السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2011-07-30

لماذا يكره الزوج دموع الزوجه ؟

لماذا يكره الزوج دموع الزوجه ؟ 
هنالك البعض من النساء يستخدمن دموعهن كسلاح امام الرجل ، ولكن هذا السلاح لا يجدي نفعا

امام نوع مختلف من الرجال وهو الذي يكره دموع المرأة . وذلك للاسباب التالية :


لان الرجل يتعب نفسيا لو اشعرته المراة بانه السبب في تعاستها ودموعها قد تكون دلالة على ذلك.

- الرجل يرى دموع المراة ضعف وسذاجة وخاصة في بعض المواقف التي يرى الرجل انها تحتاج الى حل ونقاش عقلي وليس دموع.

-الرجل يدرك ان دموع المراة سلاح لاضعافه وقد تكون قسوته ردة فعل لبداية احساسه بالضعف والرضوخ.

- الرجل يحب المراة الرقيقة والتي تنزل دموعها غزيرة أي بالمناسبات التي تحتم الدموع...وليس في كل وقت.

ثم انه لايحب الدموع المصحوبة بنوح وضعف بل يحب دموع الكبرياء والعزة او الرقة.

وبالتالي فان الرجل لايحب الدموع كثيرا وللنساء ، ان الزمن الصعب يتطلب امراة قوية يثق الرجل

بقدرتها ولذا فالدموع لا تشعره بقوتها لمساندته ..

طفلان عاشا في القبر مدة 15 يوما

طفلان عاشا في القبر مدة 15 يوما
أسأل الله أن يثيبكم ويثبتكم لقراءة هذه القصة من قصص الاعجاز الالهى
هذه القصة حدثت بالفعل فى مصر وتم عرضها فى التليفزيون المصرى
فى برنامج خلف الاسوار

سيدة توفى زوجها وهى فى الشهور الأولى من الحمل وكانت لديها منه ابنة فى الرابعة تقريبا من عمرها وعندما اقتربت الولادة شعرت السيدة بأنها قد يتوفاها ملك الموت أثناء هذه الولادة فطلبت من أخيها أن يراعى بنتها والمولود الجديد فى حالة وفاتها ويبدو أنها كانت شفافة الروح وكانت تشعر بما ينتظرها من مجهول

وعندما دخلت المستشفى لاجراء عملية الولادة توفاها ملك الموت فى الوقت الذى رزقها الله فيه مولدا لها وبعد ان قام الأخ بدفنها عاد الى بيته ومعه بنت أخته الصغيرة والمولود الجديد

وإذا بزوجته تثور فى وجهه وتخبره أنه إما هى أو أبناء أخته فى البيت

فقام هذا الخال للأبناء والعياذ بالله بالتوجه ليلا الى المقابر وقام بفتح قبر أخته ووضع المولود فى القبر

وعندما أراد ان يضع الطفلة الصغيرة فبكت فقام باعطائها ( شخشيخة ) وقال لها اذا بكى الطفل قومى بملاعبته بها وقال لها انا سوف احضر لكى يوميا الطعام ثم أغلق القبر وانصرف .


وفى صباح اليوم التالى وأثناء مرور التربى بجوار القبر فسمع صوت شخشيخة داخل القبر فخاف رعبا وانصرف على الفور ثم عاد مرة أخرى فى اليوم التالى فسمع نفس الأصوات للشخشيخة فانصرف على الفور من الخوف وظل يفكر ماذا الذى يحدث داخل هذا القبر ولكنه لم يذهب اليه فترة طويلة قاربت الخمسة عشر يوما

ثم عاد ومر من جديد ليسمع نفس الصوت فذهب وأحضر مجموعة من الأشخاص وعرض عليهم الأمر فتوجهوا معه الى القبر وهناك سمعوا بالفعل أصوات الشخشيخة

فقاموا بفتح القبر وهنا كانت المفاجأة التى تتزلزل لها الأبدان الطفلة والمولود أحياء بجوار جثة الأم فقاموا بابلاغ الشرطة والنيابة العامة والطب الشرعى وبسؤال الطفلة عما حدث فروت لهم ما حدث من خالها فسألوها وكيف قضيتى تلك الفترة وأنتى مازلتى على قيد الحياة وبدون طعام ولا شراب أنتى والمولود الصغير

فأجابت :
كنت عندما يبكى أخى أقوم بالشخشخة له فتقوم أمى من النوم وترضعه ثم تنام مرة أخرى
وعندما أشعر أنا بالجوع كان يحضر لى ( عمو لا أعرفه ) يلبس ملابس بيضاء ويعطينى الطعام وينصرف
وبسؤال طبيب الطب الشرعى عن حالة الجثة عندما أخرجوا الطفل والطفلة فأجاب أن جثتها دافئة كما لو كانت على قيد الحياه وليس بعد مرور عشرين يوما على دفنها فسبحان الله تعالى

وعلى الفور قامت الشرطة بالقبض على هذا الخال الآثم قلبه ووجهت له النيابة تهمة دفن طفل وطفلة أحياء .

2011-07-29

خطوه صغيره قد تصنع فارقاً


خطوه صغيره قد تصنع فارقاً

فى كل يوم جمعة ، وبعد الصلاة ، كان الإمام والخطيب وابنه البالغ من العمر إحدى عشر سنه من شأنه أن يخرج في بلدتهم ويوزع على الناس كتيب صغير بعنوان "طريقا إلى الجنة" وغيرها من الأدب المطبوعات الإسلاميه. 
وفى أحدى الأيام بعد ظهر الجمعة ، جاء الوقت للإمام وابنه للنزول الى الشوارع لتوزيع الكتيبات ، وكان الجو باردا جدا في الخارج ، فضلا عن هطول الامطار الصبي ارتدى كثير من الملابس حتى لا يشعر بالبرد ، وقال : حسنا يا أبي ، أنا مستعد! سأله والده ، مستعد لماذا قال الأبن يا أبي ، لقد حان الوقت لكى نخرج لتوزيع هذه الكتيبات الإسلامية. أجابه أبوه ، الطقس شديد البرودة في الخارج وانها تمطر بغزاره. أدهش الصبى أبوه بالأجابه وقال ، ولكن يا أبى لا يزال هناك ناس يذهبون إلى النار على الرغم من أنها تمطر أجاب الأب ، ولكننى لن أخرج فى هذا الطقس قال الصبى ، هل يمكن يا أبى ، أنا أذهب أنا من فضلك لتوزيع الكتيبات تردد والده للحظة ثم قال : يمكنك الذهاب ، وأعطاه بعض الكتبات قال الصبى شكرا يا أبي! ورغم أن عمر هذا الصبى أحدى عشر عاماً فقط إلا أنه مشى فى شوارع المدينه فى هذا الطقس البارد والممطر لكى يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع الكتيبات الأسلاميه. بعد ساعتين من المشي تحت المطر ، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد الماره فى الشارع لكى يعطيه له ، ولكن كانت الشوارع مهجورة تماما. ثم إستدار إلى الرصيف المقابل لكى يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب. ودق جرس الباب ، ولكن لا أحد يجيب.. ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا ، ولكن لا زال لا أحد يجيب ، وأراد أن يرحل ، ولكن شيئا ما يمنعه. مرة أخرى ، التفت إلى الباب ودق الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوه وهو لا يعلم مالذى جعله ينتظر كل هذا الوقت ، وظل يطرق على الباب وهذه المرة فتح الباب ببطء. وكانت تقف عند الباب إمرأه كبيره فى السن ويبدو عليها علامات الحزن الشديد فقالت له ، ماذا أستطيع أن أفعل لك يابنى. قال لها الصبى الصغير ونظر لها بعينان متألقتان وعلى وجهه إبتسامه أضائت لها العالم: سيدتي ، أنا آسف إذا كنت أزعجتك ، ولكن فقط اريد ان اقول لكى ان الله يحبك حقيقى ويعتني بك وجئت لكى أعطيكى آخر كتيب معى والذى سوف يخبرك كل شيء عن الله ، والغرض الحقيقي من الخلق ، وكيفية تحقيق رضوانه . وأعطاها الكتيب وأراد الأنصراف فقالت له شكرا لك يا بني! وحياك الله! في الأسبوع القادم بعد صلاة جمعة ، وكان الإمام يعطى محاضره ، وعندما أنتهى منها وسأل : هل لدى أي شخص سؤال أو يريد أن يقول شيئا؟ ببطء ، وفي الصفوف الخلفية وبين السيدات ، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول: لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم أتى إلى هنا من قبل، وقبل الجمعه الماضيه لم أكن مسلمه ولم فكر أن أكون كذلك. وقد توفي زوجي منذ سنوات قليلة ، وتركنى وحيده تماما في هذا العالم.. ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارد جداً وكانت تمطر ، وقد قررت أن أنتحر لأننى لم يبقى لدى أى أمل فى الحياة. لذا أحضرت حبل وكرسى وصعدت إلى الغرفه العلويه فى بيتى، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً فى أحدى عوارض السقف الخشبيه ووقفت فوق الكرسى وثبت طرف الحبل الآخر حول عنقى، وقد كنت وحيده ويملؤنى الحزن وكنت على وشك أن أقفز. وفجأة سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي ، فقلت سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل. أنتظرت ثم إنتظرت حتى ينصرف من بالباب ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد. قلت لنفسي مرة أخرى ، من على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟ لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابى ولا يأتي أحد ليراني . رفعت الحبل من حول رقبتى وقلت أذهب لأرى من بالباب ويدق الجرس والباب بصوت عالى وبكل هذا الأصرار. عندما فتحت الباب لم أصدق عينى فقد كان صبى صغير وعيناه تتألقان وعلى وجهه إبتسامه ملائكيه لم أر مثلها من قبل ، حقيى لا يمكننى أن أصفها لكم الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي الذي كان ميتا ثم قفز إلى الحياة مره أخرى ، وقال لى بصوت ملائكى ، سيدتي ، لقد أتيت الأن لكى أقول لكى ان الله يحبك حقيقة ويعتني بك! ثم أعطانى هذا الكتيب الذى أحمله "الطريق إلى الجنه" وكما أتانى هذا الملاك الصغير فجأه أختفى مره أخرى وذهب من خلال البرد والمطر ، وأنا أغلقت بابي وبتأنى شديد قمت بقراءة كل كلمة فى هذا الكتاب. ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي. لأننى لن أحتاج إلى أي منهم بعد الأن. ترون؟ أنا الآن سعيده جداً لأننى تعرفت إلى الأله الواحد الحقيقى. ولأن عنوان هذا المركز الأسلامى مطبوع على ظهر الكتيب ، جئت الى هنا بنفسى لاقول لكم الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جائنى في الوقت المناسب تماما ، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم. لم تكن هناك عين لا تدمع فى المسجد وتعالت صيحات التكبير .... الله أكبر..... الإمام الأب نزل من على المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس أبنه هذا الملاك الصغير.... وأحتضن ابنه بين ذراعيه وأجهش فى البكاء أمام الناس دون تحفظ. ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بأبنه مثل هذا الأب ... 

كلمات مؤثرة


كلمات مؤثرة
من المؤلم..... 
ان تغمض عينك على حلم جميل ...وتستيقظ على وهم مؤلم . من المؤلم أن تشعر بانك خسرت اشياء كثيرة لم يعد عمرك يسمح باسترجاعها. من المولم ان ترتدي قناع الفرح كى تخفى ملامح حزن وجهك الحقيقى . من المؤلم ان تجد نفسك مع الوقت بدأت تتنازل عن احلامك واحدا تلو الاخر . من المؤلم ان تبتسم فى وجه انسان تتمنى ان تبصق فى وجهه وتمضى . من المؤلم ان تنحنى لذل العاطفة كى لا تقتلك من مكانك الذى تحرص على بقاؤك فيه . من المؤلم ان تضع اجمل ما لديك تحت قدميك كى ترتفع عاليا وتصل الى القمة . 

قصة سيدنا ايوب ......مؤثرة جدا


قصة سيدنا ايوب ......مؤثرة جدا
قال الله تبارك وتعالى:‏ 
وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب (44) {سورة يوسف}‏ نسبه عليه السلام قيل هو أيوب بن موص بن رازخ بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل وقيل غير ذلك في ‏نسبه، الا أن الثابت أنه من ذرية إبراهيم الخليل عليه السلام.وحُكي أن أمه بنت نبي الله لوط عليه السلام. وأما زوجته فقيل: إن اسمها رحمة بنت يوسف ‏بن يعقوب، وقيل غير ذلك. وكان عليه الصلاة والسلام عبدًا تقيًا شاكرًا لأنعم الله رحيمًا بالمساكين، يُطعم الفقراء ويعين ‏الأرامل ويكفل الأيتام، ويكرم الضيف، ويؤدي حق الله عليه على أكمل وجه.‏ إبتلاء الله لأيوب عليه السلام ‏ يقول الله تبارك وتعالى:‏ واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب (41) {سورة ص}‏ كان أيوب كثير المال ءاتاه الله الغنى والصحة والمال وكثرة الأولاد، وابتلاء بالنعمة والرخاء ولم ‏تفتنه زينة الحياة الدنيا ولم تخدعه ولم تشغله عن طاعة الله، وكان عليه السلام يملك ‏الأراضي المتسعة من أرض حوران، ثم ابتلاه الله بعد ذلك بالضر الشديد في جسده وماله ‏وولده فقد ذهب ماله ومات أولاده جميعهم، فصبر على ذلك صبرا جميلا ولم ينقطع عن عبادة ‏ربه وشكره، وفوق هذا البلاء الذي ابتلي به في أمواله وأولاده، ابتلاه الله بأنواع من الأمراض ‏الجسيمة في بدنه حتى قيل: إنه لم يبقى من جسده سليمًا إلا قلبه ولسانه يذكر الله ‏عزوجل بهما، وهو في كل هذا البلاء صابر محتسب يرجو ثواب الله في الآخرة، ذاكرًا لمولاه ‏في جميع أحواله في ليله ونهاره وصباحه ومسائه.‏ وطال مرضه عليه الصلاة والسلام ولزمه ثماني عشرة سنة وكانت زوجته لا تفارقه صباحًا ‏ولا مساء إلا بسبب خدمة الناس بالأجرة لتطعمه وتقوم بحاجاته، وكانت تحنو عليه وترعى له ‏حقه وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها وحسن معاشرته لها في حالة السراء، لذلك ‏كانت تتردد إليه فتصلح من شأنه وتعينه على قضاء حاجته ونوائب الدهر، وكانت تخدم الناس ‏لتطعمه الطعام وهي صابرة محتسبة ترجو الثواب من الله تبارك وتعالى.‏ دعاء أيوب لله تعالى ‏ كثرت البلايا والأمراض على نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام طيلة ثماني عشرة سنة، ‏وهو صابر محتسب يرجو الثواب من الله تعالى، فدعا الله وابتهل إليه بخشوع وتضرع قائلا:‏ وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (83) {سورة الأنبياء}‏ ‏ ثم خرج عليه السلام لقضاء حاجته وأمسكت زوجته بيده إلى مكان بعيد عن أعين الناس ‏لقضاء حاجته فلما فرغ عليه السلام أوحى الله تبارك وتعالى إليه في مكانه:‏ أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب (42) {سورة ص}‏ فأمره الله تعالىأن يضرب برجله الأرض، فامتثل عليه السلام ما أمره الله به وأنبع الله تبارك ‏وتعالى له بمشيئته وقدرته عينين فشرب من إحداهما واغتسل من العين الأخرى فأذهب ‏الله عنه ما كان يجده من المرض وتكاملت العافية وأبدله بعد ذلك صحة ظاهرة وباطنة، ولما ‏استبطأته زوجته وطال انتظارها، أقبل نبي الله أيوب عليه السلام إليها سليمًا صحيحًا على ‏أحسن ما كان فلما رأته لم تعرفه فقالت له: بارك الله فيك هل رأيت نبي الله أيوب هذا ‏المبتلى؟ فوالله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحًا، فقال لها عليه الصلاة ‏والسلام: فإني أنا هو.‏ وكان لنبي الله أيوب عليه السلام بيدران بيدر للقمح وبيدر للشعير فبعث الله تبارك وتعالى ‏بقدرته سحابتين، فلما كانت إحداهما على بيدر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، ‏وأفرغت السحابة الأخرى على بيدر الشعير الفضة حتى فاض وعم، وبينما كان أيوب عليه ‏السلام يغتسل خرّ عليه وسقط جراد من ذهب وهذا إكرام من الله تعالى لنبيه أيوب عليه ‏السلام ومعجزة له، فشرع عليه السلام يحثي ويجمع في الثوب الذي كان معه استكثارًا من ‏البركة والخير الذي رزقه الله إياه، فناداه ربه: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى، فقال عليه ‏الصلاة والسلام: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك، رواه البخاري وأحمد من حديث أبي ‏هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، ورواه أحمد في مسنده موقوفًا، ورواه بنحوه ابن أبي حاتم ‏وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه بإسناد على شرط الصحيح.‏ وأغنى الله تبارك وتعالى عبده أيوب بالمال الكثير بعد أن كان قد فقد أمواله، ورد الله تبارك ‏وتعالى لأيوب عليه السلام أولاده فقد قيل: أحياهم الله تبارك وتعالى له بأعيانهم، وزاده ‏مثلهم معهم فضلا منه وكرمًا، والله يؤتي فضله من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب.‏ يقول الله تبارك وتعالى:‏ وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (83) فإستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ‏وءاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين (84) {سورة الأنبياء} ‏ أيوب يبر بيمينه ولا يحنث ‏ضاق الحال بزوجة أيوب عليه السلام ذات يوم فباعت نصف شعرها لبعض بنات الملوك ‏فصنعت له من ثمنه طعامًا فحلف أيوب عليه الصلاة والسلام أن شفاه الله تعالى ليضربنها ‏مائة جلدة، ولما أراد أيوب عليه الصلاة والسلام أن يبر بيمينه بعد شفائه أمره الله أن يأخذ ‏ضغثًا وهو الحزمة من الحشيش أو الريحان أو ما أشبه ذلك فيه مائة قضيب فيضرب بها ‏زوجته ضربة واحدة وبذلك لا يحنث في يمينه، ولقد شرع الله تعالى له ذلك رحمة بها ‏ولحسن خدمتها إياه وشفقتها عليه أثناء مرضه ومصائبه التي ابتلي بها طوال الثماني ‏عشرة سنة التي ابتلاه الله بها، ولأنها كانت امرأة مؤمنة صالحة تقية صابرة تؤدي حق زوجها ‏عليها وتحسن معاشرته في السراء والضراء، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله تعالى ‏وأناب إليه وخافه.‏ موت أيوب عليه السلام لقب نبي الله أيوب عليه السلام بالصديق وضرب به المثل في الصبر بسبب صبره الجميل ‏طيلة الثماني عشرة سنة على المصائب والبلايا، وعاش أيوب عليه الصلاة والسلام بعد رفع ‏الضر والمصائب عنه مسارعًا في طاعة الله لا تغره الحياة الدنيا وزهرتها يؤدي ما فرض الله ‏عليه ويدعو إلى دين الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له ويستعمل ما رزقه الله من أموال ‏كثيرة في طاعة الله، إلى أن توفاه الله وهو عنه راض.‏ وقيل إنه لما توفي كان عمره ثلاثًا وتسعين سنة، وقيل أكثر من ذلك.‏ عصمة أيوب من الأمراض المنفرة ‏ اعلم رحمك الله بتوفيقه أن علماء العقيدة قد قرروا أن أنبياء الله ورسله هم صفوة خلق الله، ‏فيجب للأنبياء الصدق ويستحيل عليهم الكذب، ويجب لهم الفطانة(الذكاء)ويستحيل عليهم ‏البلادة والغباوة، ويجب لهم الصيانة فيستحيل عليهم الرذيلة والسفاهة والجبن، ويجب لهم ‏الأمانة ويستحيل عليهم الخيانة، فالأنبياء سالمون من الكفر وكبائر الذنوب وصغائر الخسة ‏كسرقة حبة عنب، وكذلك يستحيل عليهم الأمراض المنفرة التي تنفر الناس عنهم، وهذا من ‏العصمة الواجبة لهم.‏ 

مريض يداوي طبيباً


مريض يداوي طبيباً
يقول أحد المرضى: ذهبت للعلاج في بريطانيا فأدخلت أكبر المستشفيات هناك, لا يكاد يدخله إلا كبير أو وزير, فلما دخل علي الطبيب ورأى مظهري قال: أنت مسلم؟ قلت: نعم . فقال: هناك مشكلة تحيرني منذ سنين هل يمكن أن تسمعها مني؟ قلت: نعم. فقال: أنا عندي أموال كثيرة ووظيفة مرموقة.. وشهادة عالية, وقد جربت جميع المتع؛ شربت الخمور المتنوعة، وواقعت الزنا، وسافرت إلى بلاد كثيرة ومع ذالك لا أزال أشعر بضيق دائم وملل من هذه المتع. 
عرضت نفسي على عدة أطباء نفسيين وفكرت في الانتحار عدة مرات لعلي أجد حياة أخرى ليس فيها ملل.. ألا تشعر أنت بمثل هذا الملل والضيق ؟
 فقلت له: لا .. بل أنا في سعادة دائمة.. وسوف أدلك على حل المشكلة ولكن أجبني. أنت إذا أردت أن تمتع عينيك فماذا تفعل؟ قال: أنظر إلى امرأة حسناء أو منظر جميل. 
قلت: فإذا أردت أن تمتع أذنيك فماذا تفعل؟ 

قال: أستمع إلى موسيقى هادئة. 

قلت: فإذا أردت أن تمتع أنفك فماذا تفعل؟ 

قال: أشم عطراً أو أذهب إلى حديقة . 

قلت له: حسناً . 
إذا أردت أن تمتع عينيك لماذا لا تستمع إلى موسيقى؟ 
فعجب مني وقال: لا يمكن؛ لأن هذه متعة خاصة بالأذن. 
قلت: فإذا أردت أن تمتع أنفك لماذا لا تنظر إلى منظر جميل؟ 
فعجب أكثر مني وقال: لا يمكن؛ 
لأن هذه متعة خاصة بالعين ولا يمكن أن يتمتع بها الأنف. 

قلت له : حسناً .. وصلت إلى ما أريده منك. 
أنت تحس بهذا الضيق والملل في عنينك؟ قال : لا. 
قلت: تحس به في أذنك في أنفك.. فمك.. فرجك ؟! 
قال: لا بل أحس به في قلبي في صدري. 

قلت له: أنت تحس بهذا الضيق في قلبك 
والقلب له متعة خاصة به لا يمكن أن يتمتع بغيرها، 
ولابد أن تعلم الشيء الذي يمتع القلب.. 
لأنك بسماعك للموسيقى وشربك للخمر ونظرك وزناك لست تمتع قلبك 
بل تمتع هذه الأعضاء.. فعجب الرجل وقال: صحيح، فكيف أمتع قلبي ؟ 

قلت: بأن تشهد أن لا إله إل الله وأن محمداً رسول الله. 
وتسجد بين يدي خالقك وتشكو بثك وهمك إلى الله 
فإنك بذلك تعيش في راحة واطمئنان وسعادة. 
فهز الرجل رأسه وقال: أعطني كتباً عن الإسلام وسوف أسلم. 
ثم أكملت علاجي وسافرت, ولعل الرجل يكون أسلم بعد ذلك. 

وقفة: يقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ))[يونس:57] (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ))[يونس:58]. 
ويقول في الآية الأخرى: (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ))[العنكبوت:4] . 

فعجباً لأقوام يلتمسون الأنس ولانشرح ويبحثون عن السعادة في غير طريقها. 

والله إن السعادة كل السعادة في أن يكون الإنسان مؤمناً بالله 
وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره . 
السعادة كل السعادة في أن يكون الله ورسوله أحب إليه من ولده وماله ونفسه . 

- السعادة كل السعادة في أن يكون الإنسان داعياً إلى الله سبحانه وتعالى 
مشمراً ومضحياً من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور 
وهادياً يهديهم إلى طريق الرشاد .. 

- السعادة كل السعادة في مناجاة الله في الثلث الأخير من الليل. 

ـ السعادة كل السعادة في أن تمسح على رأس يتيم، 
وأن تصل رحمك، وأن تطعم الطعام وتفشي السلام وتصلي بالليل والناس نيام . 
ـ السعادة كل السعادة في أن تبر والديك، 
وأن تحسن لأقربائك، 
وأن تحسن لجارك، 
وأن تبتسم في وجه أخيك 
وأن تتصدق بيمينك حتى لا تعلم بها شمالك.. 

هذه السعادة في الدنيا فكيف بسعادة الآخرة؟!! 


عقوبة الكذب عند النمل


عقوبة الكذب عند النمل

في أحد المرات كنت جالساً في البرية وأقلب بصري هنا وهناك، أنظر إلى مخلوقات الله وأتعجب من بديع صنع الرحمن .. 
ولفت نظري هذه النملة التي كانت تجوب المكان من حولي تبحث عن شيء لا أظن أنها تعرفه ... ولكنها تبحث وتبحث .. لا تكل .... ولا تمل .. يقول وأثناء بحثها عثرت على بقايا جرادة .... وبالتحديد رجل جرادة ... وأخذت تسحب فيها وتسحب وتحاول أن تحملها إلى حيث مطلوب منها في عالم النمل وقوانينه أن تضعها .... هي مجتهدة في عملها وما كلفت به ... تحاول ... وتحاول .. يقول : وبعد أن عجزت عن حملها أو جرها ذهبت الى حيث لا أدري واختفت .. وسرعان ما عادت ومعها مجموعة من النمل كبيرة وعندما رأيتهم علمت أنها استدعتهم لمساعدتها على حمل ما صعب عليها حمله .. فأردت التسلية قليلاً وحملت تلك الجرادة أو بالأصح رجل الجرادة وأخفيتها .... فأخذت هي ومن معها من النمل بالبحث عن هذه الرجل .. هنا وهناك ... حتى يئسوا من وجودها فذهبوا .. لحظات ثم عادت تلك النملة لوحدها فوضعت تلك الجرادة أمامها .. فأخذت تدور حولها وتنظر حولها .. ثم حاولت جرها من جديد .. حاولت ثم حاولت .. حتى عجزت . . ثم ذهبت مرة أخرى ... وأظنني هذه المرة أعرف أنها ذهبت لتنادي على أبناء قبيلتها من النمل ليساعدوها على حملها بعد أن عثرت عليها ... جاءت مجموعة من النمل مع هذه النملة بطلة قصتنا وأضنها نفس تلك المجموعة .. !! يقول : جاءوا وعندما رأيتهم ضحكت كثيراً وحملت تلك الجرادة وأخفيتها عنهم .... بحثوا هنا وهناك ... بحثوا بكل إخلاص .. و بحثت تلك النملة بكل مالها من همة .. تدور هنا و هناك .. تنظر يميناً و يساراً .. لعلها أن ترى شيئاً ولكن لا شيء فأنا أخفيت تلك الجرادة عن أنظارهم ....... ثم إجتمعت تلك المجموعة من النمل مع بعضها بعد أن ملت من البحث ومن بينهم هذه النملة ثم هجموا عليها فقطعوها إرباً أمامي وأنا أنظر والله إليهم وأنا في دهشة كبيرة و أرعبني ما حدث .. قتلوها .. قتلوا تلك النملة المسكينة .. قطعوها أمامي .... نعم قتلوها أمامي قتلت وبسببي ... وأظنهم قتلوها لأنهم يظنون بأنها كذبت عليهم !! سبحان الله حتى أمة النمل ترى الكذب نقيصة بل كبيرة يعاقب صاحبها بالموت......... !! حتى النمل يعتبرون الكذب جريمه يعاقب عليها لإثمه و شدة جرمه.. فأين من يعتبر ؟؟ فكيف ان كان الكذب يحمل اساءة او شك او تقوم من وراءه الفتن و الحروب و خراب البيوت ... اين من يعتبر من النمل المخلوق الصغير ..؟؟ 

ثلاث قصص صغيره ذات معاني كبيره


ثلاث قصص صغيره ذات معاني كبيره 


القصة الأولي يحكى أن امرأة زارت صديقة لها تجيد الطبخ لتتعلم منها سر " طبخة السمك" ؛ وأثناء ذلك لاحظت أنها تقطع رأس السمكة وذيلها قبل قليها بالزيت ، فسألتها عن السر ، فأجابتها بأنها لا تعلم ، ولكنها تعلمت ذلك من والدتها ؛ فقامت واتصلت على والدتها لتسألها عن السر ، لكن الأم أيضا قالت أنها تعلمت ذلك من أمها ( الجدة ) ؛ فقامت واتصلت بالجدة لتعرف السر الخطير ، فقالت الجدة بكل بساطة : لأن مقلاتي كانت صغيرة والسمكة كبيرة عليها ! مغزى القصة:أن البشر يتوارثون بعض السلوكيات ويعظمونها دون أن يسألوا عن سبب حدوثها من الأصل !! 
القصة الثانية عن رجل وقف يشاهد فراشة تحاول الخروج من شرنقتها ، وكانت تصارع للخروج ثم توقفت فجأة ، وكأنها تعبت ، فأشفق عليها ، فقص غشاء الشرنقة قليلا ليساعدها على الخروج ؛ وفعلا خرجت الفراشة ، لكنها سقطت ، لأنها كانت ضعيفة لا تستطيع الطيران كونه أخرجها قبل أن يكتمل نمو أجنحتها.
 مغزى القصة :أننا نحتاج لمواجهة الصراعات في حياتنا خصوصا في بدايتها ، لنكون أقوى وقادرين على تحمل أعباء الحياة وإلا أصبحنا ضعفاء عاجزين ! القصة الثالثة أحد مديري الإنشاءات الذي ذهب إلى موقع البناء ، وشاهد ثلاثة عمال يكسرون حجارة صلبة ، فسأل الأول : ماذا تفعل ؟ فقال : أكسر الحجارة كما طلب رئيسي ؛ ثم سأل الثاني نفس السؤال فقال : أقص الحجارة بأشكال جميلة ومتناسقة ؛ ثم سأل الثالث فقال : ألا ترى بنفسك ، أنا أبني ناطحة سحاب ؛؛؛ فرغم أن الثلاثة كانوا يؤدون نفس العمل ،إلا أن الأول رأى نفسه عبداً ،والثاني فناناً ،والثالث صاحب طموح وريادة.
 مغزى القصة: أن عباراتنا تصنع إنجازاتنا ، ونظرتنا لأنفسنا تحدد طريقنا في الحياة 

حدث في مثل هذا اليوم



29 جويلية 2011

سنة 1896 - استولى بطرس الأكبر قيصر روسيا على "أزوف" التي كانت خاضعة لتركيا.
سنة 1899 - إعلان لاهاي، الذي يقضي بحظر استعمال الغازات السامة في الحروب
سنة 1913 - الاتفاق الإنجليزي العثماني بشأن تعيين حدود ونظام الحكم في دول وإمارات الخليج.
سنة 1937 - تنصيب فاروق الأول ملكاً على مصر.
سنة 1981 - زواج الأمير تشارلز ولي عهد إنجلترا بالأميرة ديانا سبنسر
سنة 1883 - ولادة الزعيم الفاشي الإيطالي بنيتو موسوليني.
سنة 1890 - انتحار الرسام الهولندي فان جوخ بعد إطلاقه النار على نفسه.
سنة 1957 - إنشاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
سنة 1958 - إنشاء وكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا ) .
سنة 1994 - احتجبت صحيفة النهار التي تصدر من القدس عن الصدور بسبب منعها من التوزيع في الضفة وغزة.
منقول عن موقع برامج صخر للحاسوب

كيف تريد أن يكون رمضانك؟؟؟



كيف تريد أن يكون رمضانك؟؟؟
الخطبة الأولى
لطالما حدثْنا أنفسنا باهْتِبَال فرصة رمضان، ولكم مَنَّيْنَاها بصلاحها فيه، ولطالما عاهدنا أنفسنا قبل دخوله بأَوْبةٍ حَقّةٍ وتوبةٍ صادقةٍ ودمعةٍ حارةٍ ونفسٍ متشوّقةٍ، ولكن كلما أتى قضى الشيطانُ على الأمنية، وخَاسَتِ النفسُ الأمارةُ بالسوء بعهدها وغدرت، فثابت لياليَ ورجعت أيامًا، ثم عادت لسالف عهدها كأنْ لم تَغْنَ بنور رمضان وضيائه.
وها نحن ـ أيها الأحبة في الله ـ يطالعنا شهرٌ وموسمٌ من الخير جديد، فأيُ رمضانٍ يكونُ رمضانُك هذه المرة؟! هل هو رمضانُ المسَوِّفِين الكسالى، أم رمضان المسارعين المجدين؟! هل هو رمضان التوبة، أم رمضان الشِقْوَة؟! هل هو شهرُ النعمةِ، أم شهرُ النِّقْمة؟! هل هو شهر الصيام والقيام، أم شهر الموائد والأفلام والهيَام؟! هذا ما يعْتَلِجُ بالفؤاد ويدُور بالخَلَد.
ها هو هلال رمضان قد حلَّ، ووجه سعدِهِ قد طلَّ، رمضان هلَّ هلاله، وخيّمت ظلاله، وهَيْمَنَ جلاله، وسَطَع جماله، لقد أظلّنا موسم كريم الفضائل، عظيم الهبات والنَّوَائل، جليل الفوائد والمكارم. أيام وليالي رمضان نفحاتُ الخير ونسائم الرحمة والرضوان، فما ألذّها من أيام معطّرةٍ بالذكر والطاعة، وما أجملها من ليالٍ منوّرةٍ بابتهالات الراغبين وحنين التائبين.
رمضان المنحةُ الربّانية والهبةُ الإلهية، قال تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [البقرة:185].
شهرٌ يَفُوقُ على الشهورِ بليلةٍ  مِن ألفِ شهرٍ فُضّلت تَفْضِيلا
طُوبى لعبدٍ صَحَّ فيه صيـامُهُ    ودعا الْمهيمنَ بُكْرَةً وأَصِيلا
وبِلَيْلِهِ قد قـامَ يَختمُ وِرْدَهُ     مُتَبَتِّـلاً لإلَهِـهِ تَبْتِـيـلا
رمضان أشرُف الشهور، وأيامُه أحلى الأيام، يعاتِبُ الصالحونَ رمضانَ على قلة الزيارة وطول الغياب، فيأتي بعد شوقٍ ويَفِدُ بعد فراق، فيجيبه لسانُ الحال قائلاً:
أهـلاً وسهـلاً بالصيامْ        يـا حَبِيبا زارنَـا في كل عامْ
قد لقينـاك بحـبٍّ مُفْعَمٍ       كُلُّ حُبٍّ في سوى المولى حَرامْ
فاقْبَلِ اللهمَّ ربي صومَنـا       ثُم زدنـا من عَطَايَاك الجِسَامْ
لا تُعَاقِبْنـا فقد عاقَبَنـا        قَلَقٌ أسهرنـا جُنْـحَ الظَّلامْ
أخي الحبيب، إن رمضانَ فرصةٌ من فرصِ الآخرةِ التي تحمل في طَيَّاتها غفرانَ الذنوب وغسْلَ الحَوْب، وكم تمر بنا الفرص ونحن لا نشعر. هذه فرصة وما أعظمها، تحملُ سعادةَ الإنسان الأبدية، فأين المبادرون؟! وأين المسارعون؟!
إن الصيام هو المدرسة التي يتعلمُ منها المسلمون، ويتهذّب فيها العابدون، ويتَحَنَّثُ فيها المُتَنَسِّكون.
جاء شهرُ الصيامِ بالبركاتِ      فأكرِمْ به من زائرٍ هو آتِ
نعم، إنه شهر البركات والرحمات، فرمضان شهر الطاعة والقُرْبَى والبر والإحسان والمغفرة والرحمة والرضوان والعتق من النيران، ففي الصحيحين عن أبي هريرة http://www.alminbar.net/images/radia-icon.gif عن النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif قال: ((إذا دخل رمضان فُتحَت أبواب الجنة، وغُلِّقَت أبواب جهنم، وسُلْسِلت الشياطين))، وعنه http://www.alminbar.net/images/radia-icon.gif قال: قال رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((إذا كان أولُ ليلةٍ من رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدَةُ الجن، وغُلِّقَت أبواب النيران فلم يُفتَح منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقْبِل، ويا باغي الشر أقْصِر، ولله عتقاءُ من النار، وذلك كُلَ ليلة)) رواه الترمذيُ وابنُ ماجه والنسائيُ وحسّنهُ الألبانيُ.
الصيامُ يُصلِح النفوسَ، ويدفع إلى اكتساب المحامد والبُعد عن المفاسد. به تُغفر الذنوبُ، وتُكفَّر السيئات، وتزدادُ الحسنات، يقول المصطفى http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه.
نعم يا عبد الله، رمضانُ سببٌ لتكفير الذنوب والسيئات إلا الكبائر، قال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مُكَفِّرَات لما بينهنّ إذا اجتُنِبت الكبائر)) رواه مسلم، وقال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفّرها الصلاة والصوم والصدقة)) متفق عليه.
رمضان فيه إجابةُ الدعوات وإقالةُ العَثَرات، قال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((لكل مسلمٍ دعوةٌ مستجابةٌ يدعو بها في رمضان))، ويقول http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم)) رواه أحمد.
هذه هي فرصة رمضان، فأيُ رمضانٍ يكونُ رمضانك؟! وتلك هي نعمة رمضان، فماذا أنت فاعل؟! وماذا أنت صانع؟!
أتـى رمضانُ مزرعةُ العبـادِ   لتطهيرِ القلوبِ من الفسادِ
فأدِّ حـقوقَهُ قـولاً وفعـلاً   وزادكَ فاتَّخـذهُ للمَعَـادِ
فمن زَرَع الحبوبَ وما سَقَاها    تأوَّهَ نادِمـا يومَ الحصَـادِ
إن شهرًا بهذه الصفات وتلك الفضائل والمكرمات لحَريّ بالاهْتِبَال والاهتمام، فهل هيّأت نفسك ـ أخي المسلم ـ لاستقباله وروَّضْتَها على اغتنامه؟! عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يُفْتَحُ فيه أبوابُ الجنة، ويُغْلقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خير من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرها فقد حُرِمْ)) رواه أحمدُ والنسائيُ وصحّحه الألباني.
لقد كان الرسولُ http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif يبشّر أصحابه بقدوم رمضان وإتيانه، كُل ذلك شَحْذًا للهِمَم وإذْكاءً للعزائم وتهيئةً للنفوس، حتى تُحسنَ التعامل مع فرصةِ رمضان، وحتى لا تفوِّتها، وهذا شأن السلف الصالح رحمهم الله تعالى، قال مُعَلّى بنُ الفْضَلِ عن السلف: "إنهم كانوا يدعون الله جلّ وعلا ستة أشهر أن يبلّغهم رمضان، ويدعونه ستةً أخرى أن يتقبّله منهم"، وقال يحيى بنُ كثيرٍ رحمه الله كان من دعائهم: "اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمَه مني فتقبّله".
أيها الأحبة في الله، قدوم رمضان تلو رمضان يدل على تعاقب الأيام، فالأيام تمضي، والسنون تجري، وكُلٌّ إلى داع الموت سيُصغِي:
تَمـرّ بنـا الأيـامُ تَتْـرَى وإنَّما       نُسَاقُ إلى الآجالِ والعينُ تنظرُ
فلا عائدٌ ذاك الشبابُ الذي مَضَى       ولا زائلٌ هذا الْمَشِيبُ المُكَدّرُ
عباد الله، ها هو شهر العزة والكرامة، شهر الجهاد والنصر، شهر الجدية والعزيمة، ها هو قد أتى، فهل آن للأمة أن تنفضَ عنها غبارَ التبعية؟! هل آن لها أن ترفعَ عن نفسها أسباب الذلة والهوان؟!
لقد زارنا رمضان مرات عديدة، فما زارنا في مرة إلا وجَدَنا أسوأ من العام الذي قبله؛ أممٌ مُتَناثِرَةٌ، وقلوبٌ مُتَنافِرَة، ودولٌ متقاطِعةٌ، وأحزابٌ مُتصارِعة، وفتنٌ مُحْدِقَةٌ، وشهواتٌ مُفرقةٌ، الأمة في مَسَاغِبِها ومجاعاتها وأمراضها.
رمضان أتى بخيراته وبركاته، فكيف حال الناس؟! بل كيف حال الأمة الإسلامية؟! رمضان آتٍ والأمةُ تَمِيدُ بها الأرض جرّاءَ تسلّط الأعداء على ديارها، الأرضُ المباركةُ تعاني الذلة والهوان. رمضان آتٍ والأمة لا زالت تغالب الصليب في أفغانستان والعراق، واليهود في فلسطين، والإلحادَ والشيوعيةَ في الشيشان، وتقاسي الأمرَّين وهي توصَمُ ظلمًا وزورًا بالغلّو والتطرّف والإرهاب.
رمضان آتٍ ـ يا عبد الله ـ فأيُ رمضان يكون رمضانك؟! وما استعدادك؟! وما مراسم استقبالك له؟! فالناس في استقباله أقسام، فهل أنت ـ يا أخي ـ من القسم الفَرِحِ بقدومه؛ لأنه يزداد به قُرْبَى وزُلْفَى إلى ربه جل وعلا، وهذا شأن المؤمنين: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifيَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gif قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [يونس:57، 58]، ونبينا محمد http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gifعلى رأس هؤلاء، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل في كل ليلة، فيدارسه القرآن، فلرسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif أجود بالخير من الريح المُرْسَلَة. متفق عليه.
وهناك صنف ثان ـ وأعيذك بالله من حاله ـ لا يعرف ربه إلا في رمضان، فلا يصلي ولا يقرأ القرآن إلا في رمضان، وهذه توبةٌ زائفةٌ ومخادِعةٌ وتَسْوِيلٌ من الشيطان، وبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.
ويا حسرة على أقوام تُعَساء يستقبلونه بالضَّجَر والتضايق والحرج، على أنه شهر جوع نهاري وشبع ليلي. إن بعض العصاة يرونه مانعًا لهم من شهواتهم ومن مآربهم الباطلة، فهم كالذئاب في الليل تَعْوِي، وكالجيف في النهار تَخُور كما يَخُور الثور. ويا عجبًا هل يُتَأفَّف من شهر الرضوان والرحمة؟! لا والله، بل هو شهر الخير والنعمة والبركة. إن الواحد من هؤلاء ـ هداهم الله ـ يُحس بالحرمان من الشهوات، ولذلك تراهم إذا قدم رمضان غيرَ فرحين بقدومه؛ لأن هؤلاء يريدون أن يغترفوا من حَمْأَة اللذة المحرمة، حتى لقد قال بعض التُّعَساء من أولاد الخلفاء كما ذكره الحافظ ابن رجب في الوظائف:
دعانِيَ شهرُ الصوم لا كان من شِهْرِ      ولا صُمـتُ شهرًا بعده آخـرَ الدهـرِ
فلو كـان يُعْدِيـني الأنـامُ بقوةٍ        على الشهر لاسْتَعدَيتُ قومي على الشهرِ
والذي حصل لهذا الشاب أن ابتلاه الله بمرض الصَّرَع، فكان يُصْرَعُ في اليوم مراتٍ وكراتٍ، وما زال كذلك حتى مات قبل أن يصوم رمضان الآخر، نسأل الله تعالى حسن الختام.
أيها المسلم، إن من نعم الله تعالى عليك أن مدّ في عمرك، ومدّ في أنفاسك، وجعلك تدرك خيرات هذا الشهر العظيم، فاحمدوا الله ـ عباد الله ـ أن بلَّغكم، واشكروه على أن أخَّركم إليه ومكَّنكم، فكم من طامعٍ بلوغَ هذا الشهر فما بلغه، كم مؤمِّل إدراكَه فما أدركه، فاجأه الموت فأهلكه.
أيها المسلمون، بلغناهُ وكم حبيب لنا فقدناه، أدركناه وكم قريبٍ لنا أضجعناه، صُمناه وكم عزيز علينا دفناه.
يا ذا الذي ما كفَاهُ الذنبُ في رجب     حتَّى عصى ربَّه في شهر شعبانِ
لقد أظلك شهرُ الصّـوم بعدهُمـا      فلا تصيّره أيضًا شهـرَ عِصْيانِ
واتل القُرَان وسبِّح فيـه مجتهـدًا       فإنـه شهر تسبيـح وقـرآنِ
كم كنت تعرف ممن صام في سَلَفٍ       من بين أهل وإخـوان وجيرانِ
أفناهم الْموتُ واستبقـاك بعدَهم        حيًا فما أقرب القاصي من الداني
يا عبدَ الله، يا أمةََ الله، هل يأتي عليكما رمضان وأنتما في قوةٍ وعافيةٍ؟! فكم من إنسان صام رمضان الفائت في عافيةٍ وصحة وقوة يأتي عليه رمضان القابل وهو قعيدُ الفراش أسيرُ المرضِ. هل يأتي عليك رمضان وأنت في أمن وأمان على نفسك وأهلك ومالك؟!
يا عبد الله، يا مَن تعيش آمنًا مُستقِرًّا تتلذّذ بخيرات الله، خِلْ نفسَك واحدًا من هؤلاء الذين يصومون وهم أُسارى أو يتسحّرون ويفطرون على الحدود وفي الملاجئ، خِلْ نفسك واحدًا من أولئك الذين يحتاجون إلى الفِطْر دفاعًا عن الملة والدين، خِلْ نفسك جائعًا مطرودًا شريدًا كما يحصل للمسلمين الفلسطينيين وغيرهم من المسلمين في غير ما مكان، الذين يعانون آلام الحصار والتشرذم والشتات وتسلط الكفار والفجار.
رمضان شهر الشعور بإخوانك المسلمين، فأي رمضان رمضانك؟! هل شعرت بإخوانك في أقاصي الأرض ومغاربها؟! لا بد للمسلم الصائم أن يشعر بآلام المسلمين، وأن يستشعر حال إخوانه في كل مكان، فإذا جاع تذكر أن آلاف البطون جوعى تنتظر لقمةً، فهل من مُطعِم؟! وهو إذا عطش تذكّر أن آلاف الأكباد عطشى تنتظر قطرةً من الماء، فهل من ساقٍ؟! وهو إذا لبس تذكر أن آلاف الأجساد قد لحقها العري، فهل من كاسٍ؟! يشعر بنعمة الله جلا وعلا عليه أن أعطاه السحور والإفطار وغيره محروم، أن ألبسه وغيره عارٍ، فالحمد لله على نعمائه.
رمضان شهر العبادة، فأيُ رمضان رمضانك؟! هل اتخذت منه فرصة لتربية نفسك على العبادة؟! فالصيام يربينا على العبادة، فلئن كان المسلم يعبد ربه جل وعلا في سائر شهوره وأيامه إلا أنه يأخذ في رمضان دورةً عباديةً يزيد فيها من جُرُعَات الطاعة ونَكَهاتِ الإيمان والإخلاص، حتى يقوى على ما تبقى من الشهور، ويجعل هذه الفرصة مُنطَلَقًا إلى فعل الخيرات، تقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره. أخرجه مسلم.
وليالي رمضان تاج ليالي العام، ودُجَاها ثمينة بظلمائها، فيها تصفو الأوقات وتحلو المناجاة، قال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((أفضلُ الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل)). ورمضانُ شهر القيام، يقول النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه. وقيام رمضان أمر مشروع، فعلى المسلم أن يحرص على أداء صلاة التراويح، وأن يكملها مع الإمام حتى ينصرف، قال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((من قام مع إمامه حتى ينصرف كُتِب له قيام ليلة)) رواه أهل السنن وهو صحيح. فلله الحمد والمنة، يقومُ المصلي ساعةً من الليل مع الإمام فكأنما قام الليل كله.
ولا ننس ـ أيها الإخوة ـ الاهتمام بالفرائض أولاً، والمواظبة عليها في المساجد جماعة، فالله عز وجل يحب التقرب إليه بالفرائض، فلا ننس الفرض ونهتم بالنوافل والمستحبات.
رمضان شهر النفحات والبركات، فلماذا لا نقوم رمضان؟! لماذا لا نجرّب لذّة القرآن، ولذّة المناجاة والدعاء؟! لماذا لا نجرّب وقت الأسحار وهَجِيع الليل؟! لماذا لا ننطرح بين يدي مولانا؟! فربنا ينزل في ثلث الليل الأخير نزولاً يليق بجلاله وعظمته يعرض نفحاته ورحماته، فلماذا لا نتعرّض لرحمات الله؟!
قُم في الدُّجَى واتْلُ الكتابَ ولا تَنمْ       إلا كـنومـة حـائِرٍ وَلْهَـانِ
فلـربّمـا تـأتـي المنيّـة بغتـةً      فتُسَـاقُ من فُرُشٍ إلى أكفـانِ
يا حبّذا عينـانِ في غَسَـقِ الدُّجَى       من خشيـة الرحمـن بـاكيتانِ
فـالله ينـزلُ كُـلّ آخـر ليـلةٍ       لسمـائه الدنيـا بلا نُكْـرَانِ
فيقـولُ هـل من سـائلٍ فأجيبَه        فأنا القريبُ أجيبُ منْ نـادانِي
ولكن يا حسرةً على المحرومين، ويا حسرةً على المفتونين الذين يجعلون وقت السحر ووقت الاستغفار وقت النزول الإلهي فرصةً للعب واللهو ومشاهدة القنوات وتقليب الأبصار في الغانياتِ والمومساتِ، يا حسرةً على العباد.
رمضان شهر التقوى، فأي رمضان يكون رمضانك؟! هل درّبنا نفوسنا ووطَّنَّاها على هجر المعاصي؟! فرمضان فرصة لترك الذنوب، فالمعنى السامي للصيام أنه يجمع بين التقوى الحسية والتقوى المعنوية، فمن أخلّ بواحدةٍ منهما فما استكمل الصيام، ولذا قال جل وعلا: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [البقرة:183]. يؤكد هذا المعنى ـ أيها الصُوَّام ـ قول النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) رواه البخاري، قال بعض السلف: "أهون الصيام ترك الطعام والشراب".
فيا أهل اللهو والعبث، ويا أهل البرامج والفوازير والمسابقات، نبيكم http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif يقول: ((ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث)) رواه ابن حبان، هذا هو الصيام، فإذا تحقق فيه ذلك كان جُنَّةً من المعاصي. الصيام الذي لا يمنعك من النظر إلى الحرام والسب والشتم والتلاحي والخصام والغيبة والنميمة والقِيل والقال والولوغ في الأعراض فليس بصيام، إنما الصيام من اللغو والرفث، إذا تحقّق هذا كان جُنَّةً من المعاصي، وبالتالي جُنَّةً ووقايةً من النار، قال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((الصيام جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بها العبد من النار)) رواه أحمد وحسّنه الألباني، وقال أيضًا: ((الصيام جُنَّة، فإذا كان يومُ صوم أحدكم فلا يرفثْ ولا يفسقْ ولا يجهلْ، فإن سابَّه أحدٌ فليقل: إني صائم))رواه الشيخان، وعن أبي هريرة http://www.alminbar.net/images/radia-icon.gif قال: قال رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر)) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وقال الصحابيُ الجليلُ جابرُ بنُ عبد الله http://www.alminbar.net/images/radia-icon.gif: (إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ، ولا يكنْ يومُ صومِك ويومُ فطرِك سواءً)، ويقول الإمام أحمد رحمه الله: "ينبغي للصائم أن يتعاهد صومَه من لسانه، ولا يماريَ في كلامه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا: نحفظُ صومنا، ولا نغتابُ أحدًا".
إذا لَم يكن في السمع مني تَصَـاوُنٌ     وفِي بصري غَضٌّ وفِي مَنْطِقِي صَمْتُ
فحظِّي إذًا من صومي الجوعُ والظَّمَا      فإن قلتُ إني صمتُ يومي فما صمتُ
أيها الأحبة، كان سَلف الأمّة يستعدون لرمضان بهممٍ عالية وعزائمَ قويةٍ وإراداتٍ ماضية؛ ليغتنموا رمضان في طاعة الله، ليجعلوه منطلقًا للخيرات ومنطلقًا إلى التوبة وإصلاح النفس والحال، ومع ذلك فإننا نجد عجبًا من بعض الناس، يستعدون لرمضان، ولكن بما يُفسد على الناس صومهم، ويهدم أخلاقهم، ويبعدهم عن تحسس واستشعار معاني الصيام والقيام، فيستعدون باللهو والعبث، وبما يفسد حرمة هذا الشهر الكريم، يستعدون لنا بالمسرحيات وبالمسلسلات وبالأفلام التي وإن لم تكن هابطة أو خالعة أو عارية ـ كما يقولون ـ فلا تعدو عن كونها مُبعِدةً للناس عن صومهم وقيامهم وعباداتهم. إنها مسلسلات جعلت هدفها الاستهزاء بسنة سيد المرسلين والسخرية بعباد الله الصالحين ومحاربة ثوابت الدين، فمرةً يغمزون اللحية والغيرة، وتارة يحتجون على المحرم للمرأة الخ... ناهيك عن تصويرهم للمستقيم على دينه المتمسك بسنة نبيه بصورة الأَبْلَه والموسوس والمتناقض، أما ظهور الفاتنات من النساء فحدّث ولا حرج.
يسبُّون دينَ الله في شهر صومهـم       فعن دينهم صاموا وبالكفر أفطروا
وبعض المفتونين يدير "الدش" على أجساد العرايا، ففي الليلة الواحدة يدور الواحد منهم على العالم شرقًا وغربًا، يفسد صيامه بالنظر الحرام، وباللهو الحرام، وبالفعل الحرام.
إنني أقول لمن ابتلوا بهذه القنوات أو المجلات أو بتضييع أوقاتهم فيما لا يفيد ولا ينفع: لماذا لا نفكر أن نبدل السيئة بالحسنة؟! لماذا لا نغتسل بماء التوبة النصوح من حَمْأَة الخطايا؟! لماذا لا نجعل هذا الشهر الكريم بداية لأن نهجر هذه القاذورات، سِيّما ونفوسنا مهيأة للخيرات؟!
لعلها ـ أيها الأحبة في الله ـ أن تكون بداية النهاية ـ إن شاء الله ـ لكل شيء يُبعِد عن الله ويُسخِطه، ولعلها أن تكون بداية الانطلاقة الحقيقية في المسارعة إلى الخيرات وإرضاء رب الأرض والسماوات.
الخطبة الثانية..........:
رمضان شهر التوبة، فأي رمضان يكون رمضانك؟! صعد رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif المنبر فقال: ((آمين، آمين، آمين))، فقيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين! فقال http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif: ((إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين)) أخرجه ابنُ خزيمة وابنُ حبان وانظر صحيح الترغيب والترهيب.
فالوحَى الوحَى قبل أن لا توبة تُنال، ولا عثرةَ تُقال، ولا يُفدَى أحدٌ بمال، فحُثّوا حَزْم جزمكم، وشدّوا لِبْدَ عزمكم، وأروا الله خيرًا من أنفسكم، فبالجدّ فاز من فاز، وبالعزم جاز من جاز، واعلموا أن من دام كسله خابَ أمله وتحقَّق فشله.
يا عبد الله، هذا أوان الجد إن كنت مجدًّا، هذا زمان التعبّد إن كنت مستعدًّا، هذا نسيم القبول هَبّ، هذا سيل الخير صَبّ، هذا الشيطان كَبّ، هذا باب الخير مفتوح لمن أحبّ، هذا زمان الإياب، هذا مغتسلٌ بارد وشراب، رحمة من الكريم الوهاب، فأسرعوا بالمتاب، قبل إغلاق الباب. فبادر الفرصة، وحاذر الفَوْتَة، ولا تكن ممن أبى، وخرج رمضان ولم ينل فيه الغفران والمنى.
ها هو موسم التوبة والإنابة، فباب التوبة مفتوح، وعطاء ربك ممنوح، فمتى يتوب من أسرف في الخطايا وأكثرَ من المعاصي إن لم يتب في شهر رمضان؟! ومتى يعود إن لم يعد في شهر الرحمة والغفران؟! فبادر بالعودة إلى الله، واطرق بابَه، وأكثر من استغفاره، واغتنم زمنَ الأرباح، فأيام المواسم معدودة، وأوقات الفضائل مشهودة، وفي رمضان كنوز غالية، فلا تضيِّعها باللهو واللعب وما لا فائدة فيه، فإنكم لا تدرون متى ترجعون إلى الله، وهل تدركون رمضان الآخر أو لا تدركونه. وإن اللبيب العاقل من نظر في حاله، وفكَّر في عيوبه، وأصلح نفسه قبل أن يفجأه الموت، فينقطع عمله، وينتقل إلى دار البرزخ، ثم إلى دار الحساب.
جعل الله صيامنا صيامًا حقيقيًّا مقبولاً، وجعله إيمانًا واحتسابًا، إيمانًا بما عنده، واحتسابًا لثوابه، كما أسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم وسائر المسلمين ممن صام الشهر، واستكمل الأجر، وفاز بليلة القدر، كما أسأله أن يجعلنا ممن يصومونه ويقومونه إيمانًا واحتسابًا، اللهم اكتب صيامنا في عداد الصائمين، وقيامنا في عداد القائمين.
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد...
سأليقها اليوم إن شاء الله تعالى بمسجد صهيب الرومي بالغدير
بقلم: أ عبد النور خبابة