السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2011-12-31

البنت الصغيرة إليزبيث

.........البنت الصغيرة إليزبيث.....
كان في قديم الزمان ثلاث بنات جميلات جدا يعشن مع أمهن في بيت جميل بمحاذاة غابة كثيفة الأشجار. و في أحد الأيام قالت لهن الأم لا تبتعدن عن المنزل أثناء اللعب، انطلقت البنات الثلاثة إليزابيث و سميث و ديانا بين المروج المحيطة بالمنزل في سعادة و لكن إليزابيث راحت تلاحق فراشة ذات ألوان فاتنة بألوان قوس قزح م...حاولة الإمساك بها و فجأة وجدت نفسها في الغابة و قد تاهت عن أختيها، فشعرت بخوف شديد و وحشة غريبة فصارت تبكي طالبة النجدة. انتبهت سميث و ديانا لغياب إليزابيث فراحتا تبحثان عنها لكن دون جدوى.
حل الليل و لم تعد إليزابيث إلى البيت فقلقت الأم و قررت أن تخرج مع ابنتيها للبحث عنها.
في أثناء ذلك شاهدت إليزابيث خنفسا يرقص قربها باعثا نوره فخطرت لها فكرة فراحت تغني و الخنفس المضيء يرقص سعيدا حولها و اجتمعت العشرات من خنافس الغابة المضيئة ترقص حول إليزابيث، شاهدت الأم من بعيد أضواء الخنافس فأسرعت مع ابنتيها نحوهم، و كم كانت فرحتها كبيرة حين وجدت ابنتها مع الخنافس و كم كان اللقاء حلوا حين تم جمع شمل العائلة السعيدة بعثورهم على الصغيرة إليزابيث الذكية. و عاد الجميع إلى البيت يمشون تحت ضوء القمر و الخنافس ترقص حولهم.
المبدعة الصغيرة  : أمــــل دريسي....


**رماد الماضي** الجزء السادس


  **رماد الماضي** الجزء السادس
و شاءت الصدف ان تتعرف عليه سمية بمؤتمر للصحة كان هو احد منظميه اعجب بصراحتها المطلقة و كيف كانت تسال دون خجل كانها من بنات تلك الارض لكن ملامحها العربية ظاهرة جدا فحاول الاقتراب منها قصد التعرف عليها لكنها اعتذرت و رحلت و بقي يحاول كسب ثقتها فقد علم انها فتاة شرقية هناك حيث لا يعترفون ابدا بصداقة الرجل و المراة. هناك حيث تحكمهم العاداة و التقاليد فاز محمد بصداقة سمية لكن حبه لها زاد يوما عن يوم و قرر ان لا يتركها اقترب منها كصديق لكن عبثا حاول فك رموز قلبها و الدخول اليه فقد كان يرى دوما حزنا دفين حاول الاف المرات معرفة ذلك لكنها كانت كتومة جدا تتحدث فقط عن امور الدراسة و العمل كما تقول هي ممنوع الدخول غرفة غير مؤهلة.
كانت سمية تتصل باهلها من حين لاخر اتصالها كان منتظما كل يوم جمعة تحاول ربط الاتصال فهي تعلم انه كل يوم جمعة ياتي اخوتها الى بيت اهلها اي تكون ...الاسرة مجتمعة لكن هذا لم يمنع اخوتها من انتقادها بسبب عدم مجيئها و لو مرة فهي حسبهم تتحجج بحجج واهية لكنها و لو مرة تطاولت عليهم فهم اخوتها و ما تبقى من ريحة اخيها و لا يمكنها ابا ان تتحرر من معتقداتهم و عاداتهم فقد تجذرت فيها كما تجذرت فيهم حتى و لو كانت بعضها غير مفهوم فما زالت هي تمثل لهم الفتاة الصغرى التي لا يمكنها رفع عينها فوق اخوتها حتى و لو لابداء الراي لان لا راي لها في شئ لذلك هي لا تحبذ ابدا التحدث كثيرا معهم سيجعلونها تشعر بالخزي من طريقة كلامهم و هي لا تحتاج الى ذلك الان تريد ان ترفع من معنوياتها حدث ان تحدثت معهم في مقهى مع محمد و لم يعجب الاخوة وجوده بجانبها فقد اقاموا الدنيا و حلفوا يمينا انها ان اتت ستدفن تحت التراب و هي حية اساؤوا الظن بها و منذ ذلك الحين لم تحدثهم سمية كثيرا بل تتحدث مع والديها فقط لا غير استغرب محمد تلك المعاملة الجافة من اخوتها و تعجب الى كل تلك الخرافات و سوء الظن باختهم لكنها بالرغم ذلك حاولت ان تلقى لهم عذرا فقالت له يكفي اني جئت هنا بغير رضاهم لا اريد ان اكون سببا اخر لحزنهم ثم رحلت مرت الاعوام بسرعة استطاعت سمية بفضل ذكائها و مهارتها تخصصت في جراحة الاعصاب و استطاعت ان تكون معيدة بالجامعة و ان تعمل باشهر مستشفيات بلندن
بقلم أ نبيلة ساسي

الشهيد زيغود يوسف

الشهيد زيغود يوسف
مولده ونسبه
ولد الشهيد زيغود يوسف يوم 18 فيفري 1921 بدوار الصوادق بسمندو قرب سكيكدة التي أصبحت اليوم دائرة تحمل إسمه وينحدر الشهيد من أسرة معروفة بتدينها ووطنيتها العميقة، فغرس والديه ذلك في إبنهما يوسف الذي كان يسمع عنهما أحاديث وروايات عن الهمجية الاستعمارية وبأنها تمثل السبب في مأساة وبؤس أغلب الأسر الجزائرية، وان المزارع التي كان الجزائريون يشتغلون فيها كرعاة كانت كلها أرض هذه الأسر و أباء وأجداد هؤلاء الرعاة.
دخل الطفل زيغود يوسف إلى الكتاب لحفظ القرآن الكريم كغيره من الأطفال الجزائريين، وفي الوقت التحق بالمدرسة الفرنسية، فأكتشف أكاذيب المعلم الاستعماري عندما كان يقول لهم: إن وطنكم وأمتكم هي فرنسا وأن أجدادكم هم الغالبون، فكان زيغود يفور من هذا الكلام لأنه تعلم وهو صغير بأن هؤلاء الفرنسيين جاءوا من وراء البحر فسلبوا الأرض واستعبدوا الأرض واستعبدوا  الشعب وكان يقول كيف نكون فرنسيين ونحن نتميز عنهم في اللغة والدين والعادات والتقاليد ولو كان كذلك فلماذا هم يعيشون في بحبوحة ونحن نعيش في بؤس مستعبدين. وقد كان الطفل زيغود يوسف كله ذكاء وقدرة فائقة على الملاحظة والتمحيص، مما جعله يفوق أنداده في الدراسة، فنجح في امتحان الشهادة الابتدائية، إلا أن ظروف عائلته والعراقيل الاستعمارية منعته من مواصلة الدراسة، ورغم ذلك كون نفسه بالإكثار من المطالعة ف كتب التاريخ والسياسة والفكر مما أكسبه قدرة فائقة على التفكير الصحيح والسليم. انخرط
في سن الرابعة عشر في صفوف حزب الشعب الجزائري . عيّن مسؤولا على قريته عام 1938. ترشح عام 1948 ببلدية سمندو ضمن القائمة الانتخابية لحركة الانتصار وفاز رغم دسائس الاستعمار وأعوانه وانخرط في المنظمة الخاصة وأشرف على زرع خلاياها في منطقته ، وعند اكتشاف أمر المنظمة 1950 سجن مع رفاقه بسجن عنابة ، إلا أنه أستطاع الفرار منه والعودة إلى قريته ليبدأ رحلة التخفّي والسرية .في نهاية عام 1952 عاد زيغود يوسف مع بعض المجاهدين إلى الشمال القسنطيني، فأصبح يتنقل بين مختلف المناطق متخفيا عن البوليس الإستعماري وإ تخذ لنفسه لقبا سريا هو "سي أحمد"، وكان يتصل بالمجاهدين بهدف إعادة تنظيم المنطقة وهيكلة المنظمة الخاصة من جديد. ، سنة 1953 ازداد اقتناعه بالعمل المسلّح كخيار وحيد لذلك راح ينظّم المناضلين ويعدّهم ليوم الثورة خاصة بعد إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل "CRUA" ..

وفي هذه الظروف اندلعت أزمة داخل حزب حركة الأنصار للحريات الديمقراطية بين أنصار مصالي الحاج رئيس الحزب وأنصار اللجنة المركزية للحزب الذين أرادوا تحديد صلاحيات الرئيس، فانقسم الحزب إلى مصاليين ومركزيين يتصارعون فيما بينهم فأنشأ بوضياف مع بعض المجاهدين اللجنة الثورية للوحدة والعمل هدفها الإصلاح بين الطرفين وإعادة الوحدة للحزب ثم الشروع في العمل المسلح، وقد أعجبت الفكرة المجاهد زيغود يوسف بعد أن اخبره بها ديدوش مراد، إلى أن محاولة اللجنة الثورية للوحدة والعمل فشلت في إعادة لم شمل الحزب فلم يبقى أمامه إلا الشروع في التحضير للعمل المسلح في ظرف شهور.
وفي جوان 1954 اجتمع 22 من أعضاء المنظمة الخاصة منهم زيغود يوسف لدراسة المسألة فتوصلت المجموعة إلى قرار إشعال نار الثورة، وانبثقت عنها لجنة من خمسة أعضاء للإشراف على الاستعداد وتحديد تاريخ اندلاعها وهؤلاء الخمسة هم/ محمد بوضياف، مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي، ديدوش مراد، رابح بطاط ثم انظم إليهم كريم بلقاسم من منطقة القبائل.
جزائر يا مطلع المعجـــــزات و با حجة الله في الكائنـــــات
و يابسمة الرب في أرضــــــــه و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجل الخلـــــو د تموج بها الصور الحالمـــــات
و يا قصة بث فيها الوجـــــــود معاني السمة بروع الحيـــاة
و يا صفحة خط فيها البقــــــآ بنار و نور جهاد الأبـــــاة
و يا للبطولات تغزو الدنــــــا و تلهمها القيم الخالـــــدات
و أسطورة رددتها القــــــــرون فهاجت بأعماقنا الذكريــات
و يا تربة تاه فيها الجــــــــــلال فتاهت بها القمم الشامخـات
و ألقى التهاية فيها الجمـــــال فهمنا بأسرارها الفاتنــــــات
و أهوى على قدميها الزمــــان فأهوى على قدميـــها الطــفـاة
وعاد زيغود يوسف وديدوش مراد والأخضر بن طوبال وعمار بن عودة من اجتماع 22 إلى الشمال القسنطيني لإخبار المجاهدين الذين لم يشاركوا في الاجتماع بمختلف القرارات التي تم التوصل إليها وان يكونوا على استعداد لليوم الموعود الذي تقرره لجنة الستة.
جهاده أثناء الثورة
اندلعت في ليلة أول نوفمبر من عام 1954 بقيام المجاهدين بعدة عمليات ضد الجيش الاستعماري في التوقيت نفسه عبر التراب الوطني كله، ففي تلك الليلة هاجم زيغود يوسف على رأس مجموعة صغيرة من المجاهدين مركز الدرك في سمندو، وقامت أفواج أخرى بهجمات على عدة أهداف في الشمال القسنطيني .
ومنذ الوهلة الأولى للثورة تأكد الشعب في منطقة الشمال القسنطيني من أنها ثورة لتحرير البلاد يقودها رجال أمثال ديدوش مراد ونائبه زيغود يوسف فهب الشعب لمساعدة المجاهدين وطلب الانضمام إليهم، فتأثر زيغود يوسف بذلك فقال كلاما ذا مغزى كبير وهو " أن هذا الشعب عظيم وعظيم جداً ولا يمكن أن يقوده إلا عظيم أكثر منه وإلا كانت الكارثة كبرى"، وكان يعني بذلك أن هذا الشعب لا يحترم ولا يندفع للتضحية إلا إذا كان قادته عظاما بأتم معنى الكلمة، وقد استنتج زيغود يوسف ذلك من معرفته الميدانية والعميقة للشعب الجزائري.
وبعد شهرين ونصف من إندلاع الثورة وبالضبط يوم 18 جانفي من عام 1955 سقط في ميدان الشرف ديدوش مراد قائد منطقة الشمال القسنطيني واستشهد معه 17 مجاهدا بعدما حاصرهم 500 جندي فرنسي قرب واد بوبكر بسكيكدة وقاموا لمدة خمسة ساعات قبل أن تصعد أرواحهم جميعا إلى جنات الخلد، وقد تألم زيغود يوسف لفقدان إخوانه المجاهدين كثيراً.
استشهاده
كلف مؤتمر الصومام القادة بحل المشاكل التي طرأت في بعض المناطق فكلف الشهيد عميروش بحل المشاكل العويصة التي طرأت في الأوراس فكلف بعد استشهاد مصطفى بن بولعيد، أما زيغود يوسف فكلف بحل مشاكل القاعدة الشرقية بسوق أهرا س.
وقبل أن ينتقل زيغود يوسف إلى سوق أهراس فضل الذهاب إلى بيته لزيارة أسرته، فبقى ليلتان معها، وفي يوم 27 سبتمبر 1956 خرج من البيت خفية إلى المجاهدين لتوديعهم، وبعد ذلك رافقه أربعة مجاهدين إلى المهمة التي كلفته الثورة بها: ونصب له الجيش الاستعماري كميناً في الطريق، فوقع شهيداً مع مرافقيه بعد معركة وشاء الله أن يستشهد البطل زيغود يوسف في وادي بوبكر وهو المكان نفسه الذي
استشهد فيه ديدوش مراد.

شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌــــــــــلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائر يا بدعة الفاطـــــر و يا روعة الصانع القـــــــــادر
و يا بابل السحر ، من وحيهـا تلقب هاروت بالساحــــــــــر
و يا جنة غار منها الجنــــــان و أشغله الغيب بالحاضـــــــر
و يا ومضة الحب في خاطري و إشـــراقة الوحـــي للشاعـــــر
و يا لجة يستحم الجمــــــــــا ل و يسبح في موجـــها الكافر
و يا ثورة حار فيها الزمـــان و في شعبها الهـــادئ الثائـــر
و يا وحدة صهرتها الخطـــوب فقامت على دمـــها الفائـــر
و يا همة ساد فيها الحجـى فلم تك تقنــع بالظاهـــــــــر
و يا مثلاً لصفاء الضميـــــــر يجل عن المثل السٌائـــــر
سلام على مهرجان الخلود سلام عـلـى عيـــدك العاشـــــر 
جمع وإعداد : عبد النور خبابة

الكتاب


الكتاب
وصف الكتاب:


قيل للإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: إنك تُكثر الجلوس وحدك! فغضب وقال: أنا وحدي؟!.. أنا مع الأنبياء والأولياء والحكماء والنبيِّ e وأصحابه، ثم أنشد لمحمد بن زياد الأعرابي:
وَلِي جُلَسَاءُ مَا أَمِلُّ حَدِيثَهُم
 




أُلَبَا مَأمُونُونَ غِيْبًا وَمَشْهَدَا

إذَا مَا اجْتَمَعْنَا كَانَ حُسْنُ حَدِيثِهِم
 




مُعِينًا عَلَى دَفْعِ الهُمُومِ مُؤَيِّدَا

يُفِيدُونَنِي مِنْ عِلْمِهِم عِلْمَ مَا مَضَى
 




وَعَقْلاً وَتَأْدِيبًا وَرَأيًا مُسَدَّدَا

بِلاَ رِقْبَةٍ أَخْشَى وَلاَ سُوءِ عِشْرةٍ





وَلاَ أَتَّقِي مِنهُمْ لِسَانًا وَلاَ يَدَا
 





مدح الكتاب:
يقول أبو الطيب المتنبي:
أَعَزُّ مَكَانٍ فِي الدُّنَا سَرْجٌ سَابِحٌٍ





وَخَيرُ جَلِيسٍٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ







ويقول الجاحظ:
     الكتاب نعم الذخر والعقدة، ونعم الجليس والعدَّة، ونعم المشتغل والحرفة، ونعم الإنس لساعة الوحدة، ونعم المعرفة ببلاد الغربة. والكتاب وعاءٌ مليءٌ علمًا، وظرف حُشِي ظرَفًا، إن شئت كان أبين من سحبان وائل، وإن شئت كان أعيى من باقل، ولئن شئت ضحكت من نوادره وعجبت من غرائب فوائده، ومن لك بمؤنس لا ينام إلا بما تهوى؟!.
ويقول عبد الله بن المعتز:
الكتاب والجٌ للأبواب، جريءٌ على الحُجَّاب، مُفهِّم لا يفهم، وناطقٌ لا يتكلَّم.
ويقول المأمون:
     لا شيء آثر للنفس ولا أشرح للصدر ولا أوفى للعرض ولا أذكى للقلب ولا أبسط للسان ولا أشدّ للجنان ولا أكثر وفاقًا ولا أقلّ خلافًا ولا أكثر عبارة من كتابٍ تكثر فائدته وتقل مؤنته، مُحدِّثٌ لا يملّ وجليسٌ لا يتحفَّظ، ومترجم عن العقول الماضية والحكم الخالية والأمم السالفة، يُحيي ما أماته الحفظ، ويُجدِّد ما أخلفه الدهر، ويُبرز ما حجبته الغبارة، ويدوم إذا خان الملوك والأصحاب.
مزايا الكتاب:
     الكتاب جارٌ بار، ومعلمٌ مخلص، ورفيقٌ مطاوع، وهو صاحب كفء، وشجرة معمِّرة مُثمرة، يجمع الحكم الحسنة والعقول الناضجة، وأخبار القرون الماضية والبلاد المترامية، يجلو العقل، ويشحذ الذهن ويوّسع الأفق، ويقوّي العزيمة ويؤنس الوحشة، يفيد ولا يستفيد ويعطي ولا يأخذ.
يقول الشاعر:
نِعْمَ الأَنِيسُ إذَا خَلَوْتَ كِتَابُ
 




تَلْهُو بِهِ إنْ خَانَكَ الأَصْحَاب

لاَ مُفْشِيًا سِرًّا إذَا اسْتَوْدَعْتَهُ
 




وَتَنَالُ مِنْهُ حِكْمَةً وَصَوَاب







ويقول أبو بكر القفال:

خَلِيلِي كِتَابِي لاَ يَعَافُ وِصَالِيَا




وَإنْ قَلَّ لِي مَالٌ وَوَلَّى جَمَالِيَا


كِتَابِي أَبٌ بَرٌّ وَأُمٌّ شَفِيقَةٌ




هُمَا هُوَ إذْ لاَ أُمَّ أَوْ أَبًا لِيَا


كِتَابِي جَلِيسِي لاَ أَخَافُ مَلاَلَهُ




مُحَدِّثَ صِدْقٍ لاَ يَخَافُ مَلاَلِيَا


مُحَدِّثُ أَخْبَارَ القُرُونِ الَّتِي مَضَتْ




كَأَنِّي أَرَى تِلْكَ القُرُونَ الخَوَالِيَا


كِتَابِي بَحْرٌ لاَ يُفِيضُ عَطَاؤهُ




يُفِيضُ عَلَيَّ المَالَ إنْ غَاضَ مَالِيَا


كِتَابِي دَلِيلٌ عَلَى خَيْرِ غَايَةٍ




فَمِنَ ثَمَّ إدْلاَليِ وَمِنْهُ دَلاَلِيَا


إذَا زُغْتُ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ أَقَامَنِي




وَإنْ ضَلَّ ذِهْنِي رَدَّنِي عَنْ ضَلاَلِيَا






يقول الجاحظ:
الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك وشحن طباعك وبسط لسانك وجوَّد بنانك وفخَّم ألفاظك، وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر، والكتاب يُطيعك بالليل كطاعة بالنهار، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر، ولا يعتلُّ بنوم ولا يعتريه كلال السفر.
العلماء والكتاب:
     • كان الجاحظ من أكثر الناس شغفًا بمطالعة الكتب؛ فإنه لم يقع بيده كتابٌ قط إلا استوفى قراءته كائنًا ما كان، حتى أنه كان يكترى دكاكين الورَّاقين ويبيت فيها للنظر.
     • يقول أبو هفان وكذا ورد عن المبرّد:
لم أر قط ولا سمعت من أحب الكتب والعلوم أكثر من ثلاثة منهم الفتح بن خاقان؛ فإنه كان يحضر لمجالسة المتوكِّل، فإذا أراد القيام لحاجةٍ أخرج كتابًا من كُمِّه أو خُفَّه وقرأه في غير مجلس المتوكِّل إلى حين عوده إليه، حتى في الخلاء!
(والاثنان الآخران هما الجاحظ وإسماعيل بن إسحاق القاضي)
     • ويقول الحسن اللؤلؤي: غبَّر قدمي أربعين عامًا ما قِلت ولا بتُّ ولا اتَّكأت إلاَّ والكتاب موضوعٌ على صدري.
     *ويقول علي بن الجهم: إذا استحسنت الكتاب ورجوت منه الفائدة، فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقة مخافة استنفاذه، وانقطاع المادة من قلبه، وإن كان الكتاب كثير الورق فقد تمَّ عيشي وكمل سروري.
     • وكان عبد الله بن المبارك يستأنس بخلوته في البيت وحده ليشتغل بالقراءة فقيل له: ألا تستوحش؟
فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبيِّ e وأصحابه.
يعني بها كتب الحديث.
     • وكان الزهري إذا جلس في بيته وضع كُتبه حوله فيشتغل بها عن كلِّ شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يومًا: والله لهذه الكتب أشدُّ عليَّ من ثلاث ضرائر!
     • وكان أحمد بن عبد الله المهدي في الدراسة والمطالعة آية لا يكاد يسقط الكتاب من يده حتى عند طعامه.
• ويُقال إنَّ محمد بن الوليد المعروف بـ«ولاد النحوي» لَمَّا حضرته الوفاة أوصى أن يُدفن معه كتاب سيبويه.
• وبلغ من حرص جدِّ ابن تيمية (الجدّ بن تيمية) على وقته ومطالعة الكتب أنه إذا دخل الخلاء أمر حفيده أن يقرأ في الكتاب ويرفع صوته حتى يسمع.
• وكان إسماعيل بن إسحاق كما يقول عنه أبو هفان: ما دخلت عليه إلا رأيته ينظر في كتاب أو يُقلِّب كتابًا أو ينفضها.
• وكان ابن الرفعة لا يفارقه الكتاب حتى أثناء المرض، وكان مكبًّا على المطالعة حتى عرض له وجع المفاصل، بحيث كان الثوب إذا لمس جسمه آلمه، ومع ذلك معه كتابٌ ينظر إليه، وربما انكبَّ على وجهه وهو يُطالع.
• فكان ابن المبارك يستأنس بخلوته في البيت وحده ليشتغل بالقراءة، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه، يعني بها كتب الحديث.
• ويقول ابن قيِّم الجوزية: أعرف من أصابه مرض من صداعٍ وحمَّى، وكان الكتاب عند رأسه، فإذا وجد إفاقة قرأ فيه، فإذا غُلب عليه وضعه، فدخل عليه الطبيب يومًا وهو كذلك فقال إنَّ هذا لا يحلُّ لك.
• وكان بعض أهل العلم يشترط على من يدعوه أن يُوفِّر له مكانًا في المجلس يضع فيه كتابًا ليقرأ فيه.
• وقال ابن الجوزي: وإني أخبر عن حالي ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أره فكأني وقعت على كنـز، ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجلَّد، كان أكثر، وأنا بعد في الطلب.
وكان العلماء يُنفقون في تحصيل الكتاب الأموال الطائلة، حتى قال بعضهم لزوجته حين عاتبته في أكثر ما يُنفق على الكتب:
وَقَائِلَةٌٍ أَنْفَقْتَ فِي الكُتُبِ مَا حَوَتْ



يَمِينُكَ مِن مَالٍ فَقُلْتُ دَعِينِي
 
لَعَلِّي أَرَى فِيهَا كِتَابًا يَدُلُّنِي
 


لآخُذَ كِتَابِي آمِنًا بِيَمِينِي




يقول أبو الفرج المعافا بن زكريا:
قد قيل في الكتاب إنه حاضر نفعه، مأمون ضرّه، ينشط بنشاطك فينبسط إليك، إن أدنيته دنا، وإن أنأيته نأى، لا يبغيك شرًّا، ولا يُفشي عليك سرًّا، ولا ينمُّ عليك، ولا يسعى بنميمةٍ إليك.
وقال أحد الشُّعراء:
لاَ شَيءَ أَنْفَعُ مِن كِتَابٍ يُدَرَّسُ




فِيهِ السَّلاَمَةُ وَهُوَ خِلٌّ مُؤنِسُ

رَسْمٌ يُفِيدُ كَمَا يُفِيدُ ذَوُو النُّهَي
 



أَعْمَى أَصَمُّ عَنِ الفَوَاحِشِ أَخْرَسُ





وقال التوزي (محمد عبد الحميد):
الكتاب نديم، عهد وفائه قديم، الكتاب منادم، ليس مَن نَادَمه بنادم، الكتاب حميم، خيره عميم، الكتاب أخ غير خوَّان، فتفرّد به عن الإخوان، الكتاب سمير، سليم الظاهر والضمير.
وقال ابن المعتز:
جَعَلْتُ كُتُبِي أَنِيسِي
 


مِن دُونِ كُلِّ أَنِيسِ
 
لأَنَّنِي لَسْتُ أَرْضَى
 


إلاَّ بِكُلِّ نَفِيسِ
 



وقال أبو بكر الشيطان:
إذَا اعْتَلَلْتُ فَكُتُبُ العِلْمِ تشْفِينِي
 


فِيهَا نَزَاهَةُ أَلْحَاظِي وَتَزْيِينِي
 
وَإذَا اشْتَكَيْتُ إلَيْهَا الهَمَّ مِنْ حُزْنٍ
 


مَالَتْ إلَيَّ تُعَزِّينِي وَتُسَلِّينِي
 
حَسْبِي الدَّفَاتِرُ مِن دُنْيَا قَنِعْتُ بِهَا
 


لاَ أَبْتَغِي بَدَلاً مِنهَا وَمِنْ دِينِي
 



جمع وإعداد عبد النور خبابة