصرفوا أشكال المحبة من توكل وخوف ورجاء بالمخلوقين دون الخالق ، فضلوا وأضلوا !
نسأل الله السلامة والعافية

في محراب الربانية

هل تريد أن تكون عبدا ربانيا .. ؟
إذاً دعونا سويا ندندن حول تلك الكلمة الجميلة فى المعنى.. العميقة فى المفهوم ..المريحة للنفس ..
الربانية .
نعم .. ما أجملها من كلمة حين التلفظ بها وما أجملها من كلمة حين نترجمها واقعا وعملا ترجمة عملية لتكون لنا نورا نبصر به ونسير به بين الناس , فلا توقفنا أو تعرقلنا عتمات طريق ولا تكبلنا أو تقعدنا مكائد الحاقدين والعائنين والحاسدين والساحرين و المفسدين , ولاتحبطنا أحزان ولا مصاعب , فنظل بربانيتنا نتحصن , نستظل , ومعها نعيش وبها نحيا , وبتطبيقها نسعد , وفى فلكها يطيب عيشنا ونسكن ونفوز
دعونا نقرأ عنها , دعونا نحبها , دعونا نتدرب عليها , دعونا نمارسها , دعونا نسقطها على حياتنا قلبا وقالبا ظاهرا وباطنا , صباحا ومساءا , سلوكا ومنهجا . دعونا نعيش سويا ونحلّق فى رحابها , وإلى سمائها نصعد , وبنورها نستنير , وفى بحرها نسبح , ومن فيضها نشرب ونتغذى
العبد الربانى :.
1. العبد الرباني , عبد يجعل من ربه قصده وغايته ووجهته فى كل صغيرة ظاهرة كانت أو باطنة, إذا قال فقوله لله الرب واذا كتب فحروفه لله الرب واذا تزوج فزواجه لله الرب واذا عاشر فعشرته بالمعروف حسبة لله الرب و بما يرضى الله الرب واذا اكتسب المال اكتسبه بما يرضى الله الرب , فالله الرب عنده هو الرب ولا أحد سواه وهو وحده الله المنتهى والغاية والمقصد والوجهه والقبلة والإبتداء والانتهاء , هو كل مايشغل البال ويأخذ الفكر ويستحق وحده الشكر والثناء والعبادة وعظيم الذكر .
2. العبد الرباني ,, عبدُ خطراته وسكناته وحركاته لله الرب يتكلم بكلام الله الرب ويعمل لنيل رضى مولاه الرب , يجتهد فى طاعته وعبادته لا يكلّ ولا يملّ بحركات لسانه يرطبها لله وبالله , ينشغل بالذكر , يسيطر عليه الخوف من الرب والرجاء فيه واليه , يسعى دوما نحو التقيد بكل بما أمر به الله ونهى وبكل ما أرشد اليه ونصح به الحبيب محمد صل الله عليه وسلم.
3. العبد الرباني ,, عبدٌ يستمر فى مسيرته مع الله لايعرف أثناء مسيرته اليه وقتا للراحة , يدخل دائما فى خلوة مع ربه , لا يهمد ولا يكسل , يظل يواصل ويواصل ويتواصل مع الله , حتى يوصله ربه الى حالة من القرب لا يصل الي مثلها غيره فيصير اكثر تعلقا بالله من غيره من الخلق , فتكون جائزته الحتمية أن يتحصل على هدايا ربانية كنوز وبصيرة يرى بها ويبصر هدية من العاطى المعطى جل وعلا جزاءا من الله لعبده وتقديرا وإحسانا .
4. العبد الرباني ,. عبدٌ قد تعلق بالذكر وانشغل به ليله ونهاره , أسحاره وأسفاره , قعوده وسيره , أكله وشربه , نكاحه وعيشه , دراسته ووظيفته .
5. العبد الرباني ,, عبدٌ أحب الله كثيرا فحرص على ديمومة الحب والاهتمام به وتفعيله وتطويره وتنميته , ولم لا وهو من جعل ربه غايته وبغيته ومقصده , وهو من أحب الرسول محمد حبا كثيرا فصار له متبعا وبه مقتديا وهو من أحب القرآن فجعله له منهجا ودستورا .
6. العبد الرباني ,, عبدٌ قد وفقه الله باتصاله الغير منقطع النظير بالسماء وانصراف تعلقه عن الارض مما أوصله
بسماء الله وصالا قويا حتى صار مع الرب أبدا ودوما ليلا ونهارا لايقدر أن يبتعد عنه , حتى إذا ابتعد ولو للحظة لا يجد لنفسه قائمة ولا يشعر بعقله ولا بكونه بالمرة إنسانا فى عداد البشر يستحق التكريم من ربه .
7. العبد الرباني ,, مؤمن توّاب عابد حامد سائح راكع ساجد آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر حافظ لحدود الله مؤمن.


2014-11-27

حكم أغلى من الذهب

‏هكذا علمتني الحياة
حكم أغلى من الذهب
-------------------------
الحكمـة الأولى :-
من عرف نفسه .. لم يضره ماقال الناس فيـه .
...
الحكمـة الثانيـة :-
لا تستحي من إعطاء القليـل .. فإن الحرمان أقل منـه .
الحكمـة الثالثـة :-
لا تمدح أحداً بأكثـر مما فيـه .. فيكون مازدتـه نقصـاً لك .
الحكمـة الرابعـة :-
الصديق المزيف كالظل يمشي وراءك عندما تكون في الشمس .. ويختفي عندما يأتي الليـل .
󾁎الحكمـة الخامسـة :-
يعتبر الإنسان ناجحاً .. إذا كان يأخذ من الحيـاة أكثـر مما يـُعطي
ولكنـه يكون عظيماً .. إذا أعطى الحيـاة أكثـر مما أخذ .
󾁍الحكمـة السادسـة :-
إعتمد على عقلك في القضايـا التي تهمك ..
وعلى قلبك في القضايـا التي تهم غيـرك .
🌳الحكمـة السابعـة :-
لا يكون الصديق صديقـاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث :--- في كربـه .. و غيبتـه .. و وفاتـه
الحكمة الثامنـة :-
الحيـاة كالبحر إذا أردت العيش فيها خذ معك سفينة الصبـر🌲
عبد النور خبابة .‏
هكذا علمتني الحياة
--------------------

الحكمـة الأولى :-
من عرف نفسه .. لم يضره ماقال الناس فيـه .

الحكمـة الثانيـة :-
لا تستحي من إعطاء القليـل .. فإن الحرمان أقل منـه .
الحكمـة الثالثـة :-
لا تمدح أحداً بأكثـر مما فيـه .. فيكون مازدتـه نقصـاً لك .
الحكمـة الرابعـة :-
الصديق المزيف كالظل يمشي وراءك عندما تكون في الشمس .. ويختفي عندما يأتي الليـل .
🌿الحكمـة الخامسـة :-
يعتبر الإنسان ناجحاً .. إذا كان يأخذ من الحيـاة أكثـر مما يـُعطي
ولكنـه يكون عظيماً .. إذا أعطى الحيـاة أكثـر مما أخذ .
🌼الحكمـة السادسـة :-
إعتمد على عقلك في القضايـا التي تهمك ..
وعلى قلبك في القضايـا التي تهم غيـرك .
🌳الحكمـة السابعـة :-
لا يكون الصديق صديقـاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث :--- في كربـه .. و غيبتـه .. و وفاتـه
الحكمة الثامنـة :-
الحيـاة كالبحر إذا أردت العيش فيها خذ معك سفينة الصبـر🌲
عبد النور خبابة .

2014-11-24

الفرق بين عقل الرجل وعقــــل المــــرأة. شيق جداااااااا






مثلما لا يفهم الرجل المرأة، ويعتقد أنها تنظر الى الأمور وفق منظوره هو، كذلك المرأة فهي تعتقد أنه من الطبيعي أن يفهم الرجل أن الأمور تسير وفق رؤيتها. غير أن سنة التطور أدت الى نشوء بنية مختلفة لعمل الدماغ بينهما، وبالتالي فهم الأمور.
ولمزيد من التوضيح أفادت الأبحاث، خلال الثلاثين سنة الماضية، أن الدماغ عند الرجل والمرأة تطورا في شكل مختلف عن بعضهما البعض. وهذه المعرفة فرضت الحاجة لتعامل مختلف عند معالجة الأمراض النفسية وعند الأمور التعليمية.كما بينت الأبحاث أن المرأة والرجل يكملان بعضهما بعضا، وأنها عززت المفاهيم عن قدرات المرأة المميزة التي لا تقل عن قدرات الرجل بأي حال من الأحوال. وكان قيل سابقاً أن الرجل والمرأة يملكان دماغاً ذا قابليات متماثلة، وذلك على الرغم من أن العلماء كانوا يعرفون أن دماغ الرجل أكبر حجماً بنحو عشرة في المئة عن دماغ المرأة، ويملك نحو أربعة مليارات خلية دماغية اكثر مما في دماغ المرأة، غير أن لا أحد استطاع أن يوثق أن هذه الاختلافات تعطي أصطحابها قدرات مختلفة عن الآخرين.
وعليه لم يعد السؤال فيما اذا كان هناك اختلاف في القدرات بين المرأة والرجل، وإنما السؤال هو ما هي طبيعة هذا الاختلاف، وفيما اذا كان من الممكن استغلال هذه الاختلافات في بنية الدماغ من أجل تحسين علاج الأمراض النفسية، وتحسين التعليم بطرق تتطابق مع مميزات التلقي بين الأولاد والبنات؟
وبعودة الى المقدمة، وفرضنا جدلاً أن احدى الزوجات تظن أن زوجها تغيرت مشاعره تجاهها، أو العكس، أي يظن الزوج أن زوجته تغيرت مشاعرها تجاهه وهذا ظن غير صحيح، والصحيح هو أن السبب الأساسي وراء ذلك هو أن الرجل بحاجة لأن يتصرف وفق طبيعته كرجل، كما تحتاج المرأة أن تتصرف وفق طبيعتها كامرأة، ومن الخطأ أن ينكر احدهما على الآخر هذا الحق، أو ننكر على أبنائنا أن يتصرفوا كأطفال، أو على كبار السن أن يتصرفوا ككبار سن، أو على الزعماء أن يتصرفوا كزعماء. ويحدث كثيراً أن يعجز الانسان عن الاستمرار في تمثيل النفاق فترة طويلة، فيعود للتصرف على طبيعته، فلا يفهم الطرف الآخر، فيظن أنه تغير، فتحدث مشكلة.
وتؤكد الدراسات أن الخلاف بين الرجل والمرأة خلاف في أصل التكوين، وانه لا يمكن علاجه، وإنما يجب التعامل معه بعد أن يفهم كل طرف خصائص الطرف الآخر، ودوافع سلوكه التي تبدو له غريبة وغير مبررة. وترى -أي الدراسات- أن نتائجها صحيحة في شكل عام، وأنها تنطبق في معظم الحالات على الجميع، بعيداً عن علاقتها بالمجتمع أو الثقافة أو التربية، مع اقرارها ببعض الاستثناءات.
صناديق الرجل وشباك المرأة : وقد شبه أحد الباحث النفسي مارك جونجر عقل الرجل بصناديق محكمة الاغلاق ومنفصلة عن بعضها. فهناك صندوق السيارة وصندوق البيت وصندوق الأهل وصندوق الأولاد وصندوق الأصدقاء وصندوق المقهى..الخ. وإذا أراد الرجل شيئاً، فإنه يذهب إلى هذا الصندوق ويفتحه ويركز فيه، وعندما يكون داخل هذا الصندوق فإنه لا يرى شيئاً خارجه. وإذا انتهى منه أغلقه بإحكام ثم شرع في فتح صندوق آخر وهكذا. وهذا ما يفسر أن الرجل عندما يكون في عمله، فإنه لا ينشغل كثيراً بما تقوله زوجته عما حدث للأولاد، وإذا كان يصلح سيارته فهو أقل اهتماماً بما يحدث لأقاربه، وعندما يشاهد مباراة لكرة القدم فهو لا يهتم كثيراً بأن الأكل على النار يحترق، أو أن عامل التليفون يقف على الباب منذ دقائق ينتظر إذنا بالدخول.
أما عقل المرأة فشيء آخر، إنه مجموعة من النقاط الشبكية المتقاطعة والمتصلة جميعاً في نفس الوقت والنشطة دائماً. كل نقطة متصلة بجميع النقاط الأخرى، مثل صفحة مليئة بالروابط على شبكة الإنترنت. وبالتالي فهي يمكن أن تطبخ وترضع صغيرها وتتحدث في التليفون وتشاهد مسلسلاً في وقت واحد. ويستحيل على الرجل أن يفعل ذلك. كما أنها يمكن أن تنتقل من حالة إلى حالة بسرعة ودقة ودون خسائر كبيرة. ويبدو هذا واضحاً في حديثها، فهي تتحدث عما فعلته بها جارتها والمسلسل التركي وما قالته لها حماتها ومستوى الأولاد الدراسي ولون ومواصفات الفستان الذي سترتديه في حفلة الغد، ورأيها في الحلقة الأخيرة لمسلسل ما، وعدد البيضات في "الكيكة" ضمن مكالمة تليفونية واحدة، أو ربما في جملة واحدة بسلاسة متناهية، وبدون أي إرهاق عقلي، وهو ما لا يستطيعه أكثر الرجال احترافاً وتدريباً.
والأخطر أن هذه الشبكة المتناهية التعقيد تعمل دائماً، ولا تتوقف عن العمل حتى أثناء النوم، ولذلك نجد أحلام المرأة أكثر تفصيلاً من أحلام الرجال. والمثير في أمر صناديق الرجل أن لديه صندوقاً اسمه: "صندوق اللاشيء"، فهو يستطيع أن يفتح هذا الصندوق ثم يختفي فيه عقلياً، ولو بقي موجوداً بجسده وسلوكه. ويمكن للرجل أن يفتح التليفزيون ويبقى أمامه ساعات يقلب بين القنوات في بلاهة، وهو في الحقيقة يصنع لا شيء.
ويمكنه أن يفعل الشيء نفسه أمام الإنترنت، ويمكنه أن يذهب ليصطاد فيضع الصنارة في الماء عدة ساعات، ثم يعود كما ذهب. تسأله زوجته ماذا اصطدت؟ فيقول: لا شيء، لأنه لم يكن يصطاد وإنما كان يصنع لا شيء.
وفي جامعة بنسلفانيا أثبتت دراسة حديثة هذه الحقيقة بتصوير نشاط المخ، (حيث تبين لها أن الرجل يمكن أن يقضي ساعات لا يصنع شيئاً تقريباً، شأما المرأة فصورة المخ لديها تبدي نشاطاً وحركة لا تنقطع). وتبرز المشكلة عندما تحدث الزوجة الشبكية زوجها الصندوقي فلا يرد عليها، وهي تفعل ذلك وسط أشياء كثيرة أخرى تفعلها، وهو لا يفهم هذا، لأنه، كرجل، يفهم أنه إذا أردنا أن نتحدث فعلينا أن ندخل صندوق الكلام وهي لم تفعل. وتقع الكارثة عندما يصادف هذا الحديث في الوقت الذي يكون الرجل فيه في صندوق اللاشيء، فهو حينها لا يسمع كلمة واحدة مما قالت، حتى لو كان يرد عليها. ويحدث كثيراً أن تقسم الزوجة أنها قالت لزوجها خبراً أو معلومة، ويقسم هو أيضاً أنه أول مرة يسمع بهذا الموضوع، وكلاهما صادق، لأنها شبكية وهو صندوقي.
والحقيقة أنه لا يمكن للمرأة أن تدخل صندوق اللاشيء مع الرجل، لأنها بمجرد دخوله ستصبح شيئاً .. هذا أولاً، وثانياً أنها بمجرد دخولها ستبدأ في طرح الأسئلة: ماذا تفعل يا حبيبي؟ هل تريد مساعدة؟ هل هذا أفضل؟ ما هذا الشيء؟ كيف حدث هذا؟ وهنا يثور الرجل، ويطرد المرأة… لأنه يعلم أنها إن بقيت فلن تصمت، وهي تعلم أنها إن وعدت بالصمت، ففطرتها تمنعها من الوفاء به. وفي حالات الإجهاد والضغط العصبي، يفضل الرجل أن يدخل صندوق اللاشيء، وتفضل المرأة أن تفعّل شبكتها فتتحدث في الموضوع مع أي أحد ولأطول فترة ممكنة. وإذا لم تتحدث عما يسبب لها الضغط والتوتر فيمكن لعقلها أن ينفجر، مثل ماكينة السيارة التي تعمل بأقصى طاقتها رغم أن الفرامل مكبوحة. والمرأة عندما تحدث زوجها فيما يخص أسباب عصبيتها لا تطلب من الرجل النصيحة أو الرأي، ويخطئ الرجل إذا بادر بتقديمهما، وكل ما تطلبه المرأة من الرجل هو أن يصمت و يستمع ويستمع ويستمع وفقط. الرجل الصندوقي بسيط والمرأة الشبكية مركبة، واحتياجات الرجل الصندوقي محددة وبسيطة وممكنة وفي الأغلب مادية، وهي تتركز في أن يملأ أشياء ويفرغ أخرى. أما احتياجات المرأة الشبكية فهي صعبة التحديد وهي مركبة ومتغيرة. قد ترضيها كلمة في احدى المرات، ولا تقنع بأقل من عقد ثمين مرة أخرى. وفي الحالتين فإن ما أرضاها ليس الكلمة ولا العقد وإنما الحالة التي تمت فيها صياغة الكلمة وتقديم العقد. والرجل بطبيعته ليس مهيأ لعقد الكثير من هذه الصفقات المعقدة التي لا تستند لمنطق، والمرأة لا تستطيع أن تحدد طلباتها بوضوح ليستجيب لها الرجل مباشرة… وهكذا يرهق الرجل، ولا ترضى المرأة.
والرجل الصندوقي لا يحتفظ إلا بأقل التفاصيل في صناديقه، وإذا حدثته عن شيء سابق فهو يبحث عنه في الصناديق، فإذا كان الحديث مثلاً عن رحلة في الاجازة، فغالباً ما يكون في ركن خفي من صندوق العمل، فإذا لم يعثر عليه هناك فلن يعثر عليه أبداً. أما المرأة الشبكية فأغلب ما يمر على شبكتها فإن ذاكرتها تحتفظ بنسخة منه ويتم استدعاؤها بسهولة لأنها على السطح وليس في الصناديق. والمرأة لديها ذاكرة اقوى كثيراً من الرجل على عكس ما يعتقده الرجل.
ووفقاً لأحد التحاليل النفسية، فإن الرجل الصندوقي مصمم على الأخذ، والمرأة الشبكية مصممة على العطاء. ولذلك فعندما تطلب المرأة من الرجل شيئاً فإنه ينساه، لأنه لم يتعود أن يعطي وإنما تعود أن يأخذ. يأخذ في العمل، يأخذ في الطريق، يأخذ في المطعم، بينما اعتادت المرأة على العطاء، ولولا هذه الفطرة لما تمكنت من العناية بأبنائها. وإذا سألت المرأة الرجل شيئاً، فأول رد يخطر على باله: ولماذا لا تفعلي ذلك بنفسك؟ وتظن الزوجة أن زوجها لم يلب طلبها لأنه يريد أن يحرجها، أو يريد أن يظهر تفوقه عليها، أو يريد أن يؤكد احتياجها له، أو التشفي فيها أو إهمالها، وهي تظن ذلك لأنها شخصية مركبة، وهو لم يستجب لطلبها لأنه نسيه، وهو نسيه لأنه شخصية بسيطة، ولأنها حين طلبت هذا الطلب كان داخل صندوق اللاشيء أو أنه عجز عن استقباله في الصندوق المناسب فضاع الطلب، أو أنه دخل في صندوق لم يفتحه الرجل من فترة طويلة

فن إدارة الوقت



ماذا نعني بإدارة الوقت ؟
هي الطرق والوسائل التي تعين المرء على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في حياته ما بين الواجبات والرغبات والاهداف.
والاستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق ما بين الناجحين والفاشلين في هذه الحياة، إذ أن السمة المشتركة بين كل الناجحين هو قدرتهم على موازنة ما بين الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والواجبات اللازمة عليهم تجاه عدة علاقات، وهذه الموازنة تأتي من خلال إدارتهم لذواتهم، وهذه الإدارة للذات تحتاج قبل كل شيء إلى أهداف ورسالة تسير على هداها، إذ لا حاجة إلى تنظيم الوقت او إدارة الذات بدون أهداف يضعها المرء لحياته، لأن حياته ستسير في كل الاتجاهات مما يجعل من حياة الإنسان حياة مشتتة لا تحقق شيء وإن حققت شيء فسيكون ذلك الإنجاز ضعيفاً وذلك نتيجة عدم التركيز على أهداف معينة.
إذاً المطلوب منك قبل أن تبدأ في تنفيذ هذا الملف، أن تضع أهدافاً لحياتك، ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ ما الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك بعد أن ترحل عن هذه الحياة؟ ما هو التخصص الذي ستتخصص فيه؟ لا يعقل في هذا الزمان تشتت ذهنك في اكثر من اتجاه، لذلك عليك ان تفكر في هذه الأسئلة، وتوجد الإجابات لها، وتقوم بالتخطيط لحياتك وبعدها تأتي مسئلة تنظيم الوقت.
أمور تساعدك على تنظيم وقتك
هذه النقاط التي ستذكر أدناه، هي أمور أو أفعال، تساعدك على تنظيم وقتك، فحاول أن تطبقها قبل شروعك في تنظيم وقتك.
وجود خطة، فعندما تخطط لحياتك مسبقاً، وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، إذا لم تخطط لحياتك فتصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة.
لا بد من تدوين أفكارك، وخططك وأهدافك على الورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة، إلا إذا كنت صاحب ذاكرة خارقة، وذلك سيساعدك على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطتك.
بعد الانتهاء من الخطة توقع أنك ستحتاج إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، لا تقلق ولا ترمي بالخطة فذلك شيء طبيعي.
الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، لا تيأس، وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي.
يجب أن تعود نفسك على المقارنة بين الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت، فأيهما ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيد لك في مستقبلك وفي نفس الوقت غير مضر لغيرك.
اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك.
استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوب وغيره.
تنظيمك لمكتبك، غرفتك، سيارتك، وكل ما يتعلق بك سيساعدك أكثر على عدم إضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل، فاحرص على تنظيم كل شيء من حولك.
الخطط والجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو ناجحين، فكن مرناً أثناء تنفيذ الخطط.
ركز، ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة أن طبقت ستجد الكثير من الوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً.
اعلم أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التي تنجزها، بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك.
معوقات تنظيم الوقت.
المعوقات لتنظيم الوقت كثيرة، فلذلك عليك تنجنبها ما استطعت ومن أهم هذه
المعوقات ما يلي:
عدم وجود أهداف أو خطط.
التكاسل والتأجيل، وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت، فتجنبه.
النسيان، وهذا يحدث لأن الشخص لا يدون ما يريد إنجازه، فيضيع بذلك الكثير من الواجبات.
مقاطعات الآخرين، وأشغالهم، والتي قد لا تكون مهمة أو ملحة، اعتذر منهم بكل لاباقة، لذى عليك أن تتعلم قول لا لبعض الامور.
عدم إكمال الأعمال، أو عدم الاستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم.
سوء الفهم للغير مما قد يؤدي إلى مشاكل تلتهم وقتك.
خطوات تنظيم الوقت.
هذه الخطوات بإمكانك أن تغيرها أو لا تطبقها بتاتاً، لأن لكل شخص طريقته الفذة في تنظيم الوقت المهم أن يتبع الأسس العامة لتنظيم الوقت. لكن تبقى هذه الخطوات هي الصورة العامة لأي طريقة لتنظيم الوقت.
فكر في أهدافك، وانظر في رسالتك في هذه الحياة.
أنظر إلى أدوارك في هذه الحياة، فأنت قد تكون أب أو أم، وقد تكون أخ، وقد تكون ابن، وقد تكون موظف أو عامل او مدير، فكل دور بحاجة إلى مجموعة من الأعمال تجاهه، فالأسرة بحاجة إلى رعاية وبحاجة إلى أن تجلس معهم جلسات عائلية، وإذا كنت مديراً لمؤسسة، فالمؤسسة بحاجة إلى تقدم وتخطيط واتخاذ قرارات وعمل منتج منك.
حدد أهدافاً لكل دور، وليس من الملزم أن تضع لكل دور هدفاً معيناً، فبعض الأدوار قد لا تمارسها لمدة، كدور المدير إذا كنت في إجازة.
نظم، وهنا التنظيم هو أن تضع جدولاً أسبوعياً وتضع الأهداف الضرورية أولاً فيه، كأهداف تطوير النفس من خلال دورات أو القراءة، أو أهداف عائلية، كالخروج في رحلة أو الجلوس في جلسة عائلية للنقاش والتحدث، أو أهداف العمل كاعمل خطط للتسويق مثلاً، أو أهدافاً لعلاقاتك مع الأصدقاء.
نفذ، وهنا حاول أن تلتزم بما وضعت من أهداف في أسبوعك، وكن مرناً أثناء التنفيذ، فقد تجد فرص لم تخطر ببالك أثناء التخطيط، فاستغلها ولا تخشى من أن جدولك لم ينفذ بشكل كامل.
في نهاية الأسبوع قيم نفسك، وانظر إلى جوانب التقصير فتداركها.
ملاحظة: التنظيم الأسبوعي أفضل من اليومي لأنه يتيح لك مواجهة الطوارئ والتعامل معها بدون أن تفقد الوقت لتنفيذ أهدافك وأعمالك.
كيف تستغل وقتك بفعالية؟
هنا ستجد الكثير من الملاحظات لزيادة فاعليتك في استغلال وقتك، فحاول تنفيذها:
حاول أن تستمتع بكل عمل تقوم به.
تفائل وكن إيجابياً.
لا تضيع وقتك ندماً على فشلك.
حاول إيجاد طرق جديدة لتوفير وقتك كل يوم.
أنظر لعاداتك القديمة وتخلى عن ما هو مضيع لوقتك.
ضع مفكرة صغيرة وقلما في جيبك دائماً لتدون الأفكار والملاحظات.
خطط ليومك من الليلة التي تسبقه أو من الصباح الباكر، وضع الأولويات حسب أهميتها وأبدأ بالأهم.
ركز على عملك وانتهي منه ولا تشتت ذهنك في أكثر من عمل.
توقف عن أي نشاط غير منتج.
أنصت جيداً لكل نقاش حتى تفهم ما يقال، ولا يحدث سوء تفاهم يؤدي إلى التهام وقتك.
رتب نفسك وكل شيء من حولك سواء الغرفة أو المنزل، أو السيارة أو مكتبك.
قلل من مقاطعات الآخرين لك عند أدائك لعملك.
أسأل نفسك دائماً ما الذي أستطيع فعله لاستغلال وقتي الآن.
أحمل معك كتيبات صغيرة في سيارتك أو عندما تخرج لمكان ما، وعند اوقات الانتظار يمكنك قراءة كتابك، مثل أوقات أنتظار واعيد المستشفيات، أو الأنتهاء من معاملات.
أتصل لتتأكد من أي موعد قبل حلول وقت الموعد بوقت كافي.
تعامل مع الورق بحزم، فلا تجعله يتكدس في مكتبك أو منزلك، تخلص من كل ورقة قد لا تحتاج لها خلال أسبوع أو احفظها في مكان واضح ومنظم.
أقرأ أهدافك وخططك في كل فرصة يومياً.
لا تقلق إن لم تستطع تنفيذ خططك بشكل كامل.
لا تجعل من الجداول قيد يقيدك، بل اجعلها في خدمتك.
في بعض الأوقات عليك أن تتخلى عن التنظيم قليلاً لتأخذ قسطاً من الراحة، وهذا الشيء يفضل في الرحلات والإجازات.
ركز على الأفعال ذات المردود العالي مستقبلاً، : كما بالجدول المدرج ..
وكل ما بالجدول ماهو الا امثله قابله للتجديد والابداع والابتكار

تسعة قوانين من أجل إنسان أفضل



القانون الأول
قبول الذات
قد تعشق هذا الجسد أو تمقته
لكنه لن يكون لك سواه في هذه الحياة
القانون الثاني
ستظل تتعلم طوال حياتك
منذ لحظة ميلادك تلتحق بمدرسة لا تغلق أبوابها تدعى الحياة
تتعلم فيها كل يوم دروس جديدة قد تعشقها أو تمقتها لكن لا غنى لك عنها في مشوار حياتك
القانون الثالث
لا تفضي التجارب إلى أخطاء بل إلى دروس مستفادة
ليس النمو إلا عملية تجريب وسلسلة من المحاولات والأخطاء والنجاحات الوقتية، ولا تقل الإخفاقات
أهمية عن النجاح فكلاهما جزء من عملية النمو
القانون الرابع
تكرار الدرس هو السبيل لتعلمه
سوف تعاد لك الدروس في أشكال متنوعة إلى أن تتمكن من تعلمها، وعندما يمكنك ذلك فعليك الانتقال بعدها إلى الدرس التالى
القانون الخامس
لا حدود للمعرفة
لا توجد مرحلة في حياتك بلا دروس, فهناك دروس تتعلمها، مادمت حيا
القانون السادس
ما ترنو إليه أفضل مما حققته الآن
كلما حققت هدفا كنت تنشده سعيت نحو ما هو أفضل منه
القانون السابع
الآخرون مرايا لك
ليس بإمكانك أن تحب أو تكره شيئا يتعلق بشخص آخر
إذا لم يعكس هذا الشيء ما تحبه أو تكرهه في شخصيتك
القانون الثامن
أنت حر في صنع حياتك الخاصة
لديك كل ما تحتاجه من أدوات وموارد؛ واستثمارها مآله إليك
القانون التاسع
ما تحتاجه من إجابات يكمن بداخلك
كل ما عليك فعله هو أن تنظر بداخلك وتنصت بدقة وتثق بنفسك