السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2014-10-31

كيف تقوم بالأختيار الصحيح ؟




الحياة مليئة بالخيارات الصعبة، و كلما زادت الخيارات امامنا، كلما زادت صعوبة الحصول على الإختيار الأفضل.
ما هي العوامل التي يجب أن تٌأخذ في الاعتبار عند الإختيار؟
بعض القرارات الأكثر تحديا فى مواجهة الشخص في حياته ينطوي على معضلة أخلاقية. الأخلاق مصطلح معقد يصعب تحديده. ببساطة أكثر، القرار الأخلاقي هو الذى يمكن أن ​​يساعدك والآخرين فى نفس الوقت. لا توجد صيغة محددة لاتخاذ قرار أخلاقي، ولكن هناك عوامل مختلفة هى التي غالبا ما يكون لها التأثير في الخيارات التى يتخذها الشخص.
الدين :
الدين هو عامل مهم في اتخاذ القرارات الأخلاقية. بالنسبة للأشخاص المتدنيه، الإيمان هو من أكبر العوامل في مساعدتهم من خلال اى معضلة أخلاقية. واحدة من الأشياء الهامه التى يفعلها الدين هو انه يحدد لأتباعه كيف ينبغي أن يعيشوا في هذا العالم. المؤمنين في كل الأديان تعلموا أن الله يراقبهم في جميع الأوقات، لذلك هم بحاجة إلى اتخاذ القرار الصحيح مهما كان. و فى المواقف الصعبة يتجهوا الى الله بالدعاء ليبين لهم ما يفترض منهم القيام به ليختاروا الإختيار الصحيح.الشخص المتدين بحق يتمسك بالإختيار الصحيح الذى لا يغضب الله اولا قبل كل شىء.
المجتمع :
المجتمع الذى تعيش فيه وتتفاعل معه له تأثير كبير على الطريقة التي تصنع بها القرارات عند الاختيار. غالبا ما يكون هناك ضغط في معظم المجتمعات "لفعل الشيء الصحيح" عندما تكون في معضله أخلاقية. وهذا يعني عادة يقوم الفرد بالعمل الذى من شأنه أن يفضل مصلحه الجميع على نفسه. عندما يكون الفرد وحده بعيدا عن ذلك الضغط، فانه في بعض الأحيان يكون أكثر عرضة للقيام بأشياء سوف يستفيد منها وحده و يفضل نفسه بينما يضر الآخرين. وبالمثل، إذا كانت التأثيرات الاجتماعية الخاصة بك لا تهتم بمساعدة الآخرين، فإنك سوف تكون أقل اهتماما بالتفكير في تأثيرقرارك على الآخرين. لتلخيص ذلك، فإن ثقافتك والناس في محيطك المباشر يمكن أن تؤثر عليك في اتخاذ القرارات عند الإختيار.
أخلاقيات العمل :
في مكان العمل، أخلاقيات الشخص تتشكل اعتمادا على المعايير والضغوط التي توضع عليه من اصحاب العمل. على سبيل المثال، بعض الأعمال التجارية التي تريد ان تكون رابحة تقوم بذلك على حساب المستهلكين. وهذا قد يتعارض مع رسالة المجتمع "فعل الشيء الصحيح." قد تشجع الشركات موظفيها على العمل بطريقة معينة، والعاملين في الشركة من المرجح أن يتعاونوا معها إذا كانوا يرغبوا في الاحتفاظ بعملهم.
روح الجماعة :
وهى تصف الطريقة التي يرى بها مجتمع ما العالم. كل عامل من العوامل الثلاثة السابقة تشكل روح الجماعه داخلك، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تسهم في أنها كذلك، مثل التعليم وكيف تربيت فى اسرتك. روح الجماعه الخاص بك هو رأيك الخاص، وهذا يعني أن كل شخص لديه نظرة فريدة من نوعها. إذا كان شخصين ينظران للعالم بشكل مختلف، فان الاستنتاجات ستأتى مختلفة حول ما يجب القيام به في موقف معين. على سبيل المثال، إذا كان الشخص لديه وجهة نظر عالمية عن قيم العمل الجاد و التركيز على النجاح الشخصى، انه قد لا يرغب في مساعدة شخص بلا مأوى ويطلب منه هو ان يعمل ويجد ليجد المأوى. وعلى العكس، الشخص الذي نشأ لمساعدة من هم في حاجة للمساعدة سيهرع لمساعده الشخص الذى بلا مأوى ويشعر ان هذا واجبه كشخص قادر. كلا الجانبين سوف يعتقدا أنهما اتخاذا القرار الصحيح، ولكن بسبب روح الجماعه المختلفه جاءوا باستنتاجات مختلفة انعكست على مواقفهم المختلفه.
خطوات الإختيار الصحيح :
فكر في ما تقوم به، قبل أن تفعله :
كما يحدث، العقل لدينا هو ثنائي إلى حد ما. فإنه يمكن أن يتفاعل بسرعة كبيرة عند ما يتعامل مع اثنين من الخيارات، خصوصا عندما يكون احدهما أفضل بشكل واضح. هل أقف هنا و اغرق مع ارتفاع منسوب المياه أو اقفز على تلك الصخرة العاليه واكون آمن؟ طبعا الاختيار هنا سهل وواضح.طبعا ستقفز على الصخره العاليه حتى لا تغرق.
عندما يكون هناك المزيد من الخيارات، المتشابهه امامنا نحتار ونتوقف. اذا كان الاختيار بين القفز على الصخور أو تسلق شجرة لتحتمى من المياه, نحن لا نعرف ما هو الأنسب بصوره واضحه على نحو أفضل، ويٌظهر البحث أن معظم الناس ترتبك و لن تختار اى شيء عندما تواجه مع عدة خيارات جيدة على حد سواء.
سواء كان الإختيار يتعلق بمشكلة شخصية او شىء متعلق بالعمل، لا تفعل أي شيء باندفاع دون التفكير في النتائج، والتخطيط لكيف ستفعل ما هو مطلوب. بعض العواقب يمكن أن تكون شديدة، ولكن في بعض الأحيان الأمر يستحق ذلك، وهذا ما عليك أن تقرره لنفسك. يمكن للممارسة، والخبرة، ان تساعدنا على اتخاذ هذه القرارات و لحسن الحظ أننا لا نواجه عادة ، باختيار فورى بين الموت والحياه – دائما ما يكون لدينا متسع من الوقت لنفكر وندرس ونحلل لنتخذ القرار بالإختيار.
تعمق فى الايجابيات والسلبيات :
الطريقه القديمة هى عند الإختيار هو صنع لائحة بالإيجابيات والسلبيات. ضع كل منهما فى عمودين متواجهين على قطعة من الورق وأكتب كل الأشياء الإيجابية التي ستأتي من عملية الاختيار في عمود , وجميع الأمور السلبية في الآخر. في نهاية المطاف، الجانب الأكثر هو الذى يفوز.
ولكن هذه الاستراتيجية لا تأخذ في الاعتبار الوزن المختلف لكل نقطه إيجابية أو سلبية. فقد تكون الميزات اكثر لكنها من الناحيه الأخلاقيه قد تسبب اذى للآخرين, او تسىء لسمعتك او على مرور الوقت تؤدى الى نتائج سيئه. يجب ان تكون هذه القائمه واضحه وتوضح المزايا وما تعنيه لك و لغيرك والعيوب و مدى امكانيه تعديلها لتكون الأفضل. يجب تحليل الإيجابيات و السلبيات ومعرفه وقعها و تأثيرها على الفائده المرجوه.
لا تفرط في التفكير فى الصغائر:
لا تكون عصبيا عند الاختيار بين الأشياء الصغيرة، التي تتطلب قرارات صغيرة، و التي لا تؤثر على حياتك كثيرا. يجب أن تعرف ما هو مهم بما فيه الكفاية ليستحق منك التفكير جيدا حوله. الإفراط في التفكير يسبب الإجهاد و الضغط العصبى، وهو أمر سيء للغاية عند الإختيار فلا تهدر طاقتك على صغائر الأمور.
ادرس و حلل النتائج :
عند اتخاذ قرار الاختيار، يتطلب اتخاذ بعض الوقت للنظر في النتيجة التي تتوقعها. النظر في كل خيار يستدعى طرح الأسئلة التالية:
ما هي النتيجة المحتملة لهذا الاختيار؟
ما هي النتائج التى من غير المرجح الحصول عليها؟
ما هي النتائج المحتملة لعدم اختيار هذا القرار؟
ماذا ستكون النتيجة لو اخترت العكس تماما؟

التفكير من حيث النتائج على المدى البعيد - وتوسيع نطاق تفكيرك ليشمل النتائج السلبية - يمكن أن تساعدك على العثور على الوضوح والاتجاه اثناء مواجهه قرار كبير.
اسأل لماذا - خمس مرات :
بسؤالك لماذا فشلت فى شيء، مرارا وتكرارا، سيجعلك تتعمق اكثر وتحصل في نهاية المطاف إلى السبب الجذري الذى ادى الى الفشل.
على الرغم من أن السؤال بـ لماذا وضع كأسلوب لحل المشاكل، الا انه بالإجابه عليه ستتعرف على خمسه أسباب تساعدك على تحديد ما إذا كان الاختيار الذى تفكر فيه يتماشى مع قيمك و مبادئك الأساسية ام لا. على سبيل المثال:
لماذا ينبغي لي أن أقبل هذا المنصب؟ لإنه يدفع بشكل جيد ويقدم لي فرصة للنمو. لماذايهمك ذلك ؟ لأنني أريد بناء مستقبل مهني وليس مجرد سلسلة من وظائف لا معنى لها. لماذا؟ لأنني أريد ان يكون لحياتى معنى. لماذا؟ حتى يمكنني أن أكون سعيدا.لماذا؟ لأن هذه هى اهم ما في الحياة.
لاحظ أنك في بعض الأحيان تغير كيف كنت تسأل "لماذا" لتحافظ على الأسئلة مركزه داخل ما تريد ان تقرر بشأنه وهو قبول الوظيفه بدلا من التشتت إلى عوامل خارجية لا صلة لها بالموضوع. لن يفيدك السؤال "لماذا تدفع هذه الوظيفة بشكل جيد وتقدم لك فرصة للنمو" لان المهم هو أنها تفعل ذلك، و ليس لماذا تفعل ذلك لا يفرق معك.
ثق فى نفسك و احساسك الداخلى :
استمع الى احساسك الداخلى، وانت تفكر فى أي قرار كبير وحاسم. يجب ان تكون لديك ثقة في نفسك وحدسك الداخلى . أنت الشخص الوحيد الذي يمكن أن تثق انه يريد الأفضل بالنسبة لك, هو أنت نفسك. الاستماع إلى الحدس، هو محاولة للاستماع إلى ما نشعر به بعمق داخلنا. عندما يكون علينا الاختيار، يجب أن نحاول أن نكون على يقظة من المشاعر والأحاسيس التي تحدثها الخيارات المختلفة داخلنا, هل هو شعور بالارتياح أم بالضيق؟ الخفة أو الثقل؟...
تظهر الأبحاث أن الاشخاص الذين يتخذوا القرارات بسرعة، حتى عندما يفتقروا إلى المعلومات، يميلوا إلى أن يكونوا أكثر ارتياحا مع قراراتهم, من الناس الذين يجرون البحوث و يزنوا خياراتهم بعناية. بعض من هذا الفرق هو ببساطة في وجود مستوى أدنى من الإجهاد عند اتخاذ القرار ، والذى الكثير منه يأتي من الطريقة التى يعمل بها العقل.
فائده الإستماع للحدس انه يعطيك الثقة في تقديرك. أنه يساعدك على الحكم على ما إذا كان هذا الشخص أو هذه الفرصة هى الاصح بالنسبة لك.. حتى لو أن ذلك لا يبدو كذلك على الورق. شعورك بالراحه لاتخاذك قرار معين هو حدسك الذى يهمس لك بان القرار سليم. لكن ليس معنى ذلك ان تهمل باقى الخطوات فكلها تكمل الطريق الى الاختيار السليم.
الاختيار هو لك :
مهما كانت الطريقه التى تستخدمها فى عملية التوصل إلى قرار، رضائك عن القرار تعتمد إلى حد كبير على ما إذا كنت معترفا بانك صاحب القرار و تملك اختياراتك. إذا شعرت انك مضطر إلى خيار او انك لست مسيطرا على الأوضاع، ستجد حتى النتائج الإيجابية ستصبح ملونة سلبا. من ناحية أخرى، اذا تحملت المسؤولية الكاملة عن اختياراتك حتى ان فشلت اختياراتك ستشعر وكأنها نجاح - لانك تعرف أنك فعلت افضل ما لديك وستكون اكتسبت خبرة قيمة للمره القادمه تمكنك من تجنب الخطأ فى اتخاذ القرار بالإختيار .الأهم تتجنب القرارات المتهوره. لا تقرر شىء وانت ثائر المشاعر ، انتظر عده أيام لتتأكد من ما تريد، وانتظر حتى تهدأ قبل اتخاذ القرار النهائي وتحسن الإختيار.

لكي تؤثرفي الآخرين يجب عليك أن تكون مستمعا


لكي تؤثرفي الآخرين يجب عليك أن تكون مستمعا
بتاريخ: 4:42 ص | فن السعادة | الكاتب: عالم التنمية





لكي تصبح شخصا فاعلاً يجب أن تنظر إلى الصورة كاملة لكي تستطيع أن تؤثر في الآخرين، ولكي تؤثرفي الآخرين يجب عليك أن تستمع لهم، والمهم أن تستمع بحق للآخرين عن طريق ما يلي:
1-اجعل ذهنك صافياً :
لذا يجب عليك التركيز والإنصات إلى حديث الآخرين وعدم الانشغال بأي صارف
2- كن صريحاً :
عند استماعك للشخص الذي أمامك، بغض النظر عما يقوله هل يوافقك أو يخالفك
3- اطرح الأسئلة:
افهم ما يقوله الآخرون لك ، واطرح الأسئلة للتوضيح والتفصيل لا للتعجيز والإحراج
4- ادرس لغة الجسد:
اللسان يخبرك بما يدور في العقول، بينما حركات الجسد تخبرك بما يدور في الروح، لذلك أحسِن استخدام لغة الجسد لتستمع وتفهم بشكل أكبر
5-الاعتراف:
إن التفاعل مع الشخص المتحدث تعطيه شعورًا أنك تفهم ما يعنيه، وبأنك تفهم مشاعره وأحاسيسه
6- تبادل الرأي :
تجاذب الحديث مع الشخص المتحدث، وأعد صياغة كلامه، وتبادل معه المشاعر والأحاسيس
7- لخص الموضوع:
قبل الخوض في الحديث والكلام الكثير، فعندما تتأكد من انتهاء المتحدث عن الحديث السابق، لخص حديثه بدون مقاطعة ثم اتركه يتابع الحديث
8- أظهر الاهتمام :
يجب عليك كقائد فاعل أن تظهر اهتمامك بالمتحدث، وأن تصل وإياه إلى درجة الاعتناق العاطفي، ولن يستطيع أي قائد أن ينجح دون هذه الرابطة التي هي نقل احتياجات وآمال ومشاعر الآخرين، وكذلك يجب أن تكون هذه المشاعر صادقة من لدن القائد حتى يحصل على ولاء الآخرين، إذ لا قيادة دون ولاء
9- أظهر مشاعر الاحترام:
بدون التزام لا يوجد ولاء، وبدون ولاء لا توجد قيادة ، وإذا أردت أن تحقق هذه المقولة عليك أن تحترم حقوق واحتياجات ومشاعر وأحاسيس الآخرين. إن تقدير الآخرين سر من أسرار القيادة الناجحة
10- الاتصال القائم على الصراحة:
إن الوضوح والصراحة ركيزتان من ركائز القيادة الناجحة . إن الاتصال مع الآخرين بوضوح يشكل لك -كقائد- مصداقية لدى الآخرين،وبالتالي تستطيع أن تؤثر على الآخرين عبر قنوات الاتصال الفاعلة

خاطرة رجل مسن !

صورة: ‏خاطرة رجل مسن !

خاطرة رجل مسن يقول : كنت طفل ! وتمنيت أن أدخل المدرسة وأتعلم مثل بقية الأطفال، وفعلا دخلت المدرسة و عشت طفولتي و مراهقتي .

ثم ما لبثت إلا أن سئمت منها وتمنيت أن أدخل الجامعة، وفعلا دخلت لكن ما أن لبثت أيضا حتى مللت منها وتمنيت أن أتخرج لأرتاح، وفعلا تخرجت .
لكن قتلتني الوحدة، وتمنيت أن أتزوج وفعلا تزوجت ولكن منزلي موحش يقتله الصمت .

فتمنيت أن أرزق بالأطفال، وفعلا رزقت بالأطفال لكنني ما لبثت إلا و قد سئمت من جدران المنزل، فتمنيت، أن أتوظف وفعلا توظفت و أصبح هاجسي أن أمتلك منزلا، وفعلا وبعد عناء امتلكت المنزل .

ولكن أولادي كبروا فتمنيت أن أزوجهم وفعلا تزوجوا، لكنني سئمت من العمل و من مشاقه، فقد أصبح يتعبني، فتمنيت أن أتقاعد لأرتاح وفعلا تقاعدت .

و أصبحت وحيد كما كنت بعد تخرجي تماما، لكن بعد تخرجي كنت مقبلاً على الحياة والآن أنا مدبراً عن الحياه و لكن لا زال لدي أماني .

فتمنيت أن أحفظ القرآن لكن ذاكرتي خانتني، فتمنيت أن أصوم لله لكن صحتي لم تسعفني، فتمنيت أن أقوم الليل لكن قدماي لم تعد تقوى على حملي .

فاغتنم صحتك قبل هرمك ولا تكن مثلي، ولا يشغلك التفكير برزقك عن التفكير بآخرتك، إن الله ضمن لك الرزق فلا تقلق ولم يضمن لك الجنة فلا تفتر .‏
 
خاطرة رجل مسن !
خاطرة رجل مسن يقول : كنت طفلا ! وتمنيت أن أدخل المدرسة وأتعلم مثل بقية الأطفال، وفعلا دخلت المدرسة و عشت طفولتي و مراهقتي .
ثم ما لبثت إلا أن سئمت منها وتمنيت أن أدخل الجامعة، وفعلا دخلت لكن ما أن لبثت أيضا حتى مللت منها وتمنيت أن أتخرج لأرتاح، وفعلا تخرجت .
لكن قتلتني الوحدة، وتمنيت أن أتزوج وفعلا تزوجت ولكن منزلي موحش يقتله الصمت .
فتمنيت أن أرزق بالأطفال، وفعلا رزقت بالأطفال لكنني ما لبثت إلا و قد سئمت من جدران المنزل، فتمنيت، أن أتوظف وفعلا توظفت و أصبح هاجسي أن أمتلك منزلا، وفعلا وبعد عناء امتلكت المنزل .
ولكن أولادي كبروا فتمنيت أن أزوجهم وفعلا تزوجوا، لكنني سئمت من العمل و من مشاقه، فقد أصبح يتعبني، فتمنيت أن أتقاعد لأرتاح وفعلا تقاعدت .
و أصبحت وحيد كما كنت بعد تخرجي تماما، لكن بعد تخرجي كنت مقبلاً على الحياة والآن أنا مدبراً عن الحياه و لكن لا زال لدي أماني .
فتمنيت أن أحفظ القرآن لكن ذاكرتي خانتني، فتمنيت أن أصوم لله لكن صحتي لم تسعفني، فتمنيت أن أقوم الليل لكن قدماي لم تعد تقوى على حملي .
فاغتنم صحتك قبل هرمك ولا تكن مثلي، ولا يشغلك التفكير برزقك عن التفكير بآخرتك، إن الله ضمن لك الرزق فلا تقلق ولم يضمن لك الجنة فلا تفتر .

عسى في الأمر خير


عسى في الأمر خير

يحكى ان كان هناك رجل متزن و دائما ما يردد كلمة خير وعسى في الأمر خير مع كل مصائب تحدث له يقول هذه الكلمة لدرجة أن من حوله ذهلوا منه .
وفي يوم من الايام اتفق اهالي قريته بأن يخفوا عنه قطيع الاغنام الذى يملكه وقد كان يملك الكثير منها ليتأكدوا من مدى صدق هذه الكلمة التي يرددها بلسانه، اتفقوا على إخفائها كأمانة عند أهالي القرية المجاورة، ثم يعودون اليه ليخبروه بأن لصوصا قد سرقوها، و بأنهم لم يستطيعوا ردعهم عن ذلك .
وبالفعل قاموا بأخفاء الاغنام فى القرية المجاورة ثم عادوا اليه يصرخون لقد سرقوا أغنامك ولم يبقى منها شيء فقفز من مكانه و قال كيف حدث ذلك فأخبروه بالخطة المتفق عليها .
حزن الرجل و قال لعل في الامر خير لا يعلم المرء ماذا يكتب الله له " لعل في الامر خير" جن جنونهم وقالوا مستحيل سيبكي بالمساء .
اتفقوا على أن يتجمعوا فى ليلة سمر عنده و ذلك ليروا ما اذا كان سيحزن ويقنط و يبكي و يسخط، وبالفعل قضوا المساء عنده ولا جديد بأمره .
كلما ذكروه بما حدث قال : خير انسوا الامر لقد نسيت، فإذا بها نابعة من القلب و ليست من اللسان، كان هذا ايمان حقيقي في قلبه، كان يتيقن ان هذا من عند الله فيسلم الأمرله .
وفى اثناء سهرهم عنده اذ بلصوص حقيقيون غاروا على بيوتهم وحظائرهم وسرقوا انعامهم، فلما اتى الصباح واكتشفوا ما حدث اذا بالعويل والنحيب والكل يصرخ سرقونا والسخط واللعن واللطم، فقال لهم صاحبنا لا يصح فعل ذلك وقد سرقت قبلكم .
فقالوا لا والله إن قطيعك في القرية المجاورة قد دسسناه عنك لنختبر كلمة الخيرة التي يرددها لسانك دائما مع كل مصائبك، لقد سرقت كل اغنام القرية الا اغنامك لأنها كانت فى القرية المجاورة
أرادوا أن يختبروه في هذه الكلمة فحفظه الله من لصوص حقيقيون قادمون {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} .

كيف يصطاد الرجال اللؤلؤ؟

كيف يصطاد الرجال اللؤلؤ؟
يطوف الصياد المبتدئ شواطئ البحار باحثاً عن المحار، فإذا عثر على صَدفةٍ قام بفتحها عنوةً، كي يستخرج منها لؤلؤةً صغيرةً يحتفظ بها لفترةٍ ثمّ يبيعها

أما الصياد المحترف، فهو يدرك أن اللآلئ تكبر وتزداد قيمتها كلما تُرِكَت لتنمو في قلب المحارة. الصياد المحترف صبورٌ، لا يستعجل نضج اللؤلؤة. لا يخنق الوقت، بل يترك الأمور تأخذ مجراها. فإذا عثر الصياد المحترف على محارةٍ فتيةٍ، فإنه لا يحطمها، ولا يفتحها رغماً عنها، بل يلقيها في البحر ثانيةً، كي تتابع نموها، وتُكَوِّنَ في داخلها جوهرةً نفيسةً ليس لها مثيل. وإذ يحين أوان نضجها، تنفتح الصَّدفةُ وحدها... بكامل حريتها... دون ضغوطٍ خارجيةٍ أو داخليةٍ. إذ ذاك تظهر الجوهرة بأبهى حللها. فيأتي الصياد المحترف ويحصل عليها ولو بعد طول انتظار
إنّ الصيادَ المحترفَ يدرك وجودَ احتمال أن يسبقه صيادٌ آخر إليها، لكن هذا لا يهم. فالبحر للجميع. وللمحارة الحقُّ في أن تمنح لؤلؤتها لمن تشاء في أيِّ وقتٍ. المهم هو أن تحقق ذاتها الفريدةَ، ويستفيد منها إلى الحد الأقصى، هو إن أمكن، أو صيادٌ آخر يعرف قيمة الأحجار الكريمة
الصيادُ المحترفُ لا يطمع باللآلئ الصغيرة، لأنّه ينشد ما هو أثمن... ما هو أغلى ... ماهو أندر....
تابعي اليوم مسيرتك نحو النضج والاتزان.
لا تنتظري الغد لئلا تفقدي الأمل إذا طال انتظارك، واصبري. . لا تهتمي يا فتاتي لأمر الغد، "فالغد يهتم لأمر نفسه". بل اهتمي بنفسك كما أنت الآن.
ولكل يومٍ من العناء ما يكفيه". ابذلي جهدَكِ كي تتخلّصي من الشوائب التي تُقلِّل قيمتك،. احصلي على ما تحتاجينه من غذاءٍ، ماديٍ وروحيٍ، كي تنمي وتكبري. ولكن باعتدالٍ، لا تكثري من شيءٍ دون سببٍ وجيهٍ.. "نير الحب لطيفٌ وحمله خفيفٌ"
كي تجدي الراحة لقلبك. خذي وقتك، ولا تتشبثي بأمرٍ ما بشدةٍ. فروح الحياة لا تأتي من أي شيءٍ، ولا يمكننا أن نحتجزها. فالهواء المحتجز في غرفةٍ مغلقةٍ يفسد مع الوقت. لا تبحثي عن الحب فالريح "تأتي من حيث تشاء وتذهب إلى حيث تشاء"، ومهما حاولنا التنبؤ باتجاهها فقد يتغير...
هذا هو سر الحب ...
لا تمنحي نفسَكِ قبل الأوان لأي صيّادٍ مبتدئٍ لا يعرف قيمتك، فينتهي الأمر بأن يدفنك في الوحل كالحجارة...
أنت تستحقين ما هو أفضل... تستحقين أن تلمعي في تاج ملكٍ عظيمٍ كالمنارة.
..
كوني قويةً، شجاعةً،حكيمةً. لا تخافي من أن تفتحي قلبك في الوقت المناسب للشخص المناسب. فعندما تثقين بنفسك و بقدرتك على تجاوز كل الصعوبات فلن يُدَمِّرك شيءٌ في الدنيا، لأنك ستصبحين أقوى في مواجهة الظروف.".
كوني واقعيةً، لا تبحثي عن صيادٍ مثاليٍ. فلا يوجد إنسانٌ كاملٌ. انظري إلى فارسك بموضوعيةٍ، واقبليه كما هو بجوانب ضعفه وقوَّتِه. الحب الحقيقي حبٌ واقعيٌ. لا تنفع الأوهام في عالم اليوم
كوني نفسك رغم كل الظروف. .
وأخيراً، ثقي أنه يوجد صيادٌ محترفٌ، شخصٌ ما من لحمٍ ودمٍ، ينتظر أن يحين أوانك كي تفتحي صدفتك وتكشفي لؤلؤتك بكامل مجدك. شخص ما، يعرف قيمتك، ويحبك بصدقٍ واتزانٍ، كما أنت...
هناك دائماً من يعرف قيمة اللؤلؤ الحقيقي ويبحث عنه
كوني قويةً، شجاعةً،حكيمةً. لا تخافي من أن تفتحي قلبك في الوقت المناسب للشخص المناسب. فعندما تثقين بنفسك و بقدرتك على تجاوز كل الصعوبات فلن يُدَمِّرك شيءٌ في الدنيا، لأنك ستصبحين أقوى في مواجهة الظروف.".
كوني واقعيةً، لا تبحثي عن صيادٍ مثاليٍ. فلا يوجد إنسانٌ كاملٌ. انظري إلى فارسك بموضوعيةٍ، واقبليه كما هو بجوانب ضعفه وقوَّتِه. الحب الحقيقي حبٌ واقعيٌ. لا تنفع الأوهام في عالم اليوم
كوني نفسك رغم كل الظروف.
 .


حكمة الأسبوع

صورة: ‏اجعل ختام يومك وختام ليلك إستغفاراً .. مهما عملنا وقدمنا فنحن مقصرون ..إستغفارك يُجبر عملك ويسدّ نقصه .. استغفر الله‏
 
اجعل ختام يومك وختام ليلك إستغفاراً .. مهما عملنا وقدمنا فنحن مقصرون ..إستغفارك يُجبر عملك ويسدّ نقصه .. استغفر الله

عندمـا نكـون أوفيـاء


![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
نـخـلـص ونـعـطــي ونــبــذل
بــدون تـوقـف وبــدون مقـدمـات
ولكن نقف فـي منتصـف الطريـق نتألـم
لأن الـوفـاء الـيـوم صــار هـبـاء
![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
نحـب بصدق .. نبحـث دومــا بـصـدق
نخبو للحزن ونكتـم كـل معانـي الشـوق
وندخـر كـل مزايـا الحـب لمـن نحـب
ولكن بلحظـة صـدق نجد المقابـل غـدر
![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
نتعـلـم بـجـد لأنـنـا نتـألـم بـجـد
ويـكـون العـطـاء بـــلا انـتـهـاء
ويـكـون الأخــذ بـــلا مـقـابـل
وتكـون الدمـوع أصـدق مــا تـكـون
ونصحـو بيـوم فـلا نـجـد الصـديـق
![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
نـنـســى جــــرح الـصـديــق
وغـــــــدر الــحــبــيــب
ونــزرع دومــا بــذور الأمـــل
ونـهـدم دومــا شـعـلـة الـفــراق
ونـقــول بــصــوت حــنــون
الــغــد سـيـكــون أجــمـــل
![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
نـبــكــي لــيـــلا بــألـــم
ونـضـحـك نـهــارا بـصـخــب
ونحـمـل بقلوبـنـا الإخــلاص لـهـم
ونـسـهــر أرقــــا لـخـوفـهـم
ونـجــن جـنـونــا لـسـرورهــم
تـمـطـر قلـوبـنـا حـبــا لـهــم
وتخـضـر أوراقـنـا دومــا لـهــم
![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
قـلـوبـنـا تـنـبــض دومـــــا
ولـغـتـنـا صــمــت دومـــــا
وفـرحـنــا ابـتـســام دومــــا
وحـزنـنـا غــمــوض دومــــا
![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
نـمــارس دومـــا دور الشـمـعـة
بــقــنــاعــة تــــامــــة
فـنـشـتــعــل ... بـــقــــوة
ونــحــتــرق ... بــســرعــة
ونـنـصــهــر ... بـــألــــم
ونمنحـهـم نـورنـا بــلا مـقـابـل
![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
نــهـــجـــر أنــفــســنــا
ونــعــيـــش لأجــلـــهـــم
وتكـون مساحـة النقاء بمـلـئ الـكـون
ويتمـثـل الإيـثـار زهــوا بنفوسـنـا
![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
نــــحــــب دومـــــــــا
ونـــشــــرق بــــهــــاءً
ويـأتـيـنـا صـبـاحـنـا نــــورا
ويـزورنــا عـيـدنــا عــطــرا
ونعـشـق الــورد الاحـمـر عشـقـاً
![ عندمـا نكـون أوفيـاء ]!
كــل هـمـسـة حـــب همسـتـهـا
وكــل رقـــة قـلــب تـشـعـره
وكــل بسـمـة شــوق تضيـئـهـا
ستخبرك بأنك وفــــي ..

2014-10-30

قصة الاسد و المرآة


صورة: ‏قصة الاسد و المرآة

كان هناك بلدة كان يوجد فيها قصر يوجد به ألف مرآة فى قاعة واحدة
سمع أسد بهذه القاعة فقرر أن يزورها فذهب لهذا القصر
وعندما وصل أخذ يقفز على السلالم فرحا
ولما دخل القاعة وجد ألف أسد يبتسمون فى وجهه ويهزون أذيالهم فرحين
فسرّ جدا بهذا وقال فى نفسه لابد أن أحضر هنا مرات اخرى كثيرة

سمع أسد اخر بهذه القصة فقرر أن يزور القصر مثل صديقه ولكنه لم يكن
فرحا بطبيعته…مشى بخطوات متثاقلة عابساً حتى وصل الى القاعة ذات الألف مرآة
ولكن يا للعجب …وجد ألف أسد يعبسون فى وجهه فكشر عن أنيابه وذعر وأدار وجهه وجرى…
وهو لا ينوى على شىء

لا تنس

كل الوجوه فى العالم مرايا فأي انعكاس تجده على وجوه الناس
هو من صنعك أنت

فأنت الصورة الأصلية وتأثيرك يصبغ على الآخرين بطريقة أو بأخرى‏
   قصة الاسد و المرآة
كان هناك بلدة كان يوجد فيها قصر يوجد به ألف مرآة فى قاعة واحدة
سمع أسد بهذه القاعة فقرر أن يزورها فذهب لهذا القصر
وعندما وصل أخذ يقفز على السلالم فرحا
ولما دخل القاعة وجد ألف أسد يبتسمون فى وجهه ويهزون أذيالهم فرحين
فسرّ جدا بهذا وقال فى نفسه لابد أن أحضر هنا مرات اخرى كثيرة
سمع أسد اخر بهذه القصة فقرر أن يزور القصر مثل صديقه ولكنه لم يكن فرحا بطبيعته…مشى بخطوات متثاقلة عابساً حتى وصل الى القاعة ذات الألف مرآة
ولكن يا للعجب …وجد ألف أسد يعبسون في وجهه فكشر عن أنيابه وذعر وأدار وجهه وجرى…
وهو لا ينوي على شيء
لا تنس
كل الوجوه فى العالم مرايا فأي انعكاس تجده على وجوه الناس
هو من صنعك أنت
فأنت الصورة الأصلية وتأثيرك يصبغ على الآخرين بطريقة أو بأخرى

الخبز المحمص

صورة: ‏الخبز المحمص

بعد يوم طويل وصعب من العمل وضعت أمي الطعام أمام أبي على الطاولة وبجانبه خبزاً محمصاً لكن الخبز كان محروقا تماما

أتذكر أنني أرتقبتُ طويلاً كي يلحظ أبي

ذلك ولا أشك على الإطلاق أنه لاحظه إلا أنه مد يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي وسألني كيف كان يومي في المدرسة ؟!

لا أتذكرُ بماذا أجبته لكنني أتذكر أني رأيتهُ يدهنُ قِطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها

عندما نهضتُ عن طاولة الطعام تلك الليلة أتذكر أني سمعتُ أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصهُ
ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي :

حبيبتي
لا تكترثي بذلك
أنا أحب أحياناً أن آكل الخبز محمصاً زيادة عن اللزوم وأن يكون به طعم الإحتراق

وفي وقت لاحق تلك الليلة عندما ذهبتُ لأقبل والدي قُبلة تصبح على خير سألته إن كان حقاً يحب أن يتناول الخبز أحياناً محمصاً إلى درجة الإحتراق؟

فضمني إلى صدره وقال لي هذه الكلمات التي تبعث على التأمل :

يابني
أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق في يومها

شئ آخر
إن قطعاً من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقه لن تضر حتى الموت. .
الحياة مليئة بالأشياء الناقصة وليس هناك شخص كامل لاعيب فيه
علينا أن نتعلم كيف نقبل النقصان في الأمور وأن نتقبل عيوب الآخرين وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات وجعلها قوية مستديمة

خبزُ محمصُ محروقُ قليلاً لايجب أن يكسر قلباً جميلا

فليعذر الناس بعضهم البعض فَكل شخص لايعرف ظروُف الآخرين‏
  
الخبز المحمص
بعد يوم طويل وصعب من العمل وضعت أمي الطعام أمام أبي على الطاولة وبجانبه خبزاً محمصاً لكن الخبز كان محروقا تماما
أتذكر أنني أرتقبتُ طويلاً كي يلحظ أبي
ذلك ولا أشك على الإطلاق أنه لاحظه إلا أنه مد يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي وسألني كيف كان يومي في المدرسة ؟!
لا أتذكرُ بماذا أجبته لكنني أتذكر أني رأيتهُ يدهنُ قِطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها
عندما نهضتُ عن طاولة الطعام تلك الليلة أتذكر أني سمعتُ أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصهُ
ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي :
حبيبتي
لا تكترثي بذلك
أنا أحب أحياناً أن آكل الخبز محمصاً زيادة عن اللزوم وأن يكون به طعم الإحتراق
وفي وقت لاحق تلك الليلة عندما ذهبتُ لأقبل والدي قُبلة تصبح على خير سألته إن كان حقاً يحب أن يتناول الخبز أحياناً محمصاً إلى درجة الإحتراق؟
فضمني إلى صدره وقال لي هذه الكلمات التي تبعث على التأمل :
يابني
أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق في يومها
شئ آخر
إن قطعاً من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقه لن تضر حتى الموت. .
الحياة مليئة بالأشياء الناقصة وليس هناك شخص كامل لاعيب فيه
علينا أن نتعلم كيف نقبل النقصان في الأمور وأن نتقبل عيوب الآخرين وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات وجعلها قوية مستديمة

خبزُ محمصُ محروقُ قليلاً لايجب أن يكسر قلباً جميلا
فليعذر الناس بعضهم البعض فَكل شخص لايعرف ظروُف الآخرين

حكاية قلمين

صورة: ‏حكاية قلمين

يحكى أن قلمين كانا صديقين، ولأنّهما لم يُبريا كان لهما نفس الطّول..
إلا أن أحدهما ملّ حياة الصمت والسلبية
، فتقدم من المبراة وطلب أن تبريه أمّا القلم الآخر فأحجم خوفاً من الألم وحفاظاً على مظهره غاب الأول
عن صديقه فترة من
الزّمن، عاد بعدها قصيراً.. ولكنّه أصبح حكيماًرآه صديقه الصامت الطويل الرشيق فلم يعرفه، ولم يستطع
أن يتحـدث إليــه فبادره
صديقه المبري بالتعريف عن نفسه
.. تعجب الطويل وبدت عليه علامات السخرية
من قصر صديقه لم يأبه القلم القصير بسخرية صديقه الطويل،

ومضى يحدثه عما تعلم فترة غيابه وهو يكتب
ويخط كثيراً من الكلمات، ويتعلم كثيراً
من الحكم والمعارف والفنون.
. انهمرت دموع الندم
من عيني
صديقه القلم الطويل،
وما كان منه إلا أن تقدم من المبراة لتبريه..
وليكسر حاجز صمته وسلبيته بعد أن علم أن من أراد أن يتعلم لا بد أن يتألم‏
 
 حكاية قلمين
يحكى أن قلمين كانا صديقين، ولأنّهما لم يُبريا كان لهما نفس الطّول..
إلا أن أحدهما ملّ حياة الصمت والسلبية
، فتقدم من المبراة وطلب أن تبريه أمّا القلم الآخر فأحجم خوفاً من الألم وحفاظاً على مظهره غاب الأول
عن صديقه فترة من
الزّمن، عاد بعدها قصيراً.. ولكنّه أصبح حكيماًرآه صديقه الصامت الطويل الرشيق فلم يعرفه، ولم يستطع
أن يتحـدث إليــه فبادره
صديقه المبري بالتعريف عن نفسه
.. تعجب الطويل وبدت عليه علامات السخرية
من قصر صديقه لم يأبه القلم القصير بسخرية صديقه الطويل،
ومضى يحدثه عما تعلم فترة غيابه وهو يكتب
ويخط كثيراً من الكلمات، ويتعلم كثيراً
من الحكم والمعارف والفنون.
. انهمرت دموع الندم
من عيني
صديقه القلم الطويل،
وما كان منه إلا أن تقدم من المبراة لتبريه..
وليكسر حاجز صمته وسلبيته بعد أن علم أن 
من أراد أن يتعلم لا بد أن يتألم

الشمعة

صورة: ‏الشمعة

في ليلة من الليالي الباردة، وفد على الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رسولٌ من بعض الآفاق، فاستقبله الخليفة أحر الاستقبال وأجلسه بجانبه وأشعل له شمعة كبيرة تنير المكان قائلاً:
- أخبرنا أيها الرسول عن حال أهل البلد الذي أتيت منه، وعن الأسعار، وأبناء المهاجرين والأنصار، وأبناء السبيل والفقراء؟
أخذ الرسول يحدّث الخليفة عن كل شيء يعلمه من أمر بلده.. ولما انتهى من كلامه، نظر إلى الخليفة قائلاً:
- يا أمير المؤمنين.. كيف حالُك في نفسك وبَدَنك وعيالك؟ 
مشى الخليفة إلى الشمعة الكبيرة ونفخ فيها حتى أطفأها، ثم نادى على غلامه قائلاً:
- يا غلام.. عليّ بسراجي.
وما هي إلا لحظات حتى جاء الغلام بشمعة صغيرة لا تكاد تضيء ووضعها أمام يدي الخليفة.
تعجب الرسول من صنيع الخليفة قائلاً:
- يا أمير المؤمنين.. لماذا أطفأت الشمعة الكبيرة عندما سألتك عن حالك وأحوالك!!؟؟
أجاب الخليفة: الشمعة التي أطفأتُها هي من مال الله ومال المسلمين، وكنت أسألك عن أمرهم وحوائجهم وهي موقدة.. فلما سألتني عن شأني وعيالي أطفأتُ شمعة بيت مال المسلمين وأشعلت الشمعة الخاصة بي وبأهلي!!! 

        كيف فــهم حكامنــا معنى الأمـــانـــه حتى سرقوا الشمعــه و أشعلوا فتيل الفقر والذل فحرقوا البلاد والعباد ؟‏

في ليلة من الليالي الباردة، وفد على الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رسولٌ من بعض الآفاق، فاستقبله الخليفة أحر الاستقبال وأجلسه بجانبه وأشعل له شمعة كبيرة تنير المكان قائلاً:
- أخبرنا أيها الرسول عن حال أهل البلد الذي أتيت منه، وعن الأسعار، وأبناء المهاجرين والأنصار، وأبناء السبيل والفقراء؟
أخذ الرسول يحدّث الخليفة عن كل شيء يعلمه من أمر بلده.. ولما انتهى من كلامه، نظر إلى الخليفة قائلاً:
- يا أمير المؤمنين.. كيف حالُك في نفسك وبَدَنك وعيالك؟
مشى الخليفة إلى الشمعة الكبيرة ونفخ فيها حتى أطفأها، ثم نادى على غلامه قائلاً:
- يا غلام.. عليّ بسراجي.
وما هي إلا لحظات حتى جاء الغلام بشمعة صغيرة لا تكاد تضيء ووضعها أمام يدي الخليفة.
تعجب الرسول من صنيع الخليفة قائلاً:
- يا أمير المؤمنين.. لماذا أطفأت الشمعة الكبيرة عندما سألتك عن حالك وأحوالك!!؟؟
أجاب الخليفة: الشمعة التي أطفأتُها هي من مال الله ومال المسلمين، وكنت أسألك عن أمرهم وحوائجهم وهي موقدة.. فلما سألتني عن شأني وعيالي أطفأتُ شمعة بيت مال المسلمين وأشعلت الشمعة الخاصة بي وبأهلي!!!
كيف فــهم حكامنــا معنى الأمـــانـــة حتى سرقوا الشمعــة و أشعلوا فتيل الفقر والذل فحرقوا البلاد والعباد ؟

العجوز الحكيم

صورة: ‏العجوز الحكيم

يُروى أن عجوزاً حكيماً كانَ يسكُنُ في إحدى القُرى الريفيةِ البسيطة، وكان أهلُ هذه القرية يثقونَ بهِ وبعلمهِ، ويثقونَ في جميعِ إجاباتِهِ على أسئلتهم ومخاوفهم.
وفي أحدِ الأيام ذهبَ فلاحٌ مِن القرية إلى هذا العجوز الحكيم وقال له بصوتٍ محموم:
أ...يها الحكيم.. ساعدني.. لقد حدثَ لي شيءٌ فظيع.. لقد هلكَ ثوري وليس لدي حيوانٌ يساعدني على حرثِ أرضي!!.. أليسَ هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي؟؟
فأجاب الحكيم : ربما كان ذلك صحيحاً وربما كان غير ذلك
فأسرعَ الفلاّح عائداً لقريته، وأخبر الجميع أن الحكيمَ قد جنّ، بالطبع.. كان ذلك أسوأ شيءٍ يُمكن أن يَحدُثَ للفلاّح، فكيف لم يتسنَّ للحكيم أن يرى ذلك!!.
إلا أنه في اليومِ ذاته، شاهدَ الناس حصاناً صغيراً وقوياً بالقُربِ مِن مزرعةِ الرجل، ولأن الرجلَ لم يعُدْ عِنده ثورٌ لِيُعينهُ في عملِهِ، راقتْ له فكرةُ إصطياد الحصان ليَحلَّ محل الثور.. وهذا ما قام به فعلاً.
وقد كانت سعادة الفلاحِ بالغةً.. فلم يحرث الأرضَ بمِثلِ هذا اليُسر مِن قبل، وما كان مِن الفلاّح إلا أن عاد للحكيم وقدّم إليه أسفهُ قائلاً:
لقد كنتَ مُحقاً أيها الحكيم.. إن فقداني للثور لم يكُن أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لقد كان نعمةً لم أستطعْ فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما تسنّى لي أبداً أن أصيد حِصاناً جديداً... لابد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل شيءٍ يُمكنُ أن يحدث لي!!!
فأجاب الحكيم : ربما نعم وربما لا
فقال الفلاح لنفسه: لا.. ثانيةً!!!!!
لابد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة
وتارةً أخرى لم يُدرك الفلاّح ما يحدث، فبعد مرورِ بضعة أيامٍ سقط إبن الفلاح مِن فوق صهوة الحصان فكُسرت ساقه، ولم يعُدْ بمقدوره المساعدة في أعمال الحصاد.
ومرةً أخرى ذهب الفلاّح إلى الحكيم وقال له:
كيف عرفتَ أن إصطيادي للحصان لم يكنْ أمراً جيداً؟؟.. لقد كنتَ أنتَ على صواب ثانيةً، فلقد كُسرت ساقُ إبني ولن يتمكن مِن مُساعدتي في الحصاد... هذه المرة أنا على يقين بأن هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لابد أنك توافقني هذه المرة...
ولكن.. وكما حدثَ مِن قبل، نظرَ الحكيم إلى الفلاّح وأجابه بصوتٍ تعلوه الشفقة:ربما نعم.. وربما لا
إستشاط الفلاّح غضباً مِن جهل الحكيم وعاد مِن فوره إلى القرية، وهو غيرُ مُدركٍ لما يقصده الحكيم من عبارته تلك.
في اليوم التالي..قدم الجيش واقتاد جميع الشباب والرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان إبن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم لأن ساقه مكسورة.
ومِن هنا كُتبت له الحياة في حين أصبح مصير الغالبية من الذين ذهبوا للحرب أن يلقوا حتفهم.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمون‏
 العجوز الحكيم
يُروى أن عجوزاً حكيماً كانَ يسكُنُ في إحدى القُرى الريفيةِ البسيطة، وكان أهلُ هذه القرية يثقونَ بهِ وبعلمهِ، ويثقونَ في جميعِ إجاباتِهِ على أسئلتهم ومخاوفهم.
وفي أحدِ الأيام ذهبَ فلاحٌ مِن القرية إلى هذا العجوز الحكيم وقال له بصوتٍ محموم:
أ...يها الحكيم.. ساعدني.. لقد حدثَ لي شيءٌ فظيع.. لقد هلكَ ثوري وليس لدي حيوانٌ يساعدني على حرثِ أرضي!!.. أليسَ هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي؟؟
فأجاب الحكيم : ربما كان ذلك صحيحاً وربما كان غير ذلك
فأسرعَ الفلاّح عائداً لقريته، وأخبر الجميع أن الحكيمَ قد جنّ، بالطبع.. كان ذلك أسوأ شيءٍ يُمكن أن يَحدُثَ للفلاّح، فكيف لم يتسنَّ للحكيم أن يرى ذلك!!.
إلا أنه في اليومِ ذاته، شاهدَ الناس حصاناً صغيراً وقوياً بالقُربِ مِن مزرعةِ الرجل، ولأن الرجلَ لم يعُدْ عِنده ثورٌ لِيُعينهُ في عملِهِ، راقتْ له فكرةُ إصطياد الحصان ليَحلَّ محل الثور.. وهذا ما قام به فعلاً.
وقد كانت سعادة الفلاحِ بالغةً.. فلم يحرث الأرضَ بمِثلِ هذا اليُسر مِن قبل، وما كان مِن الفلاّح إلا أن عاد للحكيم وقدّم إليه أسفهُ قائلاً:
لقد كنتَ مُحقاً أيها الحكيم.. إن فقداني للثور لم يكُن أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لقد كان نعمةً لم أستطعْ فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما تسنّى لي أبداً أن أصيد حِصاناً جديداً... لابد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل شيءٍ يُمكنُ أن يحدث لي!!!
فأجاب الحكيم : ربما نعم وربما لا
فقال الفلاح لنفسه: لا.. ثانيةً!!!!!
لابد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة
وتارةً أخرى لم يُدرك الفلاّح ما يحدث، فبعد مرورِ بضعة أيامٍ سقط إبن الفلاح مِن فوق صهوة الحصان فكُسرت ساقه، ولم يعُدْ بمقدوره المساعدة في أعمال الحصاد.
ومرةً أخرى ذهب الفلاّح إلى الحكيم وقال له:
كيف عرفتَ أن إصطيادي للحصان لم يكنْ أمراً جيداً؟؟.. لقد كنتَ أنتَ على صواب ثانيةً، فلقد كُسرت ساقُ إبني ولن يتمكن مِن مُساعدتي في الحصاد... هذه المرة أنا على يقين بأن هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لابد أنك توافقني هذه المرة...
ولكن.. وكما حدثَ مِن قبل، نظرَ الحكيم إلى الفلاّح وأجابه بصوتٍ تعلوه الشفقة:ربما نعم.. وربما لا
إستشاط الفلاّح غضباً مِن جهل الحكيم وعاد مِن فوره إلى القرية، وهو غيرُ مُدركٍ لما يقصده الحكيم من عبارته تلك.
في اليوم التالي..قدم الجيش واقتاد جميع الشباب والرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان إبن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم لأن ساقه مكسورة.
ومِن هنا كُتبت له الحياة في حين أصبح مصير الغالبية من الذين ذهبوا للحرب أن يلقوا حتفهم.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمون

لا تهتك لأحدٍ سترا



لا تهتك لأحدٍ سترا الحمد لله يحب الستر ويحث عليه والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل :(من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ) وقال :( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) أما بعد
ففضل عظيم وأجر كبير في الستر على الناس . الستر على غير المجاهر وعلى من ليس ضرره متعديا توفيق من الله للعبد .
حتى إن البعض يحمد الله يوم يرى موقفا يحتاج من يكون فيه إلى الستر ؛بل إنه يعده خبيئة بينه وبين الله .
والبعض الآخر مفهوم الستر عنده محدود ؛ يظن أنه لا يحتاج إلى الستر فهو ليس من أهل المعاصي وليس من أرباب الكبائر ؛ بل يرى نفسه من أهل مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ؛ ولا يراه الناس إلا في المواقف التي يُحمد أهلها عليها .
والستر مفهومه أوسع من هذا بكثير ؛ فأهمه وأعظمه الستر في يوم القيامة يوم يُحصل ما في الصدور ؛يوم قاله الله عنه :( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ).
والستر في الدنيا ليس خاصا بالمذنبين بل تحتاج الستر في كل شيء في نفسك وأهلك ومالك وولدك.
تحتاج أن يسترك الله فلا تظهر لك حاجة ولا يطّلع الناس منك على فاقة ؛ بل إن الله يستر عبده حتى يجنبه أصلا المواقف التي لا يستطيع مقاومتها أو التي ستسبب له حرجا .
إذا علمت هذا فاحرص يا رعاك الله على أن لا تهتك لأحد سترا ؛ عالج وساهم في الحل إن استطعت لكن إياك وهتك الأستار .
وجدت فلانا مع زوجه في المحكمة وبينهما قضية فهذا ستر فإياك أن تهتكه .
دخلت محلا تجاريا وإذ بصاحب المحل ممسك بجارك يقول متى تسدد حقي عليك فهذا ستر فإياك أن تهتكه .
وجدت في جوال ولدك مقطعا غير لائق فهذا ستر فإياك أن تهتكه
قال لك طلقت زوجتي لأنها فعلت وفعلت فهذا ستر فإياك أن تهتكه
شكى إليك حاجة أو اعترف لك بخطيئة فهذا ستر فإياك أن تهتكه .
الخاتمة : ضع نفسك مكان الشخص الآخر فإذا كنت لا تُحب أن يُحدث بما رأى منك فلا تحدث بما ترى منه وقل لنفسك : (هذا ستر فلن اهتكه) .
اللهم أدم علينا وعلى المسلمين سترك واسترنا وإياهم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض .

2014-10-28

يعجبني الموت !

يعجبني الموت !
أكره الموت ، كلّنا يكره الموت لأسباب كثيرة ..
لعل من أهمّها : الإحساس بصعوبة ما نحن مقدمون عليه ، والشعور بالتقصير في الحياة ، ومفارقة الأحباب .
ومع هذا فإنّ الموت يعجبني ، لأنّه يعرّي الحقائق ويكشف الزيف .
فمهما كان الإنسان عنيدا صلبا مكابرا فإنّ كلّ قواه تنهار في لحظة أمام قوة الموت وجبروته ، هذا فرعون الذي قال لقومه ماعلمت لكم إلهاً غيري ، وفعل ببني إسرائيل الأفاعيل ما إن عاين الموت حتى قال : {آمنت أنه لا إله إلاّ الذي آمنت به بنو إسرائيل} .
مرّ على هذه الأمّة فراعنة كثر ، بعضهم تفرعن بسلطانه ، وبعضهم تفرعن بعلمه وبيانه ، كل هؤلاء المتغطرسين المتكبرين على الحق كان له بفرعون الأوّل سبب ، يجمعهم العناد والإصرار على الباطل ، حتى لو تبين لهم الحق : {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلواً} .
والخطاب القرآني يشير إلى هذا في آيات عديدة كقوله: {ذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون} ..
نعم لقد بلغ الشذوذ الفكري والسلوكي في عصرنا هذا مبلغا عظيماً، وأصبح الشواذ يتنافسون أيّهم يبلغ شذوذه المدى حتّى لا يُذكر الشذوذ إلاّ ذكر معه.
دعني أقول إنّ الشاذ فكريا لا يمكن كبح جماحه ..
حاول الأوّلون أن يكبحوا جماح ذلك بالعنف والقوة ومع هذا بقيت للشّواذّ باقية،كُتبت المصنفات والمؤلفات الموسعة والمختصرة ومع هذا بقيت لهم باقية .
طوردوا بالنفي والعزل والهجر وما زالوا على عنادهم وإصرارهم ..
شيء واحد كان يفلّ حديد قناعاتهم، ويصدع أقفال قلوبهم كما صدع قلب فرعون فلا تتمنّع عند ذلك من الحق وقبوله،أتدري ما هو :
إنّه الموت ..
كلّ هؤلاء المعاندين للحق الذي جاء به النّبيّ صلى الله عليه وسلّم سواء من الكفار أو من المنافقين أو الشواذ فكريا، كل هؤلاء إذا عاينوا الموت انكشفت لهم الحقيقة واعترفوا بها، قال تعالى : {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}.
ولكن يا للخسارة،لأنّه اعتراف متأخر لا ينفع صاحبه،اعتراف في وقت ارتفاع التكليف ونهاية وقت الامتحان ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك إما عند الموت وإما قبل الموت والحكايات في هذا كثيرة معروفة .. هذا أبو الحسن الأشعري نشأ في الاعتزال أربعين عاما يناظر عليه ثم رجع عن ذلك وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم ..
وهذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث وصنف إلجام العوام عن علم الكلام..
وهذا إمام الحرمين ترك ما كان ينتحله ويقرره واختار مذهب السلف وقال عند موته : « لقد خضت البحر الخضم وخليت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت فيما نهوني عنه والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني وهاأنذا أموت على عقيدة أمي أو قال عقيدة عجائز نيسابور » ..
وكذلك أبو عبدالله محمد بن عبدالكريم الشهرستاني أخبر أنه لم يحد عند الفلاسفة والمتكلمين إلا الحيرة والندم وكان ينشد :
لعمري لقد طفت المعاهد كلها ***وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر ***على ذقن أو قارعا سن نادم
وابن الفارض من متأخري الاتحادية صاحب القصيدة التائية المعروفة بنظم السلوك وقد نظم فيها الاتحاد نظما رائق اللفظ فهو أخبث من لحم خنزير في صينية من ذهب لما حضرته الوفاة أنشد :
إن كان منزلتي في الحب عندكم ***ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي
أمنية ظفرت نفسي بها زمنا ***واليوم أحسبها أضغاث أحلام
وحكى من كان حاضرا عند موت إمام المنطقيين في زمانه الخونجي صاحب الموجز وكشف الاسرار وغيرهما انه قال عند موته « أموت وما علمت شيئا إلا علمي بأن الممكن يفتقر إلى الواجب ثم قال الافتقار وصف سلبي أموت وما علمت شيئا» ..
وغيرهم كثير،كل هؤلاء الذين يجاهرون بالمنكر الفكري ويعارضون ويعاندون حتى تلك الباحثة عن الأزواج بالشراكة كل هؤلاء سينهارون تماما عند أوّل سكرة ويعلمون أنّ أضواء الفضائيات وبريق الكاميرات ومانشيتات الصحف وتصفيق الجهال لن يغني عنهم ولن ينفعهم ..
وتنكشف لهم عند ذلك الحقائق التي يتمنون العودة للإيمان بها : رأي جديد وبصر حديد .. ولكن لات ساعة مندم : {لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} ..
الحياة قصيرة مهما طالت ..
وإذا غاظك ما يفعله ويقوله أهل الشذوذ من كتاب الصحف ومثقفي الاستغراب وأهل الشّكّ والرّيب والملاحدة فردّد معي : {ذرهم يخوضوا}


التوازن الحقيقي


الشريعة الإسلامية جاءت بالشمول والتوازن والوسطية التي جعلها سبحانه وتعالى من خصائص هذه الأمة بقوله : ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)) , وهكذا كانت حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وحياة أصحابه الكرام التي تعتبر قدوةً لنا في هذا التوازن وتطبيقاً له على الواقع.
وعندما تغيب شمولية الإسلام وتوازنه عن كثير من الناس أو لا يتضحان في تصورهم بالقدر الكافي , يخطئون في فهم جوانب من نظام الإسلام , فيغالون فيها أو يقصرون , فينشأ عن خطأ الفهم انحراف في السلوك والأخلاق , وقد كانوا في غنى عن خطأ الفهم , وبمنجاة من انحراف السلوك والأخلاق لو اتضحت لهم شمولية الإسلام وتوازنه.
إن الإسلام نظام شامل لكل نواحي الحياة , وله في كل قضية حكم , وفي كل نشاط تشريع , وفي كل عمل فتوى , فينبغي اعتماد الأحكام الإسلامية في كل مناشط الحياة , دون غلو أو تقصير , أو إفراط وتفريط.
ولقد أدرك فقهاؤنا الأولون هذه الخاصية في الإسلام , فقسموا أمور الدين المطلوبة إلى درجات وكذلك المنهيات , وينبغي أن نعطي كل جزئية من الإسلام حقها من الاهتمام فلا تقدم النوافل على الفروض.
ومن هذا المنطلق فإن عدم تحقيق التوازن بين طلب العلم الشرعي والتحصيل الفكري والاهتمام بالواقع دليل على عدم التوازن ومدعاة للوقوع في الخطأ ومجانبة الصواب في كثير من الأمور – مع الاتفاق على شرف العلوم الشرعية - .
ونحن بحاجة إلى واقعنا المعاصر إلى طاقات بشرية تمتلك من المخزون الشرعي والفكري ما تستطيع أن تميز به بين المكاسب والخسائر مع الإلمام التام بفقه الواقع عبر قنواته الصحيحة , وهذه من السُبل السليمة للنهوض بالأمة مع هذه التطورات السريعة للأحداث.
ومن فُتح له في مجال ولم يُفتح له في آخر فليس عليه إلا أن يفتح باب التعاون ونقل الخبرات , لأن الباحث الإسلامي المعتني برصد واقع الأمة وتحليل أحداثها ينبغي عليه أن يتواصل مع علماء الشريعة وغيرهم من الباحثين السياسيين والاقتصاديين لكي تكون تحليلاته واستنتاجاته واضحة وقريبة من الصواب.
ولا يشك عاقل أن الأمة تحتاج إلى العالم والعابد والداعية والواعظ والمجاهد والمتخصص في المجالات الدنيوية كالهندسة والطب والتقنية مما يزيد من قوة الأمة وتقدمها حتى تقوم بدورها الحقيقي في قيادة الشعوب والأمم.
وختاماً .. هذه هي شمولية الإسلام , وهذا هو التوازن الحقيقي , فلا تقتصر على جانب من الإسلام دون الأخذ بجميع جوانبه , ولا نغالي في أمر من أمور الإسلام بتضخيمه وإعطائه من الأهمية أكثر مما أعطاه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – , ويجب أن نزن الأمور بميزان الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة , فلا نغالي ولا نجافي , ولا نتقدم ولا نتأخر عن هدي الكتاب المبين وسنة الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام - .

إذا أردت أن تكون مهماً فكن مهتماً

إذا أردت أن تكون مهماً فكن مهتماً
هناك قانون هام في السلوك الإنساني، لو أذعنا لهذا القانون وأحسنا التعامل معه، لتجنبنا الكثير من المتاعب.. وحققنا المزيد من الصداقات.. واستجلبنا به سعادة وافره.. وحصلنا به الكثير من المنافع... نحن في أشد الحاجة اليها.... (منح الاخرين الاهمية دائماً).
إن الشعور بالأهمية هو أحد أهم محددات السلوك الإنساني... وهو أحد أهم الاختلافات الجوهرية بين الانسان والحيوان.
   يجب أن ندرك أنه....
لو لم يكن أسلافنا لديهم هذا الحافز المتوهج, والغريزة الاساسية لما تحضرت الإنسانية، وتميزت مجتمعات البشر عن مجتمعات الحيوانات.... فبدونها تكون أقرب شبهاً بالحيوانات.... فهي الحاجة التي دفعت قادة البشرية إلي الابداع والابتكار، علي غرار الحيوان الذي يجمع همة في حاجاته الاساسية فقط.
 هي الدافع الذي يجعلنا نرتدي أحدث الازياء، وقيادة أحدث السيارات.... ونتحدث عن أنفسنا وعن أولادنا....
 ويقول جون ديوي - رائد التربية الحديثة - : إن أعمق دافع في طبيعة الإنسان هو الرغبة في أن يكون مهماً....
يقول وليم جيمس : إن أعمق مبدأ في طبيعة الإنسان هو اللهفة في أن يتم تقديره.
 .... كل احتياجات الإنسان ورغباته يتم إشباعها غالباً, الصحة.... الغذاء.... النوم....  باستثناء واحدة قلما يتم إشباعها وهي الحاجة إلي التقدير والاهتمام.
 إن الناس بطبيعتهم مهتمون بأنفسهم فقط وذلك في أكثر الظروف.... فإذا ما أظهرت اهتمامك بهم.... كيف سيعاملونك؟....
 لاشك ستجد قبولاً مبهج، وسيضعونك في قلوبهم.... ويتمنون دائماً رؤيتك....
 إذن من يستطيع أن يشبع هذه الرغبة في الأخرين.... سوف يسيطر عليهم.... ويملك قلوبهم.... ويقودهم في سهولة ويسر.
 طالما سمعنا أن الناس يتبادلون عبارات الحزن والاسي لفراق شخص ما.... ومن الملاحظ ان عبارات الحزن تلك، تدل علي اهتمام ذلك الشخص بهم وتقديره لهم.
 وإذا كان هذا هو شأن الاهتمام بالأخرين.... فقد جاء الاسلام وأضفي عليه صفة القداسة وجعله مبدأ ديننا.... يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: " مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى"
 وجعل أهم مظاهر للاهتمام بالأخرين حقاً للمسلم علي أخيه، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " حق المسلم على المسلم خمس رد السلام و عيادة المريض و اتباع الجنائز و إجابة الدعوة و تشميت العاطس" .
 .... عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم علي عدم اهتمامه بابن ام مكتوم، " عَبَسَ وَتَوَلَّى... "  .
.... وكان ربنا سبحانه وتعالي يبعث جبريل مبشراً عباده ورسله بما يسرهم ويبهجهم..." فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ" .... " إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى" ... " إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" .... وقد نزل قرآناً في بعض الصحابة تقديراً لمواقفهم المشرفة.
 أما نبينا صلي الله عليه وسلم فهو الاسوة الحسنة
كان إذا كلمه أحد التفت إليه جميعاً.... أي بوجهه وجسمه....
جاءه ابو بكر بأبيه يقوده قبل إسلامه إبان فتح مكة، فلما راه رسول الله صلي الله عليه وسلم قال له: " هلا تركت الشيخ في بيته حتي آتيه"، فقال: يمشي هو إليك أحق من أن تمشي إليه.
  دخل المسجد أعرابي يتخطى الصفوف ورسول الله فوق المنبر يخطب في الناس، صاح الاعرابي قائلاً يا رسول الله .... رجل لا يدري ما دينه! فعلمه دينه...
 فنزل النبي صلي الله عليه وسلم من منبره.... وتوجه إلي الرجل وطلب كرسياً فجلس عليه ثم جعل يتحدث إلي الرجل ويشرح له الدين إلي أن فهم.... ثم عاد إلي منبره.
.... كان صلي الله عليه وسلم ذلك دأبه في الناس جميعاً الصغير والكبير.... حتي مع الاطفال كان يسلم عليهم ويمازحهم ويقدرهم عليه الصلاة والسلام ويلقي السلام عليهم....
 .... يبدأن هناك ثمة سؤال من الاهمية بمكان.... هل الاهتمام الزائد بالأخرين يحط من كرامتي؟
 قبل الاجابة نستعرض هذه النصوص.
-يقول النبي صلي الله عليه وسلم " إن أولي الناس بالله من بدأهم بالسلام ".
-سأل أي الاسلام خير قال: " تطعم الطعام وتقرأ السلام علي من عرفت ومن لم تعرف ".
-قال: " إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهم شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه ".
 إن الاهتمام بالأخرين والتودد إليهم وتقديرهم في المناسبات والمواقف التي تستدعي ذلك علي هذا النمط الاسلامي، لا تفقد الانسان كرامته إطلاقاً، بل تزيد من رفعته وهيبته شريطة أن يبتغي بها وجه الله.... وليس تملقاً أو مداهنة لأجل هدف دنيوي زائل....حينئذ ربما تحدث مفعولاً مؤقتاً سرعان ما يزول .
 والفرق بين التملق المنهي عنه والتقدير المأمور به....
 أحدهم صادق والاخر كاذب....
 يأتي أحدهما من القلب والأخر عن طريق اللسان....
 ينطلق أحدهم من مصلحة مادية والاخر من مصلحة إنسانية عليا....
 أحدهم مؤثر.... والاخر غير مؤثر.

فصة آدم قصة البداية و أساس البناء

قصة البداية و أساس البناء
إنها قصة البداية ، وأساس البناء ، رسمت معالم الطريق ، و حددت الخطوط العريضة له ، فما من أحد من ذريته إلا و هو خاضع لتلك السنن و القوانين الأولى ، لأنها حددت المشكلة ثم حددت أسبابها ، ثم علاجها و الشفاء منها ، ثم غاصت في أعماق النفوس ، و عبرت عن حاجاتها ، ثم جلت أصل المجتمع و لبنته ، فهي حددت القدر المشترك بين البشر ، و ما سيتعرضون له من بعد ، و زودته بما يحتاج له ، ليسير الآدمي في حياته مبصراً للطريق ، درباً على منحنياته و منعطفاته ، مستهدياً بعلاماته و مناراته ، فلا ضير بعد ذلك أن نرى اهتمام القرآن بهذه القصة المباركة ، فكانت أول قصة يتناولها من بدايته ، و ما ذاك إلا لما تضمنته هذه القصة من توضيح و بيان لا يستغنى عنه أبدا ، كما أن الأبوة ما تزال تدب في نفوس ذريته من بعده ، و آثارها ملتصقة بنفوس بنيه لا تندرس ، و لذلك جاء في الحديث الصحيح ( فجحد آدم ، فجحدت ذريته ، ونسي آدم ، فنسيت ذريته ، وخطئ آدم ، فخطئت ذريته ) مما يعني ترابطاً عجيباً بين الأب و ذريته ، فالطرق واحد ، و الخطر واحد ، و للنجاة طريق واحد ، و لذا فسنقف مع هذه القصة قليلاً ، لنستعرض قواعد عامة تضمنتها :
القاعدة الأولى : خطر المعصية و شؤمها:
فالمعصية هي العائق الرئيس و الأصيل ، ملتصقة ببني آدم التصاق الروح بالبدن ، فكأنما لكل ليل نهار ، فكذلك لكل آدمي ذنوب و معاصي لا تنفك عنه ، و هي من لوازم النقص للآدمي الضعيف ، و هذه الذنوب هي التي تسببت في هلاك الأمم من قبلنا كما قال الله عز وجل ( فكلاً أخذنا بذنبه ..) ففي هذه القصة أعظم زاجر عن الذنوب ، كيف لا و قد اخرج من الجنة إلى دار الشقاء بذنب واحد فقط ، فكيف المصر على الذنوب دهور !! :
يا ناظراً يرنو بعيني راقبِ ومشاهـداً للأمر غير مشاهــــد
تصل الذنوب إلى الذنـوب وترتجي نيل الجنان ودرك فوز العابد
أنسيت أن الله أخرج آدم منها إلى الدنيا بذنب واحــــــد
فتعظيم الذنب ، و معرفة خطره و ضرره ، و شؤمه و سوء عاقبته هو الدرس الأول من هذه القصة العجيبة ، و هي رسالة واضحة لبني آدم أن يتنبهوا لهذا الخطر و يعدوا له العدة.
القاعدة الثانية : سبب المعصية و العدو الأول :
عند استيعاب المعصية وإدراك ضررها ، جاء التفصيل ببيان سببها و من يدفع إليها ، و هذا يقتضي الحذر و اخذ الحيطة ، و لذلك جاء القرآن بتفصيل أساليب الشيطان و مكره ، من التزيين و الزخرفة ، و الخطوات و التمني و التسويف و الغرور و الأيمان الكاذبة و الاستفزاز و التكالب مع أوليائه على بني آدم و المكر و التحريش .. ، و ما ذاك إلا لينتبه الآدمي من هذا العدو ، و ليستوعب مكره و خداعه ، فجميع الطرق و الأساليب واضحة أمامه ، فلا عذر يوم القيامة لمن اتبع الشيطان و ركن له ( و ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني و لوموا أنفسكم.. )
القاعدة الثالثة : التوبة طريق النجاة .
و هذا هو علاج الذنوب ، و السلاح الذي يجابه به الشيطان ، فليس العيب في الخطأ و لكن في الاستمرار فيه ، و ليس المطلوب أن لا تخطأ و لكن الواجب عليك ان تتوب ، و ترجع إلى الله و تئوب ، و لذلك لما أخطأ آدم عليه السلام رجع إلى ربه و تاب و أناب : ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين )
فهذا هو العلاج لبني آدم ، أن يتوبوا من الشرك إلى التوحيد و من الكفر إلى الاسلام و من المعصية إلى الطاعة و من الضلال إلى الهدى فهي رسالة واضحة من هذه القصة ، بأن الرجوع و التوبة عنوان الفوز و النجاة ، و هي الوسيلة الوحيدة للخلاص من الشيطان و كيده ، كما أنها طريق الفلاح و القرب من الله و نيل رضاه .
و تأمل كيف تضمنت توبة آدم الخير بحذافيره كما جاء في سورة طه ( ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى) فاصطفاء و قبول توبة و هداية و هذا كل ما نحتاجه للفلاح.
و بذلك فقد جاء في هذه القصة الحقائق الكبرى ، و تضمنت المسائل العظمى ، فجاءت بالمشكلة و سببها و علاجها بأوضح عبارة و أوجز لفظ و بيان .
القاعدة الرابعة : حاجة النفوس للسكن.
و هذه حاجة نفسية يحتاجها كل آدمي ، فتهيئة الأجواء و تنقيتها ، و السكينة و الطمأنينة و الهدوء ، هي المناخ الملائم للإنتاج و الجهد و العمل ، فإذا غاب هذا المعلم و اندرس ، فلا تسأل حينئذ عن اضطراب الحياة و خلخلتها ، و ضيقها و سوادها ، فلا إنتاج و لا عمل و لا أخلاق و لا سعادة ، و ما ثم إلا الحيرة و النزق و الأمراض و الانتحار ، و لذلك قال الله عز وجل ( اسكن أنت و زوجك الجنة ) و قال تعالى ( و جعل منها زوجها ليسكن إليها ) .
فالواجب على كل آدمي أن يهئ أجواء السكن في هذه الحياة بكافة مجالاته ، و أن يكون ملما بكل دلالاته و متعلقاته ، بداية من سكونه و طمأنينته بربه ، و كذلك نفسه و بيته و كل من و ما يتعامل به ، من سكن البيت و الزوجة و الأولاد و العمل و العلاقات ، حتى يستطيع أن يبني و ينتج و يثمر في هذه الحياة ، و لذلك لما أكثر نساء النبي صلى عليه و سلم من الالحاح عليه بزيادة النفقة حتى اغضبنه و هجرهن شهرا ، جاء القرآن بتربيتهن و نزلت آيات التخيير في سورة الأحزاب ، فلم يؤذين النبي صلى الله عليه و سلم بعدها حتى لقي ربه ، و ما ذاك إلا لتفريغ النبي صلى الله عليه و سلم من ضغوطات الحياة و تفريغه لمهمته الكبرى ، و هذا هو الواجب علينا بأن نواجه مشاكلنا ، و نسعى في حلها و عدم تعقيدها ، و ننشر ثقافة السكينة في انفسنا و بيوتنا و مجتمعاتنا ، و نساهم في ثقافة السكن و الراحة و الطمأنينة .
القاعدة الخامسة : الأسرة أساس البناء.
عندما نتخيل بأن المليارات من البشر و التي تدب على الأرض في كل يوم ، ، ثم نرجع بذاكرتنا إلى ملايين السنين لنتذكر من كانوا يعمرون الأرض إلى اليوم ، ثم نتأمل أن الجميع كانوا من اسرة واحدة و بيت واحد يتكون من رجل و زوجته ، ندرك حينها كثيراً قيمة هذه الأسرة و أهميتها ، ندرك بان الأسرة هي أساس بناء المجتمعات و رقيها ، مما يحتم علينا الحفاظ على هذا الأساس المتين و رعايته ، و ما زالت الأمم و الشعوب على اختلاف مذاهبها و أديانها تعتني بهذه الأسرة و تحرص عليها ، و تسوسها و تحيطها بسياج من القداسة و الهالة ، حتى جاءت حضارة هذا القرن التي تسعى لتقويض الأسرة و تفريغ البيوت منها ، ليعيش الناس حياة البهائم و الوحوش ، يفترس القوي الضعيف ، و يعيش كل من اجل نفسه فقط ! إنها جريمة في حق البشرية قد استوفت جميع أركانها ، و قتلت صفات العفة و الأخلاق و السكن و الطمأنينة ، فأي جناية ارتكب هؤلاء ! بقلع هذه الأساس المتين و تقويضه ، و فرض واقع بلا أساس و لا بناء ، ثم يتبجحون بعد ذلك بالحرية الشخصية التي تنبذ الأسرة و تعزز ثقافة الفرد.
فقصة آدم أعطتنا درساً بليغاً واقعياً ملموسا ، على مكانة الأسرة و أهميتها في النمو و الارتقاء و البقاء .
القاعدة السادسة :العفة و ستر العورات
فالعفة و ستر العورات هي من الغرائز المستقرة في النفوس ، و هذا من رحمة الله بعباده ، لأن الأجساد إذا تعرت ، و العفة إذا تهكتت ، فإن الناس ينفضون حينئذ لباس الأدميين ، و يتلفعون بلباس الوحوش و الذئاب المسعورة ، و تراهم يجوبون الأرض من أجل المتعة المحرمة ، و اللذة الفانية ، و تهدم حينها القيم ، و تموت المبادئ ، و تتفكك الأسر ، و يبقى كل يطارد وراء لذته و شهوته ، فأي حياة هذه الحياة ! و أي طعم لها مع هذا الجو الصاخب المزعج !
إن نزع اللباس له عدة صور و أشكال ، فقد يكون بالقصير و الشفاف و الضيق و تفصيل العورات و عروض الأزياء ، و ما ذاك إلا امتداد لأسلوب الشيطان و طريقته حين كشف عن عورة آدم و حواء في الجنة (يَنْـزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ) و اللذان ابتدرا (وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ) ليسترا عوراتهما التي سعى الشيطان في كشفها ، مما يضعنا أمام طريقين لا ثالث لهما إما طريق الأنبياء من الستر و العفة ، و إما طريق الشيطان من التجرد و العري و التهتك ، فلا بد أن يكون المجتمع حارساً على قيمه و مبادئه ، و أن يكون سيره على طريق الأنبياء ، ابتداء من أبيهم آدم الذي أعطتنا قصته المبادئ الأساسية لسير الأفراد و المجتمعات .
و أخيراً فهذه وقفات مع هذه القصة المباركة ، عسى الله أن ينفعني بها و إخواني المسلمين بفضله و منته و صلى الله على نبينا محمد .

2014-10-25

حكمة الأسبوع

صورة: ‏لاأحد يمتلك حياة خاليه..ولاقلبا خاليا
ولا رأساً خفيفا من الاعباء
ولكن هناك من يدعوا الله
ثم يتوكل ويبتسم‏


لاأحد يمتلك حياة خاليه..ولاقلبا خاليا
ولا رأساً خفيفا من الاعباء
ولكن هناك من يدعوا الله
ثم يتوكل ويبتسم

التردد.. الآفة الخفية



التردد.. الآفة الخفية
التردد ينتج من ضعف الثقة بالنفس، وقد يمتزج برغبة قاهرة في الكمال أو التجويد المستحيل، والمتردد يسعى إلى الأفضل، ولكنه يؤخر حسم الاختيار، أو يتذبذب فيه، وفي اللحظة التي يجب أن يتخذ فيها قراراً حاسما نراه يلجأ للتراجع والتسويف والمماطلة على أمل أن يتاح له خيار آخر، وقد يلوم نفسه بعد اختياره دونما سبب واضح أو معقول.
التردد ليس كله شرا، بل إن درجة منه ربما تكون مفيدة لإعطاء فرصة للتفكير في الاحتمالات المختلفة والعواقب المتوقعة، ودراسة البدائل المتاحة، ورؤية الموضوع من أكثر من جانب، وربما يتبع ذلك استشارة ذوى الرأي. وفي بعض الأحيان نفعل كل هذا ثم نجد أنفسنا مازلنا في حيرة من أمرنا لأن هناك جوانب في الموضوع مازالت خافية عنا وبالتالي تقلقنا.
الشخصية المترددة
شخص متقلب في رأيه. لا يعرف ماذا يريد تحديدا. غير حازم في قراراته. لا يثبت علي منهج أو طريقة، يقبل الرأي ثم سرعان ما يقتنع بضده. ضعيف الثقة بنفسه. دوما خجول وقلق. يتسم بالزهد في المهمات الكبيرة، ويقنع بالأعمال البسيطة والمشاريع قليلة الأهمية.
وأصحاب هذه الشخصية ربما يعيشونَ في عالمٍ مرعبٍ من المثاليات والقواعد التي تدفعهم في كثيرٍ من الأحيان إلى الإحجام عن التجربة أو عن تعلم الجديد، فهم لا يستطيعونَ تحملَ الخطأ لأنهم يجبُ ألا يخطئوا.
أيضا صاحب الشخصية المترددة: يضيع وسط البدائل العديدة. يميل إلى الاعتماد على اللوائح والأنظمة. كثير الوعود ولا يهتم بالوقت. يطلب المزيد من المعلومات والتأكيدات. يرى نفسه أنه ليس بخير.
هذا النمط من الشخصية يحتاج إلي التعامل معه بقدر من الحكمة من خلال الثناء علي آرائه لدعم ثقته بنفسه، والتخفيف من درجة القلق والخجل بأسلوب «الوالدية الراعية»، كما أنه يحتاج إلي وعي من جانب المتعامل معه، والذي يقع علي عاتقه دائما محاولة تقديم مجموعة من الاقتراحات والخيارات حتى يسهل عليه عملية اتخاذ القرار.
الطريق من هنا
حياة كل منا هي عبارة عن مجموعة قرارات اتخذناها، بعضها تدفعنا إلى الأمام وبعضها تجرنا إلى الخلف، لذلك يجب أن نتأنى في اتخاذ هذه القرارات ونفكر ونتأمل ونستشير، وفى ذات الوقت نستعين بالله ذي العلم الواسع الشامل، فأسأل الله تعالى دوما التوفيق والثبات، وقدم الاستخارة في كل أمورك.
الإنسان مجموعة من الرغبات والآمال وتطلع نحو حياة أفضل، وخلال تحقيق تلك الأمنيات يكون هناك إرهاصات من الخوف والرجاء .. الخوف تصاحبه حالات من القلق والتوتر والتردد والإحباط واليأس وعدم الثقة في النفس .. هذه الانفعالات النفسية ما هي إلا معوقات تؤثر في قراراتنا وتحديد مصيرنا، وتفويت الفرص الذهبية التي تمر بنا وقد لا تتكرر .. فالإنسان الذي يتيح لهذه انفعالات أن تتحكم في حياته لاشك أنه يفتقر إلى استقلال الشخصية، ويجعل من نفسه شخصية مذبذبة تنعدم لديها روح المبادرة والإبداع.
الذي يغلب جانب الرجاء والتفاؤل بالمستقبل وحسن العاقبة، ستكون قراراته حاسمة وقوية وسوف يتعزز لديه الجانب الايجابي من حياته، وإذا نجح في تحقيق أهدافه فسيكون ذلك دافعا لنجاحات أخرى في المستقبل، ولو فشل في تحقيق أهدافه قد يحبط بعض الوقت، ولكنه يملك مقومات الخروج من الأزمة سريعا.
إذا كنت تتردد في كل موقف يقابلك، فاسأل نفسك هذه الأسئلة: لماذا التردد؟ وهل لديك خبرات أو معلومات تغنيك عن التردد، أم أنه التردد فقط لعدم الإلمام بالموضوع؟ وهل هو خوف من تحمل المسئولية وحدك نتيجة اختيارك وقرارك؟ .. بإجابتك عن هذه الأسئلة تستطيع أن تعرف نقطة الضعف لديك، وتبدأ منها للتغلب على التردد.
هناك قرارات هامة في حياة كل إنسان مثل: الالتحاق بكلية معينة، اختيار العمل، الخطبة والزواج .. فلابد من أن يكون هناك وقت كاف ودراسة شاملة قبل اتخاذ القرار بشأنها، فالتسرع من أخطر الأمور التي تكتنف هذه القرارات المصيرية.
أنت تحتاج إلى التقليل من الاهتمام برأي الناس، فليس من المعقول أن يكون الناس أمة واحدة في أذواقهم، ونظرتهم للأمور، وليس من المعقول أن نكون متأثرين برأي كل من هب ودب .. ضع كل آراء الآخرين في اعتبارك، وليكن اتخاذ القرار النهائي لك وحدك، وباقتناع تام دون ضغط من أحد.
تعلم من تجاربك السابقة في الاختيار، واستمع للنقد البناء وتفهم مبرراته؛ لتحسين أدائك في المرات القادمة، وليس من أجل تدعيم لومك لذاتك على ما مضى، وبالتدريج ستزداد ثقتك بنفسك.
أجمع المعلومات الكاملة والصحيحة عن الموضوع الذي يحتاج إلى اتخاذ قرار فيه، لأن محاولة اتخاذ القرار مع نقص المعلومات أو مع عدم صحتها، سيؤدي إلى اتخاذ قرار خاطئ، وبالتالي ستكون النتائج كارثية.
اطلع بقدر ما تستطيع على ثقافات متعددة، وزد حصيلتك بالقراءة واكتساب المعرفة والمعلومات، فكل هذه المعارف تساعدك على طرح التردد، وعلى الكلام والتحدث بثقة.
عنصر الزمن عنصر هام في الحياة، وبالتالي هناك أشياء تحتاج للحسم في توقيتات مناسبة، فإذا تركنا أنفسنا للتردد بلا ضابط فإننا سنضيع فرصا كثيرة، ونشعر ببطء إيقاع الحياة، وبأننا مكبلين بحبال الخوف والقلق. والتردد بهذه الدرجة المعوقة هو علامة اهتزاز ثقتنا بأنفسنا وبالآخرين.
لا تلُم أو تبكِّت نفسك بقسوة إذا ضاعت منك فرصة بسبب ترددك، فكل إنسان مهما كان خبرته أو درجة تعليمه، يحتاج إلى التدريب على اكتساب المزيد من المعرفة والثقة بالنفس. وتذكر أنه لا يوجد إنسان لم يُضع بعض الفرص بسبب تردده، فالإنسان يتعلم دائماً من أخطائه حتى يتغلب عليها، كما يتعلم أيضاً من أخطاء الآخرين.
من المفيد أن تتعلم مهارة اتخاذ القرارات، فهي مهارة حياتية غاية في الأهمية .. تعوّد على تحمل المسئولية، وابدأ بالمسئوليات الصغيرة، أو البسيطة، واطلب ممن حولك أن يسندوا إليك بعض المسئوليات، حتى تستطيع التدريب على تحملها. وبإحراز النجاح والتشجيع ممن حولك، تكون قد خطوت خطوة نحو الثقة وعدم التردد.

أَصَلاتُكَ تَأمُرك ؟


أَصَلاتُكَ تَأمُرك ؟
إن الحياةَ التي تُبنى في ظِلِ العقيدة ، تحت كنفِ الله ورحمته ، وإتباع نهجه ، والسيرِ على سَنن النبي - صلى الله عليه وسلم -
لحياةٌ تحفّها الراحة ، تغشاها السكينة ، يتلبسها الوقار !
وما في العبادات كُلها عبادةٌ تُزلف العبد إلى الله ، فيتفيء بها نعيم قربه ، وخُشوع القلب له ، وإستشعارهُ بأنه عبدًا له
كما الحالُ في الصلاة !
وإن العبدَ ليُصيبه الغمُّ والحَزن ، والكَربُ والشَجن ، فما يرفع أسجافه، ولا يُبدد ألامه !
إلا الصلاة !
وإنكَ لو أفنيتَ العمر كُله تتنقل بين أفياء الأرض ، تسيرُ من المشرقِ إلى المغرب إلى أن يرثَ الله الأرضَ ومن عليها !
والله ما وجدتَ الراحة ، ولا السكينة ، ولا الطمأنينة ، ولا الروحانية التي تجدها في الصلاة !
" أرحنا بها يا بلال " !
أتخالُها أتت من فراغ ؟
أتخالُها جاءت من فيّ أحدٍ لا يعرفُ عظمتها ومكانتها عند الله
أتخالُها تمرُّ مرور العابرينَ على الآذان ؟!
لا وربي الذي نفسي بيده !
وإنها لمربع أُنسٍ ، وميدانٌ يُستدرُ به الدمع ، تخضغ فيه القلوب وتخشع !
وحسبُنا منها أنها الصلة بيننا وبين الله .
وإن كنا قد فقدنا تلك اللذة فمن ذنبٍ أصبناه !
وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنبِ يُصيبه .. وإن العبد إذا آثر شهوته على الله حرمه الله لذة مناجاته !
والله المستعان !
مما يُشجي الفؤاد ، ويورث الآلام ، ويُبدد الحسرات ..
ما نفعله نحنُ اليوم مع الصلوات !
فتجد أحدُنا يمكثُ بالساعات أمامَ الشاشات ، يُقلّبُ في الصور والآفات ، وتمضي الدقائقُ والأوقات ..
حتى يردُ مسمعه ..
الله أكبر .. الله أكبر !
فلا يُلقِ له بالًا مثقال ذرة ، ويشعر بالثقل والنفرة ..
فتقومُ الصلاة ويذهبُ وقتها وهو منغمسٌ في أشلاء التقنية الحديثة .. ولا يقومُ لها إلا كسولًا .. حتى إذا ما بدأها تراهُ ينقرها نقرَ الغراب !
وآخرٌ .. يمشي في السوقِ - الذي هو أبغض الأماكن إلى الله - يقطع الأميالَ والمسافات ، وهو والله عليه هيّن !
حتى إذا رُفع الأذان ونُوديَ للصلاة ، أتاه الكسل من حيثُ لا يحتسب !
وآخرٌ .. يسيرُ مع صَحبهِ في رحلةٍ بحرية ، في وسطِ جُندٍ من جنودِ الله !
وتأذنُ الشمسُ بالمغيب ، ولا يتوانونَ بالعودة ، ولا يُكلّفون أنفسهم عناء هذا !
وآخرٌ .. يمتطي رِكاب مُذاكرته ، فيغوصُ في بحارها وآفاقها
ويمضي الوقتُ وما أعطى الصلاة حقها ، ظنًا منه أنها تأخذُ جزءًا من وقته !
والضروبُ كثيرة ، والقلبُ يفتُّ من حسرته ، وفرطَ تقصيره !
أولم يعلم هؤلاء أن الصلاة في وقتها من أحبِّ الأعمال إلى الله
أولم يعيي هؤلاء أن الله لو أرادَ أن يُميتهم على حالهم هذا لفعل - لكنه حليمٌ غفّار - ؟!
أولم يتفكّر هؤلاء أن الصلاة أول ما يُحاسب عليها العبد في قبره ؟!
إلى متى ونحنُ نُشغلُ بالدُنى ، ونطفِقُ نواري بالآخرة !
إلى متى ونحنُ نتناسى رِكاب الموت ، وما بعده !
وبمثلِ هذا يعلمُ المرء البونَ الشاسع بين السلفِ والخلف !
وصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير مثالٍ يُحتذى به ..

رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، امتطوا رِكاب الدين ولم ينسوا نصيبهم من الدنيا !
جَاوزوا الجوزاء ، واعتلوا العَلياء ، وخاضوا مفارقَ الفراقد ..
وتاللهِ .. وباللهِ .. وواللهِ .. ما فازوا بشيءٍ أعظم من هذا ، وما امتازوا علينا إلا بصدقهم مع الله ..
وتلك والله تجارةٌ لن تبور !

فهذا الصديقُ - رضي الله عنه وأرضاه - كان يُصلي فيبكي من شِدة خشوعه ، ولا يسمع الناس قراءته !
فكانت النتيجة : " مُروا أبا بكرٍ فليُصلِّ بالناس "
وصيةُ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته !

وهذا الفاروق - رضي الله عنه وأرضاه - يُطعن من أبي اللؤلؤة المجوسي ، فينزفُ دمًا حتى يُغشى عليه !
ويهزُّه الصحابة ويوقظوه فما يفيقُ إلا على : الصلاة يا أمير المؤمنين !
فيفيقُ من غشيته ويُمسك بابنِ العباس ليقول : هل صلى الناس
فيطمئن عليهم ثم يُصلي هو وجرحه ينزف دمًا !
وهذا ابنُ الزبير - رضي الله عنه وأرضاه - إذا ركعَ نزلت العصافير على ظهره ، تحسبه جذعًا أو حائطًا أو خشبة منصوبة ليسَ إلا من فرط خشوعه !
وهذا علي بن الحسين - رضي الله عنهما وأرضاهما - إذا فرغ من وضوئه للصلاة، وصار بين وضوئه وصلاته، أخذته رعدةٌ ونفضةٌ !
فعندما سُئل عنها كان الجواب : "ويحكم، أتدرون إلى من أقوم ومن أريد أن أناجي؟".
وهذا مسلم بن يسار - رضي الله عنه وأرضاه - لا يلتفت في صلاته، ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع لها أهل السوق فما التفت.
وكان إذا دخل منزله سكت أهل بيته، فإذا قام يصلي تكلموا، أو ضحكوا، علمًا منهم بأن قلبه مشغول عنهم، وكان يقول: "إلهي، متى ألقاك وأنت راضٍ" !
وهذا ابن العباس - رضي الله عنه وأرضاه - سافر تاركًا زوجه وابنته التي تساوي عنده الدنيا بمن فيها ، فلما رجع أول ما دخل المدينة ، سمع رجلٌ يقول : يا ابن عباس عظم الله أجرك في ابنتك !
وعلى شدةِ الصدمة والفاجعة ، تولّى عنهم وفرَّ إلى الصلاة !
فلما انتهى سأله الناس عن سبب فعله ، فأجاب : قال الله : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ) !
وهذا عروة بن الزبير وقعت الأكلة في قدمهِ فاحتيج إلى قطعها حتى لا يدب المرض في جسده ، فقال له الأطباء : ألا نسقيك مُرقدًا حتى يذهب عقلك منه فلا تحسُّ بألم النشر؟
فقال: "لا والله، ولكن إن كنتم لابد فاعلين فاقطعوها وأنا في الصلاة، فإني لا أحسُّ بذلك، ولا أشعر به"
فقام الأطباء بقطع رجله وهو يصلي فما تضوّر ولا صاح ولا اختلج ، حتى أُغشي عليه !
ولو توسعتّم لذُهلتم ، وحسبكم من القلادة ما أحاطَ بالعُنق !
واللهِ مواقفٌ لو أُنزلت على الجبالِ الراسيات لدكتها دكًا فأهبطتها ، ولو فَتقت الحديد لما رتقته !
فكيف بجسدِ عبدٍ ضعيف ؟!
أفتعجبون ؟ أفتنكرون ؟!
واللهِ لا عجبَ ولا نُكران !
وإنها والله لقلوب وَفت بعهدها مع الله ، فصدقها الله وثبتها ..
ومن أوفى بعهدهِ من الله ! .. ومن أصدقُ من الله حديثًا !
قال تعالى : ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ )
وقِسَ على سياقِ هذا !
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!
أن تعصيَ الله ، وإذا ما خلوتَ انتهكتَ حُرماته !
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!
أن تقل لوالديكَ أُفٍ وتنهرهما ، ولا تقل لهما قولًا كريما !
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!
أن تقهر اليتيم ، وتنهر السائل ، ولا تؤتِ المسكينَ وابن السبيل وذا القربى حقه !
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!
أن تجزع وتسخط إذا ما أصابتك مصيبة ، فتطفقُ تُسيء لنفسك ودينك !
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!
أن تسرق ، وتُرشي ، وتعمل بالربا !
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!
أن تشتم ، وتغتاب ، وتتجسس !
كلا والله لا تأمر بكل هذا ، لكن القلب إذا ما أحسنَ في صلاته واتقى !
كان حريٌ ألا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر والبغي !
وإذا أحسنَ فيها ، وصلاها كما أمر الله ، وصلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -
فسيجدُ نفسه غيرَ التي كانت تُصلي صلاة كنقرِ الغراب !
ومصداقُ ذلك في قوله تعالى :
( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
إن أولَ ما يرتقي به العبد سلالم المجد .. إحسانه لصلاته ، وسدُ الخلل ما أمكن فيها !
وهذه ثمة وصايا - عسى الله أن ينفعني بها وإياكم - للصلاة :
1/
إذا سمعتَ النداء يُنادي .. فردد خلفه ، حتى إذا ما فرغ قُل ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
اللهم ربَّ هذه الدعوةِ التامة والصلاة القائمة آتِ محمدٍ الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته ..
ثم ادعُ بما شِئت بين الأذان والإقامة .
عن أبي سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن "
2/
أحسن الوضوء ، واحتسب الأجر فيه ..
ابدأه بـ : بسم الله ..
واختمه بـ : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله ..
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ..
عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره "

3/
كلما همّت نفسُك بالسُرعة لإنتهاءِ الصلاة ، فتذكر أن لا ثمة شيء أعظم من الله !
وأن الأمور كلها سِواه تفنى ، وإن تعذرتَ بواجبٍ مُهم ، أو محادثةٍ لا تستطيع تركها ... إلخ !
وتذكر أن بمقدار تفريطك في صلاتك فإنها تدعُ عليكَ : ضيعكَ الله كما ضيعتني !
4/
إياكَ والغرور والكِبر والعُجب ، وأعلم أن كل ما تحمله من خشوعٍ وخضوع ..
لم يكن لولا أن الله تفضل عليكَ وأكرمك ..
وإن العُجب ليُذهب أجر العمل !
5/
[ من تعمَّد اللهو واللعب حتى مضى وقتُ صلاة مفروضة ولم يصلها ، أخفُ ذنبًا عند الله ممن صلاها لأجل الناس ] !
ابن حَزم الأندلسي .
6/
إذا فرغت من الصلاة ، فلا تقم من مقعدك إلا بعد أن تسير على سَنن النبي - صلى الله عليه وسلم -
تُسبح الله خمسًا وعشرين ، وتحمده خمسًا وعشرين ، وتكبره خمسًا وعشرين !
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يُحدث ، تقول : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه "
7/
تأخيرُك عن الصلاة ، وتهاونُ الأمر في قلبك ..
يُسلب منك مهابتها ، ويهون عليكَ فيما بعد تركها وتأخيرها !
وإن حدث فتُب لله توبة نصوحًا ..
وللهِ أشد فرحًا بتوبةِ أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها !
8/
مُحافظتك على السُنن الرواتب تزيدُك زلفى إلى الله ..
قال صلى الله عليه وسلم :
" مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ له بيتًا في الجنة "

9/
مهما شعرتَ بالضيق والتعب والألم .. لا تتوانى عن قيامِ الليل وتُفرّط فيها !
وكلما همّت نفسك بالتكاسل فذكّرها :
قال تعالى : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا )
قال صلى الله عليه وسلم :
" اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا "
10/
لا تنمْ إلا وأنتَ متوضأً ، ذاكرًا لربك في مقعدكِ ومرقدك !
فذلك أقربُ لأن تقوم لصلاة الفجر ..
تلكَ عشرةٌ كاملة ..
تفضّل الله بها علينا ، وألهمنا الرصف بها !
فله الحمدُ والمنّة .. على كل نعمة ..
شعور المرء بعظمِ تقصيره ، وفرطَ سياطِ ما يُلاقيه منه ، يُخجله من أن يرقم مقالًا فيه نصحٌ وتوجيه !
لكن إذا علم العبدُ أن ثمَة ما ينفع الناس فليُبادر ولا يتوانى ..
( ولأن يهدي الله بكَ رجلًا واحدًا خيرٌ لكَ من حمر النعم ) !
- نسألُ الله من فضله -
وما المواعظ والتوجيهات بنافعة ، ما لم تبدأ أنتَ بالتغيير في نفسك ..
ولن يُغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم !
وما المرء منفوعًا بتجريبِ واعظٍ
إذا لم تعظه نفسُه وتجاربُه !
ألا إنها تذكرةٌ * فمن شاء ذكره !

أسألُ الله أن ينفع بها ويُنفع ، وأن يهدي بنا ويهدينا ، وأن يُعيد للأمة فسائلَ عِلمها بالآي والسنة ..
والتطبيق بما فيهما ..
وأن يرزقني خلوصَ الكَلِم وقبوله ، وألا يجعل لأحدٍ فيه حظًا ولا نصيب !
سبحانَ ربك رب العزة عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين !